فرع أولاد صالح بإقليم النواصر يُشعِل شعلة العمل الحزبي الحداثي

 

بعد مرور أقل من سنتين على المؤتمر الإقليمي الأول، وفي خطوة تعكس حيوية المنظومة الحزبية وتجذرها في الواقع المحلي، شهد إقليم النواصر حدثًا سياسيًا بارزًا تمثل في الافتتاح الرسمي لفرع أولاد صالح، المقر الثالث للكتابة الإقليمية للنواصر لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية. هذا الصرح الجديد، الذي أشرف عليه بصيغة عملية الأخ المختار بدروي الكاتب الإقليمي وعضو المكتب السياسي، ليس مجرد حجر وبناية، بل هو تجسيد لفكر جديد، وعزم متجدد على أن يكون الحزب حاضرًا بقوة في معترك الحياة العامة، منخرطًا في معالجة قضايا المواطن اليومية؛ حيث حضر الافتتاح الأخ محمد محب عضو المكتب السياسي، والأخ سهيل المعطي عضو المجلس الوطني، وأيضًا كاتب فرع أولاد صالح الأخ محمد جلول، إضافة إلى كتاب فروع الإقليم وعدد من مناضلات ومناضلي الحزب وبعض الفعاليات من أبناء المنطقة.
لقد جاء حفل الافتتاح، الذي احتضنه الفرع الجديد تحت شعار “بكل فخر واعتزاز… وبروح الأخوة والتضامن”، ليعبر عن دينامية جديدة يتسم بها العمل الحزبي في المنطقة. تخلل هذا العرس النضالي مجهودات الكتابة الإقليمية ومناضلي الحزب بالنواصر، ويبرهن على أن حزبنا سيقول كلمته خلال الاستحقاقات القادمة. إن اختيار تسمية “المنارة” للمقر ليس من قبيل الصدفة، فهو يعكس الطموح لأن يكون هذا الفضاء مشعلًا للفكر والتوعية، ومنصة للحوار البنّاء، ومركزًا لاستقبال انتظارات وهموم أبناء المنطقة خاصة، وإقليم النواصر عامة، والعمل على بلورتها إلى مشاريع ومبادرات ملموسة.
وبقلوب يملؤها الإيمان والوفاء، ترحم الحضور على أرواح جميع المناضلين والمناضلات الراحلين من أبناء المنطقة، الذين غرسوا بشرف ونزاهة أولى بذور العمل السياسي الوطني في تربتها. فقد كانت هذه الجماعة قلعة للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، تجسد هذا العمق بامتياز من خلال ولايتين رئاسيتين جماعيتين، تقلد خلالهما منصب الرئيس كلا المناضلين الفقيد محمد بلازي والأخ عبد الواحد بلازي، ليكونا نموذجين مشهودًا لهما بالانضباط والأمانة الإدارية النادرة، وسطّرا بسيرتهما صفحات مشرقة من العطاء والتضحيات، والتي سنظل نستلهم من مسيرتهما قيم النزاهة والعطاء دون كلل.
وفي لمسة وفاء واعترافًا بالعطاء، تم على هامش الحفل تكريم الأستاذ المعطي سهيل، تقديرًا لمسيرته الحافلة في العمل الحزبي، والتي شكلت نموذجًا في العطاء والتضحية. هذا التكريم ليس مناسبة للاسترجاع فحسب، بل هو إعلان عن التمسك بثوابت النضال وترسيخ لقيم الاعتراف بالجميل، مما يعمّق الشعور بالانتماء ويشحذ الهمم للمزيد من العطاء.
الأهم في هذا الحدث، الذي جرى يوم السبت 27 شتنبر 2025، أنه تجاوز الطابع الاحتفالي الشكلي إلى فضاء العمل والتخطيط الاستراتيجي. فقد تم – عقب الافتتاح – الاتفاق على جدول أعمال طموح وخارطة طريق واضحة المعالم، تهم بالدرجة الأولى تطوير المنطقة، لكن بأبعادها الإقليمية الأوسع، وهي خارطة طريق تمّت بلورتها بروح من المسؤولية العالية وبرؤية استشرافية.
ختامًا، إن افتتاح فرع أولاد صالح، الذي ينضاف إلى الزخم التنظيمي والحضور الجماهيري الدائم والمواكبة لمختلف مشاكل الساكنة بالإقليم، هو رسالة واضحة وغير مشفّرة لكل من يهمه الأمر من الكتابة الإقليمية للاتحاد الاشتراكي بالنواصر، مفادها أن الحزب، بتجذره على المستوى المحلي وبرؤيته الإقليمية، يعيد تأكيد حضوره كلاعب رئيسي في معادلة التنمية السياسية على مستوى الإقليم، مستعدًا لتحمل مسؤولياته كاملة في هذه المرحلة المحورية من بناء المغرب الحديث.

 


الكاتب : مراسلة خاصة

  

بتاريخ : 30/09/2025