فرق التدخل تكافح النيران وسوء الأحوال الجوية لاحتواء حرائق الغابات بالشمال

مازالت مختلف فرق التدخل تكافح ألسنة النيران ورياح الشرقي القوية وارتفاع درجة الحرارة لاحتواء الحرائق، التي اندلعت بغابات وعرة التضاريس بأقاليم العرائش وتطوان ووزان وشفشاون.
وتجاهد فرق التدخل، التي تعمل دون توقف أو راحة، لتفادي قدر الإمكان وصول ألسنة اللهب إلى الدواوير والمنازل القروية القريبة من هذه الغابات الواقعة على سفوح جبال الريف الغربي.
هي مهمة ليست باليسيرة بالنظر إلى وعورة تضاريس المنطقة والظروف المناخية غير المواتية.
بالعرائش، أكثر الأقاليم تضررا من حرائق الغابات بجهة الشمال، اجتاحت النيران مساحات شاسعة من غابات وحقول الأشجار وعددا من المنازل بمنطقة “بني يسف آل سريف”، وذلك رغم الجهود المتواصلة والتدخلات الميدانية المستمرة لعناصر المياه والغابات والوقاية المدنية والقوات المساعدة والقوات المسلحة الملكية وأعوان الإنعاش الوطني ومتطوعين من الساكنة، بتنسيق من السلطات المحلية، والمدعومة جوا بطائرات “كنادير” وتوربو تراش” المتخصصتين في إخماد النيران.
وساهمت قوة رياح الشرقي ، التي تفوق في بعض المناطق 20 كلم في الساعة، والحرارة المرتفعة بالمنطقة في زيادة سرعة انتشار النيران وانتقالها من نطاق غابوي إلى آخر، ما عقد مهمة فرق التدخل البرية.
وقال فؤاد العسالي، رئيس المركز الوطني لتدبير المخاطر المناخية بالوكالة الوطنية للمياه والغابات، إن كل المتدخلين، وطنيا ومحليا، لاسيما السلطات ومختلف فرق التدخل تقوم بجهود “جبارة جدا” بريا وجويا من أجل احتواء الحريق الواقع بالمجال الترابي للجماعات الترابية سوق القلة وبوجديان وتطفت، مبرزا أن أزيد من 1200 عنصر يعملون بريا لاحتواء النيران.
وأشار، في تصريح لقناة M24، التابعة لوكالة المغرب العربي للأنباء، إلى أن المساحة المتضررة من هذا الحريق، الذي يعتبر الأكبر من نوعه على الصعيد الوطني، بلغت حوالي 4600 هكتارا، مشيرا إلى أن الجهود مكنت من تحويطه بحوالي 50 في المائة، والجهود متواصلة لإتمام احتواء النيران في أقرب وقت ممكن.
وحسب مصادر محلية، فقد تم تأمين نقل 1325 أسرة موزعة على 19 دوارا، إلى حد الساعة، بعيدا عن أماكن هذا الحريق، وذلك حفاظا على سلامتهم ودرءا لكل المخاطر الممكنة.
وأضاف أن الحريق الثاني بإقليم العرائش، الواقع بجماعة ساحل المنزلة، تم تحويطه بنسبة 75 في المائة، لكن مع اتخاذ الحيطة والحذر بالنظر إلى هبوب رياح قد تؤجج الجمر الكامن.
لا يختلف الحال بحريق غابة «بني يدر» بإقليم تطوان الذي أتى على مساحة تصل إلى 220 هكتارا، إذ تواصل فرق التدخل الليل بالنهار للعمل على إخماد النيران التي اندلعت في وقت متقارب مع حريق العرائش، ولم تمنع وعورة التضاريس ولا ارتفاع درجة الحرارة سواعد عناصر فرق التدخل لبذل كل الجهود الممكنة.
وحسب السلطات المحلية لتطوان، فقد تم استقدام تعزيزات بشرية وتقنية إضافية من أجل دعم جهود إطفاء هذا الحريق، إذ تم، منذ الخميس، تنفيذ 34 طلعة إطفائية جوية لصب المياه بواسطة طائرات متخصصة في إخماد النيران من نوع «كنادير» تابعة للقوات الجوية الملكية، وأخرى من نوع «توربو تراش» تابعة للدرك الملكي، بينما تم أيضا نقل 265 شخصا من ساكنة 4 دواوير بعيدا عن بؤر النيران، ضمانا لسلامتهم.
هذا التنسيق يمكن من تجويد التدخل الميداني والجوي، ويجري العمل به أيضا من طرف فرق التدخل التي تعمل على إخماد الحريقين اللذين تم الإعلان عنهما بغابة عشاشة بإقليم شفشاون ، الذي أضر ب 80 هكتارا ، وبغابة جبل «أمزيز» بمقريصات بإقليم وزان ، الذي أتى على أكثر من 400 هكتار. وفي إقليم تازة علم لدى مصادر محلية السبت، أنه في إطار مواجهة الحريق الغابوي الذي تعرفه غابة «باب ازهار» بجماعة الصميعة بالإقليم، مازالت فرق التدخل تواصل مجهوداتها للسيطرة على الحريق، في وقت تستمر فيه التعبئة من أجل إسعاف ساكنة الدواوير والمداشر المعنية.
وذكرت المصادر ذاتها أنه تم تعزيز جهود التدخل الميداني باستقدام تعزيزات بشرية ولوجستيكية للقوات المسلحة الملكية، ومواصلة التدخل الأرضي على مستوى أربع بؤر للحريق بواسطة فرق مكونة من أفراد القوات المسلحة الملكية والدرك الملكي والقوات المساعدة والوقاية المدنية ومصالح المياه والغابات والسلطات المحلية، بدعم من متطوعين من ساكنة الدواوير المجاورة.
وأكدت المصادر استمرار التعبئة من أجل إسعاف ساكنة الدواوير والمداشر المعنية، من خلال نقل السكان بعيدا عن أماكن الخطر حفاظا على سلامتهم، مع تأمين المساكن المهددة عبر إحداث خنادق معيقة لتقدم النيران واجتثاث الأعشاب الثانوية الشديدة الاشتعال.
وحسب المصادر ذاتها، فقد تم تشكيل فرق مداومة لتتبع ومراقبة المناطق التي تم التدخل بها مخافة تجدد نشوب النيران جراء تسارع الرياح وارتفاع درجة الحرارة.
أما بخصوص الخسائر المسجلة، فتجدر الإشارة إلى اتساع المساحة التي طالتها النيران والتي تبلغ إلى حدود الساعة ما يقارب 550 هكتارا من الغطاء الغابوي، وذلك دون تسجيل أي خسائر بشرية.


بتاريخ : 18/07/2022