فرنسا تشدد القيود على حدودها وتحاول تجنب الحجر الشامل

 

عززت فرنسا، التي تعيش تحت أجواء حظر التجول الصارم من الساعة 18,00 مساء حتى السادسة صباحا، قيودها على الحدود الأحد الماضي، في محاولة لتجنب مزيد من إجراءات الحجر، بينما يتواصل انتشار نسخ متحورة من فيروس كورونا المستجد في جميع أنحاء البلاد.
في هذه الظروف تم فرض قيود جديدة لمنع انتشار كوفيد-19. فاعتبارا من الأحد الماضي أصبح على الوافدين إلى فرنسا من دول الاتحاد الأوروبي أن يبرزوا فحص كورونا سلبي أجري قبل أقل من 72 ساعة. وكان هذا الشرط مطبقا من قبل على القادمين من خارج الاتحاد الأوروبي منذ منتصف يناير.
وفي ما يخص القادمين من خارج الاتحاد ومن بلدان مثل المغرب، فإنه بالإضافة إلى الفحص السلبي الذي لا يتجاوز 72 ساعة عليهم أيضا الالتزام بالبقاء في منزلهم مدة أسبوع، وإجراء فحص ثان بعد انتهاء هذه المدة، وهي قيود جديدة من شأنها أن تجعل السفر معقدا، والهدف منها هو الحد من التنقل بين فرنسا وباقي البلدان.
وصرح وزير الصحة الفرنسي أوليفييه فيران لصحيفة «لو باريزيان» الأحد أنه يفترض أن يتم «تقييم آثار حظر التجول» (من الساعة 18,00 حتى السادسة) خلال الأسبوع.
وأضاف محذرا «إذا لم ينخفض (حجم العدوى) وإذا بدأت النسخ المتحورة تنتشر في كل مكان» فستقوم الحكومة «باتخاذ إجراءات إضافية»، موضحا أن «هذا يسمى احتواء (…) إذا رأينا أن الفيروس يبدأ في التقدم بقوة فسنغلق.»
وقال المتحدث باسم الحكومة غابريال أتال إنه لم يتم اتخاذ أي قرار بعد لكن «كل السيناريوهات مطروحة على الطاولة.» وهو ما يجعل الفرنسيين يترقبون خطابا لرئيس الجمهورية الأربعاء المقبل، وهو خطاب سوف يتم بعد اجتماع مجلس الدفاع، وهي لجنة مصغرة تضم عددا من الوزراء والخبراء مهمتها تقييم نتائج الإجراءات الوقائية واتخاذ أخرى، حسب الإحصائيات التي تبين تطور الوباء بفرنسا، هل يسير نحو الارتفاع أو الاستقرار أو التراجع.
وهناك تخوف من «إغلاق شامل ثالث» بفرنسا، وهو ما يدعو له أغلب الأطباء والذين يعتبرون وقف وصول النسخة المتحورة البريطانية من الفيروس «مهمة مستحيلة»، ولمواجهتها، حسب هذا الرأي، يبقى الإغلاق السلاح الأكثر فعالية.
وفي أوروبا يتصاعد الغضب من التأخير في تسليم لقاحات أسترازينيكا وفايزر. وقد دعا رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال، شركات الأدوية إلى الشفافية.
ورغم «تهديد» السلالات الجديدة من الفيروس، أوصت الأكاديمية الفرنسية بـ»عدم تعديل التدابير الوقائية المحددة أصلا والمحسنة منذ أشهر» مع أهمية التذكير بالسلوكيات الصحيحة.
وشددت الأكاديمية على إلزامية وضع الكمامة في وسائل النقل المشترك حيث لا يمكن احترام تدابير التباعد الجسدي، «على أن يترافق ذلك بتدبير احترازي بسيط للغاية، وهو تفادي التحدث أو إجراء اتصالات هاتفية».
وأعلن رئيس الوزراء الفرنسي جان كاستيكس السبت الماضي عن تلقيح مليون فرنسي ضد كوفيد-19 بعد نحو شهر من بدء حملة التطعيم في البلاد.
وكتب على تويتر «إلى جميع أساتذتنا، إلى جميع نوابنا، وكل طواقم وموظفي المحافظات والوكالات الإقليمية للصحة والمؤسسات الصحية، إلى أولئك الذين يوحدون قواهم في هذه الحملة الاستثنائية للتلقيح: شكرا»وكانت الحكومة تسعى إلى تلقيح مليون فرنسي بحلول نهاية يناير.
وأثارت الانطلاقة البطيئة للحملة التي بدأت في 27 ديسمبر انتقادات واسعة ودفعت الحكومة إلى توسيع الفئات المؤهلة للتلقيح في شكل أسرع من المتوقع.


الكاتب : باريس يوسف لهلالي

  

بتاريخ : 26/01/2021