اتهم موفد الامم المتحدة الى سوريا ستافان دي ميستورا الحكومة السورية بافشال مفاوضات السلام في جنيف عبر رفضها التحاور مع المعارضة، مشيرا الى «اضاعة فرصة ذهبية».
وقال دي ميستورا في ختام الجولة الثامنة من المفاوضات «لقد خاب املي (…) تمت اضاعة فرصة ذهبية».
وكان الدبلوماسي اكد مرارا في الاشهر الاخيرة انه يرغب هذه المرة في «مفاوضات فعلية» بين وفدي
الحكومة والمعارضة.
واعتبر انه اذا كانت المعارضة قد تمثلت للمرة الاولى بوفد موحد في جنيف «فإننا لم نشهد مفاوضات فعلية».
واتهم في مؤتمر صحافي وفد الحكومة السورية بأنه «لم يسع فعلا
الى اجراء حوار والتفاوض».
وأضاف «علي ان اقول (في المقابل) ان المعارضة فعلت ذلك».
وردا على سؤال بشأن المراحل المقبلة قال الوسيط انه ينوي الدعوة الى جولة جديدة بجنيف في يناير 2018 وذلك بعد ان يبحث الامر مع الامين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيريش ومع مجلس الامن الدولي الاسبوع المقبل في نيويورك.
قال دي ميستورا «رغم جهود كبيرة بذلها فريقي، لم نحصل على مفاوضات حقيقية. لكننا انجزنا مباحثات ثنائية» موضحا «لكن مع الحكومة لم نتباحث للأسف إلا في موضوع واحد (…) الإرهاب
وأوضح ان المعارضة تناولت من جهتها الموضوعات الاربعة التي حددتها الامم المتحدة في جدول اعمال المحادثات، اي الحكم والدستور والانتخابات بإشراف المنظمة الاممية والإرهاب.
وأدرج ثلاثة من هذه العناوين ضمن القرار 2254 الذي اصدره مجلس الامن الدولي في 2015، فيما اضيف العنوان الرابع حول الارهاب في 2017 بناء على الحاح دمشق.
وخلال هذه الجولة الثامنة، تركزت المباحثات على وضع دستور وإجراء انتخابات.
الى ذلك، اتهم دي ميستورا دمشق بأنها وضعت شرطا مسبقا للمفاوضات معلنة ان وفد المعارضة لا يتمتع بصفة تمثيلية كافية.
وأضاف «اذا كانت الحكومة لا تريد بحث الدستور والانتخابات، ساكون قلقا جدا» في اشارة الى مسالتين اساسيتين كانتا على جدول اعمال الجولة الاخيرة التي كانت بدأت في 28 نوفمبر 2017.
وعبر دي ميستورا عن إحباط أقل من المعارضة السورية بعد أن وصلوا إلى جنيف بعد استبعادهم أي دور للرئيس السوري بشار الأسد في مرحلة الانتقال السياسي مشيرا إلى أن هذا الموقف الصارم المعلن خففه موقف ناضج ظهر خلال مناقشات مغلقة.
وقال في مؤتمر صحفي «كان هدفنا أن نجري مفاوضات حقيقية… دعوني أكن صريحا.. لم نحقق ذلك.. لم نجر مثل تلك المفاوضات. بتعبير آخر المفاوضات لم تعقد في الحقيقة».
وتابع قائلا «سأختم بالقول (كانت) فرصة كبيرة مهدرة. فرصة ذهبية بنهاية هذا العام وهناك في الواقع مؤشر واضح من عدة أطراف على أن العمليات العسكرية شارفت على نهايتها».
وقال دي ميستورا «سأحتاج على الأرجح إلى التوصل لأفكار وعوامل جديدة بشأن كيفية مواصلة المحادثات لا سيما بشأن الدستور والانتخابات».
وأضاف أن خطط إجراء محادثات جنيف في يناير تعتمد على نتيجة المناقشات.
وقال دي ميستورا إن دمشق أرادت منه الإصرار على أن تسحب المعارضة بيان الرياض.
وأضاف «لم يكن هذا أسلوبا ممكنا ولا منطقيا لأن ذلك بدا لي وكأنه شرط مسبق. لم تشارك الحكومة معي في (مناقشات إلا عن) الإرهاب. في الحقيقة لم يقبلوا بالحديث عن أي موضوع سوى هذا».
وفي نيويورك، علق مساعد المتحدث باسم الامم المتحدة فرحان حق معلنا ان «الامين العام، بالتأكيد، يدعم تماما عمل موفده الخاص الى سوريا».
ونظم دي ميستورا سبع جولات من المفاوضات في جنيف منذ 2016 من دون تحقيق اي اختراق.
ويرفض وفد الحكومة السورية اجراء مفاوضات مباشرة مع وفد المعارضة وكذلك بحث مصير الرئيس بشار الأسد لكنه وافق على انتخابات بإشراف اممي.
وبعيد وصوله الى جنيف قبل اسبوعين، جدد رئيس وفد المعارضة نصر الحريري المطالبة بتنحي الاسد ما اثار غضب دمشق التي اخرت وصول وفدها ليوم واحد.
ونظمت روسيا التي تدعم الحكومة السورية عسكريا ودبلوماسيا، جولات عدة من المفاوضات الموازية في استانا بالتعاون مع ايران وتركيا.
ويأمل الرئيس فلاديمير بوتين بجمع مئات من السوريين من مختلف التيارات في بداية 2018 في «مؤتمر حوار وطني» سوري في سوتشي لحل النزاع.
ولم تعلن المعارضة حتى الان موقفها من المؤتمر.
من جهته صرح رئيس وفد المعارضة نصر الحريري «ليس لدينا شريك»، مؤكدا امام الصحافيين ان المعارضة طالبت على الدوام بمفاوضات «مباشرة» وان عملية جنيف تبقى «المكان الوحيد للوصول الى حل سياسي».
وقال رئيس وفد المعارضة السورية بعد انتهاء الجولة الثامنة من المحادثات في جنيف دون إحراز أي نتائج إن على المجتمع الدولي فعل المزيد لإقناع الحكومة السورية بالتفاوض في المحادثات التي تقودها الأمم المتحدة وإن المحادثات في «خطر حقيقي».
وقال نصر الحريري في مؤتمر صحفي إن حكومة الرئيس بشار الأسد تكره عملية المحادثات وترفض كل المفاوضات رغم الضغط من حليفتها روسيا وإن دولة أخرى تضع العراقيل في مسار محادثات السلام.
وقبل تصريحات دي ميستورا، كان بشار الجعفري رئيس الوفد الحكومي السوري قال ان الوسيط الدولي ضرب مصداقيته كوسيط بعد ان دعا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين للضغط على دمشق.
وكان دي ميستورا طلب في مقابلة مع قناة ار تي اس الروسية العامة من بوتين «ان يتحلى بالشجاعة» لاقناع الحكومة السورية بقبول تنظيم انتخابات «لكسب السلام».
وأكد الجعفري «اوضحنا (للوسيط) ان اصراره على هذا النوع من المواقف (..) يضرب مصداقية دوره كوسيط في المباحثات ما من شأنه التأثير على مباحثات جنيف في مجملها».
واعتبر بشار الجعفري ان الدعوة التي وجهها موفد الامم المتحدة ستافان دي ميستورا للرئيس الروسي فلاديمير بوتين لممارسة ضغط على دمشق، «تقوض مهمته» كوسيط اممي.
وفي مقابلة مع التلفزيون العام السويسري «آر تي اس»، دعا دي ميستورا الاربعاء بوتين الى «التحلي بالشجاعة» لاقناع الحكومة السورية بالموافقة على اجراء انتخابات جديدة «لكسب السلام».
مطالباً الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، بالضغط على النظام من أجل التوصل لاتفاق سلام. وأوضح دي ميستورا أن مفاوضات السلام يجب أن تكون من خلال الأمم المتحدة في جنيف وفق تفويض مجلس الأمن، و»إلا فهي لا تستحق العناء… هذه حرب معقدة. لا يمكن (المفاوضات) أن تكون إلا في جنيف من خلال الأمم المتحدة». لكن وسائل إعلام روسية نقلت عن نائب وزير الخارجية الروسي، غينادي غاتيلوف، تحميله المعارضة السورية فشل مفاوضات جنيف لأنها «ما زالت تحدد مهمتها الأولية برحيل الرئيس السوري المنتخب بشار الأسد، على حساب التسوية السياسية المتكاملة». وزعم أن بلاده تؤيد عملية التفاوض في جنيف، مشيراً إلى أنها «تعمل بنشاط» مع النظام، والمعارضة على حد سواء «لوضع حوار بناء»، وفق تعبيره.
وكان دي ميستورا قد حذر قبل ذلك من تفكك البلاد «إذا لم يتم التوصل إلى السلام سريعاً»، موجهاً نقداً لاذعاً لوفد النظام السوري، قائلاً إنه يجب دفعه لقبول إعداد دستور جديد وانتخابات جديدة، معرباً عن أسفه لعدم استعداد الوفد لمحادثات مباشرة مع المعارضة السورية. وقال المبعوث الأممي، لقناة «آر تي إس» التلفزيونية السويسرية، إن وفد المعارضة السورية مستعد لمحادثات مباشرة مع وفد النظام، لكن الأخير يقول إنه غير مستعد لذلك وهذا «مؤسف»،
وصرح الجعفري للصحافيين في اليوم الاخير من الجولة الثامنة للمفاوضات في جنيف «أوضحنا للمبعوث الخاص (ستافان دي ميستورا) وخاصة خلال جلستي الأمس واليوم الخطأ الذي ارتكبه هو كميسر في تصريحه أمس للتلفزيون السويسري».
واضاف «بينا له هذا الصباح أن الإصرار على مواقف كهذه وأعني بذلك التصريحات، إنما يقوض مهمته كميسر للمحادثات ما يؤثر في نجاح مسار جنيف برمته».
وتابع الجعفري «نحن حكومة نتمتع بأكبر قدر ممكن من السيادة. ولذلك لا يؤثر علينا أحد. لدينا حلفاء وأصدقاء وناس تقاتل معنا على الارض. لذلك ما يقوله الميسر احيانا كخطأ لغوي في التعبير لا يعكس واقع العلاقات بيننا وبين موسكو».
وقال الجعفري إن دمشق لم تكن ترغب في أن تفشل المحادثات لكن المعارضة وضعت شرطا مسبقا الشهر الماضي في بيان ختامي لمؤتمر الرياض2 الذي قالت فيه إن الأسد لا يمكن أن يكون له دور في الانتقال السياسي في سوريا.
ومنذ بداية الجولة الثامنة من مفاوضات جنيف، بداية ديسمبر الحالي، كان واضحاً أن النظام يسعى لإفشالها، متخذاً من بيان «الرياض 2» للمعارضة السورية، وأسئلة المبعوث الأممي الـ12 للوفدين لتحديد مبادئ حول مستقبل البلاد، ذرائع لذلك. وقد غادر وفد النظام جنيف، منسحباً من المفاوضات، مشترطاً سحب البيان المذكور، لأن المعارضة أشارت فيه إلى أنه يجب ألا يكون بشار الأسد جزءاً من الحل المرتقب. وعاد وفد النظام إلى المرحلة الثانية من الجولة، تحت ضغط روسي، لكنه رفض التفاوض حول سلال الحكم والانتخابات والدستور التي كان وافق عليها في جولة سابقة، بل رفض حتى مناقشة الانتخابات النيابية، مطالباً بالتفاوض حول سلة الإرهاب فقط، مؤكداً أن السلال الثلاث الأخرى ليست من اختصاص المعارضة، وهو ما ينسف القرارات الدولية، التي تنظم العملية التفاوضية وجوهرها، وهو الانتقال السياسي، ويعيد المفاوضات إلى المربع الأول الذي بدأت منه في بدايات العام 2014.
وكان من الواضح أن موسكو لم تبذل أي جهد باتجاه دفع النظام للتفاوض، في مسعى لإرساء حل يناسبها في مؤتمر سوتشي مطالع العام المقبل. ولن تحقق المفاوضات أي نجاح طالما بقي النظام يرفض التفاوض على انتقال سياسي يقوم على تشكيل هيئة حكم مشتركة تدير مرحلة انتقالية تنتهي بانتخابات وفق دستور جديد. ومارست جهات إقليمية ودولية ضغوطاً كبيرة على المعارضة للتخلي عن شرط رحيل بشار الأسد عن السلطة، لكنها لا تزال ترفض رغم تراجع التأييد الإقليمي والدولي لها. وتدرك المعارضة السورية أن أي اتفاق لا توقع عليه في مسار جنيف لا قيمة له سياسياً وميدانياً، إذ يرفض الشارع السوري المعارض التخلي عن شرط رحيل الأسد عن السلطة، ويعتبر اشتراط الرحيل من دون محاكمة «ذروة الواقعية السياسية»، وفق دبلوماسي سوري معارض، بعد مقتل نحو مليون سوري وتهجير الملايين، وتدمير البلاد على يد قوات الأسد ومليشيات إيران والطيران الروسي.
ومن المتوقع أن يحاول النظام قضم ما بقي من مناطق تحت سيطرة المعارضة، خصوصاً في الغوطة الشرقية لدمشق من خلال الحصار الذي يفتك بالمدنيين، وفي محافظة إدلب حيث يبدو أن النظام يتحضر لعملية عسكرية. ويأمل النظام أن يفرض سيطرة شبه كاملة على البلاد قبل موعد «جنيف 9»، بحيث يصبح بإمكانه فرض الحل الذي يريد.
من جهتها، وصفت وسائل إعلام تابعة إلى النظام السوري الجولة الثامنة من مفاوضات جنيف بأنها «من أفشل الجولات في المسار المتعثر»، محملة دي ميستورا ووفد المعارضة مسؤولية هذا الفشل.
ونقلت صحيفة «الوطن»، التابعة للنظام، عن مصدر قوله إن «دي ميستورا يُشعر الجميع في جنيف أنه في حالة تنافس مع مؤتمر سوتشي، ويريد انتزاع أي تقدم وبأي ثمن، وهذا خطأ فادح يرتكبه المبعوث الأممي لكونه يعلم أن سوتشي هدفه تسهيل مهمته في جنيف وليس نسفها». وزعمت الصحيفة «أن دولاً غربية داعمة لوفد المعارضة أكدت لدي ميستورا ضرورة نسف مؤتمر سوتشي، لأنه في حال وصلنا إليه، فلن يكون هناك أي مستقبل لمعارضة الرياض، التي سرعان ما سيتم استبدالها بمعارضة أكثر واقعية».
وكررت «الوطن» أن سبب تعثر هذه الجولة هو «بيان الرياض 2» الذي «يتضمن، وبشكل واضح، شروطاً مسبقة غير مقبولة وغير منصوص عليها في القرار الدولي 2254».
وكان من اللافت احتفاء الصحيفة، التي تعد لسان حال النظام، بتصريحات تلفزيونية للسفير الأميركي السابق في دمشق، روبرت فورد، قال فيها إن «الأسد مستمر في السلطة لزمن طويل، وأن من المستحيل على المعارضة أن تجبره على الرحيل، وليس لديها أي خيارات أخرى بسبب الهزيمة العسكرية الكبيرة التي تلقتها على الأرض».
وبعيدا عن جنيف، ومع اقتراب المعارك ضد تنظيم الدولة الإسلامية على الانتهاء في سوريا، يخشى الأكراد، حلفاء واشنطن الابرز ضد الجهاديين، أن تدير الولايات المتحدة ظهرها عنهم، وتتركهم وحيدين أمام تهديدات عدة على رأسها تركيا.
وبعد سياسة تهميش اتبعتها الحكومات السورية ضدهم طوال عقود، تصاعد نفوذ الأكراد في سوريا بدءا من العام 2012. وعملوا على تمكين «إدارتهم الذاتية» في مناطق سيطرتهم في شمال وشمال شرق البلاد، فأعلنوا «النظام الفدرالي» وبنوا المؤسسات على أنواعها وأجروا انتخابات لمجالسهم المحلية.
وشكلت وحدات حماية الشعب الكردية رأس حربة المعارك ضد تنظيم الدولة الإسلامية لسنوات، ورأت فيها الولايات المتحدة القوى الأكثر فعالية لمواجهة الجهاديين. وقد تمكنت من طردهم من مناطق واسعة، أبرزها مدينة الرقة، معقلهم في سوريا سابقا .
وفي مدينة القامشلي ذات الغالبية الكردية (شمال شرق)، يقول رافع اسماعيل (37 عاما ) «نتخوف من أن تستخدمنا أميركا كورقة في يدها، وحين تنتهي من عملها تنسانا»، مشيرا إلى تجربة كردستان العراق الذي طالما دعمته واشنطن لكنها عارضت استفتاء على الاستقلال أجراه الاقليم أخيرا وكانت له تداعيات سلبية جدا على أكراد العراق.
وتقول نوال فرزند (45 عاما )، مدرسة اللغة الكردية، «على جميع الدول أن تدعمننا لأننا نحارب الارهاب وحررنا الرقة، وعلى أميركا عدم التخلي عنا والتحالف مع تركيا».
وبالإضافة إلى الدعم الجوي والسلاح، تنشر الولايات المتحدة حاليا قرابة ألفي جندي يدعمون الأكراد في سوريا.
ولم يعد تنظيم الدولة الإسلامية يسيطر راهنا سوى على خمسة في المائة كحد أقصى من مساحة البلاد.
وأدى ذلك إلى إعلان واشنطن إجراء تعديلات في ما يتعلق بدعمها للأكراد، عدا عن عودة 500 من قوات مشاة البحرية إلى بلادهم، في موازاة تأكيدها أنها ستحتفظ بوجود عسكري «طالما كان ذلك ضروريا «.
وشددت المتحدثة باسم وحدات حماية المرأة الكردية نسرين عبدالله على أهمية بقاء قوات التحالف الدولي «لضمان الأمن والاستقرار»، مشيرة إلى تهديدات عدة يواجهها الأكراد، بينها من تبقى من الجهاديين والموقف التركي.
وقالت عبدالله لفرانس برس «تهديد داعش لا يزال موجودا، قد يكون تلاشى كجسم ولكن هناك خلايا نائمة وهجمات بين الحين والآخر».
واعتبرت عبدالله أن «تركيا تهدد الشعب الكردي حتى بالفناء»، مضيفة «قوات التحالف او القوات الروسية، كلهم مسؤولون تجاه أي عمل تقوم به تركيا».
وشكل الدور المتصاعد للأكراد قلقا لكل من أنقرة التي تخشى من حكم ذاتي على حدودها يثير مشاعر الأكراد لديها، كما لدمشق التي طالما أكدت نيتها استعادة السيطرة على كامل أراضي البلاد.
وتصنف أنقرة الوحدات الكردية مجموعة «ارهابية»، وشنت في صيف 2016 هجوما بريا في شمال سوريا ضد تنظيم الدولة الإسلامية والمقاتلين الأكراد على حد سواء.
ففي القامشلي التي تنتشر فيها من كل حدب وصوب رايات الوحدات الكردية، تخشى مدرسة اللغة الانكليزية ندى عباس (30 عاما ) «تخلي أميركا عن الأكراد بعد انتهاء المعارك ضد داعش»، معتبرة أن ذلك «سيكون هدية لتركيا لأنها لا تقبل أن يحظى الأكراد بقوة وستهاجمنا، كما فعلت سابقا (…) الخطر التركي لن ينتهي».
ويقول الباحث في المعهد الأميركي للأمن نيك هاريس لفرانس برس «التهديد الاكبر على أكراد سوريا هو تركيا. ليس هناك أي طرف آخر في الحرب الأهلية، لا الأسد أو تنظيم الدولة الإسلامية، م صر على ضرب أكراد سوريا أكثر من (الرئيس التركي رجب طيب) أردوغان وجيشه».
ويضيف هاريس «أردوغان كان واضحا جدا بأنه فور مغادرة الأميركيين، ينوي أن يقضي على أكراد سوريا الذين ينظر إليهم كعناصر من حزب العمال الكردستاني» الذي يخوض تمردا ضد أنقرة منذ عقود.
وفي مدن «روج آفا» (الاسم الذي يطلقه الاكراد على مناطق سيطرتهم في شمال وشمال شرق سوريا)، ع لقت صور لزعيم حزب العمال الكردستاني عبدالله أوجلان في الشوارع والمقرات الإدارية.
ومع اقتراب انتهاء المعركة ضد تنظيم الدولة الإسلامية، برز تقارب بين الأكراد وروسيا، حليفة دمشق.
وأعلنت الوحدات الكردية قبل أيام أنها بالإضافة إلى التحالف الدولي، تلقت دعما عسكريا من القوات الروسية في معاركها ضد الجهاديين في محافظة دير الزور في شرق البلاد.
كما يتلقى الأكراد في عفرين في محافظة حلب (شمال)، أحد الاقاليم الكردية الثلاث، وحيث لا تواجد لتنظيم الدولة الإسلامية، دعما من روسيا التي دربت مقاتلين منهم. وأنشئت منطقة فض اشتباك بينهم وبين فصائل معارضة مدعومة من أنقرة في هذا الاقليم.
ويقول هاريس «العلاقة بين وحدات حماية الشعب الكردية والجيش الروسي تصبح أكثر خصوصية»، مشيرا إلى عفرين التي «تعتمد فقط على الجيش الروسي وليس الأميركيين للحماية ضد هجوم تركي».
وبرغم التوتر بينهما في ما يتعلق بدعم الأكراد، تعد تركيا أحد أبرز حلفاء واشنطن في المنطقة.
ويرى هاريس في تقرب الأكراد من روسيا «سياسة لتأمين أنفسهم في حال تخلت الولايات المتحدة عنهم لصالح تركيا».
وبين وقت وآخر قرب مدينة القامشلي، ي مكن رؤية مدرعات أميركية أو سيارات محملة بالجنود الأميركيين.
وقد ازداد مؤخرا ، وفق مراسل فرانس برس، تواجد العسكريين الأميركيين في المدن الكردية بعدما كان يقتصر سابقا على جبهات القتال.
=وفي مدينة الحسكة (شمال شرق) التي يسيطر الأكراد على الجزء الأكبر منها مقابل مربع أمني لقوات النظام، يقول جاسم حسين (50 عاما ) «نحن نريد الأفضل، لا يمكن أن نعود لما كنا عليه».