عبّر الدكتور كريم بلمقدم، الكاتب العام الوطني للنقابة الوطنية للصحة العمومية، العضو في الفيدرالية الديمقراطية للشغل، عن تعاطف النقابة الشديد وأسف مناضليها ومناضلاتها للتزايد الذي تعرفه اليوم معدلات الإصابة بفيروس كوفيد 19، خاصة في صفوف مهنيي الصحة وعناصر الجيش الأبيض التي تخطّ ملحمة وطنية تاريخية عنوانها الأساسي التضحية ونكران الذات والعزيمة الراسخة في التصدي للوباء بكل إقدام، متمنيا للأطر الصحية المصابة الشفاء العاجل والعودة السالمة لعائلاتها الصغيرة والأسرة الصحية الكبيرة.
تأكيد جاء على لسان الدكتور بلمقدم بمناسبة اللقاء الذي ترأسه أول أمس الثلاثاء والذي عرف مشاركة ممثلي «الممرضين وتقنيي الصحة المجازين من الدولة ذوي السنتين من التكوين ضحايا المرسوم 2.17.535 بمثابة النظام الأساسي لهيئة الممرضين وتقنيي الصحة لسنة 2017»، بحضور كل من فؤاد فوزي عضو المكتب الوطني للنقابة وعضو اللجنة الموضوعاتية الخاصة بالممرضين وتقنيي الصحة، ونورالدين قشقورة نائب الكاتب العام المحلي للمكتب النقابي المحلي لموظفي المركز الاستشفائي الجامعي ابن رشد، وعبد الله الزورار ومريم امفليس عن الإدارة النقابية الوطنية.
وشدّد الكاتب العام الوطني لفيدراليي الصحة على الرفض التام للكيفية التي تتعاطى بها الوزارة الوصية على القطاع مع ملف تحفيز الأطر الصحية بكل فئاتها، التي تبذل مجهودات جبارة لمحاصرة الجائحة، معتبرا أن مقاربتها «استخفافية وجاحدة بما تقدمه هاته الأطر الصامدة»، الأمر الذي دفع النقابة الوطنية للصحة العمومية للدعوة إلى تنظيم وقفات احتجاجية محلية رمزية، كانت سببا مباشرا لاستئناف الحوار شهر شتنبر المنصرم. وأوضح الدكتور بلمقدم خلال هذا الاجتماع أن الحوار الاجتماعي القطاعي توقف في اجتماع اللجنة المركزية الرابع، المنعقد يوم 25 شتنبر 2020 بعد التوافق حول النقط المطلبية ذات الأثر المالي المزمع عرضها على أنظار اجتماع اللجنة القيادية المتكونة من وزير الصحة وممثلي باقي القطاعات المعنية، وكذا الكتاب الوطنيين للنقابات القطاعية في ظرف أسبوع إلى عشرة أيام، مبرزا أن النقابة الوطنية للصحة العمومية تسجل بكل تذمر تلكؤ الوزارة الوصية في عقد الاجتماع وانقطاع آليات التواصل في ملفات الحوار الاجتماعي القطاعي دون تبرير أو تعليل منطقي، مما جعل انعقاد جلسات الحوار الاجتماعي، وفقا للمتحدث، تتسم بالموسمية وبالمزاجية.
وشدد الدكتور بلمقدم على أن جميع الخيارات النضالية مطروحة اليوم أمام هياكل النقابة محليا وجهويا ووطنيا، مبرزا أن مناضليها ومناضلاتها ومسؤوليها يتواجدون دائما في الصفوف الأولى للمعارك النضالية ويشكلون النواة الصلبة والحلقة الأساسية في الديناميات النضالية التي يعرفها القطاع، نافيا أن يكون للنقابة هاجس الشارع والنضال الميداني باعتبارها تجسيدا حقيقيا للحركة النقابية الوطنية منذ 1978، مؤكدا التشبث التام للنقابة بكل النقط المطلبية، سواء التي تستوجب أثرا ماليا لتسويتها أو المطالب الإدارية غير المادية، موضحا أن فلسفة النقابة تروم مأسسة الحوار الاجتماعي القطاعي وضمان ديمومته وشموليته لكل فئات الشغيلة الصحية ووحدة مطالبه والتسوية المنشودة لها.
وجدير بالذكر أن هذا الاجتماع عرف قبل انطلاقته تلاوة الفاتحة ترحما على شهداء الواجب المهني من الأطر الصحية الذين كانوا ضحية لفتك فيروس كورونا المستجد.