فيلم «It».. الرعب الذي اكتشف المشاهدون أنه كوميدي

أحداث فيلم «It» تدور في إطار من الدراما والرعب حول 7 أطفال Losers› Club في بداية عطلتهم الصيفية عام 1989 بعد سلسلة من الاختفاءات لمجموعة من الصغار من بينهم أخ أحد أعضاء Losers› Club، ليجدوا نفسهم في وسط مغامرة مرعبة ومواجهة مهرج شيطاني يثير بداخل كل طفل فيهم أعظم مخاوفه، ليقرروا التوحد والوقوف بجانب بعضهم البعض لردعه

ربما لا يختلف أحد على أنه واحد من أفضل وأهم الكتاب والروائيين في العصر الحديث، لما له من أسلوب خاص و جذاب محبب أيضًا لدى الكثير من القراء، فقد تم تحويل جزء ليس بالقليل من أشهر رواياته إلى أفلام سينمائية لاقت استحسانًا كبيرًا من النقاد والجمهور.
بل ويعتبرها البعض من أفضل الأعمال السينمائية في التاريخ مثل The Shawshank Redemption، وThe Green Mile.
إننا بالطبع نتحدث عن أحد رواد أدب الرعب أو ملك الرعب كما يلقبه البعض من عشاقه والذى تم بيع أكثر من 350 مليون نسخة من كتبه وترجمت لأكثر من 35 لغة حول العالم، إنه الكاتب الأمريكي الكبير ستيفن كينغ.
رواية «It» هي واحدة من أكثر روايات الكاتب الأمريكي شهرة، والتي قد تحولت في الماضي إلى فيلم تلفزيوني صدر عام 1990 مكون من جزأين ، لتقرر شركة Warner Bros إعادة إنتاج الرواية مرة أخرى على جزأين أيضًا.
ولكن هذه المرة للسينما مباشرة، فقررت الشركة بعد سلسلة متتالية من التأجيلات من استقطاب المخرج الشاب أندي موسشيتي والذي ليس له رصيد سينمائي سوى عمل وحيد صدر عام 2013 بعنوان «Mama» وقد لاقى الفيلم النجاح المقبول كبداية للمخرج الشاب.
أحداث فيلم «It» تدور في إطار من الدراما والرعب حول 7 أطفال Losers› Club في بداية عطلتهم الصيفية عام 1989 بعد سلسلة من الاختفاءات لمجموعة من الصغار من بينهم أخ أحد أعضاء Losers› Club، ليجدوا نفسهم في وسط مغامرة مرعبة ومواجهة مهرج شيطاني يثير بداخل كل طفل فيهم أعظم مخاوفه، ليقرروا التوحد والوقوف بجانب بعضهم البعض لردعه.
مخرج الفيلم أندي موسشيتي حاول بقدر المستطاع الاقتراب من جودة الرواية الأصلية من حيث الرؤية الإخراجية، فقال ستيفن كينغ نفسه عن الفيلم: «تفاجأت بمدى جودة العمل وظهوره بهذا الشكل المميز جدًا»، لكنه بالتأكيد يختلف عن الرواية فهو متحيز لكتاباته ، وأكد أنه سينال استحسان ورضا الجمهور.
اختيار الممثلين الصغار له دور كبير في خروج العمل بهذا الشكل حيث أنهم بدوا منسجيمين بشكل كبير ولا يوصف وكأنهم أشبه بالفريق، كما أطلق لهم المخرج أندي موسشيتي العنان في كثير من الأحيان، وجعل لكل شخصية طابعًا خاصًا يميزها عن غيرها، فمنهم من يتمتع بالشجاعة وآخر بالجبن وحس الفكاهة والكثير من الصفات المكملة لبعضها، وبالطبع ستجد إحدى الشخصيات ربما تذكرك بصديق مقرب، في النهاية بدا أداء الممثلين الصغار مميزًا وواقعيًا بالشكل الكافي.
قام بشخصية «بيني وايز» الممثل السويدي الشاب بيل سكارسجارد، الذي كان مستفز بعض الشيء للمشاهدين ولم يكن مرعبًا بالقدر الكافي في أغلب الأحيان، ولكنه أدى الشخصية بطريقة مميزة بصوته الأجش المزعج، وطريقة مشيته وحركاته الغريبة كأنه يخرج من الجحيم مقارنة بـ» تيم كاري» الذي قام بأداء الشخصية في النسخة التلفزيونية سنجد أن تيم كان أكثر واقعية، ولكن بيل سكارسجرد تفوق في الأداء إجمالًا، وأيضًا لا يمكن أن ننكر دور المؤثرات البصرية التي جعلت قوى»بيني ويز» ليس لها حدود.
بالرغم مدة الفيلم الطويلة بعض الشيء مقارنة بأغلب أفلام الرعب، وصلت إلى ساعتين وربع، إلا أنه لم يكن مملًا على الإطلاق، أيضًا أعطى المخرج أندي موسشيتي اهتمامًا كبيرًا بالنواحي الفنية في التصوير والمؤثرات الصوتية، واللتي كانت متقنة بدرجة كبيرة، ومقارنة بنسخة عام 1990 سنجد أن هناك تطورًا كبيرًا على مستوى الصورة والمؤثرات جعلتها تتناسب أكثر مع الرواية.
يجب ألَّا نغفل السلبيات أيضًا فالمشكلة الأكبر في فيلم It تكمن في تصنيفه على أنه «رعب» مثل فيلم The Conjuring، وهذا بالتأكيد لم يكن في صالحه، فمشاهد الرعب كانت موترة أكثر منها مرعبة، وأيضًا لم تكن مميزة بالقدر الكافي وكانت متوقعة في أغلب الأحيان، لكن العمل مميز كعمل درامي في المقام الأول مع لمسة خفيفة من الكوميديا غير المستهلكة.
أيضًا في فيلم It بعض الخطوط الدرامية المشابهة في كثير من الأحيان للفيلم الرائع «Stand by Me» -المأخوذ عن رواية لستيفن كينغ أيضًا- مثل أهمية الصداقة في حياتنا وأنها جزء لا يتجزأ من حياة أي إنسان، حيث تكمن أهمية الصداقة في كونها تجعل الإنسان مطمئنًا إلى وجود من يشاطره أحلامه وكوابيسه وآلامه وطموحاته، وعن التعلم من تجارب الحياة المتغيرة وهذا ما تحدث عنه هنا أيضًا.
في النهاية نحن أمام عمل سينمائي جيد وسلس، بالطبع ليس العمل السينمائي مكتمل الأركان، وليس أفضل عمل مقتبس من رواية لستيفن كينغ، لكنه عمل يستحق المشاهدة، أيضًا لا يمكننا إصدار أحكام نهائية، فهناك الكثير من الأمور لم تتضح بعد، فهو بمثابة البداية أو تمهيد لما سوف يحدث في الفصل الثاني، فالقصة لم تنتهِ بعد.
(*) كاتب من مصر


الكاتب : أحمد ممدوح (*)

  

بتاريخ : 30/09/2017