تجري أحداث فيلم «الكوخ» للمخرجة الأرجنتينية سيلفينا شينسر على النحو التالي: حلت العطلة الشتوية. يهرب رودي وسيلفيا مع أطفالهما مارتين وفيديريكو وسيلفيا من المدينة الكبيرة إلى منزلهما الريفي الواقع في بوينس آيرس. وبينما تقوم سيلفيا بتفريغ سقف السيارة ويلعب الأطفال في الحديقة، يفتح رودي باب المنزل ويسود الصمت: قمامة، جدران ملطخة وسوائل مسكوبة. المنزل محتل. يلقي رودي باللوم على حارس المنزل توماس. وبينما يحاول الأطفال استكشاف المكان كما يحاول رودي تسوية أمر المنزل، يقع حادث غامض يرتبط بالأطفال مما يهز التوازن العائلي الهش، فيتصاعد التوتر في معرض استكشاف الوجه المخفي للعلاقات الإنسانية، المسكوت عنه وهشاشة المظاهر. اللغز المتمحور حول العائلة في مواجهة وقائع غريبة، يميط اللثام عن قضايا عميقة تخص الصراعات الأسرية والقلق الوجودي. ذلك أن هدوء الحي يهتز بعنف بعد اندلاع حريق، بطريقة غامضة، في الحقل المفتوح أمام المزرعة، مما يؤثر على المنزل المهجور من الخلف. ورغم تمكن الجيران من إخماد الحريق فإنهم لم يستطيعوا دخول المنزل الذي تحاصره النيران. وفي صباح اليوم التالي، يدخل الحارس توماس لتقييم الأضرار لكنه يكتشف رجلًا ميتًا: رجل مشرد غارق في الدخان.
لن يعود شيء كما كان: لقد فعل الأطفال شيئًا ما. لكن من يدري؟ الآن لدى توماس سر للتفاوض مع رودي وعدم فقدان وظيفته.
توظف سيلفينا شنيسر بحذق تقنية اللامرئي وفراغات الصمت لخلق مناخ ضاغط تعززه إدارة إخراجية فنية ورؤية متوغلة في حميميات الكائن. كما يدعو فيلم «الكوخ» إلى التفكير في توترات كامنة توجد في جل العائلات، لكنها تتضخم في إطار قروي منعزل.
وأعربت شينسر بالمناسبة عن فخرها بعرض الفيلم في إطار المسابقة الرسمية للمهرجان الدولي للفيلم بمراكش، الذي أصبح حدثا كبيرا على الساحة السينمائية الدولية.
وسجلت المشاريع السينمائية للمخرجة الأرجنتينية حضورا لافتا في مهرجانات سينمائية مرموقة مثل كان وغوادالاخارا وسان سيباستيان وشانغهاي وتورنتو وميامي وتريبيكا. ويعد «الكوخ» أول فيلم كتبته وأخرجته بمفردها. فيلم «الكوخ» من إنتاج «شركة براف سيني» (مرسيدس كوردوفا وفاليريا فورستر) وفيرنر سيني (دانيال فيرنر) من الأرجنتين، وفيلانو بروداكتيفورا من تشيلي، و»كاسا نا أرفور» من البرازيل، و»بالميراس سالفاخيس» من إسبانيا. وهو من بطولة فالنتين سالافيري، وميلو ليز، وإيما سيترانجولو، وسيباستيان أرزينو، وسيسيليا رينيرو، وداريو ليفي، وجوليانا موراس، وأليخاندرو جيجينا.