في أفق رد الاعتبار لتاريخ المنطقة : زمور .. ثراء تاريخي في حاجة للبحث والتشريح

«تاريخ منطقة زمور هو مسار طويل يمتد لقرون ضاربة في عمق التاريخ،  تاريخ حافل تشهد عليه المعالم والمآثر التاريخية المنتشرة بربوع إقليم الخميسات،  إفري نعمرو  موسى،  القنطرت أوفولوس (قنطرة الديك) أطلال دار القايد الغازي…أعلام ورجالات عاشوا في مختلف اﻷزمنة، وعاصروا الدول التي حكمت المغرب، وبرزوا في مختلف المجالات وحقول المعرفة، وكان لهم دور كبير في إماطة اللثام عن مكونات زمور».. يقول اﻷستاذ  الباحث  مولود عشاق في مداخلة بملتقى ثقافي بسيدي علال  البحراوي، لافتا إلى أن «تاريخ زمور وكنموذج، لا يمكن تناوله بمعزل عن بو رغواطة (القرن 3 الهجري ) بو رغواطة الذين استغلوا ضعف المغرب في تلك الفترة،  وتامسنا هي امتداد لتامسنا  الشاوية، وقنطرة  الديك مرتبطة بدورها ببورغواطة،  و«الديك مقدس» عند البورغواطيين،  منطقة خضعت لمجالهم الواسع،  ومنطقة زمور تبقى في أمس الحاجة إلى البحث والفحص والتشريح، وأول من كتب عنها هو شارل دوفوكو،  تحدث عن سوق ثلاتاء زمور سنة 1884، وسوق تيفلت.»
وحسب المداخلة ذاتها فإن «أهالي زمور قاوموا اﻹستعمار بضراوة حتى قبل توقيع معاهدة الحماية سنة 1912، وانتقاما  منهم تم تهجير أعداد كبيرة منهم، فكانت الوجهة صوب الجبل (إغواغن) ونعتهم المستعمربأبشع النعوت،  وبالمناسبة  ينبغي الانتباه إلى أن اﻹحتلال الحقيقي للمغرب كان سنة 1844، بفقدانه  لسيادته، من خلال اتفاقية 1856، معركة تطاون سنة 1860، والتي  عرت عن ضعف المخزن، اتفاقية 1863، معاهدة 1880، وقبل هذا كله فقد بدأ التحرش بالمغرب بعد احتلال فرنسا للجزائر سنة 1830».
وعن أصل زمور، «فهناك مصدر يشير  إلى أنهم ينحدرون من صنهاجة، الذين كان مجالهم يمتد من تارودانت إلى نهر السينغال، وبسبب  الجفاف هاجروا نحو الشمال  بحثا عن الكلأ، ﻷنهم كانوا رحلا، وﻷنهم معروفون بذلك  فإنهم  كانوا يستعملون الخيام،  وكانت الخيمة هي السكن المفضل لديهم، ويقال عندهم أيت أوخام وليس أهل الدار» نضيف المداخلة ، مشيرة إلى «أن منطقة زمور كانت في السابق مجالا لاستقرار بني أحسن،  وزمور قدموا في القرن 16،  وأغلب مزاراتهم ليسوا زموريين،  إذ قدموا من جهات أخرى كبني  احسن، زعير، الغرب… وبخصوص المنتمين للمنطقة فأضرحتهم توجد باﻷطلس المتوسط…».
«إن المنطقة شاسعة ولها حدود مع عدة قبائل منها زيان،  زعير، بني  أحسن… ومعروف أن فئة مهمة من سكانها و عاصمتها الخميسات أتوا من قبائل  أخرى ك: دكالة، الصحراء،  بني مسكين… فحصل التمازج والتداخل والمصاهرة» تخلص المداخلة.


الكاتب : أورارى علي

  

بتاريخ : 08/03/2021