في أول خروج إعلامي بعد انتخابه كاتبا أول لحزب الاتحاد الاشتراكي من قبل المؤتمر الوطني الحادي عشر

إدريس لشكر: على الحكومة، من اليوم، الاجتهاد والقيام بإجراءات استباقية لإنقاذ السنة الفلاحية الصعبة

حين يتحدث رئيس الحكومة عن«شعبوية» المعارضة عليه الانتباه للشعبوية الموجودة داخل الحكومة

 

توجه إدريس لشكر، في أول خروج إعلامي له بعد انتخابه من طرف المؤتمر الوطني الحادي عشر كاتبا أول لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، إلى رئيس الحكومة عزيز أخنوش بالقول: «حين تتحدث عن «شعبوية» المعارضة، يجب الانتباه إلى الشعبوية الموجودة داخل الأغلبية، والحديث عن انسجام الحكومة من خلال قنوات رسمية لا يقوم من خلال انسجام زعماء الأحزاب الثلاثة، وإنما من خلال انسجام الوزراء».
وأضاف الكاتب الأول للحزب الذي حل ضيفا على برنامج «حديث مع الصحافة» الذي يبث على قناة الثانية، أن في كل حديث عن الأغلبية يجب أن لا يغيب عن الأذهان أن هناك في الجهة الأخرى مرجعية حزبية أخرى، تشكل المعارضة التي ضمن لها الدستور حقوقا وواجبات، وكل إضعاف لها أو تهميش أوإقصاء، لا يخدم الديمقراطية بالبلاد.

لقاء رئيس الحكومة بزعماء الأحزاب

سجل الكاتب الأول أنه لقاء عادي ومحدود، يجب أن يتمأسس، ومن المفيد أن يتمأسس، ومن حسن الحظ أنه جاء من طرف جلالة الملك، مبرزا على أن اللقاء تدارس الوضعية الوبائية المطبوعة بنوع من التراجع في الالتزام بالإجراءات الوقائية، وازدياد نسبة الوفيات، وقد ثبت أن 0,9 فقط هم من تلقوا اللقاحات بخصوص الجرعة الثالثة، لذلك فالمغرب مطالب بمضاعفة عدد الملقحين بهذه الجرعة المعززة للمناعة.

موقف الحزب من التلقيح

أكد الكاتب الأول «أن مجال الحريات الفردية والجماعية نحن أبناؤه، وقدم الحزب تضحيات من أجله، وتعلمنا من الذين سبقونا فيه، فلكي تستفيد من الحقوق لابد من أداء الواجبات»، مبرزا في ذات السياق أن من له رأي آخر في ممارسة هذا الحق، فليعلم أنه يضر حق 99 في المائة من الآخرين.
وأشار الكاتب الأول بالمناسبة إلى بعض الأرقام الدالة بخصوص عملية التلقيح، الجرعة الأولى لم يتبق فيها إلا 12% من غير الملقحين، الجرعة الثانية سوى 16 %، بينما الجرعة الثالثة من الضروري بذل مجهود كبير فيها من أجل بلوغ هدف تحقيق المناعة الجماعية، مستشهدا في هذا الصدد بدول متقدمة كفرنسا وانجلترا، التي يتحول فيها الحق إلى سؤال، ماذا نريد من هذا الحق؟ فإن كان الهدف هو استفادة الجميع من هذا الحق في الحياة، فلابد أن يتنازل الآخر عن حقه من أجل الجميع.

إقصاء المنتخب الوطني من الكاف

عبر إدريس لشكر عن أسفه لانهزام المنتخب الوطني المغربي لكرة القدم في مباراة ربع النهائي أمام نظيره المنتخب المصري، برسم كأس الأمم لإفريقيا بالكامرون، مبرزا على أنه عاش الأشواط الإضافية، في أجواء مصحوبة بالتوتر وشد الأعصاب، والهزيمة بالنسبة له كانت قاسية.

وأوضح لشكر أن الجميع معني، الأمر ليس فيه أغلبية أو معارضة، إنه الشعور بالانتماء إلى الوطن، مستغربا من الذين يكون لهم رأي وتحليل للمباراة قبل بدايتها، لكن بعد النتيجة يصبح لهم رأي ثان مخالف.
وطالب الكاتب الأول للحزب بإعطاء الفرصة لهؤلاء الشباب الذين ينتمون لمنتخب متوسط عمر لاعبيه هو 20 سنة، لكنه وصل لرتبة عالمية جيدة، ولا يمكن أن نحمله وزارة الخسارة لوحده، مشددا على أن هذا المنتخب محتاج لدعم الجميع.

سنة فلاحية صعبة

دعا الكاتب الأول للحزب، الحكومة، إلى الاجتهاد من اليوم، والقيام بإجراءات استباقية، من أجل إنقاذ السنة الفلاحية، خاصة أن هذه السنة تظهر، انطلاقا من شهر فبراير، على أنها صعبة، وهذه الصعوبة تطرح أمام الحكومة التي عليها أن تجتهد من اليوم، ولابد من التفكير في الإجراءات التي يجب أن تتخذ لتجاوز هذه الوضعية.

الانتخاب لولاية ثالثة

أبرز الكاتب الأول للحزب، أنه سبق له أن أعلن عن عدم ترشحه للكتابة الأولى، فكان له اختياران، الأول هو أن يبحث عن مرشح، وفي فترة البحث كان عليه ضغط كبير، امتد للكتابات الإقليمية والجهوية والفروع، والحزب هو مؤسساته، قطاعاته وفريقاه الاشتراكيان بالبرلمان، وامتداداته المدنية والنقابية والمجتمعية الذين يطرحون عليه المسؤولية ويدعونه لقيادة الحزب، اعتبارا من النتائج الإيجابية كانبعاث جديد حققه الاتحاد الاشتراكي تحت هذه القيادة.
فكان مطروحا علينا، يقول، أمام طموح اتحادي جماعي سوى أن نذهب للمؤتمر بحصيلة هذه القيادة، لذلك عرضنا التقرير الأدبي والتقرير المالي وتقرير لجنة المراقبة المالية، أمام الاتحاديات والاتحاديين الذين لمسوا أن الحزب تطور وتحول إلى حزب المؤسسة، ففي هذا السياق الاتحادي جاء التراجع عن عدم الترشح للكتابة الأولى والاستجابة للطلب الجماعي الاتحادي لقيادة الحزب في المرحلة المقبلة.

التغيير تقوم به المؤسسات وليس الأشخاص

وفي معرض رده على سؤال، أكد الكاتب الأول أن من يقوم بالتغيير هم المؤسسات وليس الأشخاص، ونحن في الاتحاد الاشتراكي في هذه المرحلة، المؤتمر الوطني الحادي عشر هو من أنتج هذا التغيير عبر مقرراته التنظيمية والسياسية وحتى في شكله التنظيمي واللوجيستيكي الذي يعتبر نموذجا يتحذى به، باعتبار أنه كان في تحدي ورهان وإبداع وابتكار، حيث انعقد حضوريا وعن بعد عبر 12 منصة رقمية بالجهات و 3 منصات رقمية خارج المغرب وبرئاسة منصة مركزية ببوزنيقة.

الدعاوي القضائية والمؤتمر

أوضح الكاتب الأول للحزب أن كل من ادعى أن له حقا ما فالقانون يكفل له هذا الحق في التقاضي، وما عليه إلا أن يسلك المساطر ويؤدي رسما، ويرفع دعوى قضائية، مشيرا إلى أن رفض الدعاوي القضائية 17 تم انطلاقا مما أدلى به المدعي من حجج من خلال القانون الأساسي للحزب المودع أمام السلطات.
وسجل بنفس المناسبة، أن من يتوجه للقضاء بالطعن في اللجنة التحضيرية يجب أن يقبل بأحكام القضاء، مشيرا إلى أن هناك من طعنوا في القضاء وشاركوا وصوتوا بالمجلس الوطني والمرشحين للكتابة الأولى أغلبهم أعضاء في المجلس الوطني.

المنافسة على الكتابة الأولى

أشار الكاتب الأول إلى أن الاتحاديين من قرروا الأهلية للترشح للكتابة الأولى، عبر لجنة التأهيل للترشيح لمنصب الكتابة الأولى، فبالرغم من أن أغلب المرشحين لا يتوفرون على الشروط، طالبت اللجنة أن يتعاملوا مع الملفات بنوع من المرونة ومنح كل المرشحين صفة مؤتمر.
وسجل الكاتب الأول لطارق سلام كمناضل معارض لكل المرحلة، تشبثه بترشيحه وحضوره للمؤتمر ومتابعته من خلال منصة إسبانيا، في حين هناك من انسحب مباشرة بعد أحكام القضاء وهناك من لم يحضر المؤتمر وينتقد ويتوهم أن الناس سينتخبونه.

مسار المصالحة والوفاء

نبه الكاتب الأول أن مسار المصالحة قد ابتدأ مع الراحل عبد الرحمان اليوسفي من أجل إنصاف الذاكرة ووفاء للشهداء الاتحاديين، حيث قمنا باختيار يوم الوفاء ونظمنا ذلك في البيضاء بحضور المرحوم اليوسفي، وكانت آنذاك دعوة صريحة، وأن ما يجمعنا أكثر ما يفرقنا وفي 2017 نظمنا مهرجان المصالحة بمناسبة الذكرى الستين للحزب، واليوم أقول يدي ممدودة للجميع.

100 يوم في عمر الحكومة

هذه الحكومة أقرت برامج مالية كبرى، لكن لحدود الساعة لا تجد لها أجرأة وتدابير للتنفيذ، مثلا هناك تخصيص اعتماد 250 مليون درهم للأمازيغية، فأين هو البرنامج والتدابير لتفعيل ذلك، وأضاف أن البرنامج الحكومي وقانون المالية فيه عناوين كبرى، لكن إلى يومنا هذا ليس هناك برامج من أجل التطبيق والتنزيل على أرض الواقع.
وتمنى الكاتب الأول أن تنجح هذه الحكومة في مهامها بالنظر للتحديات التي تواجهها البلاد، تحديات اقتصادية واجتماعية في سياق صعب للجائحة.

شهادات في حق شخصيات

كما قدم الكاتب الأول شهادات في حق شخصيات سياسية، طرحها عليه الصحفي عبدالله الترابي مقدم البرنامج، مشترطا أن تكون الأجوبة مقتضبة:
عزيز أخنوش: مهني، له تجربة، تقني بالممارسة لتدبير الملفات، ربما التواصل السياسي يحدث فيه تراكم.
نزار بركة: ابن مدرسة وطنية، زميل وصديق أكن له كامل الاحترام.
عبد اللطيف وهبي: زميل المهنة محامي، يمكن المقعد الوزاري والمسؤولية سيجعلانه أكثر اتزانا.
نبيل بنعبدالله: هذا رفيق في اليسار، والأمل هو أن يتيح المؤتمر القادم لحزب التقدم والاشتراكية دفعة قوية لنتمكن جميعا من توحيد اليسار، ويتجاوز اليسار الاشتراكي الموحد والفدرالية كبوته، ويتيسر للنهج الديمقراطي عقد مؤتمره ونعمل جميعا على تحقيق حلم وحدة اليسار.
عبد الإله بنكيران: الله يسامح، بقدر ما نتجاوز نحن بقدر ما ترون ما يقوم به، اليوم هو في المعارضة، لكنه يرفع «البندير» لتمجيد الأغلبية.

الكاتب الأول في كلمة أخيرة

كما أكدت في الرسالة التي وجهتها لعموم الاتحاديات والاتحاديين، لقد دبرنا مرحلة كاملة بانتهاء المؤتمر، ليس هناك فائز ومنهزم، وإنما الفائز الوحيد هو الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، فأقولها مرة أخرى من داخل القناة الثانية هذه يدي ممدودة لكم جميعا لتعزيز البناء والنضال مستقبلا.


الكاتب : مكتب الرباط: عبد الحق الريحاني

  

بتاريخ : 04/02/2022