في إطار التحضير للمؤتمر الوطني الحادي عشر ومناقشة مشاريع المقررات بجهة الشمال

شفيق: التوجه للمؤتمر المقبل يفرض علينا ملاءمة تنظيماتنا مع التحولات التي يعرفها مجتمعنا
مجاهد: مؤتمر الحزب يحظى باهتمام كبير من طرف كل شرائح المجتمع والفاعلين السياسيين
المموحي: أهمية هذه اللحظة مناسبة لفتح النقاشات لإغناء مشاريع المقررات

 

ناقش الاتحاديون والاتحاديات بجهة طنجة تطوان الحسيمة، مشاريع المقررات السياسية والتنظيمية تحضيرا للمؤتمر الوطني الحادي عشر لحزب الاتحاد الاشتراكي، وتنفيذا لقرارات اجتماع كتاب الجهات والأقاليم الأخير، من تأطير عضوي المكتب السياسي ومقرري اللجنة التنظيمية والسياسية جواد شفيق ويونس مجاهد، وبمشاركة 110 أشخاص من الأخوات والإخوة، وتم تثبيت 54 شاشة بهدف التناظر عن بعد، يوم الأحد الماضي 2 يناير 2022.
في بداية اللقاء، قدم جواد شفيق، عضو المكتب السياسي للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، عرضا ومناقشة لمشروع الأرضية التنظيمية ، حيث توقف في البداية عند التراكم التنظيمي للحزب منذ مذكرة الشهيد عمر بنجلون، مرورا بكافة المحطات التنظيمية، والتي شكلت رصيدا تنظيميا متميزا، وساهمت في بناء حزب قوي تصدر المشهد السياسي منذ ولادته، وعرج جواد شفيق في الاجتماع الجهوي لأقاليم تطوان وطنجة وشفشاون والعرائش والحسيمة والمضيق الفنيدق ووزان، على بعض المظاهر والسلوكات التي أساءت للحزب في مراحل مختلفة لقوانينه وأخلاقياته وأدبياته، مؤكدا أن التوجه للمؤتمر المقبل يفرض علينا ملاءمة تنظيماتنا مع التحولات التي يعرفها مجتمعنا والفضاء السياسي، لنجعل أداتنا الحزبية قادرة على إنجاز مهامها وتعبئة الطاقات التي يزخر بها شباب ونساء ورجال من مختلف الشرائح التي تقاسمنا مشروعنا المجتمعي الديمقراطي الحداثي التضامني، والاستفادة مما توفره التقنيات الحديثة ووسائط التواصل الاجتماعي لنجعل منها وسائل للعمل والتواصل والتعبئة، معتبرا أن الطاقات التي يتوفر عليها الحزب اليوم من برلمانيين ومنتخبين في مختلف الجماعات الترابية والغرف المهنية وكل القطاعات تشكل السند القوي للانطلاق، منذ اليوم، في إعداد حزبنا ليكون البديل المستقبلي للكائنات الحزبية التي تفتقد لأسباب الاستمرار والانغراس في التربة المجتمعية.
من جهته قدم يونس مجاهد، عضو المكتب السياسي ومقرر مشروع الأرضية السياسية، عرضا اعتبر فيه أن الفكر الاتحادي في المشهد السياسي الوطني غني ببياناته ووثائقه وتقاريره المذهبية والسياسية، مذكرا بالسياقات التي ينعقد فيها المؤتمر، وموقع الحزب في المعارضة في الظرف الراهن والرهانات المطروحة عليه، متحدثا عن الوضع السياسي الدولي والإقليمي مبرزا أن مؤتمر الحزب يحظى باهتمام كبير من طرف كل شرائح المجتمع والفاعلين السياسيين. وأكد يونس مجاهد أن التحولات التي يعرفها المجتمع والعالم من حولنا تطرح علينا أسئلة كبرى تفرض علينا الانكباب، بالجدية اللازمة، من أجل فهم أعمق لرهانات مختلف مكونات المجتمع وأطيافه، والفئات التي يتعين استهدافها للانخراط بوعي في مساندة ودعم مشروعنا المجتمعي الاشتراكي الديمقراطي الحداثي، وأنه توخيا للاستفادة من الطاقات التي تختزنها الجهة وكل جهاتنا الحزبية نرغب في أن تكون المشاركة المكثفة في النقاش فرصة لإغناء الورقة السياسية في أفق المؤتمر الحادي عشر.
وبعد عرض الوثيقتين، اعتبر محمد المموحي، الكاتب الجهوي للحزب بجهة الشمال، أن أهمية هذه اللحظة مناسبة لفتح النقاشات لمشاركة الأخوات والإخوة لإغناء مشاريع المقررات، وفتح باب النقاش أمام الحضور.
وقد انصبت التدخلات على جدية الحزب وتميزه عن باقي الفرقاء السياسيين، وتم التطرق إلى ضرورة إغناء مشروع الأرضية التنظيمية في أفق بناء تنظيمات قوية وفاعلة ومؤهلة للقيام بأدوارها، وإتاحة المجال لاستقطاب الطاقات التي يزخر بها المجتمع، واستهداف فئات من مختلف الشرائح والطبقات، وطرح المتدخلون أسئلة عميقة حول تراجع الطبقات المتوسطة التي تعتبر رافعة للتقدم والدفع بالانتقال الديمقراطي بوتيرة تتيح لبلدنا التوفر على مؤسسات قوية وذات مصداقية وتسرع مسلسل الإصلاح.. وتم التأكيد على إعادة صياغة النظامين الأساسي والداخلي ليستجيبا للتحولات العميقة التي يشهدها المجتمع. كما أكد المتدخلون في الشق السياسي على ضرورة فتح نقاش عميق حول التحولات الجوهرية للمجتمع المغربي في كافة المناحي والاتجاهات، والاجتهاد الواعي للطاقات التي يزخر بها حزبنا، مع الانفتاح على مختلف العلوم والمعارف، لمزيد من استيعاب هذه التحولات وما تقتضيه من توجهات بخصوص خطنا السياسي للمرحلة المقبلة في موقع المعارضة، وتبعا لذلك بإعداد البدائل والمقترحات التي تؤهلنا لقيادة المعارضة المؤسساتية، وإعداد حزبنا باعتباره البديل المنتظر لما هو سائد من اختيارات محافظة، وإعطاء نفس جديد للمشروع التنموي الجديد.
وفي الختام عبر الحاضرون عن اعتزازهم بالمكاسب التي تحققت في الاستحقاقات الأخيرة والتي بوأت الحزب المرتبة الرابعة وطنيا مما يقتضي تعزيز هذا الرصيد وتطويره بإعادة الحزب إلى صدارة المشهد السياسي، وهذا هو الرهان المطروح على المؤتمر 11، مؤتمر الاستمرارية والتجديد. وأن القيادة المقبلة للحزب لا يمكن إلا أن تنبثق من أوساط الاتحاديات والاتحاديين الذين أعادوا لحزبنا وهجه بفضل تضحياتهم خلال الاستحقاقات الأخيرة، وأن المشاركة الفاعلة والميدانية في هذه الاستحقاقات هي الفيصل بين المناضلين الحقيقيين الأوفياء، وبين أدعياء الانتماء الذين يعتقدون أن الحزب قابل للاختراق والسطو على رصيده الذي تحقق بتضحيات الآخرين.


الكاتب : مصطفى الإدريسي

  

بتاريخ : 05/01/2022