في إطلالة غنائية جديدة.. الفنان الأمازيغي لحسن أنير يطلق فيديو كليب «أكوفاي إظلان» (حليب أسود)

في عمل فني متميز، أطل الفنان الأمازيغي لحسن أنير، على جمهوره بجديده في الميدان الموسيقي و الغنائي بفيديو كليب حمل عنوان» أكوفاي إظلان»، و الذي يعني بالعربية ( حليب أسود )، و هو عبارة عن رسالة مهمة للمجتمع تعالج مشكل الإرث بين أفراد العائلة في زمننا الحالي، كما تتعرض لظاهرة الغدر و الطمع و حب المال في المجتمع المغربي.
و إذا كانت المقاطع الغنائية تنتقد موسيقيا و شعريا هذه الظاهرة، فلأن ما أكثرها في زمننا الحالي، حيث يعيشها مجتمعنا عموما بسبب الإرث في العصر الحديث، و بروز مشاكل لا حصر لها عندما يغيب العقل و تحضر العصبية القبلية.
فعندما يموت الهالك فلا تكاد تخلو منها أسرة من الأسر، لا تخلو من تداعيات و سلبيات هذه الظاهرة، خاصة أن النزاع غالبا ما يشتد حول تركة راحل، لتكون سببا في الخصامات بين الأبناء و الأعمام… فيدخلون بعد ذلك في قطيعة أبدية بسبب الأطماع في الإرث.
و لعل فيديو كليب حاول أن يلامس فنيا هذه الظاهرة الجديدة، مستحضرا من خلالها المثل الشعبي المغربي « الطمع طاعون «، و هو أحسن وصف للحالة التي تصل إليها بعض الأسر بسبب الأطماع في الإرث، و لذلك يصبح الطمع مثل الطاعون ينخر أواصر الأسر و يجعلها عرضة للضياع و التشتت و النزاع في المحاكم و الإقتتال أحيانا بمختلف الوسائل، بعدما أفسد طمع الدنيا عقول بعض الأفراد حين أرادوا الاستيلاء على ما ليس لهم حق فيه.
و قد اعتمد الفنان أنير في عمله الفني الجديد على مسرح الصامت  la chorégraphie ، الذي يعد من أهم الأشكال التعبيرية التي يمكن الاستعانة بها من أجل تقديم رسالة للمجتمع بطريقة درامية مثيرة، تجذب المشاهدين بطريقة إبداعية ساحرة من أجل نشر القيم الإنسانية بما فيها نشر قيم الحب و السلام في المجتمع.
و بما أن الصورة عبارة عن لغة عالية المعرفة ولها القدرة على كسر حواجز اللغة و سريعة الانتشار و التأثير، فتم توظيفها بشكل لائق حتى تبلغ مقصدية الفنان، علما بأن الصورة تبلغ في بعض الأحيان رسالة مشفرة وواصفة للحالة إلى المتلقي حتى أضحت أكثر تبليغا و أكثر إقناعا و تأثيرا و ذات مصداقية إذا ما تم استخدامها بطريقة صحيحة.
و في رسالة موجهة إلى الجمهور قال أنير في كلمته التي ضمنها في بلاغ صحفي أصدره لهذه الغاية «أود أن أتوجه بكامل الشكر لكل من له بصمة حب و يد الخير في إنجاز هذا العمل الفني «.
و خص بالذات « الطاقم التقني و الفني و على رأسهم المخرج و الصديق رشيد أعنطري و كل المشرفين على كل التفاصيل الصغيرة و الكبيرة، حرصا منهم لضمان الجودة المطلوبة و احترام الذوق الرفيع الذي يتطلع اليه الجمهور المغربي العاشق للفن الراقي، كما أوجه تحية خاصة لجمهوري العزيز على الثقة و المساندة الدائمة..»
وختم كلمته بقوله:» إبداعاتنا لا تساوي شيئا بدونكم».


الكاتب : عبد اللطيف الكامل

  

بتاريخ : 17/06/2022