في اختتام الدورة الدورة 34 للمهرجان الدولي للمسرح الجامعي بالدار البيضاء

المسرحية الكورية الجنوبية «حلم العودة إلى مسقط رأسي» تفوز بالجائزة الكبرى بالمهرجان
عبد القادر كنكاي: المسرح الجامعي يساهم في خلق روافد تلاقح ثقافي بين مختلف الجنسيات
لجنة التحكيم: الجوائز ما هي إلا إشارات رمزية دالّة من أجل التنافس على تقديم الأفضل

 

 

اختتمت، مساء الخميس 28 يوليوز2022، فعاليات الدورة 34 للمهرجان الدولي للمسرح الجامعي المنظم من طرف كلية الآداب والعلوم الإنسانية بن مسيك، تحت شعار «إعادة خلق المسرح»، وذلك بالمركب الثقافي مولاي رشيد بمدينة الدار البيضاء.
وقد عرف المهرجان مشاركة عدة فرق مسرحية من دول عربية وأجنبية مختلفة: المغرب، سلطنة عمان، الكاميرون، تونس، إيطاليا، اندونيسيا…
افتتح رئيس المهرجان وعميد كلية الآداب والعلوم الإنسانية بن مسيك عبد القادر كنكاي الأمسية الختامية للمهرجان بكلمة أشاد فيها بالدور الكبير الذي يلعبه المسرح الجامعي في خلق روافد تلاقح ثقافي بين مختلف الجنسيات، كما أكد عبد القدر كنكاي على ضرورة العمل الجاد والمتواصل لضمان استمرارية مثل هاته التظاهرة الثقافية الفنية، خاصة بعد الوضع الوبائي الذي عرفه العالم، والذي فرض تصورا وتعاملا جديدين مع مثل هاته التظاهرات.
بعد ذلك، تم تقديم العرض المسرحي «العرس» وهو عبارة عن عرض تركيبي لمجموعة من الورشات المسرحية التي أقيمت طيلة أيام المهرجان بتأطير مجموعة من الفنانين المغاربة والأجانب، وقد عرف الحفل الختامي أيضا تكريم فابيو اموداي مدير أكاديمية مسرح الفنون صوفيا اميندوليا (روما).
وقد أعلنت لجنة تحكيم المهرجان والمكونة من خالد لحلو، الطاهر الطويل، فتيحة بناني، سيرين أشقر، عن النتائج التي أسفرت عنها المداولات الخاصة بتوزيع جوائز الدورة 34 للمهرجان الدولي للمسرح الجامعي بالدارالبيضاء. حيت منحت الجائزة التشجيعية لفرقة الإجازة المهنية في المسرح بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بنمسيك من المغرب عن مسرحيتها «كالاج» وكذلك لفرقة «المركز الثقافي الجامعي بالمُنستير» من تونس عن مسرحيتها «المسرحية»، ثم  جائزة الملابس لفرقة معهد الفن بادانغ نانجان من إندونيسيا عن مسرحيتها «أسطورة مينانجكابو: الشهير مالين نان»، في حين كانت جائزة المهرجان و الانسجام الجماعي من نصيب فرقة جامعة سوونغ إيوي من كوريا الجنوبية عن مسرحيتها «حلم العودة إلى مسقط رأسي»، أما جائزة التشخيص إناث فعادت للممثلة صوفيا مورابيطو عن أدائها في مسرحية «الزهور الأخيرة» لفرقة أكاديمية مسرح روما صوفيا أميندوليا من إيطاليا، وقد فاز مناصفة بجائزة التشخيص ذكور كل من الممثل وليد سالم المغيزوي وإبراهيم محمد المعشري عن أدائهما في مسرحية «إصبع روج» لفرقة الشفق المسرحية من سلطنة عمان، كما أحرزت فرقة الأكاديمية المدنية للفنون الدرامية نيكو پيپي من إيطاليا عن مسرحيتها «كوميديا ديابوليك» للمخرج كلوديو دي ماجليو عن جائزة الإخراج المسرحي، فيما قررت اللجنة حجب جائزة السينوغرافيا.
وفي تقريرها، توجهت لجنة التحكيم بالشكر والثناء إلى المنظمين الذين أتاحوا هذه الفرصة السانحة للتواصل من جديد من خلال أب الفنون، وخصت بالشكر الدكتور عبد القادر گُنگاي، رئيسَ المهرجان وعميدَ كلية الآداب والعلوم الإنسانية بن مسيك التابعة لجامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء، وكافةَ الطاقم الإداري والفني والتقني. وكذلك لكل القائمين على القاعات والمراكز الثقافية التي احتضنت عروض المهرجان. وإلى صناع هذه العروض المسرحية من طلبة وأساتذة وتقنيين وغيرهم .
وقد استشعرت لجنة التحكيم عن كثب قيمة هذه التظاهرة الفنية على عدة مستويات فنية وإنسانية وثقافية، فكانت تجربة إيجابية ومثمرة، أتاحت لمدة أسبوع سفرُا عبر العالم وتقاربًا بين الثقافات والحضارات والشعوب من خلال المسرح و مكّنت الجمهورَ المتنوعَ، المكونَ من طلبة وأساتذة وفنانين وموظفين وعموم المواطنين، نساء ورجالا، من اكتشاف تجاربَ مسرحية مختلفة، والاحتكاكِ بالمساهمين فيها، والتفاعلِ مع إبداعاتهم خاصة بعد القطيعة الطويلة مع العروض المسرحية التي فرضتها الجائحة، كما تتمنى اللجنة أن تعمل إدارة المهرجان في الدورات القادمة على توسيع فضاءات العروض المسرحية، لتشمل أحياء عديدة من مدينة الدار البيضاء، من أجل تحقيق استفادة أكبر من هذه الأعمال وتقريب المسرح أكثر من الجمهور. وسجلت اللجنة، أيضا، بإيجابية أهميةَ تنويع قاعات العروض المسرحية، ما بين المركب الثقافي مولاي رشيد، وفضاء عبد الله العروي بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بنمسيك، والمركب الثقافي سيدي بليوط، واستوديو الفنون الحية، علاوة على عروض مسرحية قدُّمت عن بعد.
ومن خلال متابعتها، لمدة خمسة أيام، للعروض المسرحية المشاركة من مختلف الدول إلى المغرب وسلطنة عمان وتونس وإندونيسيا وإيطاليا وكوريا الجنوبية، والتي حرصت على تقييمها بناءً على معايير نقدية، تبرز نقط التفاضل بين هذا العمل وذاك، لاحظت أن العروضَ المسرحية المتنافسةَ المشاركةَ في هذه الدورة كانت متفاوتة المستويات الفنية والإبداعية، وعكست تباينا واضحا على مستوى التمكّن من ميكانيزمات الفرجة المسرحية والتي كان بعضها ذا قيمة جمالية عالية، تحققت معها شروط المتعة والتفاعل الإيجابي.
وتؤكد اللجنة في ختام تقريرها أن الجوائز ما هي إلا إشارات رمزية دالّة من أجل التنافس على تقديم الأفضل، وإلاّ فإنّ كل الفرق المشاركة في المهرجان تعدّ فائزة، لكونها بذلت جهودًا ملموسةً من أجل بناء عروضها المسرحية، وتقديمها أمام الجمهور بعشق وتطوع وإيمان بالرسالة النبيلة لهذا الفن العظيم.


الكاتب : كريمة كريبطو

  

بتاريخ : 01/08/2022