أسدل يوم الأحد 10 يونبر الجاري، الستار عن النسخة الثالثة عشرة للمهرجان الدولي لسينما الذاكرة المشتركة بالناظور، حيث تم تكريم كل من الفنان المقتدر محمد الشوبي والفنانة الناظورية هيام لميسيسي والناقد السينمائي أحمد السجلماسي، وذلك في إطار ثقافة الاعتراف بالمجهودات المبذولة من هؤلاء للرقي بالفن السابع بالبلاد، وعربون اعتراف بما قدموه من تضحيات جسام خدمة للفن والمجتمع.
وتوج الفيلم التركي الذي أخرجه محمد علي كونار بعنوان “عندما يسقط الجوز” ،حيث فاز بجائزة أفضل فيلم طويل في النسخة الثالثة عشرة من مهرجان الدولي لسينما الذاكرة المشتركة في الناظور (FICMEC). تدور قصة الفيلم الفائز حول أب يحاول، وهو على وشك الموت، تعليم ابنه كيفية إدارة حياته ليعتمد على نفسه.
و نال جائزة أفضل سيناريو توماسو سانتامبروجو عن الفيلم الإيطالي-الكوبي “المحيطات هي القارات الحقيقية”. أما جائزة أفضل ممثل فقد فاز بها مصطفى شيمدال عن الفيلم المغربي “تقسيم”، وجائزة أفضل ممثلة نالتها الكوبية لولا أموريس عن فيلم “المرأة البرية”. كما فاز الفيلم المغربي “جثة على الشاطئ” من إخراج أكسيل فوزي بحائزة الجمهور ، و بتنويه خاص من قبل لجنة تحكيم الأفلام الحكائية الطويلة.
في الأفلام الوثائقية، فاز مناصفة كل من الفيلم المغربي “مورا هنا…” للمخرج خالد زعيرة، الذي يروي قصة الآلاف من المغاربة الذين تم تجنيدهم من قبل فرنسا للعمل في المناجم في خمسينيات القرن العشرين، وحصل أيضاً على جائزة أفضل بحث، و الفيلم البرازيلي “عطش النهر” لمارسيل أبريو الذي يتناول رحلة حج نهرية مأساوية إلى بون خيسوس دا لابا.
وحصل الفيلم الإسباني “أربع طبقات” للمخرج الأندلسي نونيو باراخو، الذي يدور حول إعادة تأهيل طائر الفوخة المهدد بالانقراض في حديقة دونيانا، على إشادة من لجنة التحكيم لعرضه إنجازًا مهمًا في علم الطيور في منطقة “كانيادا دي لوس باجاروس” ببلدية بويبلا ديل ريو في إشبيلية.
وفي فئة الأفلام القصيرة، حصل الفيلم الإسباني “حنين” للمخرج ريكارد زوبيلزو على الجائزة الأولى. هذا الفيلم الوثائقي القصير يستعرض حياة بينيتا نافاسيرادا، ابنة مؤسس اتحاد العمال العام في سان سيباستيان دي لوس رييس عام 1936. وقرر أعضاء لجنة تحكيم الأفلام القصيرة أيضاً منح إشادات خاصة للفيلمين “دخان الورد” للعماني محمد العجمي، و”بالنسبة لي” للمغربية انتصار الزهار.
وقرر المكتب الوطني لمركز الذاكرة المشتركة والسلم في اجتماعه يوم 9 نونبر 2024 بمقر إدارة المهرجان الدولي لسينما الذاكرة المشتركة – الناظور، بعد تناول قضايا تنظيمية، وأخرى تتعلق بالمهرجان الدولي لسينما الذاكرة المشتركة الذي ينعقد سنويا بمدينة الناظور، إسناد رئاسة المهرجان الدولي لسينما الذاكرة المشتركة للفاعل الثقافي والحقوقي والسياسي أحمد خشيشن.
وبنفس المناسبة، نوه المجتمعون عاليا بالدور الكبير، والأساسي، فكريا، وتنظيميا وإشعاعا، الذي قام به الدكتور عبد السلام الصديقي لفائدة المهرجان منذ تأسيسه، وبقبوله الاستمرار ضمن التجربة من موقع الرئيس الشرفي المؤسس.
وقرر ذلك اعتماد تيمة”ذاكرة السلام “كموضوع الدورة الرابعة عشر للمهرجان الدولي لسينما الذاكرة المشتركة لسنة 2025.
وفي الأخير، سجل المكتب نجاح الدورة الحالية تنظيميا وإشعاعا، شاكرا كل من ساهم في هذا النجاح من سلطات محلية و على رأسها السيد العامل، وشركاء المهرجان ؛ و لا سيما المجلس الاقليمي، و جماعة الناظور ، و وكالة تنمية أقاليم الشرق، و وزارة الاتصال و الثقافة و الشباب، والمركز السينمائي المغربي، و مؤسسة البنك التجاري المغربي، و بريد المغرب، والمجلس الوطني لحقوق الإنسان، و المؤسسات الدولية لا سيما حكومة الاندلس.و مؤسسة الثقافات الثلاث ونساء ورجال الإعلام، ومتطوعون.
وتجدر الإشارة أن النسخة الثالثة عشرة من المهرجان، شهدت مشاركة حوالي ثلاثين فيلماً من ما يقارب عشرين دولة حول العالم بين أفلام طويلة، وثائقية، وقصيرة، والتي عُرضت بين 5 و10 نونبر. كان شعار هذا العام “ذاكرة السماء والأرض”، للفت الانتباه إلى ضرورة الاستدامة البيئية. وبما يتماشى مع هذا الشعار، تم منح الجائزة الدولية للديمقراطية والسلام لمعهد تيرا الذي أسسه المصور البرازيلي الشهير سيباستياو سالغادو مناصفة مع الائتلاف المغربي للعدالة المناخية.