أسدل الستار على فعاليات الدورة السابعة للمهرجان الدولي للكاريكاتير بإفريقيا المقامة بمدينة أكادير
المهرجان الدولي الذي اختتم فعالياته الأحد الماضي، منظم من طرف جمعية أطلس للكاريكاتير وأسبوعية لوكنار ليبيري وبدعم من وزارة الشباب والثقافة والتواصل،حيث شارك فيه ما لا يقل عن 412 فنانا وفنانة ينتمون ل 80 دولة ومن بينهم 30 فنانا مغربيا ، حيث أبرزوا بكل احترافية ما تبوح بها ريشتهم الفنية من أفكار تعالج موضوع المهرجان من منظورهم الشخصي خصوصا ما تمثله تلك الأفكار من أهمية كبرى تلامس كل أطياف المجتمع البشري الذي يعيش على سطح هذا الكوكب .
وعرفت هذه الدورة تنظيم معرض مفتوح لكل أعمال المشاركين وضيوف المهرجان حتى يتمكنوا عن قرب من الاطلاع على تلك الأعمال والاستمتاع بما جادت به ريشات الفنانين المشاركين .
بالإضافة إلى ذلك، خصص المهرجان خلال دورة هاته السنة فقرة تكريمية خاصة بأحد أعمدة ومؤسسي فن الكاريكاتير بالمغرب ويتعلق الأمر بالفنان نور الدين بناني ، اعترافا بما قدمه من أعمال قيمة أغنت الساحة الوطنية الثقافية والفنية ، حيث تم تخصيص مسابقة خاصة بالبورتريه الكاريكاتيري تبارى فيها فنانو الكاريكاتير ،يجسد الفنان نورالدين بناني موضوع التكريم كل من زاويته الفنية وأسلوبه في إبداع كاريكاتوري .
وعلى هامش المهرجان نظمت ندوة دولية حول موضوع :” الكاريكاتير بمختلف لغات العالم” تدخل من خلالها كل من الفنان الكاريكاتيري الشادلي بالخامسة من تونس تناول فيها موضوع “إنشاء موقع لمدرسة فن الكاريكاتير بكل لغات العالم ” بشراكة مع الجمعية أطلس للكاريكاتير التركيز وخص بالذكر التركيز على إنشاء موقع مغاربي.
من جهته تناول بوشعيب الضبار باحث في فن الكاريكاتير وصحافي من المغرب “دور الكاريكاتير في ترسيخ حرية التعبير” . وقدم بوشعيب الضبار لمحة موجزة عن رسومات الكاريكاتير ،وقال إن بعض الدول الأوربية اهتمت بفن نشر الكاريكاتير في الصحف منذ القرن الثامن عشر، وذلك في وقت كان يِؤدي بصاحب الكاريكاتير إلى الكثير من المتاعب. لكنه تطور وأصبح مادة يومية في كل الصحف والمجلات الأجنبية بكل حرية رأي.
وعلى الصعيد العربي، يعرف فن الكاريكاتير السياسي العديد من المشاكل، دفع فنانون ثمنا لفنهم، وقد ذاق أكثر مرارة الاعتداءات، سواء في العالم العربي. كناجي العلي . وشملت الاعتداءات أيضاً رسامي كاريكاتير من شمال افريقيا، كالجزائري جمال غانم، والتونسي جابر ماجري، والمغربي خالد قدارة، إضافة إلى السوري علي فرزات.
ولم يخف الضبار المعاناة اليومية لرسامي الكاريكاتير مع بعض الصحف وكذا حرمانهم كجزء لا يتجزأ من الجسم الإعلامي الوطني من ولوج منصة التتويج ضمن فعاليات المسابقة السوية الوطنية للصحافة مقابل أيضا ما يعانيه فن الكاريكاتير خصوصا من مضايقات حيث يعد الجيل الحالي من رسامي الكاريكاتير ببلادنا أكثر حرصا أن يصيبهم مقص الرقيب مما يقلص من حرية التعبير.
تناول الكلمة أيضا كل من الرسامين كريم كانكي من السينغال وباسول كريستيان من بوركيا فاسو، حيث تم التركيز على أهمية فن الكاريكاتير في البلدان الإفريقية ودوره في الرفع من مستوى الثقافة عند الشباب للقضاء على بعض العراقيل والرقابة لدى بعض الحكومات الإفريقية.
الفنان خالد باها من المغرب تحدث عن موضوع الأمن الغذائي وعلاقته بموضوع المهرجان هذه الدورة. من جهته عبر رسام الكاريكاتير الساخر ريكاردو فيريرا من البرتغال عن ارتياحه للمستوى الذي يعرفه هذا الفن لدى الوسط الثقافي بالمغرب ،لكن لوح إلى عدد من الدول العربية التي مازالت لم ترق إلى طموحات شعوبها .
عبدالمجيد الحمداوي صحافي وكاتب متخصص في الصحافة الساخرة، اعتبر أن الصحافة الساخرة قادرة على مناقشة الأفكار و تبسيطها وتقدّمها في صورة أسهل وبالتالي الصحافة الساخرة هي وسيلة جيدة لعرض أفكار معقدة والوصول للجمهور، وذلك من أهم الأسباب التي تجعلنا نبحث عن الصحافة الساخرة، كما أن لها القدرة على الوصول إلى قاعدة جماهيرية أكبر، حيث أن الإنسان عرضة في حياته إلى العديد من الضغوط النفسية والاقتصادية والسياسية
أبوعلي صحافي ورسام كاريكاتير وفنان يشتغل على مسرح السخرية مع الفنان حسن الفذ، استخلص من وجهة نظره عن السخرية التي هي عنده ك”البكاء الضاحك”، وهو ما يجده قريباً من تعريف الشاعر السوري الساخر الراحل محمد الشيخ علي .
ويرى أبوعلي أن قوة الصحافة الساخرة، تكمن بأنها لا تعرف المجاملة.
العربي الصبان عميد فن الكاريكاتير يطرح سؤالا كبيرا يتعلق بتاريخ الثقافة الساخرة عبر التاريخ الناطق بالعربية ، ويطرح السؤال أيضا عن مدى اهتمام الباحث والمؤرخ والسوسيولوجي المهتم بالثقافة الساخرة في عنايته بطرح السؤال المتعلق بالتذكير بالخطاب الفني الساخر ثم الموضوع الذي عندما يتساءل بهذا الشكل يشير إلى أن هناك تقصير كبير لدى المهتم بالثقافة العربية حين يتعلق بالتفكير بالسخرية وليس الحديث عن السخرية مثلما فعل الجاحظ وابن الرومي وغيرهما ، ولكن فيما يتعلق بالتحديد الدقيق لقيمة السخرية، فإنها لا تتوفر عندنا ،فالعلماء المهتمون بالسخرية مثل بيركسون وغيرهم كثيرين ممن اهتموا بفن الضحك ،ثم أن الموضوع في شموليته يشير إلى زوايا تتعلق بالضحك في التاريخ العربي مثلا هناك بعض الأحاديث وبعض القضايا تهم فكرة الفكاهة والتاريخ الساخر المكتوب باللغة العربية .
ولم يفت الجهة المنظمة للمهرجان ،تخصيص فقرة من دورة هاته السنة لصالح المواهب الصاعدة، تشجيعا لهم على تبني هذا الصنف الفني وتحفيزهم على حمل مشعل الكاريكاتير حتى لا يندثر ويطويه النسيان أو يطاله الإهمال خصوصا أن الأطفال هم أمل كل مجتمع ناجح ، وفي هذا الإطار تم تخصيص ورشات لفن الكاريكاتير أشرف على تنشيطها فنانون مرموقون من داخل المغرب وخارجه لصالح مجموعة من الأطفال المنتمين لجهة سوس ماسة.
بالإضافة إلى ذلك، ووفاءا لتقاليدها منذ عام 2021، نظمت FICA، بشراكة مع المدرسة العليا للتربية والتكوين بجامعة ابن زهر بأكادير، نسخة جديدة من المهرجان الجامعي للثقافة والفنون التربوية ،حضره ثلة من الأساتذة وأطر وطلبة باحثون بجامعة آبن زهر تم تأطيره من طرف “2024 FUCAP” ونظم هذا الحدث، تحت شعار “الفنون البصرية والتربية: تجارب وآفاق”، ومن محاور الندوة أولا ممارسات تدريسية متكررة وخبرات ميدانية ، ثانيا الفنون البصرية والتنمية الذاتية ، ثالثا تكوين الأساتذة والسياسات التربوية ، رابعا الفنون البصرية والمجال المهني ، خامسا قضايا معاصرة وآفاق مستقبلية ، تمت مناقشة كل هذه المحاور من طرف أزيد من 20 باحثا وفنانا مغربيا ودوليا،شاركوا بأبحاثهم وإبداعاتهم وتأملاتهم حول الروابط بين الفن والتعليم، مما وفر للجمهور فرصة فريدة لاكتشاف وجهات نظر جديدة.