في استطلاع للشبكة البحثية الباروميتر العربي..المغاربة يدعمون النظام البرلماني متعدد الأحزاب وثقتهم في الحكومة ورئيسها تنخفض زيادة الثقة في القضاء ، و40 في المئة يرون أن الفجوة بين الأغنياء والفقراء تتسع

 

أصدر الباروميتر العربي أحدث تقرير حول الرأي العام في المغرب للفترة 2023-2024.
وكشفت الشبكة البحثية الباروميتر العربي في ندوة صحفية بسلا يوم الجمعة الماضي، بالتعاون مع المعهد المغربي لتحليل السياسات (MIPA)..، أنها قابلت بين 11 ديسمبر 2023 و30 يناير 2024 أكثر من 2400 شخص من المغرب وجهاً لوجه، حول باقة عريضة من القضايا، وتشمل الاقتصاد والثقة في الحكومة وأدائها، والحريات المدنية، والعلاقات الدولية، ووضع المرأة في المجتمع، والبيئة، وتشمل النتائج الأساسية لاستطلاع الباروميتر العربي في المغرب للفترة 2023-2024 ما يلي:
بعد تقلّب في الآراء حول دعم الديمقراطية في السنوات الماضية، زاد دعم المغاربة للحكم الديمقراطي، بخاصة دعم النظام البرلماني متعدد الأحزاب (68 بالمئة).
وسجل الاستطلاع انخفاض الثقة في الحكومة المغربية (33 بالمئة)، كما سجل الباروميتر العربي انخفاض الثقة بمستوى نسبي في رئيس الحكومة ب (30 بالمئة)، بينما تصل الثقة في البرلمان إلى (38 بالمئة)، وسجل الباروميتر نسبة عالية من ثقة المستجوبين في القضاء ب (74 بالمئة) ومنظمات المجتمع المدني (70 بالمئة).
وأظهرت الشبكة في ذات الندوة التي قدم نتائجها للحاضرين محمد أبو فلغة مدير التواصل السياسي بالباروميتر العربي، تباين تقييم المواطنات والمواطنين لأداء الحكومة: تصنيفات البنية التحتية والأمن أعلى من الرعاية الصحية والتعليم والاقتصاد.
كما أن المغاربة، وحسب ذات الاستطلاع، يعتبرون أن الإنفاق على الدعم والتعليم والرعاية الصحية هي أهم أولويات الإنفاق الحكومي.
وبالنسبة لآراء المغاربة حول القضايا السياسية والاقتصادية والاجتماعية فهي تنقسم بقوة بحسب الوضع الاجتماعي-الاقتصادي.
وتبقى التحديات الاقتصادية قائمة، حيث صنّف ثلث المغاربة فقط الوضع الاقتصادي بالمغرب تصنيفات إيجابية، في حين يرى 4 من كل 10 أشخاص (39 بالمئة) أن الفجوة بين الأغنياء والفقراء تتسع، كما أن أكبر التحديات التي تواجه المغرب هي الاقتصاد (22 بالمئة) والفساد (20 بالمئة) والخدمات العامة (18 بالمئة)، ثم التغير المناخي (14 بالمئة).
وكشف الاستطلاع أن ثلثي المغاربة تقريباً (63 بالمئة) أكدوا أن طعامهم نفد قبل توفر النقود لشراء المزيد خلال الأيام الثلاثين الماضية. وهذه النسبة زادت كثيراً منذ 2022.
وعرج الاستطلاع للحديث عن التحركات التي يجب أن تتخذها الحكومة لتحسين الاقتصاد وكانت الإجراءات الأكثر ذكراً من المواطنين هي الحدّ من الكساد (28 بالمئة) وخلق فرص العمل (20 بالمئة) وإصلاح التعليم (14 بالمئة) وزيادة الأجور (11 بالمئة).
وبخصوص الهجرة أكد (35 بالمئة) ذكر عدد كبير أن العوامل الاقتصادية سبب رئيسي لهذه الرغبة (45 بالمئة من الراغبين في الهجرة). ومن يرغبون في الهجرة أكثرهم شباب رجال تحت سن 30 عاماً حصلوا على التعليم الجامعي. وقال أكثر من نصف المهاجرين المحتملين (53 بالمئة) إنهم قد يقبلون على الهجرة حتى بطرق غير شرعية.
بالنسبة للحريات المدنية، قال أغلب المغاربة (58 بالمئة) إن حرية التعبير عن الرأي مضمونة بدرجة كبيرة أو متوسطة. ويعتقد أكثر من النصف أيضاً (57 بالمئة) أن حرية التظاهر مضمونة بدرجة كبيرة أو متوسطة، وفي هذا زيادة بواقع 12 نقطة مئوية مقارنة بعام 2022 (45 بالمئة).
أما بخصوص القيود على حرية التعبير عن الرأي عبر الإنترنت فيشعر الكثير من المغاربة بالقلق، لا سيما الرقابة والمنع من قِبل الحكومة (54 بالمئة) والحكومات الأجنبية (51 بالمئة) ومن قِبل منصات التواصل الاجتماعي (53 بالمئة).
كما لوحظ من خلال ذات الاستطلاع انحسار كبير في نسب تأييد التطبيع، وأرجع تقرير الباروميترالعربي ذلك إلى أن السبب يعود، على الأرجح، إلى حملة إسرائيل العسكرية على غزة.
وفي هذا الصدد قال مدير الاتصال السياسي في شبكة الباروميتر إن 47 في المائة من المستطلعين يعتقدون أن الحكومة الإسرائيلية «غير ملتزمة على الإطلاق» بحل الدولتين (فلسطين وإسرائيل)، و24 بالمائة فقط من المغاربة يعتقدون أن الشعب الإسرائيلي مقتنع بهذا الحل.
وفي الوقت نفسه، يعتقد ما يقرب من نصف المغاربة أن الدول العربية والإسلامية هي أكثر من يدافع عن حقوق الفلسطينيين. وتشمل قائمة الدول المغرب (42%) وتركيا (35%) وقطر (31%) ومصر ( (30%.
وأثرت الحرب في غزة على آراء المواطنين والمواطنات في القوى العالمية والإقليمية، حيث أظهر التقرير أن شعبية روسيا والصين زادت بينما تراجعت شعبية دول الغرب، وتظهر نفس التفضيلات حالياً فيما يخص قادة الدول الأجنبية.
وعلى النقيض من الوضع في بلدان أخرى بالشرق الأوسط وشمال إفريقيا، لم ينحسر دعم الولايات المتحدة الأمريكية بعد 7 أكتوبر، لكن تحسّنت صورة الصين أكثر من تحسّن صورة الولايات المتحدة الأمريكية على امتداد العامين الماضيين.
ومن جانب آخر توصّل استطلاع الباروميتر العربي 2023-2024 أيضاً إلى أن هناك تراجعا طفيفا في الآراء حول قدرة النساء على القيادة السياسية. رغم وجود دعم كبير لتخصيص مقاعد للنساء في البرلمان (71 بالمئة) والحكومة (70 بالمئة). بالمثل، يرى ثلاثة أرباع المغاربة تقريباً (73 بالمئة) أن وجود النساء في مقاعد القيادة السياسية مفيد لتعزيز حقوق المرأة.
بالنسبة لمجال العمل، قال الثلثان تقريباً (64 بالمئة) بضرورة المساواة بين الرجال والنساء في فرص العمل، ويرى المغاربة معوقات كثيرة تعترض عمل النساء. المعوقات الأكثر ذِكراً هي عدم توفر فرص العمل (17 بالمئة) وتدني الأجور (14 بالمئة) والتحيّز ضد النساء (13 بالمئة) وغياب خيارات رعاية الأطفال (12 بالمئة).
وبخصوص التحرش أقرّ المغاربة باستمرار تعرض النساء له، حيث قال 8 من كل 10 أشخاص (79 بالمئة) إن التحرش منتشر في الشوارع من قِبل الغرباء، وقال الثلثان (65 بالمئة) الأمر نفسه عن التحرش في أماكن العمل.
وعن المناخ طالب المغاربة الحكومة– بشكل متزايد – باتخاذ إجراءات للتصدي لهذه المشكلة المُلحّة، وشددوا على الآثار الكبيرة لتغير المناخ على حياتهم اليومية. وتعتبر المياه هي مبعث القلق الأول بملف البيئة في المغرب حيث قال 4 من كل 10 أشخاص إن غياب موارد المياه (24 بالمئة) أو تلوث مياه الشرب (11 بالمئة) أو تلوث الموارد المائية (5 بالمئة) هي أكبر تحديات بيئية في المغرب.
وأظهر الاستطلاع أنه في أعقاب زلزال سبتمبر 2023 أصبح المغاربة أكثر قلقاً من تغير المناخ ويرغبون في فعل حكومتهم المزيد للتصدي له. في الوقت الحالي، يقول 8 من كل 10 أشخاص إن على الحكومة عمل المزيد في ذلك الملف (80 بالمئة). هذه النسبة تبلغ ضِعف مثيلتها (40 بالمئة) في الدورة الماضية في عام 2022، وبخصوص تعامل الحكومة مع الزلزال ، فأظهر التقرير أن المغاربة يشعرون بالرضا بشكل عام في المُجمل، حيث قال 43 بالمئة إن إدارة الحكومة للأزمة لبّت التوقعات وقال 3 من كل 10 أشخاص (31 بالمئة) إنها فاقت التوقعات.
يذكر أن الباروميتر العربي هو شبكة بحثية تأسست في عام 2006 تهدف إلى قياس الرأي العام في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وأصبحت أطول الشبكات البحثية خبرة واستمرارية في إجراء استطلاعات رأي عام مدققة وممثلة لمستوى الدول عبر العالم العربي.


الكاتب : خديجة مشتري

  

بتاريخ : 10/06/2024