في استقبال شعبي كبير .. أبناء المغرب يهدون قلوبهم وعواطفهم وكل مشاعرهم لأسود الأطلس

احتشد عشرات آلاف المواطنين المغاربة، عشية أول أمس الثلاثاء، وخصوا المنتخب المغربي لكرة القدم باستقبال الأبطال في الرباط، بعد عودة «أسود الأطلس» من مشاركة تاريخية في مونديال قطر، حيث بات أول منتخب إفريقي وعربي يصل إلى الدور نصف النهائي في كأس العالم.
واصطف الرجال والنساء من مختلف الأعمار والفئات الاجتماعية على جنبات شوارع والساحات الرئيسية للعاصمة منذ العصر، في انتظار مرور أعضاء الفريق الوطني على متن حافلة مكشوفة زينت بألوان العلم المغربي.
كما زينت الحافلة بعبارة «ديما المغرب» التي دأبت الجماهير على ترديدها، احتفاء بانتصارات المنتخب الوطني، ورسم بخطوط ذهبية رأس أسد، تيمنا باللقب الذي يكنى به المنتخب الوطني.
وتحمل الكثيرون عناء التنقل من مختلف المدن المغربية، حيث تقاطروا على العاصمة منذ ساعات مبكرة من يوم الثلاثاء، من أجل الاحتفال بهذه القصة الجميلة التي كتبها المنتخب في كأس العالم 2022.
وكانت الحضور من مختلف الطوائف الاجتماعية، وكان قامسمهم المشترك هو عبارات الفخر بأداء أبناء وليد الركراكي في العرس الكروي العالمي؟
وسطر المغرب اسمه بأحرف منذ ذهب في النسخة الأولى التي نظمت بمنطقة الشرق الأوسط والعالم العربي، وأبلى البلاء الحسن أمام أقوى المنتخبات العالمية، قبل أن يتوقف حلمه بخسارة أمام فرنسا حاملة اللقب عام 2018 ووصيفة النسخة الحالية في نصف النهائي 0 – 2، قبل أن يخسر مباراة تحديد المركز الثالث ضد كرواتيا 1 – 2.
وتوشح الكثيرون بالأعلام الوطنية وارتدوا قمصان المنتخب، فيما كانت مجموعات متفرقة من المحتشدين تردد النشيد الوطني، في انتظار مرور موكب المنتخب.
وبمجرد وصوله شارع محمد الخامس، الذي يخترق وسط العاصمة، تعالت صرخات الاحتفاء والزغاريد وأهازيج شعبية، فضلا عن شعارات وأهازيج من قبيل «يعيش المغرب»،»ديما مغرب»، «سير سير سير»، وملوحين بالأعلام الوطنية، في مشاهد تجسد فرحة شعب تواق إلى التقدم، وإلى كتابة اسم مغرب متطور في مختلف المجالات إقليميا ودوليا. بينما أطلقت مجموعات من المشجعين شهبا اصطناعية حمراء وألعابا نارية في الهواء، قبل أن تمر الحافلة بسرعة.
وكان اللاعبون، ومعهم المدرب وليد الركراكي، يردون على الجماهير حاملين الأعلام الوطنية. فيما كانت تتبعها حافلة ثانية مغطاة تقل أمهات اللاعبين اللواتي تواجدن بجانبهم في قطر.
ولم تكن اللحظات السريعة التي مر فيها الموكب من أمام الحضور كافية لهم، ما جعلهم يعتمدون على هواتفهم الذكية لتخليد هذه اللحظة المفعمة بالحب والوطنية.
ولم ينه مرور الحافلة احتفالات الجماهير، حيث واصل البعض منهم الاحتفال في بعض أرجاء الشارع رقصا على إيقاعات أغاني شعبية مرتجلة، في مشهد اعتاده هذا الشارع وشوارع أخرى في مدن المملكة منذ التأهل للدور الأول وحتى المربع الذهبي.
وتعبأت ساكنة العاصمة، منذ صبيحة الثلاثاء، من أجل رسم احتفالية تليق بأفراد المنتخب الوطني وعائلاتهم، في لحظة متفردة من العرفان والسعادة والفخر بإنجاز غير مسبوق عربيا وإفريقيا.
وتأثيثا لهذا الحدث، اكتست عدد من المسارات التي مر منها موكب المنتخب حلة بهيجة، لاسيما شارع محمد الخامس الرمزي وساحة البريد، بينما هيأت السلطات مرافق لتأمين التدفقات الشعبية التي خلقت أجواء خاصة احتفاء بكتيبة وليد الركراكي.
وقد أعدت ولاية أمن الرباط بروتوكولا أمنيا لضمان حسن سير الاحتفالات الشعبية المنظمة احتفاء بالأسود، الذين حلوا بأرض الوطن متوجين بتقدير عالمي بعد بلوغهم المربع الذهبي في مونديال قطر واحتلالهم المرتبة الرابعة في هذا المحفل الرياضي العالمي.


بتاريخ : 22/12/2022