في الأيام السينمائية لدكالة بالجديدة في دورتها 11.. ندوة حول «أوجه الاندماج والتباين في المسرح والسينما»

 

بعد التكريم والاحتفاء باسمين وازنين في المشهد الثقافي المغربي، وعرض شريطين قصيرين عن مسار تجربتهما، قدمت شهادات في حق هذين المبدعين المنتميين إلى منطقة دكالة وهما الشاعر والناقد والمترجم والإعلامي سعيد عاهد، والشاعر والمترجم والروائي راوي فقيهي الصحراوي من اليوم الثاني لهذه الأيام السينمائية بالجديدة التي نظمت بين 3 و6 من شهر نونبر 2022.
بعدها تم في عشية نفس اليوم بث شريط سينمائي للمسرحي والمخرج الطيب الصديقي موسوم ب «الزفت»، وهو شريط جمع بين تقنيات المسرح والسينما باعتباره عملا مسرحيا تحول إلى شريط سينمائي، وباعتباره كذلك يخضع لمواصفات اختيار المحور الأساسي لهذه الدورة السينمائية.
بينما في اليوم التالي لهذه الأيام، تم تنظيم ندوة خاصة تمحورت حول أوجه الاندماج والتباين في المسرح والسينما، ترأس جلستها الناقد أحمد السجلماسي وشارك فيها كل من الشاعر والناقد والفاعل الجمعوي محمد عابد والمؤلف والمخرج والمنظر المسرحي سعد الله عبد المجيد، حيث استهلت الندوة بمداخلة لمحمد عابد تحت عنوان»من الخشبة إلى الشاشة» تناول من خلالها عددا من القضايا المتداخلة في كلا الجنسين المسرح/السينما، إذ أشار إلى أن السينما إنتاج حداثي ومديني عكس باقي الفنون بما فيها الشعر كان خارجا من البادية على حد قوله، كما أضاف أنه لم تعد هناك حدود بين المسرح والسينما بل هي علاقة حوار وجوار، وأن أوجه التقاطع بينهما هي الممثل، حيث أن المسرح هو في حد ذاته هو علاقة الممثل بالجمهور، بينما في السينما فإن الكاميرا هي التي تضمن علاقة الممثل بالجمهور، بمعنى أن هذا الاختلاف الطفيف يصب في جوهر الائتلاف الذي يجمع بين هذين الجنسين وهو الممثل.
فالمسرح في نظر محمد عابد يمنح انسيابية وله حدود في الخشبة تمثلها المساحة الفعلية لتقديم وخلق مشاهد مباشرة للمتلقي، بينما السينما فهي مفتوحة على فضاءات متعددة، مما جعلها تضيف عاملي السحر والدهشة باعتبارها ، يضيف المتدخل، بأنها تحول على مستوى الحواس تجاه الصورة أو بما أسماه باشلار (كوكب الصورة)، ليخلص إلى أن العلاقة بين المسرح والسينما هي علاقة جدلية.
كما أضاف محمد عابد أن الكتابة في كلا الجنسين تختلف، وهذا ما استخلصه في عدد من المسرحيات التي تحولت في نوعية كتاباتها إلى أشرطة سينمائية على سبيل الذكر لا الحصر (شكسبير، روميو وجولييت، هاملت وعطيل…).
أما في المغرب فهناك أشرطة وهي (حلاق درب الفقراء، الزفت وعرس الدم…) «وهي الأشرطة التي تم بثها في هذه الدورة للأيام السينمائية لدكالة بالجديدة»، مشيرا إلى أن الطيب الصديقي نقل مسرحيته (الزفت) إلى الشاشة بمواصفات سينمائية مع طرح نفس الأسئلة في كلا الجنسين، أن ما جمع بينهما هي الفرجة والمشاهدة.
أما المداخلة الثانية لسعد الله عبد المجيد، فقد استهلها بجرد لتجربته الشخصية مع الحنين إلى نوستالجيا ذاتية، حاول من خلالها إضاءة بعض الجوانب المتعلقة بالجانب التقني والجمالي باعتبارهما آليتين أساسيتين في تحليل الخطاب السينمائي، عكس ما وجده في بعض التجارب المسرحية المغربية في فترة السبعينيات بعد إكمال دراسته ودخوله من فرنسا، حيث كان الخطاب السائد في المسرح المغربي هو الخطاب الإيديولوجي المرتبط بالمرحلة، دون الاهتمام بالعناصر التقنية والجمالية للإخراج المسرحي كالديكور والألوان والإنارة وغيرها من الأيقونات المؤثثة للركح، التي تعتبر في نظره هي المقومات الأساسية للعمل الفني لتكتمل الرؤية الإبداعية.
ففي المسرح على حد قوله نستمر لكي نبدأ العرض، بينما في السينما نستمر ليموت العرض في الأخير، وعلى أن المسرح يتطلب الاحترافية، باعتباره فن تحقيق التشخيص وفن التدريب والإعادة répétition، والصراع مع الملل،أما السينما فهي فن تحريك الكاميرا وتخلو من الملل.


الكاتب : الجديدة: شفيق الزكاري

  

بتاريخ : 07/11/2022