في البيان الختامي للمؤتمر الإقليمي الخامس .. من أجل تعاقد تنموي جديد يعيد الاعتبار لإقليم فجيج

انتخاب موسى فنزار، كاتبا إقليميا وعبد الشفيق تابو: رئيس المجلس الاقليمي

 

في إطار الدينامية التنظيمية التي يعرفها حزبنا، حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، واستحضارًا لمكانة إقليم فجيج في النضال الاتحادي العريق، وانخراطًا في ورش تجديد الهياكل الحزبية، وتكريسًا للوظيفة الاقتراحية والتنموية التي ما فتئ الحزب يدافع عنها، انعقد المؤتمر الإقليمي الخامس للحزب بإقليم فجيج، تحت شعار:
«تنمية الإقليم رهينة بتعزيز المكتسبات وتحقيق العدالة المجالية في إطار الجهوية المتقدمة.»
وقد شكل هذا المؤتمر محطة تنظيمية ونضالية للتشخيص الجماعي والتفكير المشترك في سبل إعادة الاعتبار للإقليم وساكنته، وفرصة لتجديد العهد مع المشروع الاتحادي الحداثي الديمقراطي، واستحضار التراكم النضالي لمناضلات ومناضلي الحزب بالإقليم، والدفع برؤية تقدمية بديلة تجعل من العدالة الاجتماعية والمجالية مدخلاً أساسياً لتحقيق التنمية المندمجة والمستدامة.
واقع الإقليم بين التهميش والإرادة الشعبية في التغيير
وقف المؤتمر عند الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية والسياسية التي يعيشها الإقليم، والتي تتسم بالفقر والهشاشة، والتدهور البيئي، وسوء توزيع الثروات، وغياب العدالة المجالية، وتراجع أداء المؤسسات العمومية والخدمات الأساسية، مقابل انعدام روح المسؤولية لدى بعض الفاعلين المحليين، وغياب الالتقائية في البرامج التنموية.
وبعد نقاش مستفيض ومستند إلى تقارير الفروع وتدخلات المؤتمرات والمؤتمرين، فإن المؤتمر يدعو إلى التسريع بتنفيذ المشاريع التنموية التي أُطلقت خلال آخر زيارة ملكية للمنطقة، وإصلاح وتقوية الشبكة الطرقية لفك العزلة وتحفيز الاستثمار، وتحسين
الوضع الصحي من خلال تأهيل مستشفيات القرب بالأطر والتجهيزات الضرورية، ورد الاعتبار للمدرسة العمومية بتوسيع الداخليات، وصيانة الفرعيات، وتوفير النقل المدرسي، وتعزيز التعليم الأولي، وضمان توزيع عادل للموارد البشرية، واتخاذ موقف واضح من نظام التعاقد.
كما يشدد على ضرورة إحداث ملحقات جامعية لتقريب التعليم العالي، وتوفير مصالح خارجية للإدارات العمومية، وتسوية ملف أراضي الجموع التي تغطي أكثر من 70% من الإقليم، واعتماد حلول ناجعة لمكافحة الجفاف ودعم الفلاحة المستدامة وخلق فرص الشغل.
من أجل تعاقد تنموي جديد يعيد الاعتبار لإقليم فجيج
يشكل إقليم فجيج نموذجًا صارخًا لمناطق المغرب العميق التي تعاني من هشاشة تنموية وتفاوتات مجالية بنيوية، رغم ما يتوفر عليه من مؤهلات بشرية، وجغرافية، وتراثية.
وللخروج من هذا الوضع غير العادل، فإن المؤتمر يدعو إلى اعتماد رؤية شمولية ومندمجة للنهوض بالاقتصاد المحلي، وتعزيز العدالة الاجتماعية، وصيانة الرأسمال الثقافي واللامادي، وفق مقاربة ترتكز على الحاجيات الحقيقية لمختلف الجماعات الترابية، من بوعرفة إلى تندرارة، ومن تالسينت إلى بني تجيت، فجيج، وبوعنان.
فعلى المستوى الاقتصادي، تبرز الحاجة إلى تنويع الأنشطة المدرة للدخل، من خلال إحداث مناطق للأنشطة الاقتصادية في بوعرفة وتندرارة وتالسينت موجهة للمقاولات الصغرى والمتوسطة، ودعم الفلاحة الواحية والرعوية، وتأهيل المراعي، وتنظيم قطاع الكسابة، وتثمين المنتوجات المحلية، إلى جانب الاستثمار في الطاقات المتجددة وضمان استفادة الساكنة منها. كما يؤكد المؤتمر على ضرورة دعم الاقتصاد الاجتماعي والتضامني وتشجيع المبادرات الشبابية والنسائية.
أما على المستوى الاجتماعي، فيؤكد المؤتمر على الحاجة الملحة لتوفير الرعاية الصحية وتوسيع العرض التربوي وإحداث نواة جامعية بالإقليم، وتحقيق العدالة المجالية في الولوج إلى التعليم، والماء، والكهرباء، والبنيات التحتية، إضافة إلى إحداث مراكز للتكوين المهني، وتطوير برامج دعم التشغيل الذاتي للشباب.
كما يشدد المؤتمر على أهمية تثمين الرأسمال الثقافي للإقليم من خلال تأهيل الواحات والقصور التاريخية، وإنشاء مراكز ثقافية، وتنظيم مهرجانات محلية، وتطوير السياحة البيئية والثقافية، كرافعة حقيقية للتنمية وخلق فرص الشغل وإعادة الاعتبار للهوية المحلية.
ويجدد المؤتمر التأكيد على أن النهوض بالإقليم لن يتحقق بمبادرات معزولة، بل من خلال تعاقد تنموي جديد قائم على الإنصاف المجالي، وإدماج الإقليم ضمن الأولويات الوطنية الكبرى، في الاستثمار والخدمات والبنيات التحتية، ويؤكد أن حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، إلى جانب قواه التقدمية، يظل مؤهلاً لحمل هذا المشروع والدفاع عنه.
وفي الختام، يطالب المؤتمر الحكومة بالتنزيل السليم لمضامين الدستور الجديد، بروح ديمقراطية وحداثية، تُعلي من شأن المواطن، وتعيد الاعتبار للمجالات المهمشة، وفي مقدمتها إقليم فجيج.
كما يهنئ المؤتمر جميع المناضلات والمناضلين والمتعاطفات والمتعاطفين على إنجاح هذا الاستحقاق التنظيمي الهام، ويثمن عالياً حضور وفد المكتب السياسي والكتابة الجهوية، ويعتبر أن حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، إلى جانب قواه الوطنية والتقدمية الحليفة، هو المؤهل لقيادة مسار الإنقاذ التنموي بالإقليم والدفع به نحو مستقبل أفضل.
وجاءت تشكيلة الكتابة الإقليمية بإقليم فجيج على الشكل التالي:
موسى فنزار: كاتب اقليمي
عبد الشفيق تابو: رئيس المجلس الاقليمي
كاسو عبد الله: نائب أول
اسحاق امعضور: نائب ثاني
ازهور أعوان: مقررة
عبد الرحمان خياري: نائب المقررة
احمد اغراي: أمين
مصطفى كبوري: نائب الأمين
المستشارون: سعيدة اوتعليت – فاطمة الزهراء السهلاوي – لعويسي حسن – ميلودة شيخاوي – لحسن اولخشيش – عادل بنعيسى


بتاريخ : 21/07/2025