النقاشات والاختلافات داخل الحزب تعد عنوانا لقوته التنظيمية ودليلا على عمق ممارسته الديمقراطية
ملتمس الرقابة الشعبي رد على حكومة أخلت بالتزاماتها وكرست العبث السياسي
ترأس الكاتب الأول لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، إدريس لشكر، مساء الجمعة 13 يونيو 2025، أشغال الجلسة الافتتاحية للمؤتمر الإقليمي السادس للحزب ببني ملال، المنعقد تحت شعار «تخليق الممارسة السياسية مدخل أساس لتنمية مجالية مستدامة، حيث استعرض القيادي الاتحادي في كلمة سياسية شاملة، مواقف الحزب من القضايا التنظيمية والوطنية والدولية، مؤكدا أن الاختلاف داخل الاتحاد يعكس دينامية ديمقراطية لا أزمة داخلية، ومعتبرا أن الذكرى الخمسين للمسيرة الخضراء لحظة مفصلية لاستحضار التضحيات من أجل الوحدة الترابية، قبل أن يدين التصعيد العسكري الإسرائيلي ضد إيران والاعتداءات المتواصلة على الشعب الفلسطيني، منتقدا تغول الحكومة وتخلفها عن التزاماتها، ومشددا على ضرورة توفير ضمانات حقيقية لانتخابات نزيهة، في ظل استمرار الحزب في طرح ملتمس الرقابة الشعبي.
اختلافات الاتحاد دليل على ديمقراطية صحية لا أزمة تنظيمية ونحن لسنا حزب يدار من الدهاليز لأنه ولد من رحم النضال..
وقد أكد لشكر في بداية كلمته على أن النقاشات والاختلافات داخل الحزب تعد عنوانا لقوته التنظيمية ودليلا على عمق ممارسته الديمقراطية، نافيا ما تروجه بعض الأطراف من تأويلات مغرضة تسعى لتصوير الحيوية الداخلية للاتحاد على أنها خلاف أو أزمة موضحا أن حزب الاتحاد الاشتراكي ليس حزبا للأوامر أو الاصطفاف الفوقي، بل مدرسة نضالية ديمقراطية نشأ على أساس النقاش والحوار والاختلاف المسؤول، مضيفا أن الاتحاديين يختلفون لأنهم مؤمنون بالاختيارات الجماعية وبتعدد وجهات النظر، لا بالولاء الأعمى ولا بالقرارات المفروضة من أعلى، مضيفا بالقول: «نحن لسنا حزبا يدار من الدهاليز، بل حزب ولد من رحم المقاومة والنضال، ودفع مناضلوه ثمنا باهظا من أجل الديمقراطية والحرية والعدالة الاجتماعية».
وفي استحضار منه لرمزية إقليم بني ملال، عبر لشكر عن اعتزازه بالتاريخ النضالي للمنطقة، مشيرا إلى أنها كانت من الأقاليم التي واجهت الاستعمار، وقدمت تضحيات جساما في سنوات الرصاص، ووقفت في وجه الأحزاب المصطنعة التي لا تمتلك امتدادا حقيقيا داخل المجتمع، مشيرا إلى أن حزب الاتحاد الاشتراكي يعيد اليوم انطلاقته التنظيمية من بوابة الديمقراطية الداخلية، استعدادا لمختلف الاستحقاقات السياسية المقبلة، ومواجهة للفراغ السياسي والمد الليبرالي الذي تعيشه البلاد في ظل الحكومة الحالية، مشددا على أن الاتحاد سيظل وفيا لتاريخه، ومتشبثا بخياراته الوطنية والديمقراطية والتنموية.
خمسينية المسيرة الخضراء لحظة مفصلية لإنهاء ملف النزاع المفتعل وقد نختلف في البرامج لا في قضيتنا الوطنية..
وتفاعلا مع ما تفرضه المرحلة وطنيا، شدد الكاتب الأول للحزب، على أهمية الدينامية التنظيمية التي أطلقها الاتحاد في مختلف الأقاليم استعدادا للاستحقاقات المقبلة، مشيرا إلى أن هذه المحطة تأتي في سياق وطني ودولي يتسم بتحولات عميقة، تستوجب مزيدا من التعبئة واليقظة، معتبرا أن تخليد الذكرى الخمسين للمسيرة الخضراء، والتي ستأتي بعد أسابيع معدودة، يشكل لحظة مفصلية تستحضر خمسين سنة من التضحيات الجسام التي قدمها الشعب المغربي دفاعا عن وحدة التراب الوطني، وخمسين سنة من الصمود والتفاني الذي جسده أبناء الوطن، وخصوصا المرابطين في المناطق العازلة، الذين يتحملون حرارة الطقس وصعوبة الظروف، وقوفا في وجه كل المؤامرات التي يحيكها العدو، وأن هذه المناسبة تدعو إلى التساؤل حول مدى استمرار الشعب المغربي في أداء ضريبة الجوار مع نظام لا هم له سوى التشويش على المغرب، وضرب مسارات الإصلاح والتنمية التي انخرطت فيها المملكة تحت قيادة جلالة الملك محمد السادس، مؤكدا على أن المغرب رغم هذه العراقيل المفتعلة نجح سواء بلغة الصراع، وتارة لغة الحوار، وأحيانا أخرى عبر توظيف توافقات تاريخية وبفضل مجهودات دبلوماسية متواصلة ومواقف متزنة، نجح في تحويل الرأي العام الدولي من موقع الخصومة إلى موقع الفهم والدعم، بل والاعتراف بعدالة المقترح المغربي للحكم الذاتي، موضحا أن المنتديات الدولية والقارية أصبحت تكرس هذا التوجه، كما أن أغلب أعضاء مجلس الأمن باتوا متفهمين ومساندين لقضية المغرب الأولى.
وفي هذا الإطار، عبر لشكر عن أمله في أن يكون شهر أكتوبر المقبل موعدا لصدور قرار أممي واضح وحاسم، يعزز هذا المنحى ويضع حدا نهائيا لهذا النزاع المفتعل، مشيرا إلى ضرورة سحب هذا الملف من جدول أعمال اللجنة الرابعة للأمم المتحدة المعنية بتصفية الاستعمار، لأن الأمر يتعلق بإتمام الوحدة الترابية وليس بحالة استعمار، داعيا إلى أن ينعكس هذا التوجه داخل أروقة الاتحاد الإفريقي، عبر طرد الكيان الانفصالي المزعوم الذي لا تتوفر فيه شروط الدولة ولا يحظى باعتراف الأغلبية الساحقة من الدول الأعضاء، والتي بلغ عددها 118 دولة تعترف اليوم بمغربية الصحراء وتدعم مقترح الحكم الذاتي، قبل أن يؤكد المسؤول الحزبي في معرض حديثه عن تلاحم مكونات الأمة، على أن اللحظة تستوجب مواصلة الاصطفاف الجماعي، ملكا وشعبا ومؤسسات، خلف جلالة الملك، دفاعا عن السيادة الوطنية، معتبرا أن التشكيك في مؤسسات البلاد، سواء بالتصريح أو التلميح، يعد خطا أحمر، داعيا إلى ضرورة احترام الثوابت الوطنية والتعبير عن الاختلاف في إطار المؤسسات دون المساس باللحمة الوطنية، مضيفا أن المغرب، بفضل وحدته وتماسك مؤسساته، تمكن من مواجهة خصوم وحدته الترابية، وحقق مناعة قوية يجب الحفاظ عليها، لأن أي زعزعة للثقة في المؤسسات من الداخل لن تكون سوى هدية مجانية لأعداء الوطن، مذكرا بمشاركة الحزب في مؤتمر التحالف الدولي بالهند، حيث أن حزب المؤتمر الذي استدعى الوفد الاتحادي يتواجد اليوم في المعارضة، ومع ذلك فقد عبر عن تمسكه بالمصالح العليا للهند ورفضه لأي إساءة لصورتها، وهو ما اعتبره درسا بليغا في أولوية المواطنة على الحسابات الحزبية الضيقة، واسترسل قائلا: «هكذا يجب أن نكون في المغرب، نختلف في البرامج والمقاربات، لكن لا نساوم في قضيتنا الوطنية ولا نشكك في جيشنا ودوره البطولي»، ليختم الكاتب الأول كلمته بالتنويه بالمناضلين والمناضلات في جهة بني ملال، وبالدور الذي يقومون به في ترسيخ المشروع الاتحادي وتعزيز قيم المواطنة والنضال من أجل مغرب ديمقراطي، حداثي، وعادل.
الضربات الإسرائيلية لإيران مرفوضة ومحاولة لتضليل الرأي العام عن جوهر الصراع وهو تحرير فلسطين..
واعتبر إدريس لشكر أن ما يشهده العالم من تصعيد عسكري إسرائيلي تجاه إيران مؤشر خطير على طبيعة الحكومة اليمينية المتطرفة التي تحكم إسرائيل اليوم قائلا: «لقد فوجئنا بضربات قوية استهدفت إيران، لكن السؤال الجوهري الذي يجب أن نطرحه هو إلى متى سنستمر في تلقي هذه الضربات الموجعة، بينما يحاول البعض تسويقها كانتصارات أو توازنات استراتيجية؟»، مشيرا إلى أن هذه العمليات العسكرية الإسرائيلية ليست سوى محاولات بئيسة للتغطية على الجوهر الحقيقي للصراع في المنطقة، وهو قضية تحرير فلسطين وبناء الدولة الفلسطينية المستقلة، مذكرا ببشاعة الجرائم المرتكبة ضد الشعب الفلسطيني، قائلا: «لقد شاهدنا المجازر، ورأينا الفاشية والوحشية في اغتيال الأطفال والنساء، ورأينا كيف يجهز على مشروع الدولة الفلسطينية أمام أنظار العالم المتواطئ أو الصامت»، مشددا على أن الوقت قد حان لوقفة تقييم وتأمل عميقة من داخل البيت العربي والإسلامي، والبحث عن آليات جادة لإرجاع الحق إلى أصحابه الفلسطينيين، محذرا من مغبة التضليل الإعلامي والسياسي، قائلا: «نحذر من أي محاولة لتغليط الرأي العام، سواء الوطني أو العربي أو الأممي، بكون هذه الهجمات قد تجلب لنا مكاسب.. إنها لا تجلب إلا مزيدا من التفرقة والدمار».
ملتمس الرقابة الشعبي رد على حكومة أخلت بالتزاماتها وكرست العبث السياسي..
من جهة أخرى شدد الكاتب الأول لحزب الإتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، على أن هذا اللقاء التنظيمي يأتي في منعطف تاريخي تمر به البلاد، داعيا إلى تحمل المسؤوليات السياسية والتنظيمية بعزيمة متجددة وإرادة راسخة، منوها بالمجهودات الجبارة التي بذلتها اللجنة التحضيرية، والتي يسرت انعقاد هذا المؤتمر الإقليمي، مؤكدا أن الاتحاديات والاتحاديين ينخرطون في دينامية تنظيمية حقيقية، ليست ظرفية ولا مجرد إعادة انتشار، بل تعبير عن يقظة مجتمعية سيدفع بها في كل محطات التحضير للمؤتمر الوطني المزمع عقده منتصف أكتوبر المقبل، مشددا على أن ما يعاش اليوم هو «عبث سياسي لا يترك للسياسة معنى»، مذكرا بأن الاتحاد الاشتراكي كان سباقا إلى طرح ملتمس رقابة مؤسساتي منذ سنتين، غير أن تعاطي الأغلبية الحكومية والمعارضة معه اتسم بالتغول والابتزاز السياسي، وهو ما دفع الحزب إلى تحويله إلى «ملتمس رقابة شعبي»، سيكون محور كل اللقاءات القادمة المباشرة مع المواطنات والمواطنين.
كما أشار القيادي الاتحادي إلى أن الحكومة الحالية أخلفت وعودها في عدة مجالات استراتيجية، أبرزها عدم تحقيق هدف خلق مليون منصب شغل، إذ لم تتجاوز فعليا 150 ألف منصب، مع استمرار نسبة التصنيع في حدود 14%، وتراجع النشاط الفلاحي وفقدان مئات الآلاف من مناصب الشغل في هذا القطاع، متسائلا: «ما هو الأثر التنموي الفعلي لسياسات المغرب الأخضر؟»، قبل أن يتوقف عند المفارقة بين مقاربة الحكومة وموقف الاتحاد الاشتراكي، حيث عبر الحزب منذ البداية عن ضرورة دعم الفلاح الصغير والكساب المغربي، وهو التوجه الذي تفاعل معه جلالة الملك، من خلال رسالته الأخيرة التي دعت لدعم الفلاحة المعيشية وتخفيض كلفة الأعلاف ومديونية الكسابة، منتقدا غياب رؤية واضحة في ورش الحماية الاجتماعية، محذرا من غياب العدالة المجالية وغياب ضمانات التمويل المستدام، ما قد يفضي إلى خلق «صندوق مقاصة جديد» يثقل كاهل الميزانية العامة، وفي الشأن الاقتصادي، أشار إلى أن نسبة النمو لم تتجاوز 2,7% رغم ضخامة المجهود الاستثماري العمومي، في ظل غياب الثقة الضرورية لتحريك الاستثمار الخاص، أما في الجانب الاجتماعي، لفت إدريس لشكر إلى التراجع في نسبة نشاط النساء، رغم التزام الحكومة برفعها إلى 30%، إضافة إلى هشاشة الخدمات العمومية في المناطق النائية، وهو ما يفضح بحسب تعبيره «ادعاءات الحكومة بشأن العدالة المجالية»، معتبرا أن المؤتمر الإقليمي لبني ملال يجسد انخراط الاتحاد الاشتراكي في النقاش الفكري والسياسي العميق الذي يمهد لمؤتمر وطني حيوي، يعالج قضايا المرأة والشباب والديمقراطية وحقوق الإنسان، والاقتصاد، والسياسات الترابية، قائلا: «نحن لا نبحث عن مواقع، بل نعبر عن جوهر السياسة النبيل.. وما نسميه اليوم ملتمس رقابة شعبي هو تعبير حي عن هذا الوعي الجماعي والمسؤول الذي نحمله كاتحاديات واتحاديين»، مجددا تأكيد عزم الحزب على مواصلة تعبئة المواطنات والمواطنين، في كل الأقاليم، لمساءلة الحكومة حول التزاماتها، داعيا إلى ربط الفعل السياسي بالصدق والمصداقية، واعتبار التنمية المجالية رهانا لا يحتمل المزيد من التسويف.
لا ثقة في انتخابات تعد لها نفس الجهات المتغولة يقوم انسجامها الحكومي على توزيع الغنائم..
كما وجه القيادي الاتحادي انتقادات لاذعة للحكومة، محذرا من استمرار تغولها ورفضها تقديم الضمانات الكافية لتنظيم انتخابات نزيهة وشفافة في السنة المقبلة، مؤكدا أن ما تعيشه البلاد اليوم من اختلالات بنيوية وتفشي الزبونية والمحسوبية، لا يمكن أن يشكل أرضية سليمة لتنظيم انتخابات ذات مصداقية، متسائلا بمرارة: «عن أية انتخابات يتحدثون؟ وهل يعقل أن نفس الموظفين الذين تم تفصيل مواقعهم وترقياتهم على مقاس الولاءات الحزبية، هم من سيشرفون على صناديق الاقتراع؟»، مشددا على غياب الثقة حتى داخل مكونات الأغلبية الحكومية، مستحضرا كيف كانت أحزابها نفسها، قبل انتخابات 2021، تتحدث عن فساد العملية الانتخابية، ليضيف: «فإذا كانت أحزاب الأغلبية نفسها تشكك في الانتخابات، فكيف نطالب نحن في المعارضة، ونحن خارج تسيير الجماعات والجهات والغرف، بوضع ثقتنا في هذه الحكومة؟».
وطالب لشكر بضرورة فتح حوار وطني صريح حول شروط وضمانات العملية الانتخابية المقبلة، مشيرا إلى أن «الرجة» التي يمكن أن تعيد الثقة في المؤسسات تمر أولا عبر إبعاد المفسدين وفتح المجال أمام نخب جديدة من الشباب والنساء وحملة القضايا العادلة، وإعطائهم الإمكانية الفعلية للوصول إلى مواقع القرار المحلي والجهوي، معتبرا أن الحكومة الحالية تعاني من انسجام ظاهري يخفي صراع المصالح وتوزيع الغنائم، داعيا رئيسها إلى كشف كل المعطيات المتعلقة بصناديق الدعم والتمويل التي أصبحت، بحسبه، وسيلة لإعداد خفي للانتخابات في غياب الرقابة والشفافية، حيث قال: «من حقنا أن نسائل هذه الصناديق، وأن نعرف كيف توزع، ولمن تمنح، ولماذا تتكرر نفس الأسماء ونفس الجهات؟»، قبل أن يختم لشكر كلمته بتأكيد عزم حزب الاتحاد الاشتراكي مواصلة تفعيل ملتمس الرقابة الشعبي، عبر النزول الميداني في المدن والقرى، دفاعا عن ديمقراطية حقيقية ومؤسسات شفافة، داعيا كل الغيورين على الوطن إلى الاصطفاف خلف هذا المسار من أجل انتخابات حقيقية تعيد الثقة للمواطنين في المشاركة السياسية.
مؤتمر بني ملال محطة لتجديد الالتزام بالعدالة المجالية وتخليق الحياة السياسية..
بدوره أكد رئيس اللجنة التحضيرية للمؤتمر الإقليمي لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية ببني ملال، فاضل نبراس، أن أشغال التحضير للمؤتمر انطلقت من قناعة جماعية بأهمية هذه اللحظة التنظيمية، التي ترفع فيها شعارات جوهرية تعكس انشغالات المواطن، وعلى رأسها تخليق الحياة السياسية وتحقيق العدالة المجالية، معتبرا أن إقليم بني ملال، ورغم ما يزخر به من ثروات طبيعية وبشرية، لا يزال يعاني من التهميش و»الحكرة التنموية»، بحيث تحول مشاريعه واستحقاقاته إلى جهات أخرى، ما يجعل مطلب الإنصاف المجالي أولوية لا تحتمل التأجيل.
وشدد رئيس اللجنة التحضيرية على أن حزب الاتحاد الاشتراكي ظل وفيا لرسالته في الدفاع عن العدالة الاجتماعية والمجالية، مشيرا إلى أن هذا المؤتمر يندرج ضمن دينامية التواصل الدائم مع مناضلي الحزب ومختلف مكونات المجتمع محليا وجهويا ووطنيا، مضيفا أن تنظيم هذا اللقاء الحزبي يؤكد استمرار حضور الاتحاد الاشتراكي كقوة اقتراحية وتنظيمية، تأمل أن تكون عند مستوى تطلعات المواطنات والمواطنين، وأن تستعيد المبادرة السياسية بأفق ديمقراطي وتنموي منصف.
مؤتمر بني ملال لحظة مفصلية لتجديد العهد وبناء الثقة في زمن التحديات واللاعدالة المجالية..
من جانبه أكد الكاتب الجهوي لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، أن المؤتمر الإقليمي ببني ملال يشكل محطة تنظيمية هامة على درب ترسيخ الديمقراطية الداخلية وتجديد العهد مع قيم الحزب ومبادئه الأصيلة، من أجل خدمة قضايا الوطن والمواطنين، معتبرا أن هذا اللقاء السياسي يمثل لحظة تأمل جماعي لتقييم المسار، واستشراف التحديات المطروحة في جهة تواجه تحولات اقتصادية واجتماعية عميقة، بفعل الجفاف الحاد وتجاهل الحكومة المتغولة لمعاناة المواطنين، مشددًا على أن الاتحاد الاشتراكي سيظل صوت الديمقراطية الاجتماعية ومنبرا للقوات الشعبية، ومدرسة للالتزام السياسي المسؤول.
وأوضح نور الدين أن الكتابة الجهوية تلتزم بدعم كل المبادرات الجادة التي تهدف إلى تعزيز التواصل بين هياكل الحزب وبناء جسور الثقة مع المواطنات والمواطنين، انطلاقا من واقع الجهة وخصوصية إقليم بني ملال الذي يستحق تمثيلية قوية ومبادرات تنموية جريئة، منوها بالمجهودات التنظيمية التي ساهمت في إنجاح المؤتمر، داعيا الجميع إلى مواصلة مسار البناء الحزبي بوحدة وتضامن، بعيدا عن الحسابات الضيقة، لأن المشروع الاشتراكي يفرض اليوم، أكثر من أي وقت مضى، أن يكون الاتحاد الاشتراكي في قلب المجتمع وقريبا من نبضه الحقيقي.
وتأتي هذه الدينامية التنظيمية التي يشهدها حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية في جهة بني ملال-خنيفرة في إطار الانخراط الجماعي في مسار تجديد الهياكل، وتعزيز الحضور السياسي والتنظيمي للحزب على المستوى الجهوي والوطني، بما ينسجم مع التحديات المطروحة ورهانات المرحلة المقبلة، كما تميز المؤتمر الإقليمي ببني ملال بلحظة وفاء وعرفان، تم خلالها تكريم عدد من مناضلات ومناضلي الحزب بالإقليم، الذين قدموا تضحيات جسيمة وأسهموا في ترسيخ قيم النضال والالتزام السياسي، ما يعكس وفاء الاتحاد الاشتراكي لتاريخه واعتزازه برموزه النضالية.
وتم خلال أشغال المؤتمر الإقليمي السادس لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية ببني ملال، انتخاب فاضل نبراس كاتبا إقليميا للحزب، وذلك بإجماع المؤتمرين تقديرا لالتزامه النضالي ومساره التنظيمي المتميز، كما تم انتخاب صاطيف الشرقي رئيسا للمجلس الإقليمي للحزب، في تجسيد لإرادة جماعية تروم تعزيز الديمقراطية الداخلية وتجديد هياكل الحزب إقليميا.
وقد سير اللقاء إدريس جبري، الذي ذكر بالتاريخ النضالي للمنطقة وصمودها في وجه الأعاصير، هذا الحزب الخالد سليل الحركة الوطنية وحضور الكاتب الأول الذي سيظل مسجلا بمداد الفخر والاعتزاز.
*************
تكريم
تم تكريم العديد من الوجوه المناضلة في الإقليم، التي تركت بصمات جليلة في النضال داخل الإقليم، فالمؤتمر الإقليمي السادس لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية بإقليم بني ملال وهم : المعطي الوفي، مولاي أحمد الرويسة، القلعي صالح، عبد الكريم الصواف، محمد القلعي، وعبد القادر لطفي، بحضور الأستاذ إدريس لشكر الكاتب الأول للحزب، إلى جانب بعض أعضاء المكتب السياسي والكاتب الجهوي بالجهة ووجوه نضالية شكلت ذاكرة الاتحاد وروحه النابضة بهذا الإقليم.
هذا الاعتراف والوفاء لمناضلين تركوا أثر طيب لذا الساكنة والإقليم وللمناضلين ، تجسيدا لروح الاعتراف الجماعي بكل مناضلي ومناضلات الاتحاد، أولئك الذين حملوا همّ الوطن والحزب، وعبدوا الطريق للأجيال القادمة. فتكريمهم هو تكريم لتاريخ مشرف، ومدرسة نضال لا تنضب.