يوسف إيدي : مناضلات ومناضلو قطاع الفوسفاط أكثر ثباتا على الموقف
القاسم القدوة: نشيد بقرار المحكمة الجنائية الدولية إصدار مذكرتي اعتقال بحق نتانياهو وغالانت لارتكابهما جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية
عبد النبي الستور: تاريخيا، مشهود للعاملين داخل القطاع الفوسفاطي بالنضال النقابي
افتتح إدريس لشكر، الكاتب الأول للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، المؤتمر الوطني الثامن للنقابة الديمقراطية للفوسفاطيين العضو في الفيدرالية الديمقراطية للشغل، مساء أول أمس الخميس، تحت شعار: «مؤسسة تنافسية قوية ونقابة هادفة مناضلة لربح تحديات المستقبل».
وقال لشكر: « إن قطاع الفوسفاط يعد قطاعا استراتيجيا في البلاد، ويجب أن نتحمل مسؤوليتنا تجاهه. هذه المؤسسة التي نشأت في الستينيات والسبعينيات والثمانينيات والتسعينيات، عاشت البلاد خلالها ظروفا صعبة من معارك وخلافات تتعلق بالقانون التنظيمي للبلاد وكيفية مراقبة وتدبير ثروات الشعب المغربي. كان هناك نقاش نظري مستمر، حيث كان البعض يرى أن هذا القطاع يجب أن يظل عاما ويخضع لقوانين التدبير والشأن العمومي، بينما كان آخرون يدعون إلى إخراجه من هذا الإطار، تحت شعار الليبرالية. لكن هذه الثروة هي ثروة الشعب المغربي، وأطر وعمال هذه المؤسسة حققوا نجاحات كبيرة لبلادنا.
اليوم، يُعتبر المكتب الشريف للفوسفاط أكبر مصدر وفاعل رئيسي في العالم في إنتاج الأسمدة الفوسفاطية. كما أن للمؤسسة العديد من المشاريع داخل البلاد واستثمارات كبيرة في البحث العلمي بهدف تحسين الفوسفاط وتطوير الأسمدة بما يتناسب مع الاحتياجات الفلاحية الخاصة. ولا يمكننا أن نغفل المبادرات التي قامت بها المؤسسة في مجالات التشغيل، الإسعاف، والتعامل مع الكوارث، وآخرها مواجهة جائحة كوفيد-19. بالإضافة إلى ذلك، دفعت هذه المجموعة بالابتكارات والاختراعات واحتلت دورا أساسيا في المؤسسات التعليمية والذكاء الاصطناعي، كما ساهمت في تكوين جيل جديد من المهارات في العديد من المجالات الحيوية.
وبخصوص الحوار الاجتماعي، قال إدريس لشكر «رغم أن السنوات الأخيرة شهدت تقدماً في مأسسة الحوار الاجتماعي، إلا أننا بدأنا نخشَى على هذا الحوار المؤسساتي، خاصة مع استحواذ المناولة على الأشغال، مما جعل النقابات تفقد دورها كفاعل أساسي في المتابعة».
وفي ما يتعلق بقانون الإضراب وقانون النقابات، أكد لشكر «أننا مطالبون أولاً بقانون النقابات وقانون الإضراب لأنهما يحميان العمال. فعندما يكون هناك إضراب، يجب أن يكون منظما ومسؤولا، وإن لم يكن هناك قانون، سنترك المجال للفوضى. ومن موقعنا في الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، نحن ندعم الفيدرالية الديمقراطية للشغل، ولن نسمح بمرور هذا القانون، وسنصوت ضده، وسنعمل على تحسينه».
وبخصوص قضية وحدتنا الترابية، أكد إدريس لشكر، الكاتب الأول للحزب، أن الجيران يشنون حربا يومية ضد بلادنا، ولذلك يجب أن نقف صفا واحدا في مواجهة هذا الهجوم، كما حدث مؤخرا في ذكرى المسيرة الخضراء بالمحبس.
وفي ما يتعلق بما يجري في فلسطين، قال الكاتب الأول: «كنا دائما في صف التضامن مع الشعب الفلسطيني، فلنجعل هذا التضامن محطة لتأكيد موقفنا المطلق في دعم حق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة، وضرورة وقف إطلاق النار. ما نشاهده من صور مؤلمة لنساء وأطفال وشيوخ ضحايا القصف بالقذائف والطائرات، والتي لم تقتصر على غزة والضفة بل تجاوزت ذلك إلى بيروت، يُظهر أن الغطرسة الإسرائيلية والصهيونية لا بد أن تتوقف».
وختم الكاتب الأول قائلاً: «أهنئكم على اختيار هذا الشعار، ‘مؤسسة تنافسية بنقابة مناضلة’، فهذا هو المشروع التنموي لبلادنا».
من جهته، قال يوسف إيذي، الكاتب العام للفيدرالية الديمقراطية للشغل، إن علاقة خاصة تربطه بالقطاع الفوسفاطي، خصوصا في الفترات الصعبة التي مرت بها النقابة الديمقراطية للفوسفاط. وأكد أن مناضلات ومناضلي القطاع كانوا من الأوفياء في ثباتهم على الموقف. كما اعتبر في الفيدرالية الديمقراطية للشغل أن القطاع يعد من القطاعات الكبيرة منذ تأسيس العمل النقابي في المغرب، حيث كان قطاعا فاعلا داخل الحركة النقابية، ونجح في تجديد آليات اشتغاله وهياكله. وأوضح أن نجاح هذه المؤسسة الوطنية يعود الفضل فيه بشكل كبير للعمال والعاملات، بالإضافة إلى أطر وفعاليات الفيدرالية.
وفي كلمة السفير الفلسطيني، ألقاها قاسم القدوة، السكرتير الأول بالسفارة، أكد أن المؤتمر هو عرس للديمقراطية وتجسيد لروح النضال والدفاع عن حقوق كل عمال فلسطين، وفرصة لإعادة تقييم المسار وتعزيز العمل النقابي من أجل مستقبل أفضل للجميع.
وأضاف قائلا : «نشيد بقرار المحكمة الجنائية الدولية الذي قام بإصدار مذكرتي اعتقال بحق نتانياهو وغالانت لارتكابهما جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية من خلال جرائم الإبادة الجماعية واستخدام الجوع كعقاب».
وطالب ممثل السفارة الفلسطينية، في ختام كلمته، بضرورة استمرار وتوسيع حركة التضامن المغربي مع القضية الفلسطينية، لأن دور المغرب ليس دورا قطريا، بل إن له تأثيراته الهامة في المحيط الإقليمي والدولي، فالمعركة الآن تحتاج تضافر ووحدة كل الجهود والنضالات التي يخوضها الأحرار في مختلف بقاع العالم انتصارا للقيم والأخلاقيات الإنسانية وصونا لعالم منشود نعيش فيه بأمن وسلام.
من جانبه، أكد عبد النبي الستور، باسم المكتب الوطني للنقابة الديمقراطية للفوسفاطيين، العضو في الفيدرالية الديمقراطية للشغل، أن تاريخ العمل النقابي داخل القطاع الفوسفاطي مشهود له بمناضليه الذين خاضوا جميع المعارك النضالية دفاعا عن الديمقراطية، ومواجهة كل أشكال الاستبداد واستغلال الشغيلة الفوسفاطية.
وقال في هذا الصدد : « يأتي مؤتمرنا الوطني في سياق احتفالي مما يجعل من هذه المحطة فرصة لتسجيل العرفان لكل من ساهم في إبقاء هذا الصرح شامخا رغم الصعاب التي مرت بها نقابتنا العتيدة، والانطلاق نحو مرحلة جديدة لرفع التحديات المستقبلية بذات العزيمة والمثابرة، وبعد أخذنا الوقت الكافي وبمجرد أن تكونت لدينا رؤية واضحة وقابلة للتنفيذ ولتحديد رؤية مشروعنا النقابي الجديد قمنا بتحديد تاريخ مؤتمرنا الوطني تحت شعار: «مؤسسة تنافسية قوية من أجل نقابة هادفة ومناضلة لربح تحديات المستقبل»، وذلك لتجديد هياكل نقابتنا والحرص على ضخ دماء جديدة وشابة لتحمل المسؤولية، مؤكدين على أهمية هذا اللقاء في مسيرتنا النضالية والتزامنا بقضايا العمال والموظفين على الصعيد الوطني وبالأخص في قطاع الفوسفاط ، الذي يمثل أحد الركائز الاقتصادية المهمة للبلاد.
وفي ظل المتغيرات الوطنية والدولية الراهنة أصبحت هذه الشراكة الاستراتيجية بين النقابة والحزب ضرورة قصوى إذ تواجه الطبقة العاملة تحديات كبيره تتطلب تنسيق الجهود ورفع مستوى التضامن بين النقابة والحزب لتجاوز العقبات المشتركة. إننا اليوم أمام تحديات كبيرة تفرض علينا مضاعفة الجهود من أجل تعزيز صفوف النقابة وتوسيع قاعدتها على المستوى الوطني وبشكل خاص في قطاع الفوسفاط. فالعمل النقابي لابد أن يواكب التطورات والمتغيرات وأن يكون مستعدا للتكييف مع المستجدات الاقتصادية والاجتماعية في البلاد، ليمثل سندا للعمال وللحزب في الدفاع عن قضاياهم وتطلعاتهم المشتركة «.