في الجلسة البرلمانية المشتركة حول تطور الوضع الفلسطيني بعد القرار الأمريكي بنقل السفارة إلى القدس .. المالكي يؤكد أن قرار ترامب فاقِد للشرعية والمصداقية ويُطْلِق يد إسرائيل لممارسة شريعة الغَاب

حكيم بنشماش يعتبر قرار ترامب بحجم وعد بلفور
شقران أمام يؤكد أن المحافل الدولية تسجل مواقفنا المبدئية و الثابتة في دعم الاشقاء الفلسطينيين

في الجلسة البرلمانية المشتركة بين مجلسي النواب والمستشارين، حول تطور الوضع الفلسطيني بعد القرار الأمريكي بنقل السفارة إلى القدس المنعقدة، أول أمس الاثنين بمقر البرلمان، والتي ترأسها رئيسا الغرفتين وحضرها وفد فلسطيني يتقدمهم سفير دولة فلسطين بالرباط، قال رئيس مجلس النواب الحبيب المالكي إن الـمنتَظَم البرلماني الكوني، والمُنتَظَم الأممي كله، والساحةُ العربيةُ، وفي مقدمتها المغرب، فُوجِئوا بقرار ترامب القاضي بنَقْلِ سفارة بلاده إلى مدينة القدس،هذه المدينة التي عَمِلَتْ إِسرائيل على إخضَاعِها – بعد أن احتلتْها سنة 1967 – للقانون الإِسرائيلي في سنة 1980، بالقوةِ والغطرسةِ والعنف وتَجَاهُلِ القانون الدولي والقرارات الأممية. وأكد المالكي أن الأمر لا يتعلق بقرار دبلوماسي سيادي للولايات المتحِدَة الأمريكية، وإِنما هو قرارٌ منفردٌ يَمَسُّ القضيةَ الفلسطينيةَ في الصميم، بكل أبعادها الروحية والدينية والعقائدية والحقوقية، وأن مصادفة هذا القرار الجائر لوعد بلفور المشؤوم يَبعَثُ على الاعتقاد بأَنه قرار يَسْتَخِف حقّاً بمنظمة الأمم المتحدة، ويَضْرِبُ عَرْضَ الحائط بميثاقها وقراراتها، وكذا بالقانون الدولي والشرعية الدولية على السواء. وأضاف رئيس البرلمان أن هذا القرارٍ فاقِدٍ للشرعية، وفاقِدٍ للمصداقية، فاقِدٍ لأَيِّ سَنَدٍ عقلاني منطقي ولكل بُعْدٍ مبدئي قانوني وأَخلاقي، فَضْلاً عن أَنَّهُ قرار يُطْلِقُ أَيْدي المسؤولين الإِسرائيليين لممارسة شريعة الغَاب، كما أنه قرار يدفن الأمل في السلام في منْطقةٍ الشرقِ الأَوسط،، ويجعل الولايات المتحدة الأَمريكية غَيْرَ مُؤَهَّلَةٍ لتَكُونَ راعيةً للسلام، مما يَجْعَلُها خَصْماً لا حَكَماً في سيرورة المفاوضات الفلسطينية الإِسرائيلية التي كانت قد جعلت من قضيةِ القدس، المدينةِ والمقدسات، بنداً من بُنُودِ مفاوضاتِ الحَلِّ النهائي.
وثمن رئيس مجلس النواب عالياً مبادرةَ جلالةِ الملكِ محمدٍ السادس، أميرِ المؤمنين ورئيسِ لجْنَةِ القدس المنبثقةِ عن منظمةِ التعاونِ الإِسلامي، الذي كان سَبَّاقاً إلى مراسلة الرئيس الأمريكي لوضْعِهِ في صورة الواقع الملموس وحَمْلِهِ على التفكير مَلِيّاً في قرارِهِ الذي يفتقد الحكمةَ والجديةَ والمسؤولية التاريخية والحِسَّ السياسي والدبلوماسي الناضج والعاقل. وعبر المالكي باسم البرلمان المغربي عن رفض هذا القرار الذي يقْفِزُ على التاريخ، ويجَانِب الصواب، وَيَسْتَخِف بالقوانين والشرعية الدولية، ويُعَقّد الأَوضاع على الأَرض بل ويَزيدُها تدهوُراً وهشاشةً. كما أعلن المالكي عن استضافة البرلمان، يوم الخميس المقبل، قمةً لرؤساءِ البرلماناتِ العربية حول هذه التطورات الخطيرة التي تَمس بوضعِ مدينةِ القدس والمقدساتِ الشريفةِ، مؤكدا أن البرلمان المغربي سيعمل في جميع المحافل والمنتديات والمبادرات البرلمانية الدولية ذاتِ الصلةِ ضد هذا القرار الجائر، في أفق التوجه الذي اختَطَّهُ جلالة الملك وتفعيلاً لالتزامات المملكة المغربية، تُجَاهَ القضية الفلسطينية وتُجَاهَ القدس الشريف.
وبدوره عبر رئيس مجلس المستشارين حكيم بنشماش عن رفض مجلس المستشارين لقرار ترامب، مستعملا في كلمته كافة التعابير التي تقر بالإدانة الشديدة لهذا المنزلق الخطير الذي وضع ترامب أمريكا في قلبه، كما عبر بنشماش عن استنكار المؤسسة التشريعية التي يترأسها لقرار ترامب منددا به ومعتبرا أن خطورته لا يوازيها إلا وعد بلفور المشؤوم ، مؤكدا أن هذا القرار الخطير ستكون له عواقب غير محسوبة على الاستقرار والأمن في المنطقة وفي العالم أجمع، كما أنه خطوة تمس وتعمل على تقويض الجهود الدولية الهادفة لتحقيق الأمن والسلام العالميين، وهو قرار سيزج بالمنطقة في التوترات والصراعات والحروب الدموية.
وأكدت الفرق البرلمانية أغلبية ومعارضة من المجلسين على نفس الإدانة.
وباسم الفريق الاشتراكي بالبرلمان، بغرفتيه الأولى و الثانية، تناول الكلمة رئيس الفريق الاشتراكي بمجلس النواب شقران أمام، مجددا تضامن الفريق الاشتراكي مع الشعب الفلسطيني في إقامة دولته الوطنية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف، معربا عن كون هذا التضامن هو دائما في صلب نضالات الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية بكل مكوناته. وأضاف شقران إن» القضية الفلسطينية العادلة كانت دائما، ولا تزال، في صلب حياة حزبنا الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية ونضالاته من أجل التحرير والديمقراطية، وتسجل عدد من المحافل الدولية ، منذ عقود من الزمن ، المواقف المبدئية والثابتة في دعم الاشقاء الفلسطينيين ونضالهم من أجل فلسطين الحرة بعاصمتها القدس الشريف. وقال شقران إنه كان على عاتق الحزب، قيادة وقواعد، واجب الدفاع عن القضية الفلسطينية كقضية وطنية، من الشهيد المهدي بنبركة بتحركاته ومواقفه السياسية لفضح الصهيونية واستراتيجيتها التوسعية خاصة بدول العالم الثالث ، إلى الشهيد عمر بنجلون بنضالاته نصرة للقضية و كتاباته المواكبة لنضالات الشعب الفلسطيني فكرا و تنظيرا … مرورا بمؤتمرات الحزب وأنشطته عبر ربوع الوطن، وصحافته التي ظلت تخصص حيزا هاما للقضية الفلسطينية كعنوان لالتزام دائم ومستمر، وقطاعات الحزب الموازية التي لم تخل برامجها مطلقا من الارتباط الروحي والمبدئي بنضالات الشعب الفلسطيني، كما هو الشأن بالنسبة للشبيبة الاتحادية التي قدمت للقضية وردة من شبابها المناضل : الشهيد محمد كرينة، و دون أن ننسى، و التاريخ يسجل ذلك بمداد الوفاء للقضية، أن الاتحاد الاشتراكي كان سباقا بمعية أحزاب وطنية تاريخية، إلى تأسيس أول إطار مغربي داعم لنضالات الشعب الفلسطيني، متمثلا في الجمعية المغربية لمساندة الكفاح الفلسطيني. وأضاف رئيس الفريق الاشتراكي أن قرار ترامب، هو تجسيد حي لاستمرار الولايات المتحدة في سياستها المساندة للاحتلال الإسرائيلي والداعمة للعدوان على حقوق الشعب الفلسطيني، بمساعدة إسرائيل على كل المستويات العسكرية والديبلوماسية والسياسية، بما فيه تحديا لكل الشعوب الداعمة للسلم والسلام عبر العالم ، وتماديا في إشعال نيران الفتنة والنزاعات في منطقة الشرق الأوسط .


الكاتب : بديعة الراضي / ت : المساوي

  

بتاريخ : 13/12/2017