في الحفل التأبيني للراحل نور الدين الصايل

نور الدين الصائل (2022-1947) كاتب سيناريو ومنتج وناقد. ترك بصمته البارزة في السينما المغربية. كان مدرسا ومؤسسا لنوادي السينما بالمغرب. ومديرا لكل من القناة الثانية والمركز السينمائي المغربي، ونائب المهرجان الدولي للفيلم بمراكش. شغفه والتزامه بالسينما رسخا إرثا لا ينسى.

 

محمد معطسيم:

مكالمة هاتفية كافية لترجمة رواية أوليبية!

من أين سأبدأ؟ لتكن بدايتي حديثا وجيزا عن سياق ترجمة رواية L’ombre du chroniqueur لمؤلفها نور الدين الصائل. ذلك العائد إلينا -بتعبير دريدا- وطيفه على رؤوسنا، في هذه القاعة السينمائية (كوليزي بالرباط).أروي لكم في هذا الحديث شذرات من حكاية هذه الترجمة. هاتفت السيدة نادية الاركط-يدعوها ستندالية وهي عندي ديكارتية-، بنصيحة من الكاتبة غيثة الخياط صديقتنا معا، -وصديقة الراحل الصائل ورفيقته في درب الإعلام والسينما-. فاتحتها بعزمي على ترجمة الرواية. لقاء بالمصادفة هو موعد كما يقول بورخيس: هي كانت تحضر لهذا الحفل التكريمي، وأنا كنت أقرأ الرواية أملا في ترجمتها. كان ذلك قبل أكثر من عامين. أثناءهما توالت لقاءاتي بها واتصالاتي معها، لقاءات واتصالات محتشدة بالدعم والحفز والمصاحبة والمتابعة النقاش والتشاور والصبر والثقة…كلما أستعيد هذه الذكريات، أقول لها مازحا: إن مكالمة هاتفية كافية لترجمة رواية أوليبية!
رافقني في هذا المشروع الترجمي فريق معطاء من الأصدقاء (عثمان قزي، محمد بن الرافة البكري، الهادي الهروي، إبراهيم حريري، عبد السلام الحيابي، محمد بوعابد، عبد العالي أوعلي)، ساهموا في قراءة أجزاء متفرقة من هذه الترجمة، ومراجعتها. وقد دخلوها من أبواب متفرقة، مضيفين إليها ومضات سَنية، وإشراقات بهية، أحييهم عاليا، على تجشمهم صعود الجبال، ورفع هذا التحدي الليبوغرامي ! وهم يجازفون معي هذه المجازفة، لكن أليست المجازفة جزءا من النجاة؟
إنه لأمر غريب ألا يتحدث نور الدين الصائل عن روايته اليتيمة، وألا يكتب عنها سوى النزر القليل من النقاد! لنتذكر فهذه الرواية البوليسية صدرت في 1990!
أرادت هذه الترجمة أن تكون وفية للمؤلف، احتفاء وتكريما، وأمينة للأصل في الإخراج والتصميم،ومخلصة للتمرين الليبوغرامي، على طريقة جورج بيريك، في رواية «الاختفاء»، لكن بلغة الضاد.
حذار، إنكم ستتأبطون أسرارا، وستحملون سرائر لمحاولة أوليبية مغربية.
مهلا، لا تسارعوا إلى البحث عن المتواري، ولا تستعجلوا التحقق منه.
عفوا، أكتفي بها القدر،احتراما لكم وتجلة لذكائكم.»

د. غيثة الخياط: شرفني بأول رئاسة نسائية للجنة الدعم السينمائي

إلى كل من يحتفي اليوم بنور الدين الصائل، أقول لكم يضع كلمات، من مقامي، وأنا ببلد بعيد عنكم. لقد كان صديقي الصدوق. كنا في البداية من الرواد في مجال الإعلام. علمني أن أؤمن بما كنت أفعله. حفزني وشجعني، وشرفني بأول رئاسة نسائية للجنة الدعم السينمائي في بلدنا. كان شخصية فريدة وجديرة بالحب، لهذا السبب؛ أحييه اليوم، وأعده بنشر كتاب عن السينما، كان من المأمول أن يكتب مقدمته. شكرًا له على كل ما قدمه للإعلام والسينما في المغرب. مشاعري الصادقة إلى نادية وسليمان،فلهما كل مودتي ومحبتي.


بتاريخ : 08/02/2025