المصادقة ، بالإجماع، على مشاريع المقررات التنظيمية والتوجيهية والاعلامية والعمل الجمعوي والعلاقات الخارجية
عبدالله الصيباري: نتوجه للمؤتمر الوطني بمسؤولية وتفاؤل، وكلنا أمل في المستقبل
تماشيا مع سيرورة التحضير للمؤتمر الوطني التاسع للشبيبة الاتحادية الذي سينعقد في نهاية شهر شتنبر الجاري، التأم المجلس الوطني للشبيبة الاتحادية في آخر دورة له يوم السبت 10 شتتنبر بالرباط، من أجل وضع اللمسات الأخيرة على التحضير اللوجستيكي والتنظيمي والأدبي، المتمثل في النقاش و المصادقة على وثائق المؤتمر التي تم تحضيرها من قبل اللجنة الوطنية التحضيرية، من خلال العديد من اللقاءات التي احتضنها المقر المركزي للحزب بالرباط، فضلا عن اجتماعات اللجان المتفرعة عن اللجنة الوطنية التحضيرية.
وكما هو معلوم، يأتي انعقاد المؤتمر الوطني التاسع للشبيبة الاتحادية في إطار الدينامية التنظيمية التي اطلقتها قيادة حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، المنبثقة عن المؤتمر الوطني الحادي عشر للحزب، في إطار إعادة بناء الأداة الحزبية وتصلييها.كما يأتي كذلك انعقاد هذه الدورة الاستثنائية للمجلس الوطني للشبيبة الاتحادية في سياق دينامية التحضير التي عاشتها اللجنة التحضيرية الوطنية للمؤتمر على مدى أربعة أشهر من العمل الجدي والمضني للتحضير لمحطة المؤتمر الوطني التاسع الذي يريده الشباب الاتحادي مؤتمرا وطنيا نوعيا بكل المقاييس.
وفي جو من الحماس والتنظيم والوعي بدقة المرحلة والمهام المستقبلية وطنيا وجهويا ودوليا المطروحة على عاتق منظمة الشبيبة الاتحادية، ناقش الشباب الاتحادي، في هذه الدورة، الواقع والافاق من خلال مشاريع المقررات المعدة للمؤتمر، وقد مرت أشغال المجلس الوطني في أجواء حوار ديمقراطي متميز ، ينم عن ثقافة سياسية اتحادية تؤمن بفضيلة الحوار الديمقراطي والنقاش الحر ، والاختلاف وتدبير الاختلاف، والنقد الذاتي.
اشتغال جدي للجان مؤشر على نجاح المؤتمر
لقد شكل مستوى أشغال اللجان المتفرعة عن اللجنة التحضيرية التي التأمت في الفترة الصباحية بفضاءات المقر المركزي للحزب بالرباط، والنقاش العالي الذي طبع دورة المجلس الوطني الاستثنائي الذي ترأسه الكاتب العام وعضو المكتب السياسي للحزب عبدالله الصيباري، مؤشرات أولية ودالة على نجاح محطة المؤتمر الوطني التاسع للشبيبة الاتحادية.
فهكذا عرفت الدورة الاستثنائية للمجلس الوطني للشبيبة الاتحادية، تقديم مشاريع مقررات اللجان المتفرعة عن اللجنة التحضيرية للمؤتمر الوطني التاسع، بحيث تضمن جدول الاعمال لهذه الدورة الاستثنائية اجتماع اللجان من أجل مناقشة الأوراق والمصادقة عليها.
و ناقشت اللجان «لجنة المقرر التنظيمي، لجنة الاعلام والتواصل والعمل الجمعوي، ولجنة الخارجية، ولجنة المقرر التوجيهي، مشاريع المقررات في جو من المسؤولية والانضباط، وكان الشباب الاتحادي في مستوى اللحظة التاريخية والمهام المطروحة عليه.
محطة المؤتمر عرس نضالي بامتياز
تميزت هذه الدورة الاستثنائية للمجلس الوطني الوطني التاسع للشبيبة الاتحادية المزمع انعقاده أيام 27 و 28 و 29 شتنبر بالمركب الدولي للطفولة والشباب ببوزنيقة، بالكلمة التي تقدم بها عبدالله الصيباري الكاتب العام للشبيبة وعضو المكتب السياسي، والتي أكد فيها أن الشباب الاتحادي اشتغل بجدية في التحضير لمحطة المؤتمر كي تكون هذه المحطة التنظيمية عرسا نضاليا بامتياز، مشددا في نفس الوقت على أن الشباب الاتحادي يتجه إلى هذه المحطة بكل مسؤولية وتفاؤل ، وكله أمل في المستقبل من تطوير العمل الشبيبي بالمغرب وخدمة القضايا الحيوية للشباب والتعبير عن تطلعات وطموحاته.
ومن خلال النقاش الجدي والمستفيض الذي ساد أشغال اللجان والمجلس الوطني، قدم عبدالله الصيباري خلاصات في بعض النقاط الخلافية على المستوى التنظيمي التي تم التوافق عليها، وتمت المصادقة عليها بالإجماع من قبل أعضاء المجلس الوطني.
تقديم مشاريع المقررات والمصادقة عليها
وبالموازاة مع ذلك، قدم كذلك كل من أنس اليملاحي مقرر لجنة الإعلام والتواصل والعمل الجمعوي، وأيوب الهاشمي مقرر لجنة العلاقات الخارجية، ومحمد عبيد المقرر التوجيهي، وتمت المصادقة بالإجماع على هذه المقررات من طرف المجلس الوطني، كما صادق المجلس على شعار المؤتمر الوطني التاسع.
المشروع المقرر التوجيهي
جاء في مشروع المقرر التوجيهي الذي صادق عليه المجلس الوطني، أن المؤتمر الوطني التاسع للشبيبة الاتحادية ينعقد في ظروف تجعل منه محطة مفصلية في تاريخ المنظمة، باعتبارها إطارا سياسيا شبيبيا، ارتبط تاريخيا بالنضال لأجل بناء مغرب ديمقراطي وحداثي، وهو الأفق النضالي الذي يجعل منها منظمة مهتمة بجميع التغيرات والتحولات التي تعرفها الأوضاع العالمية والإقليمية والمحلية.
فالشبيبة الاتحادية ومنذ نشأتها، وهي تحدد أفقها النضالي في كل محطة تنظيمية، كانت دائما تنطلق من محاولة الفهم الواقعي، للظرفية السياسية التي يجري فيها انعقاد رهاناتها التنظيمية. وإذا كان مؤتمرها الوطني التاسع، يأتي مباشرة بعد انعقاد المؤتمر الوطني الحادي عشر لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، وهي المحطة الحزبية التي ساهم فيها مناضلات ومناضلو الشبيبة الاتحادية إلى جانب إخوانهم الحزبيين، في تحيين أجوبتهم للعديد من الأسئلة المطروحة عليهم، بخصوص مجموعة من القضايا المجتمعية، ومنها القضايا المرتبطة بالشباب عموما وبالشبيبة الاتحادية على وجه الخصوص، إلا أن هذا لا يمنع من الاستمرار في إنضاج النقاش حول هذه القضايا، وبطبيعة الحال بصورة تنطلق من مخرجات جميع الأدبيات الحزبية والشبيبية، حتى تتمكن الشبيبة الاتحادية من تجويد أدائها النضالي، ومن تقوية حضورها وسط المشهد السياسي الشبيبي، وهو ما لن يتحقق إلا بفهم الواقع الذي نعيش فيه، وباستيعاب شروط الظرفية التي نشتغل فيها، حتى نتمكن من تطوير أساليب منظمتنا وآلياتها، ذلك أن من لا يتطور ينقرض بالضرورة، والشبيبة الاتحادية لم تستنفد بعد مهامها التاريخية.
إن الشبيبة الاتحادية، كتجربة سياسية شبيبية رائدة، مطروح عليها اليوم، أن تجد أجوبة موضوعية، لمجموع التحديات المطروحة أمامها، حتى تضمن استمراريتها كفكرة وكتنظيم، شكل دائما وعاء ديمقراطيا، تقدميا، وحداثيا، لاستيعاب الشبيبة المغربية، وهو ما يتطلب من مناضلاتها ومناضليها، الجرأة والمسؤولية في التشخيص والاقتراح والاختيار.
ودعا مشروع المقرر إلى تعاقد جديد مع الشباب المغربي ( أفق جديد وحلم جديد)، بما أن الشبيبة الاتحادية، شكلت دائما، كمؤسسة للتنشئة السياسية، ذلك الإطار المفتوح الذي يستوعب جميع انتظارات الشبيبة المغربية، حيث ارتبط وجودها تاريخيا بالنضال معها ولأجلها، من خلال العمل على تعبئتها، تأطيرها، وتمكينها من منبر حر للتعبير وللتواصل مع باقي فئات المجتمع.
مشروع مقرر الإعلام الشبيبي والعمل الجمعوي
في تقديم مشروع مقرر الاعلام والعمل الجمعوي، شكلت الشبيبة الاتحادية دائما الفضاء المناسب و الملائم للتجديد و الإبداع والابتكار الشبابي في ما يخص آليات ووسائل وطرق الاشتغال والاستقطاب والتواصل والتأطير والتكوين، فالشبيبة الاتحادية كانت دائما رائدة في ما يخص تجديد الممارسة السياسية وتطويرها ومواكبة التطورات المجتمعية، والانخراط القوي في الزمن و العصر السياسي بكل متغيراته الثقافية والسياسية و الإبداعية والتكنولوجية.
إن الشبيبة الاتحادية اليوم مطالبة أكثر من أي وقت سابق بضرورة مواكبة المتغيرات المتسارعة التي يشهدها الفضاء الشبيبي، والانخراط بوعي في أوساطه، من خلال تجديد مناهجها التنظيمية وأساليب وأنماط اشتغالها، وجعلها خاضعة للتطورات الهائلة التي فرضتها الثورة التكنولوجية والتي انعكست بشكل كبير جدا على العملية التواصلية لجميع المنظمات والهيئات، كما أنها مطالبة كذلك بتطوير خطابها وجعله أكثر مرونة وأكثر انفتاحا وشمولا لكل الرهانات والتطلعات الشبيبية الجديدة.
ويقول مشروع المقرر، في هذا الإطار ، إنه قد بات من الأساسي أن نتحرر من منطق وأساليب الاشتغال والتواصل الكلاسيكي، وأن نفكر في آليات تواصلية جديدة تتناسب مع واقع اليوم ومع المتغيرات التكنولوجية التي يعرفها العالم، وبصورة يجب أن تنبني على خمس مبادئ أساسية مترابطة و متلازمة، وهي الشمول، الجرأة، المسؤولية، المرونة والرقمنة.
هذه المبادئ التي تكمل بعضها البعض والتي من المفروض أن تؤسس لفعل شبيبي متميز، فعال و ناجع، يجعل الشبيبة الاتحادية في قلب الأوساط الشبيبية، تؤثر فيها وتوجهها وتقودها، ويجعل من الشباب الاتحادي نموذجا وإطارا مرجعيا في العمل السياسي الشبيبي الفعال والمنفتح على كل الطاقات و الأطر الشبيبية، التواقة إلى الانخراط في العمل السياسي الواعي والمسؤول، والمنسجمة مع واقعها وزمنها.
مشروع المقرر التنظيمي
أما في ما يخص المقرر التنظيمي، فقد جاء فيه أن الشبيبة الاتحادية دائما، مدرسة للتأطير ومشتل لتكوين الأطر، وفرصة مفتوحة أمام الشباب المغربي من أجل تنشئته تنشئة سياسية، وهي الأدوار التي يجب أن تستمر الشبيبة الاتحادية في لعبها، وبصور أنجع، خصوصا أن وظيفة التأطير هي أهم وظائف الإطارات السياسية، وأن الشبيبة الاتحادية منذ نشأتها كانت منظمة سياسية حاملة لهم التغيير بالبلد.
فالشبيبة الاتحادية وباعتبارها الرافد الأهم في روافد الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، وبهدف الحفاظ على استمرار السلسلة الاتحادية، خصوصا أمام مجمل التغيرات والتحديات التي يعرفها المشهد الحزبي بالبلد، هي ملزمة اليوم وأكثر من أي وقت مضى على بناء ذوات مناضلة اتحادية، متشبعة بالقيم والمبادئ الاتحادية، ومستوعبة للخط السياسي للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، ولاختياراته المبدئية، ولمواقفه السياسية الآنية، وهو ما لا يمكن تحقيقه إلا بتسطير برامج مستمرة للتكوين والتأطير، تتنوع بين الأوراش والملتقيات والجامعات والندوات واللقاءات، بصورة تضمن استفادة كل المناضلات والمناضلين، وما ستضمنه البنية الجهوية للتنظيم التي نعتزم تأسيسها
.
مشروع المقرر الخاص بالعلاقات الخارجية
وفي ما يتعلق بمشروع المقرر الخاص بالعلاقات الخارجية، أكد أيوب الهاشمي في كلمته على أن الشبيبة الاتحادية، هي المنظمة الشبابية الوحيدة بالمغرب التي تخوض خمسة معارك سياسية سنويا في منتديات عالمية من أجل الدفاع عن الوحدة الترابية ومغربية الصحراء، والوقوف سدا منيعا أمام المغالطات التي يحاول البوليساريو ترويجها داخل هذه المنظمات العالمية الشبابية.
وأكد على ان الشبيبة الاتحادية تقوم بأدوارها السياسية والوطنية في التصدي لكل ما من شأنه أن يخدش الوحدة الوطنية وسمعة المغرب وأقاليمه الجنوبية في إطار كذلك مهامها الدبلوماسية الموازية.
وشدد الهاشمي على أن الشبيبة عازمة كل العزم على ترسيخ حضورها في هذه المنتديات الشبيبية وفي هياكلها القيادية خاصة منظمة الشباب الاشتراكي العالمي، من أجل الوقوف ضد كل المحاولات اليائسة، ضد الوحدة الترابية والقضية والوطنية.
كما استعرض الهاشمي المنظمات الشبابية العربية والإفريقية والأوروبية والأمريكية التي ستحضر في الجلسة الافتتاحية للمؤتمر الوطني التاسع للشبيبة الاتحادية.