تناقلت وسائل الإعلام، منتصف غشت الأخير، توشيح المحارب المغربي القديم، ابن مدينة خنيفرة، العربي جاوا، البالغ من العمر 98 عامًا،ب «وسام جوقة الشرف»، من درجة فارس، على يد رئيس الجمهورية الفرنسية، إيمانويل ماكرون، بمناسبة تخليد الذكرى الثمانين لإنزال بروفانس، وذلك بوصف الرجل من المحاربين القدامى الذين شاركوا في الحرب العالمية الثانية وحرب الهند الصينية، وذلك في حفل أقيم بالمقبرة الوطنية لبولوريس في سان رافاييل، حيث قُتل 466 جنديًا، يرتدون الزي العسكري الفرنسي، خلال صيف عام 1944.
وقد تميز الحفل بحضور قادة دول وحكومات بلدان شاركت مع الحلفاء في تحرير فرنسا، خلال الحرب العالمية الثانية (1939-1945)، ومن بينهم رئيس الحكومة المغربية الذي مثل المغرب في هذا الاحتفال، حيث حضر المحارب العربي جاوا باللباس المغربي، وكان مرفوقا برفيقه عبد الله جابر (103 سنوات)، الحاصل على «وسام جوقة الشرف» سنة 2014، فضلا عن تيريز دومون (99 سنة)، وهي محاربة وضابطة اتصال مكلفة بطباعة المنشورات، وبيير سالسيدو (100 سنة)، وهو عريف فرنسي كان رسولا للجنرال دي لاتر دي تاسيني إلى برلين.
ويشار إلى أن المحارب المغربي، العربي جاوا، من مواليد مدينة خنيفرة بالأطلس المتوسط، في عام 1926، وكان قد التحق بالجيش في الرابع من فبراير 1943 (1941 في رواية أخرى)، وعمره لا يتجاوز الثامنة عشرة ربيعا، وشارك منذ دجنبر من نفس العام في الحملة الإيطالية، حيث لمع اسمه في معركة مونتي كاسينو من خلال ما أبداه من شجاعة، وقد هبط في مرسيليا في 19 شتنبر 1944 وحارب عقب الحملة الفرنسية، كما شارك في احتلال ألمانيا، وكان قد أصيب بجروح خطيرة بشظايا هاون على مستوى ساقه اليسرى.
وبعد انتهاء الحرب العالمية الثانية، تمت إعادة تجنيده، في منتصف يونيو 1950، ضمن الفوج السادس للرماة المغاربة، فيما شارك في حرب الهند الصينية لمرتين، مابين 1948 و1955، خلال معارك (RC4)، إذ أنهى خدمته العسكرية بترقية إلى رتبة رقيب، في الفاتح من أبريل 1955، وعاد إلى مسقط رأسه، مدينة خنيفرة المغربية، في عام 1956، مخلفا وراءه «سيرة بطولية» حفرتها ذاكرة فرنسا بمداد الفخر والاعتراف، وقد انتقل من خنيفرة إلى الرباط حيث عمل في وزارة الشباب لمدة 30 عاما.
وفات لوفد من المكتب الوطني لقدماء المحاربين وضحايا الحرب ONACVG بالمغرب،يتقدمه مديره باتريك باري، ومندوبة الذاكرة، نوال بلخير، أن نظم يوم 2 مارس 2022، لقاء خاصا بالرباط، مع المحارب القديم، العربي جاوا، وتم تسجيل شهادته من أجل بثها في المؤسسات التعليمية الفرنسية والمغربية، وذلك على أساس تجنب النسيان عبر مبدأ الحفاظ على الذاكرة وإحيائها في أوساط الجيل الجديد والقادم، وقد أكسبه صموده تحت النار وساما ساميا، واثنين من أوسمة علامة الحرب الفرنسية وميدالية تذكارية من الهند الصينية قبل وسام جوقة الشرف.