في اللقاء الحقوقي حول الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان بسجون البوليساريو بتندوف .. الكاتب الأول للحزب إدريس لشكر: ضرورة إطلاق حملة دولية لفضح الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان بسجون مخيمات تندوف

رئيس الائتلاف الصحراوي أحمد الخر: الائتلاف مستعد للتنسيق الشامل مع الحزب لتعرية انتهاكات البوليساريو وإنصاف الضحايا

 

 

احتضن المقر المركزي لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية بحي الرياض، اللقاء الحقوقي الذي نظمه الحزب بتنسيق مع الائتلاف الصحراوي للدفاع عن ضحايا سجن الرشيد بتندوف، حول:»فضح الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان بسجون البوليساريو بتندوف»، وذلك يوم 14 فبرايـر الجاري.
حضر هذا اللقاء، فعاليات سياسية وحقوقية وفكرية وإعلامية، من كل جهات المملكة، خاصة الأقاليم الجنوبية والمناضلين في الائتلاف الصحراوي للدفاع عن ضحايا سجن الرشيد بتندوف، فضلا عن مختلف المسؤولين الحزبيين محليا وإقليميا وجهويا ووطنيا.
واستقطب هذا اللقاء الحقوقي، عددا كبيرا من وسائل الإعلام الوطنية والدولية ونساء ورجال الصحافة الممثلة للصحافة الوطنية المكتوبة والإلكترونية والمسموعة والمرئية، باعتبار أن موضوع اللقاء يكتسي أهمية بالغة، مرتبط بالانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في حق المغاربة الذين تعرضوا للاختطاف القسري والاعتقال في سجون تندوف لعدة سنوات، عاشوا فيها ويلات شتى أصناف التعذيب والخروقات الجسيمة لحقوق الإنسان من قبل جلادين جزائريين ومن قبل شرذمة «البوليساريو».
وما ميز هذا اللقاء الحقوقي هي الكلمة التي ألقاها الكاتب الأول لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية إدريس لشكر، التي أكد من خلالها أن الاتحاد الاشتراكي كان ولايزال مع كل القضايا العادلة وضد كل الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان لاسيما إذا ما كانت مرتبطة بأبناء الصحراء المغربية الذين عانوا مأساة وويلات التعذيب وشتى أنواع الإجرام في سجون تندوف، والتي تتنافى ومبادئ حقوق الإنسان والمواثيق الدولية.
كما شدد الكاتب الأول للحزب بالمناسبة، في تصريح له، على أن هذا اللقاء الحقوقي، بداية انطلاق لحملة دولية لفضح الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان التي ارتكبت من قبل جلادين جزائريين وشرذمة البوليساريو في حق أبناء المغرب وعلى أرض جزائرية، في تناقض صارخ مع القوانين والمواثيق الدولية، تماشيا مع ما دعا له جلالة الملك من ضرورة الانتقال، في ملف القضية الوطنية، من مرحلة التدبير إلى مرحلة التغيير. ( انظر نص الكلمة في الصفحة الثالثة).
ومن جانبه، عبر أحمد خر، رئيس «الائتلاف الصحراوي للدفاع عن ضحايا سجن الرشيد بتندوف»، عن استعداد الائتلاف للتعاون مع الحزب من أجل النضال لتعرية وفضح كل الفظاعات والانتهاكات والخروقات التي تكبدها الصحراويون المغاربة، على صعيد المنتديات الوطنية والدولية، من أجل الإنصاف والعدالة للضحايا.
كما أشاد رئيس الائتلاف بمبادرة حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، مؤكدا أن «هذه المبادرة ليست بغريبة عن حزبٍ كان ولا يزال قلعة للنضال، ومنارة للفكر التقدمي، وصوتاً للمقهورين والمظلومين، وهذا ما تأكد لنا اليوم ونحن نشارككم هذه الندوة حتى نشكو معاناتنا ونطلب المؤازرة من أجل إحقاق الحق والتنديد بالظلم الذي تعرضنا له خارج هذا الوطن على أيادي مرتزقة انفصاليين».
وأضاف أحمد خر أن «معاناة ضحايا سجون البوليساريو في تندوف، وعلى رأسها سجن الرشيد سيئ الذكر، تبقى وصمة عار على جبين الجزائر وعملائها، مدونة في سجل الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان. لقد تعرض المئات بل الآلاف من المغاربة، من شمال المملكة ومن جنوبها للاختطاف القسري والتعذيب النفسي والجسدي، وعانوا من ويلات الاعتقال التعسفي في ظروف غير إنسانية، لا لشيء سوى لأنهم عبروا عن آرائهم أو رفضوا الاستبداد الذي تمارسه قيادة الجبهة الانفصالية».
وتابع: «الأدهى من ذلك، أن هذه الجرائم تقع تحت أعين وبمباركة الدولة الجزائرية، التي تتحمل كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية في استمرار هذه الانتهاكات، باعتبارها الدولة المضيفة والمتحكمة في المخيمات. ورغم كل التقارير الحقوقية والشهادات الحية التي توثق هذه الجرائم، لا تزال الجزائر تلتزم صمتًا متواطئًا، ضاربة عرض الحائط بكل المواثيق الدولية التي تلزمها بحماية المغرر بهم ممن يتواجدون على أراضيها محتجزين في مخيمات تيندوف».
وأردف: «إننا في الائتلاف الصحراوي للدفاع عن ضحايا سجن الرشيد نجدد اليوم دعوتنا إلى المجتمع الدولي، وإلى كافة الهيئات الحقوقية، من أجل تحمل مسؤولياتها في الضغط على الجزائر والبوليساريو لوضع حد لهذه الانتهاكات، وإطلاق سراح كل المختطفين، وكشف مصير المفقودين، وما أكثرهم، ونطالب من هذا المنبر اليوم مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة بإرسال بعثة حقوقية للنبش في تلك المقابر الجماعية المتناثرة قرب تلك المعسكرات السجنية السرية ومحاسبة المسؤولين(الجزائريين والانفصاليين)عن هذه الجرائم التي لا تسقط بالتقادم.
كما نثمن كل الأصوات الحرة التي تساند قضيتنا العادلة، ونؤكد أننا مستمرون في النضال من أجل إنصاف الضحايا وتحقيق العدالة، ولن يثنينا عن ذلك أي تضييق أو تهديد».
وشكل هذا اللقاء، مناسبة سانحة لتقديم شهادات حية حول الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في حق عدد من الضحايا المنتمين للأقاليم الجنوبية والمنتمين كذلك لبعض مناطق المغرب الذين تم اختطافهم في السبعينيات.
وقد أجمعت هذه الشهادات على وصف دقيق لهول وفظائع التعذيب والإجرام التي مورست عليهم على أراضي جزائرية ومن قبل جلادين مدنيين وعسكريين جزائريين، فضلا عن الرمي بهم في غياهب السجون التي خصصت لتكميم الأفواه المعارضة لسياسة الانفصال التي تبنتها الجزائر وصنيعتها البوليساريو .
وأكد كل هؤلاء الضحايا نساء ورجال في شهاداتهم، تشبثهم القوي والدائم بمغربيتهم والوحدة الترابية والصحراء المغربية، وتعلقهم بالبيعة للملوك والسلاطين العلويين وأهداب العرش العلوي المجيد.
إلى هذا دعا هؤلاء إلى مزيد من التنسيق والتعبئة ما بين المنظمات والهيئات الحقوقية من أجل الكشف عن الحقيقة وتعرية الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان، التي مورست في حق الضحايا والعمل على إنصاف الضحايا وجبر الضرر.
كما عرف اللقاء، عرض شريط «الشكاك»، الذي تابعه الحضور باهتمام كبير، حيث يستعرض عددا من المراحل  القوية التي شهدها التاريخ في الدفاع عن الوحدة الترابية والصحراء المغربية، ثم نضالات الشيوخ الصحراويين ومقاومتهم للاستعمارين الفرنسي والإسباني، والدفاع عن عودة الملك محمد الخامس إلى العرش بعد أن تم نفيه إلى جزيرة كورسيكا.
كما أشرف إدريس لشكر، الكاتب الأول للحزب، وأحمد خر، رئيس الائتلاف، على افتتاح معرض للصور حول الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان بفضاء الطابق الأرضي للمقر المركزي للحزب، وذلك بحضور  وسائل الإعلام الوطنية والدولية.


الكاتب : عبد الحق الريحاني

  

بتاريخ : 15/02/2025