شهد المؤتمر الإقليمي الثاني لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية بجرسيف، المنعقد مساء الجمعة 20 يونيو 2025، تحت شعار «ملتزمون ومستمرون» وبرئاسة الكاتب الأول إدريس لشكر، أجواء نضالية مميزة أكدت من جديد على الدينامية التنظيمية المتواصلة للحزب والتزامه بالدفاع عن قضايا ساكنة الإقليم ومصالحها، من صحة وتعليم وتشغيل وتنمية مجالية، حيث جمعت المحطة التنظيمية عددا من القيادات الوطنية والجهوية والإقليمية وفعاليات حزبية ونقابية وشبابية ونسائية، لاستعراض منجزات الفريق البرلماني ومناقشة سبل النهوض بأوضاع الإقليم، في لحظة استحضرت فيها الذاكرة الاتحادية نضالات روادها، وجدد فيها المناضلون عزمهم على مواصلة النضال من أجل مغرب ديمقراطي وعادل، مؤكدين أن الاتحاد الاشتراكي لا ينتظر الاستحقاقات الانتخابية لخدمة المواطنين، بل حاضر دائما إلى جانبهم ميدانيا ومؤسساتيا.
وقد عبر إدريس لشكر في كلمته الافتتاحية، عن فخره واعتزازه بالتاريخ النضالي لإقليم جرسيف، منوها بالدينامية التنظيمية التي يشهدها الحزب على مستوى الإقليم، والتي أسفرت عن بروز قيادات محلية واعدة، ومؤسسات حزبية قوية، قادرة على الاستجابة لانتظارات المواطنين وتطلعاتهم، مشيدا بدور اللجنة التحضيرية للمؤتمر الإقليمي برئاسة الكاتب الإقليمي، وبالمناضلات والمناضلين الذين أسهموا بجهد ميداني متميز، ما أفضى إلى عقد مؤتمرات ناجحة لكل من الشبيبة الاتحادية والقطاع النسائي، ما يعكس روح العمل المؤسساتي الجاد داخل الحزب.
وأوضح القيادي الاتحادي، أن قوة الاتحاد الاشتراكي تكمن في مؤسساته، وفي التزامه الدائم بإعادة الاعتبار للعمل السياسي النبيل، وصيانة مصداقيته، وأكد أن الإقليم يزخر بقيادات شابة ونشطة، وعلى رأسها النائب البرلماني الذي يمثل الحزب بجرسيف، سعيد بعزيز ودروه الفعال في حل المشاكل المرتبطة بالمواطنين، خاصة قضايا الأراضي الفلاحية، وتجاوز العراقيل الإدارية التي أعاقت الاستثمار الفلاحي لسنوات، مشيدا بالمجهود الذي بذله الفريق الاشتراكي – المعارضة الاتحادية تحت قبة البرلمان من خلال تقديم مقترحات بناءة ومتابعة المشاريع المتعثرة، منوها بمساهمات عبد الرحيم شهيد، رئيس الفريق، التي أسست لممارسة برلمانية مسؤولة وفاعلة، ليضيف لشكر مؤكدا :»واهم من يطرح سؤال أي قيادة لمؤتمرنا القادم فكلنا في الاتحاد الاشتراكي قادة وقدمنا في ذلك الكثير».
كما استعرض الكاتب الأول الأدوار الطلائعية التي لعبتها الأذرع النقابية للاتحاد، مبرزا قوة النقابة الوطنية للتعليم العالي كمثال حي على قدرة الحزب على الجمع بين النضال النقابي والمجتمعي، معتبرا ذلك امتدادا للعمل السياسي النظيف الذي يتشبث به الاتحاد، قبل أن ينوه بدور مناضلي الفيدرالية الديمقراطية للشغل الذين أسسوا لدينامية ديمقراطية داخل المؤتمرات الإقليمية والمحلية، بعيدا عن منطق المحسوبية، وجعلوا من الفدرالية إطارا نقابيا ديمقراطيا وتقدميا.
وفي السياق ذاته، شدد لشكر على أن الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية سيبقى مدافعا عن الحصن المنيع للوحدة الترابية للمملكة، مستنكرا المحاولات الرامية إلى المساس بالمؤسسة الملكية، ومؤكدا أن الدفاع عن الوطن ومؤسساته أولوية ثابتة لدى الحزب، مجددا إدانة الحزب للعدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني، ومشددا على موقف الاتحاد الراسخ في مناصرة قضايا الشعوب العادلة، ومثمنا في الوقت ذاته جهود الدبلوماسية المغربية الداعمة للحق الفلسطيني.
وختم إدريس لشكر كلمته بالإشادة بالمؤتمر واعتباره ثمرة النضال التنظيمي الميداني لقيادات الحزب بجرسيف، داعيا إلى الاستمرار على نفس النهج لتحقيق المزيد من المكتسبات، ومؤكدا أن الاتحاد الاشتراكي يواصل مسيرته من نصر إلى نصر، متسلحا بالمؤسسات القوية والمناضلين الأوفياء لمبادئه ومشروعه المجتمعي.
عبد الرحيم شهيد: الاتحاد الاشتراكي لا ينتظر المواعيد الانتخابية لكي يظهر إلى جانب المواطنين
وفي مداخلته خلال اللقاء أكد رئيس الفريق الاشتراكي المعارضة الإتحادية بمجلس النواب عبد الرحيم شهيد، أن الحزب يواصل ديناميته التنظيمية داخليا وخارجيا، انسجاما مع خطه النضالي ومشروعه المجتمعي، موضحا أن الاتحاد الاشتراكي لا ينتظر المواعيد الانتخابية لكي يظهر إلى جانب المواطنين، بل يحرص على تقوية هياكله التنظيمية على مختلف المستويات، من الكتابات الجهوية إلى القطاعات النسائية والشبابية والنقابية، بقيادة الكاتب الأول إدريس لشكر الذي يجوب البلاد من أجل الإنصات لهموم المواطنات والمواطنين.
وشدد على أن الفريق الاشتراكي هو القوة الأولى في المعارضة داخل البرلمان، إذ يشكل القوة الرابعة من حيث الحجم والقوة الأولى في المعارضة من حيث الأداء، مبرزا أن الفريق أنتج ما يزيد عن 40% من الأسئلة التي طرحت بالمجلس خلال هذه الولاية التشريعية، وحرص على متابعة كل القضايا التي تشغل الرأي العام من أسئلة كتابية وشفوية ومواضيع طارئة وطلبات استدعاء الوزراء، كما نظم الفريق 24 يوما دراسيا، وهو ما لم تحققه أية مجموعة برلمانية أخرى، مشيرا إلى مبادرات الفريق الاشتراكي والتي كان آخرها المطالبة بلجنة استطلاع وتقييم المخطط الأخضر الذي وصلت نتائجه إلى طريق مسدود بسبب دعم الحكومة لكبار الفلاحين على حساب صغارهم،
فضلا عن فتح ملفات دعم الحبوب والأغنام التي طالتها شبهات، مؤكدا أن الحزب منحاز دائما للجماهير الشعبية وليس للباطرونا، وأنه يضع قضايا العدالة المجالية والاجتماعية والحماية الاجتماعية على رأس أولوياته من بينها مطالبة لجنة لتقييم المخطط الأخضر.
واختتم رئيس الفريق مداخلته بالتأكيد على أن الاتحاد الاشتراكي يبني رهانه على وعي المواطنين ودينامية مناضليه وشبابه ونسائه، وعلى التزامه بالدفاع عن الدولة الاجتماعية والحماية الاجتماعية الحقيقية، مستحضرا الإرث النضالي للراحل عبد الرحمان اليوسفي ومشيدا بالدور الذي يضطلع به الحزب من أجل مغرب ديمقراطي وعادل، مشددا على أن الاستحقاقات المقبلة في 2026 ستكون محطة فاصلة لعودة الاتحاد إلى صدارة المشهد السياسي المغربي، لقول كلمته والدفاع عن حقوق المغاربة وتحقيق العدالة المجالية والاجتماعية.
عبد لله رضوان: الإتحاد علم مناضليه ومناضلاته أن حب الوطن لا يقاس بالمواقف المعلنة أو بالشعارات بل بالثبات عند المنعطفات الكبيرة
من جانبه أكد الكاتب الإقليمي عبد لله رضوان أن شعار المؤتمر «ملتزمون ومستمرون» يعبر عن مبدأ أساسي تعمل عليه الكتابة الإقليمية وكل مناضلي الحزب، موضحا أن الاتحاد الاشتراكي لا ينتظر الاستحقاقات الانتخابية لكي يكون إلى جانب المواطنين، بل يحرص على تجسيد إرادة سياسية فعلية تضع مصلحة المواطن فوق كل اعتبار، مضيفا أن الحزب علم مناضليه ومناضلاته أن حب الوطن لا يقاس بالمواقف المعلنة أو بالشعارات، بل بالثبات عند المنعطفات الكبيرة التي تواجه وطننا، مبرزا أن الاتحاد الاشتراكي ملتزم بقيادة الحزب ومسؤول بالعمل لمواجهة التحديات الراهنة وتحقيق تطلعات الساكنة من خلال إرادة سياسية حقيقية، مشددا على التزام الحزب بالمرافعة من أجل حياد الأجهزة الإدارية خلال الاستحقاقات الانتخابية، والمطالبة بأن يكون التعامل لدى السلطات بحسب اختصاصاتها ولدى المنتخبين بحسب مسؤولياتهم، مؤكدا أن مدرسة الاتحاد الاشتراكي علمت مناضليه أن يكون الحزب صوت المواطن لا صدى للسلطة، وأن يكون السياسي طلائعيا لا تابعا.
وأشار إلى أن الحزب ملتزم ومستمر من أجل إخراج الإقليم من غياهب الإقصاء والتهميش، بعدما طال أمد ذلك بسبب وعود كاذبة أفرزت مظاهر اجتماعية مقلقة من فقر وبطالة وفساد إداري وسياسي واستنزاف ثروات الإقليم وعرقلة كل فرص تأهيله، إلى جانب تزوير إرادة السكان وإفساد العملية الانتخابية، حيث ختم مداخلته بالتأكيد على أن الاتحاد مستمر من أجل برنامج تنموي متعدد الأقطاب، قائم على رؤية واضحة المعالم وبعيدة المدى، لاستدراك الهوة التنموية بين الإقليم وباقي أقاليم المملكة وتجاوز هدر الزمن التنموي.
الهبري الهبري: الاتحاد كان حاضرا إلى جانب الأساتذة والطلبة منذ الستينيات وقاد مناضلوه الفعل النقابي الوطني وحققوا مكتسبات مهمة
من جهته، استعرض الكاتب العام للنقابة الوطنية للتعليم العالي، هبري الهبري المسيرة النضالية للاتحاد الاشتراكي على صعيد دعم التعليم العالي، مذكرا بأن الاتحاد كان حاضرا إلى جانب الأساتذة والطلبة منذ ستينيات القرن الماضي، وبأن مناضليه قادوا الفعل النقابي الوطني، فحققوا مكتسبات مهمة بفضل جدهم ونضالهم من أجل النهوض بالمنظومة الجامعية. كما أكد الهبري أن الاتحاد الاشتراكي يعتبر التعليم العالي أولوية أساسية وركيزة من ركائز التنمية الاقتصادية والاجتماعية، مستحضرا تجربته الشخصية كطالب وجد من أساتذته الاتحاديين الدعم والتأطير، ما ساعده على تحمل المسؤولية لاحقا داخل النقابة، مشيدا بالدور الذي يلعبه الكاتب الأول إدريس لشكر، الذي منذ 2009 وهو يشرف على متابعة قضايا التعليم العالي، مضيفا أن الحزب التزم دائما بالدفاع عن حقوق الأساتذة والطلبة، حيث ختم مداخلته بالتأكيد على أن الاتحاد، من موقعه داخل النقابة الوطنية للتعليم العالي، ملتزم في من أجل النهوض بالتعليم العالي وتحصين مكتسباته، إيمانا بأن تعليم عال قوي هو حجر الأساس لبناء مغرب ديمقراطي وتنموي.
سعيد باعزيز: المؤتمر محطة تنظيمية أساسية لتجديد الهياكل وتطوير التدبير الحزبي على صعيد الإقليم
بدوره أكد الكاتب الجهوي لحزب الاتحاد الاشتراكي بجهة الشرق، سعيد باعزيز، أن المؤتمر الإقليمي الثاني بجرسيف يشكل محطة تنظيمية أساسية لتجديد الهياكل وتطوير التدبير الحزبي على صعيد الإقليم، وفرصة لالتقاء القيادات الوطنية والجهوية والإقليمية بالمواطنات والمواطنين المتعاطفين والمنخرطين، بما يعكس استمرارية الحزب في أداء مهامه التنظيمية والسياسية والتزامه بالدفاع عن قضايا الساكنة، كما أشار إلى أن المؤتمر كان مناسبة لاطلاع الحاضرين على حصيلة الأداء البرلماني ومساهمة ممثل الإقليم في ذلك، على غرار ما أكد عليه الكاتب الأول للحزب إدريس لشكر، ورئيس الفريق عبد الرحيم شهيد، هذا الأخير الذي حرص سعيد باعزيز، على تقديم كلمة شكر له على جهوده المتواصلة داخل البرلمان، مبرزا أن العلاقة بينهما علاقة زمالة وتعاون مستمر، حيث يجمعهما عمل يومي دؤوب داخل المؤسسة التشريعية، لدرجة أن حياتهما النيابية تكاد تفوق حياتهما الأسرية، منوها بالدور المهم لنواب الحزب بالبرلمان، قائلا: إننا نعيش في البرلمان اكثر مما نعيش في بيوتنا»، قبل أن يخص بالذكر الحاج محمد أبركان، والأستاذة لطيفة الشريف، والأستاذ عبد الحق امغار، والأستاذ عمر اعنان، الذين لبوا جميعا دعوة الحضور إلى إقليم جرسيف العزيز، كما رحب بالكاتب العام للنقابة الوطنية للتعليم العالي، وبأعضاء المكتب السياسي، وكتاب الأقاليم الحاضرين، مؤكدا أن الاتحاد الاشتراكي باق على العهد وماضٍ على الدرب تحت شعار يعرفه الجميع.
وتجدر الإشارة إلى أن الكتابة الإقليمية لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية بجرسيف، قد خصصت خلال أشغال مؤتمرها الإقليمي الثاني، تكريما مميزا لعدد من الشخصيات الاتحادية التي بصمت تاريخ الحزب بعطائها النضالي، سواء من فارقوا الحياة أو من لا يزالون يجسدون قيم الاستمرارية والتفاني، حيث جرى تكريم روح الأستاذ الجامعي بنيونس مرزوقي، رحمه الله، تقديرا لمساره الفكري والسياسي، وروح المناضل الأستاذ عسو كرعون، الذي سطر صفحة ناصعة من النضال بجرسيف، إلى جانب تكريم الأستاذ عبد الله بنعثمان، الرئيس السابق لجماعة جرسيف، عرفانا بخدماته الجليلة للمدينة والإقليم، في لحظة مؤثرة استحضر فيها الحاضرون نضالات هؤلاء الرجال، مؤكدين أن الوفاء لتضحياتهم هو السبيل لمواصلة النضال من أجل مغرب ديمقراطي تسوده العدالة الاجتماعية.
****************
تكريم مسارات اتحادية مضيئة بالإقليم
كرمت الكتابة الإقليمية لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية بجرسيف، خلال أشغال مؤتمرها الإقليمي الثاني، عدد من الشخصيات الاتحادية التي بصمت تاريخ الحزب بعطائها النضالي، سواء من فارقوا الحياة أو من لا يزالون يجسدون قيم الاستمرارية والتفاني، حيث جرى تكريم روح الأستاذ الجامعي بنيونس مرزوقي، رحمه لله، تقديرا لمساره الفكري والسياسي، وروح المناضل الأستاذ عسو كرعون، الذي سطر صفحة ناصعة من النضال بجرسيف، إلى جانب تكريم الأستاذ عبد لله بنعثمان، الرئيس السابق لجماعة جرسيف، عرفانا بخدماته الجليلة للمدينة والإقليم، في لحظة مؤثرة استحضر فيها الحاضرون نضالات هؤلاء الرجال، مؤكدين أن الوفاء لتضحياتهم هو السبيل لمواصلة النضال من أجل مغرب ديمقراطي تسوده العدالة الاجتماعية.