وسط أجواء من الحماس الكبير، والاستقبال الحار الذي طبع لحظة دخوله إلى القاعة، افتتح الكاتب الأول لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، إدريس لشكر، أشغال المؤتمر الإقليمي الخامس للحزب بالراشيدية، مساء الجمعة 11 يوليوز 2025، في لقاء حضره مئات المناضلين والمناضلات من مختلف جماعات الإقليم، رفعوا خلاله شعار «نضال مستمر من أجل عدالة مجالية منصفة»، مؤكدين تشبثهم بقيم الحزب وتاريخه النضالي المتجذر، وعرفت القاعة التي احتضنت المؤتمر بجماعة الملعب حضورا نوعيا ووازنا، ضم وجوها اتحادية ناضلت في مراحل مفصلية من تاريخ المغرب، وأطرا شابة تؤكد أن الحزب لا يزال قادرا على التجدد والانغراس في عمق المجتمع، كما شكل الحضور القوي للنساء دعامة رمزية تؤكد موقعهن داخل الحزب وداخل المجتمع الراشيدي، فيما أضفت الحفاوة التي خص بها الحاضرون الكاتب الأول لمسة خاصة على لحظة اللقاء.
الاتحاد الاشتراكي يثبت صلابته بمناضليه ونخبه الأصيلة رغم المناورات والمؤامرات
وفي كلمة مؤثرة وصريحة، عبر إدريس لشكر عن اعتزازه باللقاء وبتنظيم هذا المؤتمر في منطقة وصفها بأنها «عصية على الكسر»، مؤكدا أن ما شهده من التزام وتعبئة وتنظيم داخل المؤتمر، «هو تصويت حقيقي لصالح الاتحاد الاشتراكي، وصورة معبرة عن الوعي الجماعي، ووحدة الصف الاتحادي رغم كل محاولات الاستهداف والتشكيك» قائلا: «أنا سعيد لأنني وجدت اليوم في الراشيدية ما نفتقده في المشهد السياسي الوطني، مناضلون نشأوا داخل الحزب،
تربوا في أحضانه، وصاروا أطرا تقود وتؤطر وتتحمل المسؤولية، مثل الأخ يوسف اوحمادوش الذي عرفته شابا في الشبيبة، وها هو اليوم يضبط هذا الجمع بسلاسة واتزان»، مضيفا بالقول: «هذه النماذج هي التي يجب أن تكون أساس العمل الحزبي الحقيقي، لا أولئك الذين يستوردون من الخارج ويلبسون لباس النضال، الحزب القوي هو الذي ينتج كفاءاته من داخله، من الشعب وللشعب».
ثم واصل لشكر كلمته بمشاعر دافئة تجاه الحضور، مشيدا بالوفاء الذي أبان عنه مناضلو ومناضلات الإقليم، قائلا: «رأينا وجوها رافقتنا منذ سنوات الرصاص، ولم تتغير. هذا هو معدن الاتحاديات والاتحاديين، وهذه هي الروح التي تجعلنا نثق أن الاتحاد باق وراسخ، ليس فقط في الراشيدية بل في عموم الوطن»، مؤكدا أن الوفاء ليس مجرد شعار، بل ممارسة اتحادية متجذرة، لافتا إلى أن الاتحاد لا يزال الحزب الوحيد الذي يخلد ذكرى اختطاف القائد الشهيد المهدي بن بركة، ويجعل من يوم 29 أكتوبر موعدا سنويا للوفاء لكل الشهداء والقادة والزعماء الوطنيين، قبل أن يتوقف المتحدث عند المسار النضالي لأحد قيادات الحزب بالراشيدية، قائلا: «عندما أقول أحد رجالات الاتحاد، فأنا الذي خبرت المناضلين في الشدائد والأفراح، يمكن أن أقول بكل صدق عشت مع مولاي المهدي العالوي ذاك النموذج الحقيقي من الوفاء والقرب من المواطنين، هذا الرجل، رغم كل المؤامرات والمناورات، ظل صامدا، وحينما قالوا إنه انتهى، خرج لهم منتصرا بقوة وحدتكم معه، وبتمسككم ببعضكم البعض».
تضحيات الراشيدية تستحق العدالة وحماية الأرض من لوبيات الريع
كما حرص القيادي الاتحادي على أن يخصص جزءا من كلمته للحديث عن القضية الوطنية من قلب الراشيدية، مشددا على أن أبناء هذه المنطقة، كما غيرها من مناطق المغرب، ساهموا في كل محطات الدفاع عن الوحدة الترابية، قائلا: «من أمغالة إلى أوسرد إلى طاطا، كان أبناء الراشيدية وشبابها في مقدمة الصفوف، زرت مقابر شهدائنا في هذه المناطق، وجدت شبابا في عمر 18 و20 سنة قدموا أرواحهم من أجل هذا الوطن»، حيث اعتبر في هذا السياق، أن العدالة المجالية هي أقل ما يمكن فعله إنصافا لهؤلاء الشهداء وأسرهم والمنطقة عموما، متسائلا عن مصير قانون الواحات الذي لم ينصف المنطقة، وعن سيطرة لوبيات الريع العقاري على أراضي المنطقة قائلا: «كريت أراضيكم بسنتيمات، وأعطيت لمستثمرين كبار لا يأتون حتى بسياراتهم بل بطائرات خاصة، يستغلون الأراضي ويأخذون كنوزها من الذهب والفضة، فيما أبناء المنطقة لم يستفيدوا شيئا».
اعتمادات غير عادلة تعمق الفوارق وتقصي مناطق الهامش..
ودعا الكاتب الأول الفريقين البرلمانيين للحزب إلى الاستمرار في الترافع حول العدالة المجالية، قائلا: «سمعت أن الجهات اجتمعت مؤخرا وقررت توزيع اعتمادات مالية كبرى، وبقراءة متأنية لما رصد من ميزانيات، أقولها للسيد وزير الداخلية.. هناك تغول حقيقي، وهناك حسم مبكر لنتائج الانتخابات القادمة من خلال توزيع غير عادل للثروة والاعتمادات»، وتساءل لشكر: «كيف تحدث عشر مناطق صناعية في جهة الدار البيضاء التي تغص أصلا بالمناطق الصناعية، وتستثنى مدن الهامش التي لا تتوفر حتى على الماء الصالح للشرب؟ كيف نتحدث عن العدالة المجالية، ونحن نرى مشاريع القطار فائق السرعة والملاعب والفنادق تتركز في ست مدن فقط؟»، محملا الحكومة مسؤولية ضرب مبدأ التوازن الجهوي وتكافؤ الفرص بين المغاربة، معتبرا أن السياسات المعتمدة حاليا تنذر بمزيد من الاحتقان والتهميش، خصوصا في المناطق التي قدمت الغالي والنفيس من أجل الوطن، ولا تزال تعاني من الإقصاء التنموي.
الاعتمادات المالية ليست أداة للهيمنة السياسية أو تزوير
الإرادة الشعبية
وقال إدريس لشكر بنبرة حاسمة: «نحن لا نقبل أن تتحول الاعتمادات المالية إلى وسيلة للتحكم في الخريطة السياسية، ولا أن تكون أداة مسبقة لحسم نتائج الانتخابات، لأن هذا هو التزوير الحقيقي لإرادة المواطنين، نحن في الاتحاد الاشتراكي، حزب له تاريخه ونضاله، نرفض هذه الأساليب، وسنقف ضدها بكل وضوح وصرامة»، مستنكرا ما وصفه بـ»الردة الديمقراطية»، قائلا إن الانتخابات القادمة ستكون على المحك، ما لم يتم تصحيح مسار توزيع الثروة، ومنح الجهات المهمشة حقوقها المشروعة في التنمية والتمثيلية والعدالة المجالية، داعيا إلى حوار وطني جاد ومسؤول، يضم الأحزاب والبرلمان والحكومة، من أجل إعادة الاعتبار للعمل السياسي والمؤسساتي، وضمان نزاهة المسار الانتخابي، قائلا: «لا نريد انتخابات شكلية، ولا نريد ديمقراطية واجهة، بل نطالب بديمقراطية حقيقية، تعكس الإرادة الشعبية، وتفتح المجال لكل الأحزاب على قدم المساواة»، قيل أن ينتقد تركيز المشاريع الكبرى في مدن بعينها، وتهميش باقي الجهات، مشددا على أن المغرب لا يبنى من المركز فقط، بل من هوامشه وأطرافه التي قدّمت الكثير وتنتظر القليل.
المجالس المنتخبة جردت من صلاحياتها والراشيدية تجدد وفاءها للاتحاد
وتابع لشكر قائلا: «اليوم، لم تعد المجالس المنتخبة تملك سلطتها الحقيقية، ولا اختصاصاتها الكاملة، بعدما جردت من الصلاحيات لفائدة شركات تنمية محلية لا تخضع لنفس المحاسبة الديمقراطية، كيف نحمل المسؤولية للمنتخبين، ونحن لا نمنحهم الأدوات لممارسة مهامهم؟»، ليختم الكاتب الأول لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية كلمته بالتحية الحارة لمناضلات ومناضلي الاتحاد الاشتراكي بالراشيدية، معبرا عن ثقته في أن هذه المنطقة ستظل حصنا حصينا للاتحاد، وستواصل أداء دورها النضالي والوطني بكل التزام ووفاء، مضيفا: «ما شاهدته اليوم من انضباط وحماس ووحدة، هو أكبر جواب على المشككين، لقد صوتتم فعلا للاتحاد الاشتراكي، وليس في صناديق الاقتراع فقط، بل في قلوبكم وعقولكم وممارساتكم اليومية، هذا هو معنى الوفاء الحقيقي، وهذا هو الاتحاد الذي نريد».
شهيد.. الاتحاد الاشتراكي
في طليعة النضال المجالي وسندعم إدريس لشكر لقيادة المرحلة المقبلة…
بدوره ألقى رئيس الفريق الاشتراكي المعارضة الاتحادية بمجلس النواب، عبد الرحيم شهيد، في كلمة سياسية مباشرة، حيا فيها الحضور الكبير والنوعي من مناضلات ومناضلي الحزب، مشيدا بتنظيم المؤتمر في «هذه القلعة الصامدة» التي وصفها بأنها متمسكة بثوابت النضال والتعبئة، موضحا أن المؤتمر يأتي في سياق دينامية تنظيمية غير مسبوقة يشهدها الاتحاد الاشتراكي، من خلال تنظيم 35 مؤتمرا إقليميا في ظرف شهرين، مؤكدا أن «الأهم من العدد هو الحضور الفعلي للكاتب الأول إدريس لشكر، الذي حرص على التنقل شخصيا بسيارته، لا عبر الطائرة، قاطعا آلاف الكيلومترات ليكون قريبا من المواطنات والمواطنين»، مؤكدا أن لشكر «لا يكتفي فقط بالحضور الداخلي، بل يواصل حضوره الدولي القوي، حيث مثل الحزب والوطن في كل من الهند وتركيا وبلجيكا، مدافعًا عن القضايا الوطنية الكبرى، وعلى رأسها قضية الوحدة الترابية»، مضيفا أن هذا الموقف يترجم شعار الحزب «الوطن أولا ونخلص له».
كما سجل عبد الرحيم شهيد في معرض حديثه أن شعار المؤتمر لم يكن اعتباطيا بل نابع من واقع معاش في الجهة، قائلا: «الراشيدية، تنغير، وورزازات اختارت جميعها هذا الشعار، رغم عدم التنسيق، لأن هذه الجهة تشعر بالإجحاف»، مذكرا بأن «أبناءها ساهموا في جيش التحرير والمسيرة الخضراء وتحرير الصحراء، وكانوا جنودا مجندين في كل المراحل المفصلية، ومع ذلك لا تزال الجهة تعاني التهميش وغياب الإنصاف المجالي»، قبل أن ينتقد الوضع التنموي بالجهة، مبرزا أن «من غير المعقول أن تظل جهة تتوفر على 70 في المائة من الثروات المعدنية للبلاد محرومة من الطرق السيارة والسكك الحديدية»، معتبرا أن استمرار هذا التهميش غير مقبول، خاصة في أفق تنظيم المغرب لكأس العالم سنة 2030.
وفي هذا السياق، وجه شهيد نقدا واضحا للأحزاب المشكلة للحكومة، قائلا: «للأسف، هذه الأحزاب لا تعنيها تنمية هذه المناطق، فهي لا تتذكرها إلا وقت الانتخابات، لكن عندما تموت النساء الحوامل وهن في طريقهن إلى المستشفى، أو يغيب النقل المدرسي والإسعاف، لا نجد أحدا من هذه الحكومة حاضر.. في المقابل، مناضلو الاتحاد الاشتراكي هم من يظلون إلى جانب الساكنة»، مشيدا بعدد من الأسماء الاتحادية بالمنطقة، مثل يوسف أوحمادوش، رئيس جماعة كلميمة، الذي وصفه بأنه «خير رئيس يبني ويدافع»، والمدني الشيخي، رئيس المجلس الإقليمي، الذي يشتغل بـ»نكران ذات وبحماس»، والعلوي مولاي إسماعيل، عضو مجلس المستشارين، والنائبة البرلمانية مجيدة شهيد، التي ترفع أسئلة المرأة والصحة داخل البرلمان، إلى جانب مولاي المهدي، الذي وصفه بصاحب «صوت غاضب وصادق قادم من عمق معاناة منطقته».
كما وجه عبد الرحيم شهيد رسالة سياسية واضحة، اعتبر فيها أن اختيار قيادة الحزب لشاب من درعة تافيلالت لرئاسة الفريق النيابي هو «رسالة ثقة قوية في منتخبي الجنوب الشرقي، وتكريس لتقدير الحزب لهذه الجهة»، منوها بالمناضل يوسف إيدي، رئيس الفريق الاشتراكي بمجلس المستشارين، الذي أعطى «زخما كبيرا للفريق والفيدرالية الديمقراطية للشغل، من خلال حركية مستدامة ومؤتمرات متواصلة»، مختتما كلمته بالتأكيد على أن جهة درعة تافيلالت ستكون أول من يكمل مؤتمراته الإقليمية، وستحضر بقوة في المؤتمر الوطني الثاني عشر للحزب أيام 17 و18 و19 أكتوبر المقبل، مؤكدا دعم مناضلات ومناضلي الجهة لبقاء إدريس لشكر على رأس الحزب لقيادة السفينة الاتحادية في المرحلة المقبلة.
العالوي.. نضال الاتحاد مستمر من أجل عدالة مجالية حقيقية وإنصاف الراشيدية…
من جانبه عبر النائب البرلماني مولاي المهدي العالوي عن ترحيبه بجميع الحاضرين، مؤكدا رمزية انعقاد هذا المؤتمر في «بيت الاتحاد»، ومثمنا الحضور الفعلي للكاتب الأول للحزب، إدريس لشكر، وأعضاء المكتب السياسي، إلى جانب المناضلات والمناضلين من مختلف مناطق الإقليم، مبرزا أن نضال الاتحاد الاشتراكي الممتد لعقود طويلة لم يكن مجرد مسار سياسي، بل هو ارتباط وثيق بقيم الوفاء والصدق والتضحية دفاعا عن قضايا الوطن، مؤكدا أن الحزب ظل دائما في طليعة المدافعين عن العدالة المجالية، خصوصا في مناطق الجنوب الشرقي التي تعاني من التهميش، وفي مقدمتها إقليم الراشيدية.
وأوضح العالوي أن الشعار الذي اعتمدته اللجنة التحضيرية للمؤتمر يعكس قناعة راسخة بأن حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية سيواصل أداء دوره كحزب ديمقراطي، مدافع عن الفئات المحرومة، ومتشبث بمبادئ المساواة والإنصاف في توزيع ثمار التنمية، بعيداً عن الحسابات الضيقة والمقاربات غير المنصفة، معتبرا أن هذه المحطة التنظيمية تشكل لحظة لتجديد العهد مع مبادئ الحزب وتاريخه، وفرصة لتجديد الدماء، وطرح أفكار وتصورات جديدة لمواجهة التحديات المطروحة على المنطقة، داعيا إلى تكثيف الجهود من أجل تعزيز مكانة الحزب وتقوية حضوره الميداني.
وفي سياق حديثه، وجه المهدي العالوي انتقادات لأداء بعض الجهات المسؤولة عن تدبير الشأن العام، مؤكدا أن ضعف الحكامة وسوء التسيير يهددان المسار التنموي، في حين يواصل مناضلو ومناضلات الاتحاد الاشتراكي الدفاع عن قيم الشفافية والنزاهة ومحاربة الفساد، قبل أن يختم كلمته بالتأكيد على أن المساواة التي يسعى البعض اليوم إلى تبنيها، هي ثمرة نضالات طويلة قادها حزب الاتحاد الاشتراكي، مدعوما بالتوجيهات الملكية الرشيدة، مشددا على أن الحزب سيظل وفيا لمساره، ومنحازا لقضايا المواطنين، مدافعاً عن عدالة مجالية حقيقية تنصف كل جهات المغرب.
إيدي.. نرفض ابتزاز المواطنين بالدعم والفيدرالية والاتحاد وجهان لعملة واحدة…
أما رئيس الفريق الاشتراكي للمعارضة الاتحادية بمجلس المستشارين، ورئيس الفيدرالية الديمقراطية للشغل، يوسف إيدي، فقد نوه في مستهل كلمته باللجنة التحضيرية للمؤتمر، وعلى وجه الخصوص بالمناضل مولاي المهدي العالوي، وبالحشود المناضلة التي تكبدت عناء التنقل للمشاركة في هذه اللحظة التنظيمية الهامة، في مسار بناء الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، وفي الدينامية المتواصلة التي يقودها الكاتب الأول إدريس لشكر، مؤكدا أن هذا اللقاء يشكل مناسبة سياسية وتنظيمية للتواصل مع الاتحاديات والاتحاديين، وكذا مع المواطنات والمواطنين، من أجل الاستماع لانشغالاتهم وتطلعاتهم، ونقل صوتهم إلى المؤسسات الوطنية، مبرزا أن جل التدخلات التي سبقته عبرت بوضوح عن حجم الحيف المجالي الذي تعانيه أقاليم الجنوب الشرقي، وعلى رأسها إقليم الراشيدية، مشددا على أن «صوتنا اليوم يجب أن يكون عاليا وقويا في ملف العدالة المجالية»، داعيا الوزراء والمسؤولين الجالسين في الرباط إلى النزول إلى الراشيدية، ومعاينة الواقع اليومي للساكنة، لأن «جزءا كبيرا من الشعب المغربي يعيش في ظروف صعبة، وهو ليس فقط الموجود في الرباط والدار البيضاء، بل أيضا في الجبال والصحارى والمناطق المهمشة».
وانتقد رئيس الفريق الاشتراكي بمجلس المستشارين، تعامل الحكومة مع ساكنة الهامش، قائلا: «الحكومة تسعى إلى أن تحسسهم بأنها تتفضل عليهم، وهذا غير مقبول»، مشددا على أن البرامج الكبرى، ومن ضمنها مشروع الحماية الاجتماعية الملكي، والدعم المباشر، يجب أن يُنظر إليها كحق للمواطنين، وخاصة «الدراويش»، لا كمنة أو وسيلة ابتزاز انتخابي، حيث توقف عند ممارسات بعض مكونات الأغلبية الحاكمة خلال الانتخابات الجزئية التي شهدتها بعض الجماعات القروية، متهما إياها بمحاولة ابتزاز المواطنين عبر إيهامهم بأن الاستمرار في الاستفادة من الدعم رهين بالتصويت لصالحهم، مؤكدا أن «الدعم حق لكل محتاج، وليس امتيازا انتخابيا».
وفي ختام كلمته، توجه رئيس الفيدرالية الديمقراطية للشغل بتحية خاصة للنقابيين والنقابيات الحاضرين في هذا «العرس التنظيمي»، مشددا على أن الفيدرالية الديمقراطية للشغل «لا تقف على الحياد حين يتعلق الأمر بالانتصار للقيم والمبادئ»، وأنها تعتبر نفسها «وجها لعملة واحدة» مع الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، تتقاسم معه نفس القسم، ونفس المشروع المجتمعي، ونفس التوجه نحو المستقبل.
تكريم
شكل المؤتمر لحظة وفاء واعتراف، حيث تم تنظيم حفل تكريم لعدد من المناضلات والمناضلين الذين ساهموا عبر سنوات في تعزيز حضور الحزب ونضالاته داخل الإقليم، تقديرا لعطائهم ومواقفهم الثابتة في الدفاع عن القيم والمبادئ الاتحادية.