سعيد بلوط منسق اللجنة التحضيرية: التنمية المستدامة وتحقيق العدالة المجالية
يشكلان أولوية قصوى للحزب محلياً
شهدت مدينة سلا، مدينة العلم والتاريخ والنضال السياسي، يوم 21 دجنبر 3024 ، انعقاد المؤتمر الإقليمي الخامس لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، تحت شعار « معا لكسب رهان التنمية وترسيخ العدالة المجال»، في أجواء تنظيمية متميزة وحضور نكثف ووازن ضم قيادات حزبية، وممثلين عن الأحزاب السياسية، والهيئات النقابية والمدنية بالإقليم.
وأكد إدريس لشكر الكاتب الأول لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، على الدور الذي يلعبه حزب الاتحاد الاشتراكي في المشهد السياسي الوطني، مشددا على أن الحزب استطاع أن يحافظ على موقعه كمعارضة بناءة تراقب وتقترح بدائل واقعية.
وأوضح الأستاذ لشكر الذي كان يلقي كلمة بمناسبة افتتاح المؤتمر الإقليمي للحزب بسلا يوم 21 دجنبر 2024، أن الحزب يوازن بين أدواره في مراقبة الأداء الحكومي والدفاع عن المصالح العليا للبلاد، مشيراً في نفس الوقت، إلى أن المرحلة التي أعقبت جائحة كورونا فرضت مقاربة جديدة في التعاطي مع القضايا الاستراتيجية.
الى هذا، أشاد الأستاذ لشكر بالدور الذي لعبه الفريق الاشتراكي داخل مجلسي النواب والمستشارين، إلى جانب العمل الميداني الذي تقوم به مختلف التنظيمات الحزبية والنسائية والشبابية، مؤكدا أن الحزب يسعى إلى تقديم بدائل حقيقية وبرامج فعالة لضمان موقع قوي في الاستحقاقات الانتخابية المقبلة.
كنا توقف الأستاذ لشكر بالمناسبة، عند النجاحات التي حققها الحزب في الدفاع عن القضية الوطنية على المستوى الدولي، مشيراً إلى أن الجهود التي بذلتها الشبيبة الاتحادية والمنظمة النسائية ساهمت بشكل كبير في إيصال صوت المغرب داخل المنتديات العالمية.
وفي هذا الصدد، أوضح لشكر أن الحزب استطاع خلخلة المواقف المعادية للوحدة الترابية داخل الأممية الاشتراكية، التي كانت خاضعة لتأثير الجزائر وأموالها. وأعرب عن سعادته بالتحولات الإيجابية التي طرأت على علاقات الحزب الخارجية، خاصة مع أحزاب أمريكا اللاتينية وإفريقيا، مشيرا إلى أن هذه العلاقات أصبحت اليوم أكثر انسجاما مع مواقف المغرب ومصالحه الاستراتيجية.
وفي حديثه عن المساواة وحقوق الإنسان، أشاد الأستاذ لشكر بنضالات النساء والرجال داخل الحزب، الذين دافعوا عن قيم الحرية والعدالة الاجتماعية والمساواة في أوقات صعبة. واعتبر أن شعار المؤتمر الإقليمي الخامس يعكس هذا التوجه ويؤكد الالتزام الراسخ للحزب بالدفاع عن هذه القيم.
كما توقف عند أهمية العمل المشترك مع الأحزاب الاشتراكية العالمية، مستشهداً بزيارة قادة أحزاب اشتراكية بارزة مثل الحزب الاشتراكي الفرنسي والبرتغالي، ورئيس الحكومة الإسبانية بيدرو سانشيز. وأكد أن هذه الزيارات تُبرز مكانة الاتحاد الاشتراكي على الساحة الدولية، رغم التحديات التي تواجهها الأحزاب اليسارية أمام صعود الشعبوية والتيارات اليمينية المتطرفة.
وبالموازاة مع ذلك، وجه الأستاذ لشكر رسالة قوية إلى الشباب والنساء داخل الحزب، داعياً إياهم إلى الاستمرار في العمل الميداني والنضالي من أجل بلورة بدائل حقيقية تلبي تطلعات المواطنين مشددا على أن المرحلة المقبلة تتطلب برامج محلية واضحة وفعالة، تواكب طموحات سكان سلا وتعزز مكانة الحزب في المشهد السياسي.
وأكد الأستاذ لشكر على أهمية تعزيز التنمية الحقيقية والمستدامة في المنطقة، مشدداً على ضرورة خلق توازن وندية بين مدينتي الرباط وسلا من أجل تحقيق عدالة مجالية وتنموية تخدم سكان الجهتين.
وأشار لشكر إلى أن الاستثمارات القوية على ضفتي نهر أبي رقراق يمكن أن تشكل مدخلاً مهماً لتعزيز هذه الندية بين المدينتين، ما سيسهم في تطوير سلا بشكل خاص. ودعا المؤتمرين إلى جعل هذا الهدف محوراً أساسياً لبرامجهم المستقبلية، خاصة مع اقتراب الاستحقاقات الانتخابية لعام 2026.
وختم لشكر كلمته بالتأكيد على أن حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية يظل وفياً لمبادئه وقيمه التقدمية، داعياً المؤتمرين إلى جعل المؤتمر الإقليمي الخامس بسلا محطة لتجديد الالتزام بالعمل الجاد والمسؤول من أجل تحقيق تنمية مستدامة وعدالة مجالية تعزز مكانة المدينة على الخريطة الوطنية.
ومن جهته، رحب سعيد بلوط، الكاتب الإقليمي للحزب بسلا في كلمة له بنفس المناسبة، بالحضور الكريم، معرباً عن اعتزازه بانعقاد هذا المؤتمر في مدينة ذات حمولة تاريخية وثقافية كبيرة، لعبت دوراً محورياً في مسيرة التحرر الوطني وبناء الدولة الحديثة.
وشدد بلوط على أن المؤتمر ينعقد في ظل دينامية حزبية متجددة تعكسها مشاركة الحزب في تنظيم حدث دولي هام يتمثل في احتضان اجتماع مجلس الأممية الاشتراكية بالرباط، بحضور ممثلين من مختلف القارات، مشدداً على أن هذا الحدث يترجم عملياً التوجيهات الملكية السامية حول تعزيز الدبلوماسية الحزبية لدعم القضايا الوطنية، وعلى رأسها قضية الوحدة الترابية.
وأوضح الكاتب الإقليمي في كلمته اختيار شعار المؤتمر، أن التنمية الشاملة والمستدامة وتحقيق العدالة المجالية يشكلان أولوية قصوى للحزب محلياً، في ظل التفاوتات المقلقة بين سلا والعاصمة الرباط، رغم قربهما الجغرافي، مشيرا في ذات السياق إلى التحديات التي تواجه المدينة، خصوصاً في القطاع الصناعي، حيث تعاني المناطق الصناعية الخمس المتوفرة من مشكلات متعددة، أبرزها إغلاق العديد من الوحدات الإنتاجية، وتعثر تصفيتها، وغياب مناطق صناعية حديثة تستقطب استثمارات كبرى.
كما استعرض بلوط الإكراهات التي يعاني منها القطاع السياحي، رغم المؤهلات الطبيعية والتاريخية التي تزخر بها المدينة، داعياً إلى استراتيجية واضحة للنهوض بهذا القطاع الحيوي.
وفي الشأن العمراني، أشاد بلوط بالمجهودات المبذولة في تأهيل بعض المناطق، لكنه شدد على الحاجة إلى رؤية متكاملة لإعادة تأهيل الأحياء العشوائية وتطوير البنية التحتية وفق تخطيط استشرافي يضمن الالتقائية بين السياسات العمومية.
وسلّط الكاتب الإقليمي الضوء على الإمكانيات الكبيرة التي تتوفر عليها مدينة سلا باعتبارها خامس حاضرة في المغرب، بفضل موقعها الاستراتيجي وشبكات الربط السككي والطرقي، ما يجعلها مؤهلة لاستقطاب الاستثمارات الكبرى.
ودعا إلى توفير المناطق اللوجيستية وتحسين جاذبية المدينة لخلق فرص شغل وتنشيط الاقتصاد المحلي، معتبراً أن ضعف الاستثمارات الحالية يطرح أسئلة حقيقية حول الحكامة والتدبير الترابي.
ولم تفته الفرصة للإشارة إلى التحديات الاجتماعية، خصوصاً في قطاعي التعليم والصحة، حيث أشار بلوط إلى الارتباك الذي شهده الدخول المدرسي، وضعف العرض المدرسي، مقابل تزايد عدد السكان، فضلاً عن غياب مؤسسات جامعية كافية رغم الكثافة الطلابية الكبيرة.
كما لفت إلى محدودية الخدمات الصحية، داعياً إلى تعزيز البنيات التحتية الاجتماعية لتواكب حاجيات الساكنة المتزايدة.
أوضح الكاتب الإقليمي أن دستور 2011 وضع أسس التدبير الحر، مما يمنح المجالس الترابية صلاحيات واسعة لتطوير مناطقها، إلا أن ضعف الحكامة وغياب آليات التتبع والتقييم حال دون تحقيق التنمية المرجوة.
وأعلن أن الحزب منكبٌّ حالياً على إعداد مذكرة ترافعية تتضمن رؤية متكاملة لتطوير المدينة، تشمل برامج تنموية قابلة للتنفيذ، تُعزز الأداء الاقتصادي، وتستجيب لتطلعات الساكنة في مجالات التعليم والصحة والبيئة والبنيات التحتية.
دينامية تنظيمية استعداداً للاستحقاقات المقبلة
أشاد بلوط بالدينامية التنظيمية التي أطلقها الحزب، حيث تم استكمال هيكلة الفروع في جميع المقاطعات، وتنظيم القطاعات المهنية، وتأسيس قطاع الشباب، معبراً عن شكره للقيادة الحزبية لتوفير مقر دائم للحزب بسلا، ما سيمكنه من أداء مهامه التنظيمية والسياسية بكفاءة أكبر.
وختم الكاتب الإقليمي كلمته بالتأكيد على عزم الاتحاديات والاتحاديين في سلا على استعادة المبادرة محلياً، استعداداً للاستحقاقات المقبلة، ليظل حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية قوة تقدمية جماهيرية، مخلصة لقيمها النضالية ومبادئها الوطنية.
القطاع النسائي
في صلب التنمية والتغيير الاجتماعي
أكدت وديان محضوني، مسؤولة القطاع النسائي لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية بسلا، في كلمتها خلال أشغال المؤتمر الإقليمي الخامس للحزب، أن المرأة المغربية كانت ولا تزال ركيزة أساسية في مسيرة النضال الديمقراطي والتنمية الاجتماعية، مشيرة إلى الدور المحوري الذي تضطلع به النساء في بناء مجتمع متوازن وعادل.
وشددت محضوني على أن الحزب، من خلال قطاعه النسائي، ملتزم بمواصلة الدفاع عن حقوق المرأة وتعزيز حضورها في مراكز القرار السياسي والاقتصادي والاجتماعي، بما يحقق المساواة الفعلية ويرسخ مبادئ العدالة الاجتماعية.
وأبرزت أن المؤتمر ينعقد في سياق وطني يتطلب تضافر الجهود لمواجهة التحديات الراهنة، مؤكدة أن النساء يشكلن قوة اقتراحية حقيقية تدفع نحو صياغة سياسات عمومية منصفة تستجيب لتطلعات المواطنات والمواطنين.
وأشارت محضوني إلى أن القطاع النسائي بالحزب أطلق العديد من المبادرات الهادفة إلى التمكين الاقتصادي والاجتماعي للمرأة، مع التركيز على تعزيز قدراتها التكوينية والمهنية، بما يتيح لها المساهمة الفاعلة في التنمية المحلية.
كما دعت إلى ضرورة الاستثمار في برامج دعم المقاولات النسائية، وتوسيع شبكة التعاونيات النسوية، مع توفير مواكبة مستدامة لتمكين النساء من الاستقلالية الاقتصادية والمشاركة الفعالة في سوق الشغل.
وفي الختام، أكدت محضوني التزام القطاع النسائي بمواصلة العمل النضالي إلى جانب مختلف مكونات الحزب، سعياً إلى ترسيخ قيم المساواة والعدالة الاجتماعية، والمساهمة في بناء مغرب قوي ومزدهر، موجهة التحية لكل النساء اللواتي يشكلن دعامة أساسية للنضال الحزبي والمجتمعي.
ومن جانبه، أكد البشير ابو ياسين، كاتب فرع مقاطعة لعيايدة بالشبيبة الاتحادية بإقليم سلا، خلال كلمته، أن هذا الحدث يشكل محطة تنظيمية مفصلية في المسار السياسي للحزب بالإقليم. وشدد على أن المؤتمر يُؤسس لمرحلة جديدة من العمل الحزبي، تعتمد نموذجاً تنظيمياً حديثاً وآليات مبتكرة تستجيب للتحديات السياسية والاجتماعية الراهنة.
وأوضح أبوياسين أن انعقاد المؤتمر يأتي في إطار الدينامية التنظيمية الوطنية التي أطلقتها القيادة السياسية للحزب، والتي عرفت انخراطاً فاعلاً لمختلف الأقاليم، بما فيها إقليم سلا، الذي شهد تجديد بنيته التنظيمية وتعزيز حضوره الميداني. وأضاف أن الشبيبة الاتحادية بدورها عرفت دينامية تنظيمية قوية، تجلت في تنظيم ندوات وعروض ودورات تكوينية، أطرها قياديون محليون ووطنيون، إلى جانب تجديد فروع الشبيبة بالإقليم، ما ساهم في تعزيز حضورها وتأثيرها وسط الشباب.
وأشار أبوياسين إلى أن الشبيبة الاتحادية تُعتبر جسراً يربط الحزب بالشباب المغربي، وأحد أبرز الأذرع التنظيمية الداعمة لمسار الحزب. وأكد على ضرورة إشراك الشباب في كافة التحديات والرهانات المستقبلية، بما يُعزز مكانتهم كقوة اقتراحية وتعبوية داخل التنظيم الحزبي.
وفي سياق حديثه عن خصوصية إقليم سلا، الذي يُعد مهد قامات وطنية بارزة كالقائد الراحل عبد الرحيم بوعبيد، أكد أبوياسين أن الإقليم يزخر بطاقات شبابية واعدة تحتاج إلى تأطير ومواكبة، داعياً إلى استثمار هذه الطاقات بما يخدم المشروع المجتمعي للحزب.
كما أشاد بالجهود المبذولة من طرف الكتابة الجهوية واللجنة التحضيرية للمؤتمر، مؤكداً أن حرصهم على إشراك الشبيبة الاتحادية في إنجاح المحطات التنظيمية يعكس إيمانهم بدورها الحيوي في مستقبل الحزب.
وختم أبو ياسين كلمته بالتأكيد على التزام الشبيبة الاتحادية بمواصلة المسيرة النضالية بنفس الروح التي ميزت تاريخ الحزب، والعمل على تطوير الأداء التنظيمي بما ينسجم مع تطلعات الشباب المغربي ويُحقق التنمية المجتمعية المنشودة.
وشهد هذا العرس النضالي تكريم عدد من الوجوه الحزبية التي تركت بصمات بارزة في النضال الاتحادي بالمدينة، المناضل الاتحادي الصلب بنعاشر فنيش، والقيادية الاتحادية فاطمة بلمودن، والقيادية الاتحادية أمينة اوشلح، والمناضلة الفذة أمينة بلوحيدي، والمناضلة سمية بنعزوز والمناضل القاعدي الهاشمي السعيدي، والمناضل الحسن اكليل الذين تسلموا درع التكريم ولوحات فنية تعبيرية وباقة من الورد عربون محبة وتقدير ووفاء للقيم النبيلة الاتحادية، من يد الكاتب الأول للحزب إدريس لشكر.
وتخللت الجلسة الافتتاحية أغاني شعبية ومغربية من أداء فرقة من الشباب السلاوي، احتفاء بهذه المحطة التنظيمية لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية.