في المؤتمر الإقليمي الرابع للاتحاد الاشتراكي ببركان .. إدريس لشكر: المرأة شريك أساسي لتحقيق التنمية ونزاهة الانتخابات هي المدخل الحقيقي للديمقراطية

أكد الكاتب الأول لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، إدريس لشكر، أن المؤتمر الإقليمي الرابع للحزب ببركان، المنعقد مساء السبت 21 يونيو 2025، تحت شعار «من أجل عدالة مجالية وتنمية مستدامة بإقليم بركان»، يجسد الرؤية الشاملة للاتحاد في ترسيخ الديمقراطية والمساواة بين الرجل والمرأة على مختلف المستويات، معربا عن سعادته لوجوده وسط جمع نسائي مغربي تقوده مناضلة من الإقليم، ليشدد وسط حضور وازن لمناضلي ومناضلات الحزب ومختلف الفعاليات الحزبية، أن تمكين المرأة من مراكز القيادة يعد شرطا أساسيا لتحقيق العدالة المجالية والتنمية المستدامة بالمغرب هذه التنمية التي تحتاج إلى تكريس ديمقراطية حقيقية مبنية على انتخابات نزيهة وشفافة بعيدا عن شراء الذمم لتبقى إرادة الناخبين هي الأساس.

لا فرق بين المرأة والرجل
وكما يقود الرجل يمكن للمرأة
أن تقود بلادنا ومنتظر أن تكوم بنا كاتبة أولى..

وعبر إدريس لشكر عن اعتزازه لكون إقليم بركان يقدم اليوم صورة حية للمساواة، موضحا أن «لا فرق بين المرأة والرجل، وكما يقود الرجل يمكن للمرأة أن تقود بلادنا، وها نحن نثبت من بركان، من إقليم فلاحي، أن المرأة كما هي قادرة على قيادة الاتحاد الاشتراكي محليا يمكنها قيادته وطنيا وننتظر أن تكون لنا في المستقبل كاتبة أولى وهذه المكانة التي نريدها للمرأة المغربية»، قبل أن يوجه حديثه إلى المشاركات والمشاركين قائلا: «طوبى لكن ولكن اليوم وأنتم تقدمون هذا النموذج، نموذج أن تقود المرأة ليس فقط حزبا سياسيا، بل أن تقود المجتمع والإدارة والعائلة، وأن يرد لها الاعتبار».
وأشار لشكر إلى أن ضعف تمكين المرأة من المشاركة الكاملة يحرم بلادنا من نقطة أساسية في التنمية، قائلا: «نخسر نقطة ونقاطا في التنمية لأننا لا نوظف التوظيف الجيد نصف طاقاتنا وهن نساؤنا.. نتمنى أن ننصف نصف هذا المجتمع من خلال إصلاحات مدونة الأسرة التي ننتظرها جميعا».

ينقصنا المعقول والجدية لنكون كباقي شعوب الضفة الأخرى..

كما طرق الكاتب الأول لحزب الاتحاد الاشتراكي إلى مضمون كلمة الكاتبة الإقليمية سعاد قادة، واصفا إياها بأنها كلمة سياسية شاملة لم تترك مجالا للحديث، قبل أن يضيف متسائلا «ماذا ينقصنا لكي نكون مثل الشعوب الأخرى على الضفة الأخرى من البحر الأبيض المتوسط؟ نتوفر على المؤسسات وعلى الأمن والاستقرار والنموذج التنموي، لكن ينقصنا المعقول والجدية والحزم، إذ أن مشكلتنا سياسية بالأساس بسبب التدخلات وشراء الذمم وتوزيع الأموال»، مشددا على أن «المدخل للتنمية هو ديمقراطية حقيقية، والمدخل إلى ديمقراطية حقيقية هو انتخابات نزيهة وشفافة»، داعيا إلى أن تكون نساء الإقليم على رأس المجالس المنتخبة ومؤسسات التدبير المحلي.

أكبر غش هو أن يغش الإنسان نفسه داخل صندوق التصويت..

وأضاف لشكر متوجها إلى النساء الحاضرات: «كم منكن من فلاحات ومربيات وممرضات وعاملات ومعلمات وربات بيوت؟ حان الوقت لكي تختارن من بينكن من تمثلكن وتدافع عن قضاياكن، فالتجديد يبدأ منكن، فلا معنى أن نعود لانتخاب الرجال بعد عقود من ذلك بدون أي تغيير حقيقي»، محذرا من مغبة استمرار الممارسات الانتخابية الفاسدة، ومؤكدا على أن الاتحاد الاشتراكي طالب الحكومة والأحزاب المشكلة للأغلبية بفتح حوار جدي من الآن حول الاستحقاقات المقبلة لمعالجة مكامن الخلل، موجها نداءه إلى المسؤولين قائلا: «الذي يغش وطنه يغش نفسه أولا، وأكبر غش هو أن يغش الإنسان نفسه داخل صندوق التصويت».
واختتم الكاتب الأول كلمته بالتأكيد على أهمية العدالة المجالية لتحقيق تنمية مستدامة، مبرزا أن ضعف التدبير أضاع على بعض المناطق فرصا استثمارية كبيرة قائلا :»يؤسفنا أن بعض مناطقنا لا تعرف الدينامية والحركية الاقتصادية التي تستحقها، والسبب هو ضعف التدبير وغياب العدالة المجالية، لذا أؤكد على ضرورة التكاتف من أجل النهوض بمدينة بركان وإعطائها انطلاقة اقتصادية حقيقية».

سعاد قادة: مؤتمر بركان محطة تنظيمية لتعزيز الحضور الاتحادي ومواجهة تحديات التنمية

بدورها أكدت رئيسة اللجنة التحضيرية للمؤتمر الإقليمي الرابع لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية بإقليم بركان سعاد قادة، في كلمتها لعا خلال المؤتمر أن هذا الإقليم يحتل مكانة خاصة في الذاكرة الوطنية كقلعة للنضال والديمقراطية، حيث ساهم أبناؤه بوفاء في العمل السياسي الوطني ومقاومة الاستعمار دفاعا عن وحدة المملكة، مشيدة بالدور الحيوي الذي يضطلع به الحزب على الصعيدين الوطني والإقليمي، خاصة بعد الدينامية التنظيمية التي عرفها منذ المؤتمر الوطني الحادي عشر، والتي عززت من حضوره السياسي ومساهمته في الدفاع عن الوحدة الترابية.
كما أوضحت رئيسة اللجنة أن المؤتمر الإقليمي الرابع ينعقد في ظرفية اقتصادية واجتماعية صعبة يعيشها إقليم بركان، حيث تراجع النمو وتفاقمت تحديات الفقر وغياب الخدمات الأساسية، مما يتطلب مبادرات جريئة وواقعية تضع تطلعات السكان في مقدمة الأولويات، مؤكدة أن شعار المؤتمر «من أجل عدالة مجالية وتنمية مستدامة بإقليم بركان» يعكس هذه الرؤية، ويهدف إلى بناء برنامج جماعي يعيد الاعتبار للإقليم ويرسخ حضور الحزب كقوة سياسية متجددة وممثلة لقضايا الساكنة، مضيفة أن إقليم بركان يمتلك مؤهلات اقتصادية وطبيعية هامة، من مساحات فلاحية شاسعة ومناطق سياحية متنوعة، لكنه يعاني من اختلالات تحول دون استغلال هذه الموارد بشكل فعال لتحقيق تنمية شاملة، ما يستدعي تأهيل الوضع السياسي والتنظيمي للإقليم عبر تفعيل دور القوى الديمقراطية والحداثية، وعلى رأسها الاتحاد الاشتراكي، لقيادة هذه المرحلة الحساسة، قبل أن تختم كلمتها بالتأكيد على التزام الحزب بمواصلة النضال والعمل الجاد لإعادة الثقة في العمل السياسي، وتحقيق التنمية والعدالة المجالية.
ويأتي المؤتمر الإقليمي الرابع لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية بإقليم بركان في ظرفية دقيقة تشهد فيها المنطقة تحديات اقتصادية واجتماعية متفاقمة، تتطلب تكاتف الجهود السياسية والتنظيمية لإيجاد حلول واقعية ومستدامة، حيث شكل هذا اللقاء محطة هامة لتعزيز الحضور الاتحادي بالمقاطعة، حيث تم تكريم عدد من المناضلين والمناضلات الذين قدموا إسهامات كبيرة في مسيرة الحزب وفي خدمة قضايا المنطقة، تأكيداً على مكانة النضال الجماعي ودوره في دفع عجلة التنمية والعدالة المجالية، ويعكس هذا المؤتمر الإرادة الحقيقية لحزب الاتحاد الاشتراكي في تجديد نفسه والانخراط الفعلي في مواجهة تطلعات الساكنة وبناء مستقبل أفضل لإقليم بركان.


الكاتب : ي.سراج الدين

  

بتاريخ : 23/06/2025