في المؤتمر الإقليمي السادس بالجديدة .. الكاتب الأول إدريس لشكر يدعو إلى بناء اقتصاد محلي قوي ومحاربة التغول

عبد الرحيم شهيد : الوضع الاقتصادي والاجتماعي يدعو إلى القلق جراء سياسة حكومية صماء

مولاي المهدي الفاطمي: إقليم الجديدة في حاجة ماسة اليوم إلى عدالة ترابية وتنمية مستدامة

المهدي مزواري: المؤتمر الإقليمي محطة تاريخية لكونه يأتي في ظل تحولات عميقة يعيشها المغرب وتمس الإقليم بشكل خاص

عبد اللطيف البيدوري: المؤتمر هو لحظة لاسترجاع العمل النضالي الذي بناه المؤسسون والشهداء

 

 

احتضن منتجع سيدي بوزيد، يوم الجمعة الماضي، المؤتمر الإقليمي السادس، الذي التأم فيه الاتحاديات والاتحاديون لإعادة بناء صرح وطني كان الكثير يعتبره قد دفن إلى الأبد، لكن اتحاديي الجديدة وبتوجيه شخصي وخاص من الكاتب الأول للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية استطاعوا إعادة إحيائه، وكطائر الفينيق انبعث من رماده ليطير في الأعالي وليحتضن جماهيره من جديد، هي نفسها الجماهير اليوم التي تحملت عبء السفر والحرارة المفرطة وقدمت من كل الجهات لتشهد على ولادة جديدة بإقليم كان إلى عهد قريب منبعا للمقاومة ومحتضنا للحركة الوطنية وعلى رأسها حزب القوات الشعبية.

وفي كلمة إدريس لشكر، الكاتب الأول للحزب، والذي كان يقاطع بالتصفيقات والشعارات، أكد أن المؤتمر يراهن بداية على إعادة البناء التنظيمي، وذلك بفتح باب الانخراط أمام الكفاءات والنخب من مثقفين ورجال الأعمال وعموم المواطنين الذين يمكنهم المساهمة في إقلاع حزبي حقيقي بالإقليم، يسهم في بناء أداة تنظيمية قوية قادرة على الانخراط في المعارك السياسية المقبلة أمام التغول الذي يقوده حاليا بعض من رجال الأعمال في محاولة لطمس معالم إقليم كان، إلى حدود الأمس القريب، يضم خيرة الشباب والفلاحين والعمال والأطر التي أسهمت في بناء إقليم قوي اقتصاديا وسياسيا وماليا.

وأضاف أن مؤتمر دكالة السادس يراهن على البعد التنموي لإقليم يعيش انتعاشة حقيقية في مجال الاستثمار، لكن أمام إكراهات قوية في الحاجة إلى زحزحتها، وذلك لصياغة الحلول الكفيلة بتطوير الاستثمار الذي وضع لبنته جلالة الملك بكل من المهارزة الساحل التي تضم اليوم مشروع أكبر محطة لتحلية الماء، والتي ستُمد البيضاء وسطات وخريبكة بالماء الصالح للشرب، وأيضا المنطقة الصناعية الدولية بالجرف الأصفر التي ستضم كبريات العلامات التجارية الدولية الأمريكية والصينية والكورية والأوروبية، إضافة إلى الحظيرة الصناعية بالغديرة، وذلك من أجل تحقيق التنمية المندمجة التي يدعو إليها جلالة الملك، بعيدًا عن التغول الاقتصادي الذي تحاول بعض الجهات تبنيه، بما فيها المؤسسات الرسمية.

وأكد أن الجديدة اليوم في حاجة ماسة إلى العقلانية لبناء سياسة تشغيل قوية، يُراعى فيها تشغيل أبناء المنطقة أولًا، خاصة وأن العمل قد انطلق في الحظيرة الصناعية بالجرف بتشغيل معمل لصناعة البطاريات يعتبر الأكبر من نوعه على الصعيد العالمي.

وطالب الكاتب الأول بتسريع البت في ملفات الشركات الكبرى التي وضعت ملفاتها من أجل الاستثمار في الجرف الأصفر، حتى تسهم هذه الشركات، إلى جانب المكتب الشريف للفوسفاط، في بناء اقتصاد قوي وعمالة مجالية بإقليم يعاني من الفوارق.

وأضاف أن المؤتمر الإقليمي للحزب يراهن على المجال، حيث يعرف الإقليم تفاوتات مجالية تُعرقل الفعل التنموي، فالمؤتمر اليوم يطمح من خلال أطره ومناضليه بالجديدة وبتنسيق مع قيادة الحزب جهويا ووطنيا، إلى أولا، صياغة الآليات الناجعة الكفيلة بتحقيق التوازن المجالي، وتفعيل مبادئ التسويق الترابي باعتباره رافعة ناجحة لجلب المستثمرين للاستثمار بإقليم يتوفر على مؤهلات مهمة لا ينقصه سوى التوظيف التنموي الجيد، دون أن نغفل وثائق التعمير التي تشكل عرقلة حقيقية أمام المستثمر، إضافة إلى العراقيل الإدارية التي يتم خلقها من أجل رفع اليد ومغادرة المنطقة.

ويراهن الحزب على أن يكون المؤتمر السادس – يضيف الكاتب الأول –انطلاقة جديدة لمحاربة الفساد والمفسدين، والتغول والمتغولين، وأداة للتواصل مع المحيط الحزبي، وذلك بفتح نقاش حقيقي مع المجتمع المدني، ومع كل المناضلين الذين كانوا يشكلون نواة نضالية قوية، من أجل عودتهم إلى حضنهم الأبوي للمشاركة في البناء والتجديد والعمل القوي.

واختتم كلمته أن المؤتمر الإقليمي يراهن على الحد من الفوارق على المستوى الاجتماعي، وذلك بجعل الصحة أولوية في أجندتنا، طبقًا للورش الملكي المفتوح لتعميم التغطية الصحية، حيث ما زال إقليم الجديدة يعاني من غياب مستشفيات القرب، ودور الولادة، ومستوصفات قروية تُقرب الصحة من المواطن، الذي يعيش فوارق كبيرة في المجال.

كما أن تعميم التعليم بالإقليم ما زال متعثرا جراء غموض في السياسة التعليمية محليا وإقليميا، وذلك جراء بُعد التعليم عن الطبقات الفقيرة، وغياب سياسة واضحة من طرف المديرية الإقليمية للتعليم، في الوقت الذي يعمد مسؤولها الإقليمي، الذي صُبغ بلون الحزب الأغلبي في آخر تعديل حكومي، إلى اعتماد سياسة الكيل بمكيالين في مجال توزيع البنايات المدرسية في العالم القروي. علما أن الربط بين القرى والدواوير، إذا ما استثنينا بعض الطرق بجماعة مولاي عبد الله أمغار والقواسم وأزمور والجديدة، فإنه ما زال ضعيفًا وبشكل نقطة سوداء في مجال حوادث السير، كما أن بعضًا من الدواوير تعاني من العزلة التامة جراء نقص المواصلات.

وتعيش الرياضة في الجديدة وضعًا كارثيًا جراء الغموض في التسيير في بعض الفروع، ومنع الفعاليات من الانخراط في التسيير، واستحواذ البعض على المركبات الرياضية والمنح دون أي نتائج تُذكر، في الوقت الذي تعيش بعض الفروع المتألقة على الكفاف والعفاف والصدقة.

أما بخصوص الثقافة، فالجديدة تضم اليوم عددا لا يُستهان به من المثقفين والكتاب والفنانين، لكن وزارة الثقافة غائبة بفعل فاعل، ذلك أنه حتى المهرجانات الثقافية والسينمائية والمعارض الفنية تعتمد على أصحابها، في الوقت الذي تظل فيه الوزارة الوصية عبارة عن “بناية رسمية” لا غير.

وكان هذا العرس النضالي الذي ترأسه الكاتب الأول قد انطلق بعزف نشيد الحزب والنشيد الوطني قبل أن يتناول كلمة اللجنة التحضيرية عبد اللطيف بيدوري التي ألقاها نيابة عن كل مناضلات ومناضلي الحزب مؤكدا فيها أن اللجنة التحضيرية انطلق عملها وهي مقتنعة بأهمية هذه اللحظة التنظيمية لاستعادة المبادرة من خلال بناء الفروع والهياكل المحلية والاقليمية على اعتبار أن دكالة قلعة اتحادية.

واعتبر المتحدث في كلمته التي تتبعها المؤتمرون والحضور باهتمام بالغ أن المؤتمر السادس الذي ينعقد في فضاء يحمل جزءا من إبداع الصانع التقليدي له دلالة خاصة جدا وهو ينعقد تحت شعار ” معا من أجل عدالة ترابية وتنمية مستدامة ” .

وأكد أن المؤتمر هو لحظة لاسترجاع العمل النضالي الذي بناه المؤسسون والشهداء من أجل إعادة الثقة في العمل السياسي والقطع مع الممارسات التي تمس جوهر الديمقراطية في كل محطة انتخابية، وهي الصورة التي تؤزم الوضع أمام المنتظم الدولي ومازالت تعتبر وصمة عار على جبين المسؤولين الساهرين على العملية الانتخابية.

وانتقل بيدوري إلى الحديث عن وقوف اللجنة التحضيرية على إقليم ينعدم فيه التدبير الأمثل للحكامة الجيدة والشفافية، وهو إقليم يزخر بثروات طبيعية وبشرية لكنه ظل لسنوات يعاني من التهميش، وهو ما جعل من شعار مؤتمرنا المطالبة بالإنصاف المجالي كأولوية، وجهة تعمل بمنطق التغول اللامسؤول ويكفي فقط القول إن جهة البيضاء سطات ابتلعت نصيب دكالة من البرامج الجهوية في الوقت الذي كانت يجب أن تكون الجهة منفتحة على إقليم في حاجة ماسة إلى التغيير.

المهدي مزواري، الكاتب الجهوي لجهة البيضاء سطات، بيّن أن الشعار الذي اتخذه المؤتمر يعكس رؤية ثاقبة لارتباط التنمية بالديمقراطية، ويُرسّخ قناعة الحزب بأن التنمية الحقيقية لا يمكن أن تتحقق إلا في ظل ديمقراطية تشاركية تعزز حقوق المواطنين وتضمن العدالة الاجتماعية والمجالية، وتضع الإنسان في صلب اهتماماتها.

وشدد على أنه بدون ديمقراطية حقيقية، تظل التنمية هشّة وغير عادلة وغير قادرة على تجاوز الاختلالات البنيوية التي يعاني منها إقليم الجديدة.

وأضاف أن انعقاد هذا المؤتمر يعد محطة تاريخية، لكونه يأتي في ظل تحولات عميقة يعيشها المغرب في خضم تحديات تنموية واجتماعية وبيئية تمس دكالة بشكل خاص، مبرزًا في كلمته أن الفوارق المجالية وضعف البنيات التحتية وتدهور الخدمات الأساسية كلها معضلات تستوجب مقاربات جريئة تقوم على الحكامة الجيدة والشفافية والمشاركة المواطنة.

وتوخى من هذا المؤتمر تحقيق مجموعة من الأهداف، من بينها:

تقييم مسارنا التنظيمي والسياسي بموضوعية ونقد ذاتي.

تجديد هياكلنا الحزبية باختيار قيادة إقليمية قادرة على قيادة التغيير.

بلورة رؤية تنموية متكاملة ترتكز على العدالة الاجتماعية وحقوق الأجيال القادمة.

تعزيز حضور الحزب كفاعل رئيسي في النقاش العمومي، وكمحرك للسياسات التنموية العادلة.

وضع برامج عملية تلامس أولويات الساكنة وتضمن مشاركتها الفعلية في صنع القرار.

واعتبر المهدي مزواري أن شعار المؤتمر السادس يتقاطع من حيث الدلالة والرمزية مع تطلعات وطننا في ظل النموذج التنموي الجديد، الذي يجعل من ترسيخ الديمقراطية وتعزيز العدالة المجالية رافعتين أساسيتين لتحقيق تنمية شاملة ومستدامة.

بعد ذلك تناول الكلمة مولاي المهدي الفاطمي، المنسق الجهوي للحزب وبرلماني الجديدة في كلمة قوية ردت بشكل كبير على المشوشين و”فراقشية” الانتخابات بما تم تحقيقه على أرض الواقع في جماعة مولاي عبد الله، التي يترأسها للولاية الثانية، وما تحقق على المستوى التشريعي حيث إن جميع مشاكل الإقليم قد تم إيصالها إلى قبة البرلمان.

واعتبر الفاطمي لحظة انعقاد المؤتمر لحظة فخر واعتزاز التي أراد لها الجميع أن تكون انطلاقة جديدة وبوصلة جماعية نتوجه بها نحو المستقبل بشعار نابع من صميم واقعنا، ومن عمق حاجيات إقليم الجديدة، الذي هو اليوم في حاجة ماسة إلى عدالة ترابية وتنمية مستدامة، هو شعار سيلتقي حوله الاتحاديات والاتحاديون من أجل إعادة ترتيب الأولويات وصياغة تعاقد جديد مع المواطنين الذي فقدوا الثقة في جزء من الفعل السياسي ولكنهم لم يفقدوا الأمل في الاتحاد الذي يؤمن بالالتزام والوفاء لا بالشعارات.

وانتقل إلى الحديث عن إقليم يتوفر على المؤهلات الفلاحية والبحرية والصناعية والطاقة في الوقت الذي يعرف الفوارق المجالية، والمواطن يطرح ذات الأسئلة المتعلقة بغياب البنية التحتية والمسالك الطرقية والماء الصالح للشرب وخدمات القرب والمدرسة والمستوصف، لذلك فإن تبني حزبنا عدالة ترابية لم يتم اطلاقها كشعار بل كمعركة سياسية وتنمية يتم الدفاع عنها داخل المؤسسات، يؤكد مولاي المهدي، منتقلا إلى الحديث عن تنوع العرض في مجال التعليم خاصة الأولي وتنويع تخصصات التعليم الجامعي، وأكد أنه لا يمكن الحديث عن التنمية دون الحديث عن الثقافة والاهتمام بالهوية والتاريخ والتراث الذي يزخر به الإقليم ولا يقدر بثمن.

عبد الرحيم شهيد، رئيس الفريق الاشتراكي المعارضة الاتحادية، تناول كلمة قوية أمام الحضور أكد فيها أن الفريق الاشتراكي المعارضة الاتحادية الذي يرأسه بمجلس النواب يعتبر من بين أنشط الفرق البرلمانية، ويعتبر مولاي المهدي أحد أنشط عناصره الذين لم يتوقفوا يوما عن إيصال صوت الجماهير الشعبية إلى قبة البرلمان.

وأكد أن الوضع الاقتصادي والاجتماعي يدعو إلى القلق جراء سياسة حكومية صماء، ودعا المواطنين إلى مؤازرة الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية في معاركه المستقبلية لتحقيق عدالة اجتماعية تساهم في تغيير الوضع الحالي الذي يتسم بغلاء الأسعار والفوارق الاجتماعية الكبيرة واتباع الحكومة لسياسة إغناء الغني وتفقير الفقير في إطار سياسة “فراقشية” جديدة أبدعتها ما تسمى بـ”حكومة المونديال” .

**********

انتخاب مولاي المهدي الفاطمي كاتبا إقليميا للحزب

 

 

انتخاب عزيز صاحب الدين رئيس المجلس الإقليمي

 

 

***********

تكريم رموز نضالية بإقليم الجديدة

 


الكاتب : منتجع سيدي بوزيد: مصطفى الناسي

  

بتاريخ : 07/07/2025