في المؤتمر الإقليمي بوارزازات .. عبد الرحيم شهيد : ورزازات عاشت على إيقاع أغلبية مترنحة نتيجة خرائط انتخابية غير حقيقية

سعيدة الغريسي: المرأة ليست رقما تكميليا بل فاعلة في التنمية
أحمد شهيد : تمكين الإقليم من أدوات الإنتاج والاستفادة من ثرواته بشكل عادل

 

 

احتضنت مدينة ورزازات، مساء الأحد 13 يوليوز 2026، أشغال الجلسة الافتتاحية للمؤتمر الإقليمي لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، تحت شعار «العدالة المجالية والاجتماعية مدخل لتنمية إقليم ورزازات»، وذلك وسط حضور وازن لمناضلي ومناضلات الحزب وممثلي النسيج المدني والنقابي والسياسي بالإقليم.
وشهدت الجلسة كلمة مؤثرة ومباشرة لرئيس الفريق الاشتراكي المعارضة الاتحادية بمجلس النواب، عبد الرحيم شهيد، الذي استُقبل بحرارة من طرف الحاضرين، حيث أبلغ بداية اعتذار الكاتب الأول للحزب إدريس لشكر عن عدم الحضور لأسباب طارئة مرتبطة باجتماع مستعجل بالعاصمة الرباط، مؤكدا أن حضوره إلى ورزازات سيكون قريبا، قبل تأكيده على هذا المؤتمر يندرج ضمن دينامية وطنية قوية يقودها حزب الاتحاد الاشتراكي، حيث بلغ عدد المؤتمرات الإقليمية المنظمة خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة 35 مؤتمرا، في أفق التوجه نحو المؤتمر الوطني المقرر في أكتوبر المقبل، معتبرا أن الهدف الأساسي هو بناء حزب قريب من المواطنين، يفتح أبوابه لتأطيرهم والتفاعل مع قضاياهم وهمومهم، وليس فقط انتظارهم خلال فترات الانتخابات.

*ورزازات عاشت على إيقاع أغلبية مترنحة نتيجة خرائط انتخابية غير حقيقية..*

وفي كلمة سياسية جريئة، سلط شهيد الضوء على الوضع الانتخابي والسياسي بمدينة ورزازات، مؤكدا أن المدينة عاشت خلال السنوات الثلاث الأخيرة على إيقاع أغلبية سياسية مترنحة، تنهض وتسقط، نتيجة ما سماه «صناعة خرائط انتخابية غير حقيقية»، حيث يتم انتخاب أشخاص لا يملكون قاعدة جماهيرية حقيقية، قائلا: «لا يمكن أن نفهم كيف يحصل من لا يملك أربع أصوات على 30 ألف صوت انتخابي!»، مشددا على أن الاتحاد الاشتراكي يسعى ليكون رقما صعبا في الانتخابات المقبلة لسنة 2026، داعيا الحكومة إلى تقديم توضيحات عاجلة حول الجدولة الزمنية وطبيعة هذه الانتخابات، مطالبا بإنهاء ممارسات صناعة البرلمانيين على المقاس، ومؤكدا أن من يصنع البرلمانيين الحقيقيين هم المواطنات والمواطنون، عبر صناديق نزيهة لها مصداقية.
كما ذكر شهيد بالدينامية التي أطلقها جلالة الملك محمد السادس منذ دستور 2011، من أجل تعزيز المؤسسات التمثيلية والنزاهة الانتخابية، مشددا على أن لا قوة للمجالس المنتخبة ما لم تكن تعبيرا حقيقيا عن إرادة الشعب، وبعيدا عن المال والطرق المشبوهة، مستحضرا تجربة نضالية سابقة جمعت نشطاء من ورزازات وتنغير والراشيدية وزاكورة في سنة 2008 و2009، للمطالبة بجهة قوية تمثل الجنوب الشرقي وتدافع عنه، معبرا عن أسفه لخسارة تلك المعركة، ومشيرا إلى أن جهة درعة تافيلالت اليوم تعرف تركيزا غير عادل للموارد في إقليم الراشيدية على حساب باقي الأقاليم، ومنها ورزازات، قبل تأكيده على أن العدالة المجالية غائبة بشكل صارخ في هذه الجهة، التي تعاني من غياب طرق سيارة، وانعدام الربط السككي، وهشاشة البنيات الصحية، والعزلة، مبرزا أن الحكومة الحالية فشلت منذ توليها المسؤولية في تحقيق أي تقدم ملموس في هذا الصدد.
وفي ختام كلمته، جدد عبد الرحيم شهيد التزام الاتحاد الاشتراكي بالدفاع عن القضية الوطنية ومواكبة المشروع الملكي الكبير لتنظيم كأس العالم 2030، داعيا إلى أن ترافق هذا المشروع أوراش بنيوية كبرى تعود بالنفع على مختلف جهات المملكة، بما فيها ورزازات، حيث خاطب أبناء وبنات الإقليم قائلا: «ورزازات تستحق الأفضل، ولن يتحقق ذلك إلا بأياديكم.. فلنجعل من محطة 2026 موعدا للتغيير، ولنخض الانتخابات بروح النزاهة والشفافية، ولنبن مؤسسات قادرة على تحقيق الرفاه والتنمية.»

*الغريسي.. المرأة ليست رقما تكميليا بل فاعلة في التنمية والاتحاد ينتصر للمرأة..*

من جانبها ألقت سعيدة الغريسي، ممثلة النساء الاتحاديات بورزازات، كلمة قوية أبرزت من خلالها الدور الجوهري للنساء في معركة التنمية والعدالة المجالية والاجتماعية، وخاصة في جهة درعة تافيلالت، معربة عن الاعتزاز الكبير بالانتماء إلى حزب تاريخي يؤمن بدور المرأة ويجعلها شريكة حقيقية في النضال السياسي والمجتمعي، مؤكدة أن «المرأة نصف المجتمع، وبدونها لا يمكن الحديث عن التغيير ولا عن تنمية حقيقية».
وأضافت الغريسي أن النساء في الاتحاد الاشتراكي واعيات تماما بأدوارهن في الدفاع عن القضايا الكبرى، وفي مقدمتها تحقيق العدالة الاجتماعية والمجالية، والمساواة الفعلية بين النساء والرجال في مختلف المجالات، قبل أن تسلط الضوء على خصوصية جهة درعة تافيلالت، مشيرة إلى أن الهشاشة التي تعاني منها هذه المنطقة تنعكس بشكل أكبر على النساء، خصوصاً في ما يتعلق بالوضع الاقتصادي، والتعليم، وفرص الإدماج في البرامج التنموية، داعية إلى استثمار الثروات والموارد الطبيعية والبشرية التي تزخر بها الجهة، لصالح تمكين النساء ودمجهن بشكل فعلي في مسارات التنمية.
وفي هذا السياق، أشادت الغريسي بكفاءة ونضالية العديد من المستشارات الاتحاديات اللواتي يقمن بدور محوري في الجماعات المحلية، كما نوهت بالنائبة البرلمانية عن إقليم زاكورة، مجيدة شهيد، التي اعتبرتها نموذجا للمرأة القادرة على إثبات ذاتها داخل المؤسسات، وقالت: «نجاح النساء في مهامهن يبرهن على أنهن لسن مجرد أرقام لتأثيث الفضاء السياسي، بل فاعلات يستحقن الثقة والمسؤولية» لتختم كلمتها بتوجيه تحية خاصة للحضور النسائي القوي داخل المؤتمر، معتبرة أن هذا الحضور الكثيف هو رسالة واضحة على التزام المرأة الاتحادية بمواصلة النضال من أجل مغرب أكثر عدالة ومساواة.

*أحمد شهيد.. وارزازات غنية بثرواتها ومؤهلاتها والعدالة المجالية تبدأ من تمكين أهلها..*

بدوره أكد أحمد شهيد، الكاتب الجهوي لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية بجهة درعة تافيلالت، أن المؤتمر الإقليمي المنعقد بمدينة زاكورة تحت شعار «العدالة المجالية والاجتماعية مدخل لتنمية إقليم ورزازات» يشكل محطة تنظيمية فارقة في مسار استكمال هيكلة الحزب وتقوية حضوره في الجهة، وخصوصا في إقليم ورزازات، الذي وصفه بـ»الإقليم العريق والتاريخي والغني بمؤهلاته الطبيعية والبشرية»، موضحا أن الحديث عن العدالة المجالية هو في جوهره حديث عن تحقيق تنمية حقيقية تشمل كل شبر من الإقليم، منتقدا التفاوت الكبير بين إمكانات ورزازات الاقتصادية وموقعها الفعلي في سلم التنمية، رغم ما تزخر به من ركائز استراتيجية كالسياحة، والصناعة السينمائية، والفلاحة، والثروات المنجمية، والخيرات الطبيعية، ليضيف قائلا: «من غير المقبول أن نتحدث عن إقليم يمتلك الذهب والفضة، وتبقى ساكنته تعاني من الفقر والتهميش. لدينا موارد… ولكن السؤال المطروح: كيف نصل إليها؟ وما هي الآليات التي تضمن أن تكون في يد أبناء المنطقة؟»
وأكد الكاتب الجهوي أن الجواب لا يكمن فقط في توفر الموارد، بل في التحام النخب المحلية، وفي الترافع الجماعي من أجل تمكين الإقليم من أدوات الإنتاج والاستفادة من ثرواته بشكل عادل، مشددا على أهمية الصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي والتضامني كمكونات أساسية في النسيج الاقتصادي المحلي، ينبغي تطويرها ودعمها لخلق فرص شغل وتحسين المستوى المعيشي للساكنة، قيل أن يتوقف عند أبرز التحديات التي تواجه الإقليم، وعلى رأسها ندرة المياه وتراجع الموارد المائية، معتبرا أن هذا الملف يحتاج إلى حلول عاجلة ومستدامة، نظرا لكونه يؤثر مباشرة على الزراعة والحياة اليومية للسكان.
من جهة أخرى، دعا شهيد، إلى تأهيل البنيات التحتية، وفك العزلة عن المناطق الجبلية والنائية عبر شبكة طرقية حديثة، مشيرا إلى أن العدالة المجالية لا تكتمل دون ضمان القرب من الخدمات والمرافق الأساسية، وختم المتحدث كلمته بالتأكيد على أن تحقيق العدالة المجالية ليس فقط مطلبا ورهانا تنمويا، بل هو أيضا ضرورة لبناء توازن جهوي حقيقي داخل جهة درعة تافيلالت، من خلال التكامل بين الأقاليم، والتقائية البرامج والسياسات العمومية، داعيا إلى جعل المؤتمر مناسبة لتوحيد الصفوف، وتقوية موقع الحزب كقوة اقتراحية وتنظيمية قادرة على التغيير.

*قبل انتخابه كاتبا إقليميا.. الربيع يدعو إلى ورزازات تقود قاطرة التنمية بمشروع نابع من الميدان لا من المكاتب المكيفة..*

وفي أجواء من الحماس والانضباط التنظيمي، اختتمت أشغال المؤتمر الإقليمي لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية بإقليم ورزازات، بانتخاب عزيز الربيعي كاتبا إقليميا جديدا للحزب.
وفي كلمته قبل انتخابه، أكد الربيعي أن هذا المؤتمر ليس مجرد محطة تنظيمية عابرة، بل فرصة حقيقية لإعادة بناء الثقة وتجديد التنظيم الحزبي، من أجل أن تتبوأ ورزازات موقعها الريادي كقاطرة للتنمية في الجنوب الشرقي، منسجمة مع المشروع الوطني الاتحادي الذي ينبع من هموم المواطنين في الميدان لا من المكاتب المكيفة، مشيدا بما تمثله ورزازات من عمق تاريخي وروح مقاومة ونضال وصبر، مؤكدا أن هذه الحمولة الرمزية يجب أن تنعكس على مستوى الرؤية التنموية للإقليم، داعيا إلى التمسك بخيار الاشتراكية الديمقراطية كمدخل لبناء نموذج تنموي عادل ومنصف، مؤكدا على أن المرحلة الراهنة تقتضي يقظة تنظيمية حقيقية، والتفافا جماعيا حول المشروع الاتحادي، الذي يضع العدالة المجالية والاجتماعية في صلب أولوياته معتبرا أن الوضعية الراهنة التي يعيشها الإقليم من بطالة وتهميش واختلالات بنيوية، تفرض على الجميع الانخراط المسؤول في دينامية الحزب لإعادة الاعتبار لورزازات ومحيطها الترابي.
وشدد الكاتب الاقليمي على أن الحزب بإمكانه أن يلعب دورا محوريا في تأطير المواطنين وبلورة الحلول التنموية، شريطة تجديد أدوات الاشتغال والانفتاح على الكفاءات، وتعزيز التواصل مع الفئات المتضررة من السياسات العمومية المجحفة، مؤكدا أن التنظيم الحزبي القوي هو الشرط الأساس لأي فعل سياسي منتج ومؤثر.
ويأتي هذا المؤتمر ليجسد إرادة جماعية في إعادة الاعتبار لإقليم ورزازات، وإطلاق دينامية حزبية وتنموية جديدة، تنبع من الميدان وتخاطب انتظارات المواطنات والمواطنين، ويؤكد حسب المشاركين أن الاتحاد الاشتراكي حاضر بقوة في الجنوب الشرقي، كقوة اقتراحية وتنظيمية، مؤمنة بأن العدالة المجالية والاجتماعية ليست شعارا عابرا، بل معركة متواصلة من أجل مغرب متوازن، منصف، ومتماسك في كل جهاته.

 

**************

انتخاب عزيز الربيعي كاتبا إقليميا جديدا للحزب بالإقليم


الكاتب : يسرا سراج الدين

  

بتاريخ : 15/07/2025