في المؤتمر الإقليمي لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية الصخيرات تمارة..إدريس لشكر، الكاتب الأول للحزب: جلالة الملك نجح في تحديد الخيط الناظم لمراجعة مدونة الأسرة، وعلى الحكومة والبرلمان أن يراعيا هذا التوجه

 

عرف إقليم الصخيرات تمارة، انعقاد المؤتمر الإقليمي لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية في أجواء حماسية، ووعي بالمسؤولية الملقاة على مناضلي الحزب والمهام المطروحة عليهم مستقبلا بهذا الإقليم، وكان ذلك يوم السبت 28 دجنبر 2024، بمركز عزيز الحبابي بمدينة تمارة، تحت شعار « لا تنمية حقيقية بدون حكامة وعدالة مجالية وتثمين للعنصر البشري» .
وشهدت الجلسة الافتتاحية حضور قيادة الحزب المتمثلة في الكاتب الأول إدريس لشكر، وبعض أعضاء المكتب السياسي، وأعضاء المجلس الوطني، ثم ممثلي الأحزاب السياسية والنقابات، نائب الكاتب العام للفدرالية الديمقراطية للشغل، محمد النويكة، والكاتب الجهوي للحزب بجهة الرباط سلا القنيطرة، الحسن لشكر، والكاتب الإقليمي للرباط عبداللطيف شنطيط، والكاتب الإقليمي لسلا سعيد بلوط.
تميزت هذه الجلسة الافتتاحية بالكلمة التي ألقاها الكاتب الأول للحزب إدريس لشكر، التي أكد فيها أن انعقاد المؤتمرات الإقليمية بجهة الرباط سلا القنيطرة التي انطلقت من العاصمة الرباط بالمسرح الوطني محمد الخامس، ثم المؤتمر الإقليمي لمدينة سلا خلال الأسبوع المنصرم، واليوم المؤتمر الإقليمي بالصخيرات تمارة، تأتي في إطار الدينامية التنظيمية التي أطلقها الحزب، في انسجام تام مع التوجهات الملكية بأن الرباط عاصمة الثقافات والأنوار، موضحا في هذا الإطار أن حاضرة الصخيرات تمارة وحاضرة سلا إحدى المكونات الأساسية للعاصمة الوطنية الرباط، التي أصبحت تحتل المكانة الدولية اللائقة بها في العالم.
التحديات التنموية

أشار لشكر إلى أن التنمية المستدامة تتطلب حكامة فعالة وعدالة مجالية، ولفت الانتباه إلى التحديات التي تواجه المنطقة، مثل الفقر والتهميش، مؤكداً على أهمية تحسين البنية التحتية والخدمات الأساسية مثل النقل لتحقيق تنمية حقيقية، وساق مثالا في ما يتعلق بتحقيق مشروع النقل السككي الجهوي مابين أقطاب الحواضر المكونة للعاصمة الوطنية الرباط، وشدد لشكر على ضرورة محاربة العمران العشوائي واحتلال الملك العمومي، مشيراً إلى أن هذه الظواهر نتاج فساد بعض المسؤولين السابقين، كما دعا إلى تطوير البنية التحتية، بما في ذلك النقل الحضري والاستثمار، لتلبية احتياجات السكان المتزايدة.
العدالة الاجتماعية

دعا لشكر إلى تعزيز العدالة الاجتماعية كسبيل للتقليص من الفوارق الاجتماعية والاقتصادية، وأكد أن تحقيق العدالة يتطلب تضافر جهود جميع الفاعلين السياسيين والمجتمعيين، مشدداً على ضرورة استثمار الموارد المحلية بشكل يحقق مصلحة المواطنين، وتجديد النخب السياسية بهذا الإقليم التي لها غيرة وتسعى لخدمة المنطقة اقتصاديا واجتماعيا، وبدعم منتخبين نزهاء ورجال أكفاء لخدمة الإقليم والنهوض بأوضاعه في جميع المجالات.
دور المرأة والشباب

كما ركز لشكر، بنفس المناسبة، على أهمية دور المرأة والشباب في عملية التنمية، داعياً إلى تمكينهم من المشاركة الفعالة في الحياة السياسية والاقتصادية. وأكد على ضرورة توفير فرص عمل وتعليم للشباب لتعزيز قدراتهم، وبالتالي إعطائهم الفرص الحقيقية لخدمة الإقليم والبلاد.
إلى هذا دعا إلى الاهتمام بالمرافق الاجتماعية والثقافية والسياحية التي يمكن أن تساهم في إنعاش الحركية الاقتصادية بالمنطقة، والتي بالإمكان أن تساهم في التخفيف من البطالة وخلق فرص شغل قارة وموسمية.
مراجعة مدونة الأسرة

أكد لشكر أن جلالة الملك قد وجد الخيط الناظم لمراجعة مدونة الأسرة وعلى الحكومة أن تأتي بمشروع قانون منسجم مع التوجهات المطروحة، وعلى البرلمان أن يتحمل مسؤوليته في تجويد هذا المشروع قانون.
وأكد لشكر على أهمية التعامل بحذر مع ما يُتداول على شبكات التواصل الاجتماعي، داعياً إلى ضرورة التمييز بين الحقيقة والإشاعات وتجنب الانجرار وراء النقاشات المغلوطة. وأشار إلى أن أي اختلالات موجودة ستتم معالجتها من خلال نقاش جاد ومسؤول يسهم فيه الجميع للوصول إلى حلول فعالة. كما أبرز الكاتب الأول الموقف الواضح للحزب بخصوص هذه المراجعة لمدونة الأسرة التي تهدف إلى المصلحة الفضلى للأطفال والمرأة والأسرة كافة، لذلك انطلقنا من المرجعية الحزبية والواقع الملموس في اقتراح التعديلات والمراجعات، من خلال التشخيص الملموس لوضعية المرأة والأطفال في ما يتعلق بعدد من القضايا الأساسية كحق الولاية والحضانة، وإرث البنات، وتجريم تزويج القاصرات …
الأممية الاشتراكية وفلسطين وإسرائيل والقضية الوطنية

أشار لشكر إلى أن حزب الاتحاد الاشتراكية للقوات الشعبية، قام بتنزيل توجهات الخطاب الملكي الذي دعا فيه جلالته إلى تطوير الديبلوماسية الموازية الحزبية والبرلمانية، من خلال استضافة اجتماعات الأممية الاشتراكية، مبرزا اعتزاز المغاربة بالتدبير الحكيم لملف القضية الوطنية من طرف جلالة الملك الذي جعلنا في وضع متقدم بخصوص القضية الوطنية في المنتديات الدولية.
وأبرز لشكر أن الاتحاد الاشتراكي والمغرب خلال هذه الاجتماعات استضاف أكثر من 220 ضيفا أجنبيا، من مختلف قارات العالم، أمريكا اللاتينية وأوروبا وإفريقيا وآسيا والعالم العربي، مستغربا من حديث البعض عن استضافة إسرائيل، متجاهلين أن مثل هذه اللقاءات نحن لا نمتلك فيها حق الدعوة، المنظمات الدولية كالأممية الاشتراكية هي من لها حق الدعوة للحضور، ويعرف هؤلاء جيدا أن هذا الأمر أصبح متجاوزا في عدد من اللقاءات العالمية المشابهة التي احتضنها المغرب سابقا، للأسف، الذين يوجهون النقد اليوم هم أنفسهم من سبق أن وقعوا على الاتفاق الثلاثي أثناء توليهم رئاسة الحكومة!
واعتبر الكاتب الأول أن اجتماعات الأممية الاشتراكية بالمغرب وصلت فيها القوى المحبة للسلام الحاضرة في إعلان الرباط إلى أن تدين ما قامت به حكومة نتنياهو من تقتيل وإبادة جماعية في غزة وتطالب بتطبيق قرارات الأمم المتحدة بما فيها قرار المحكمة الدولية الجنائية.
وشدد لشكر على أن إرجاع الحق الفلسطيني يلزم التفكير فيه بعقلانية، مسجلا أن المغرب بدعمه المباشر للشعب الفلسطيني هو الدولة الوحيدة القادرة على إيصال المساعدات للفلسطينيين برا وجوا وبحرا، وهذا فيه اعتزاز وفخر.
وأضاف لشكر، في سياق حديثه عن القضية الوطنية ضمن إعلان الرباط للأممية الاشتراكية، أن هذا الإعلان أشار ،لأول مرة، إلى سيادة المغرب ووحدة ترابه، بعدما كانت المنظمة تدعم في السابق حق تقرير المصير. وأوضح أيضاً أنه لأول مرة يتم قبول تنظيم «صحراويون من أجل السلام» كعضو في الأممية الاشتراكية، مما يفضح زيف ادعاء البوليساريو بتمثيل الصحراويين. كما أكد أن العلاقة بين الاتحاد الاشتراكي وحلفائه الاشتراكيين شهدت تطورا مهما، يتجلى في رفض إنشاء مجموعة صداقة للشعب الصحراوي داخل البرلمان الأوروبي.
ومن جانبه، أبرز خليل السعدي، منسق اللجنة التحضيرية للمؤتمر الإقليمي للصخيرات تمارة، أن اختيار شعار المؤتمر «لا تنمية حقيقية بدون حكامة وعدالة مجالية وتثمين للعنصر البشري»، هو تجسيد لرغبة حزب الاتحاد الاشتراكي في جعل مطلب وحق التنمية يشمل جميع المجالات، ويكون هذا الحق بشكل مستدام، لكونه المدخل الرئيسي للرقي بأوضاع ساكنة الصخيرات تمارة وتجويد حياتهم.
وشدد السعدي على أن لا تنمية حقيقية بدون حكامة وعدالة مجالية، فالعدالة المجالية هي التي تشكل إطارا أساسيا لبناء سياسات عمومية متينة تحترم الخصوصيات المحلية، وتعزز الحكامة الترابية والمشاركة المواطنة، لضمان الحقوق الأساسية وتقليص الفوارق الاجتماعية.
وسجل بنفس المناسبة أن وضع إقليم الصخيرات تمارة يقف المرء فيه على البون والفرق الشاسع بين إقليم الصخيرات تمارة وأقرب إقليم إليه على مستوى البنيات التحتية والمرافق الاقتصادية والاجتماعية والخدمات الأساسية كالنقل والنظافة.
لقد عرف قطاع السكن بعمالة الصخيرات تمارة في السنوات الأخيرة، دينامية مثيرة للانتباه، ترجمتها بشكل خاص، وتيرة إنتاج الوحدات السكنية، والطلب المتزايد عليها، إلا أنه نسجل بعض الإكراهات التي تعيق الولوج إلى سكن لائق لفائدة السكان ذوي الدخل المحدود، كما نسجل تفاوتات في الخدمات والمرافق العمومية بين الأحياء، والذي يضرب في العمق حق المساواة وتكافؤ الفرص في الاستفادة من الخدمات الاجتماعية، واستمرار السكن غير المطابق للمعايير وناقص التجهيز، وبالرغم من القضاء على السكن العشوائي والصفيحي في مختلف الجماعات الترابية إلا أن الوحدات الجديدة، خصوصا في الصخيرات، تعاني من نقص كبير في المؤسسات ذات الطابع الاجتماعي، الشيء الذي يدعو، بشكل مستعجل، إلى فك كل الإشكاليات خصوصا النقل الذي يشكل نقطة سوداء.
وأضاف السعدي أن الشبكة الطرقية بإقليم الصخيرات بالرغم من كونها متصلة بالشبكة الوطنية من خلال الطريق الوطني «رقم 1 « وكذلك الطريق السيار، وتساهم في تأمين الربط بين جماعة أخرى داخل عمالة الصخيرات تمارة، إلا أن وضعية الشبكة الطرقية مازال يعتريها العديد من المشاكل مما يستدعي برنامجا سنويا للصيانة وإصلاح الطرق الرئيسية الداخلية للإقليم على أسس علمية تراعي العدالة المجالية والتوزيع الجغرافي حسب الأولويات.
وبخصوص تهيئة الإنارة العمومية ولما له علاقة بالتنمية خصوصا حق النساء في الذهاب والرجوع إلى عملهن في جو يبعث على الأمن والسكينة، يتبين غياب برنامج استباقي مبني على معطيات دقيقة حول وضعية تجهيزات منشآت الإنارة العمومية، حسب الأولويات والنقط التي تعرف أكبر عدد من الأعطاب. أما المجال الصناعي، فإقليم الصخيرات تمارة يتوفر على بنيات تحتية مهمة ومتنوعة وفي مختلف المجالات، كما تتواجد به يد عاملة مهمة، هذه العوامل تجعل النشاط الصناعي يحتل مكانة مهمة لما له من دور مهم في تنمية الإقليم، ويتبين ذلك من خلال تواجد مناطق صناعية في مختلف الجماعات إلا أن الرهانات المطروحة في المجال الصناعي يمكن تلخيصها في أربعة محاور أساسية:
• مسألة تأهيل البنيات التحتية لهذه الوحدات الصناعية.
• تأهيل وتكوين اليد العاملة.
• جلب المزيد من الاستثمارات وخلق فرص الشغل.
• وضع آليات لمحاربة المضاربة العقارية داخل المناطق الصناعية.
وفي مجال التجارة والخدمات والتي تشكل الدخل الأساسي لفئة مهمة من ساكنة الإقليم التي تعتمد على التجارة والخدمات تحتل تجارة المواد الغذائية المرتبة الأولى على باقي الأصناف التجارية الأخرى، كما تعرف جماعة تمارة تواجدا مكثفا للمقاهي والمطاعم والمتاجر الكبيرة والأبناك الشيء الذي يساعد على تحسين الدخل الفردي لسكان جماعة تمارة، إلا أن هناك حاجيات مهمة تتمثل في الإسراع بخلق منطقة أنشطة للحرفيين داخل المنطقة الصناعية، وخلق مركب تجاري-خدماتي لاستيعاب القطاع غير المهيكل.
لطيفة بنعياد باسم منظمة النساء الاتحاديات

من جهتها، قدمت لطيفة بنعياد كلمة باسم منظمة النساء الاتحاديات أكدت فيها على مكانة المرأة في النضال السياسي والمجتمعي داخل الاتحاد الاشتراكي وذلك على مر السنين وتاريخ الحزب.
وأشارت بنعباد إلى أن القضية النسائية كانت دائما في صلب نضال حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، وتجلى ذلك في جميع مؤتمراته وفي أوراقه السياسية والتنظيمية وأدبياته في مرافعاته من أجل الدفاع عن حقوق المرأة المغربية وتطورها، مؤمنا بالدور المحوري الذي تلعبه في تنمية المجتمع إلى جانب أخيها الرجل من أجل بناء مجتمع ديمقراطي حداثي تقدمي .
كما استعرضت الجهود التي قامت بها المنظمة النسائية الاتحادية من أجل مراجعة شاملة لمدونة الأسرة من خلال تنظيم عدد من اللقاءات الوطنية والجهوية والإقليمية، وكذا مذكرة منظمة النساء الاتحاديات بهذا الخصوص.
وأوضحت بنعياد أن مساهمة المنظمة في النقاش المجتمعي حول مدونة الأسرة تحت شعار : التغيير الشامل لمدونة الأسرة، والذي توج بتقديم مذكرة تفصيلية أمام الهيئة المكلفة بمراجعة مدونة الأسرة، بما ينسجم مع مرجعية الحزب التقدمية الحداثية المتشبعة بثقافة حقوق الإنسان والمواثيق الدولية
وبالموازاة مع ذلك سجلت أن المنظمة لم تتوقف عند ما هو قانوني وتشريعي محض سواء ما تعلق بالمدونة أو القانون الجنائي وقانون الحماية الاجتماعية بل اقتحمت مجالات أكثر أهمية تتعلق بالحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والسياسية والبيئية.
عصام بوشرويط: الشبيبة الاتحادية بالإقليم

بدوره شدد عصام بوشرويط باسم الشبيبة الاتحادية بإقليم الصخيرات تمارة على أن الشبيبة الاتحادية بالصخيرات تمارة، وهي تساهم برصيدها التنظيمي والنضالي، تستحضر بوعي كامل المسؤولية الملقاة على عاتقها في هذه المحطة التنظيمية الحاسمة في مسار الحزب على المستوى الإقليمي، والتي تستدعي الانخراط الجاد والفعال في بناء الذات الحزبية بالإقليم للقيام بأدوارها في التأطير والتكوين والتعبئة والتنبيه لأي مساس قد يستهدف الحقوق الأساسية للشباب.
وسجل بوشرويط تراجع مؤشرات التنمية في عمالة الصخيرات تمارة، التي تتجلى في مظاهر الهشاشة في المجالات الاجتماعية والاقتصادية والثقافية، وغياب تنمية حقيقية تمكّن سكانه، خاصة الشباب، من إيجاد فرص عمل تضمن لهم الكرامة، بالإضافة إلى غياب المرافق الثقافية والترفيهية التي تحمي الشباب والأطفال من الإقصاء الاجتماعي.
وأبرز المسؤول الشبيبي، أن الشبيبة الاتحادية، ووعيًا منها بدورها في تعزيز وعي الشباب وتأطيره، تشارك بنشاط في العديد من الجمعيات الثقافية والتربوية، انسجامًا مع دورها الوطني التقدمي. ومن هذا المنطلق، تتطلع أن يرسم المؤتمر الطريق ويقترح بدائل فعالة للنهوض بالقطاع الاجتماعي والاقتصادي والثقافي في عمالة الصخيرات تمارة.
تكريم لوجوه اتحادية

كما عرفت هذه الجلسة الافتتاحية تكريم عدد من الوجوه الاتحادية البارزة بالإقليم، كعربون اعتراف وعرفان لنضالاتهم ومسارهم النضالي، وسلم الكاتب الأول للحزب إلى كل من عائلة المرحوم محمد الحيمر وعائلة رضوان العمراني، وعائلة وسيم بادة والأستاذة عائشة عبروق، درع التكريم وهدية رمزية بالمناسبة لكل واحد منهم.
وتواصلت أشغال المؤتمر بعد الجلسة الافتتاحية وتم انتخاب الأستاذ الجامعي خليل السعدي كاتبا إقليميا للحزب.


الكاتب :  تمارة: عبد الحق الريحاني / ت: الموساوي

  

بتاريخ : 30/12/2024