أكد الأستاذ إدريس لشكر، الكاتب الأول لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، أن إقليم سطات يعاني من ضعف الحكامة الترابية، والهشاشة الاقتصادية في صفوف النساء والشباب وقلة الفرص وتفاقم الأوضاع الاجتماعية، فضلا عن الحالة التي وصلت إليها المستشفيات العمومية والمرافق العامة وغياب العدالة المجالية.
وأوضح لشكر في كلمته خلال ترأسه أشغال المؤتمر الإقليمي للحزب بسطات المنعقد يوم الأحد 6 يوليوز 2025 تحت شعار “تخليق العمل السياسي مدخل لتنمية مجالية منصفة»، أن إقليم سطات يقع في موقع جغرافي متميز بين الدار البيضاء ومراكش مما يفرض استفادته من المشاريع والمبادرات والبرامج المبرمجة في أفق سنة 2030.
وأشار الكاتب الأول إلى أنه لابد من تجهيز الإقليم بتوفير مراكز التدريب والاستقبال والفنادق والبنيات التحتية بما يعزز بالأساس تمكين الإقليم اقتصاديا واجتماعيا وثقافيا وعلى مستوى البنيات التحتية وتحسين أوضاع الساكنة، لإنجاح مرحلة 2030.
وشدد الكاتب الأول على أن الحضور المتميز والنوعي في هذا المؤتمر الإقليمي من كافة القطاعات المهنية والنقابية الاتحادية والفعاليات الحقوقية والمدنية وكافة المنتخبين، يبرز بالملموس مسار وتوهج حزب الاتحاد الاشتراكي ويجسد استمراريته بإقليم سطات. مشيرا إلى أن المناضلين والمناضلات الاتحاديين بسطات، قدموا الشيء الكثير لهذا الإقليم في زمن سنوات الرصاص وظلوا متشبثين بمبادئهم وقيمهم الاتحادية بكل فخر واعتزاز، وخاضوا معارك كبرى ضد بعض التصرفات والممارسات الصادرة عن بعض رجال الإدارة الترابية في السابق. مضيفا أن الاتحاد الاشتراكي حقق انتصارا بالرغم من الصعوبات والعراقيل التي كانت خاصة خلال استحقاقات 2021، وأضاف قائلا: “نحن اليوم مجتمعون في هذه المحطة التنظيمية من أجل انبعاث جديد للاتحاد الاشتراكي بإقليم سطات، بالشباب والنساء وكافة المناضلين والمناضلات الذين أكدوا بحضورهم أن جذور الاتحاد ضاربة في عمق الإقليم والترافع عن قضايا وانتظارات وتطلعات الساكنة المحلية.»
وبخصوص قضية الوحدة الترابية، أكد لشكر أنه كانت هناك مداولات اللجنة الرابعة بالأمم المتحدة مؤخرا، وهو ما أزعج خصوم وأعداء وحدتنا الترابية خاصة الجزائر وصنيعتها البوليساريو اللتان سعتا إلى ممارسة الاستفزازات والمناورات البئيسة وآخرها ما وقع في أحداث سمارة، مشددا على أن اللجنة الرابعة أكدت أن “قضيتنا الوطنية ليست قضية تصفية الاستعمار كما تم الترويج لها من قبل خصومنا، فالقضية قضية الوحدة الترابية وأن أغلب الآراء داخل اللجنة توجهت إلى الدفاع ودعم مبادرة الحكم الذاتي التي تقدم بها المغرب كأساس واقعي ونهائي لحل النزاع المفتعل.
وسجل الكاتب الأول بأن مداولات مجلس الأمن التي ستكون في نهاية أكتوبر المقبل، ستكون لاشك محطة للبت والتداول في قضيتنا الوطنية وأن سنة 2025 ستكون سنة الختم والحسم لنهاية النزاع المفتعل حول الصحراء المغربية، بعد 50 عاما من كفاح ونضالات الشعب المغربي.
كما أكد لشكر، أن المؤتمر الإقليمي للحزب بسطات ينعقد في سياق وطني يتسم بالأساس بالمسؤولية والمحاسبة، وأن الحكومة الحالية لم تف بوعودها أمام المغاربة ولم تحسن تدبير ملفات ومشاريع كبرى كالحماية الاجتماعية والتغطية الصحية ومعدل النمو ومحاربة البطالة وخلق فرص الشغل والإصلاح المؤسساتي.
وأشار لشكر إلى أنه حان الوقت لمحاسبة هذه الحكومة وأغلبيتها المتغولة، وعلى المواطنين أن يتحملوا مسؤوليتهم خلال استحقاقات 2026، مشيرا إلى أن هذه المحطة التنظيمية الإقليمية تمكننا من القول إننا ضد التدبير الحكومي للملفات والقضايا الأساسية الكبرى التي تهم المواطنين، وأن الحزب من داخل البرلمان قام بدوره بمراقبة عمل الحكومة بالمساءلة والتنبيه وتقديم المقترحات والمبادرات وإيصال صوت فئات الشعب المغربي والدفاع عن قضاياه.
وخلص الكاتب الأول إلى أن محطة اليوم بإقليم سطات هي محطة للتوجه نحن المستقبل بكل جدية ومسؤولية والتحضير للمرحلة المقبلة.
من جهته قال رئيس الفريق الاشتراكي المعارضة الاتحادية بمجلس النواب عبد الرحيم شهيد، إن الاتحاد الاشتراكي حزب وطني بامتداده الشعبي وبمناضليه، حزب حي لا يموت بمساره النضالي دفاعا عن حقوق الإنسان والعدالة الاجتماعية والمساواة والديمقراطية، وإن الاتحاد منبعث في إقليم سطات وسيقول كلمته في الاستحقاقات المقبلة.
وشدد شهيد في كلمته، أن الفريق الاشتراكي المعارضة الاتحادية بمجلس النواب يمثل الحزب أحسن تمثيل ويقدم مقترحات ومبادرات منتجة ويقوم بعمل ومجهود جبار ترافعا ودفاعا عن القضايا الاساسية التي تهم المغاربة. مشيرا أن سعيد انميلي البرلماني الاتحادي عن اقليم سطات يقوم بعمل كبير داخل مجلس النواب ترافعا عن الساكنة المحلية والدفاع عن قضاياها بتتبع دقيق للملفات الخاصة التي تهم إقليم سطات من أجل تنمية المنطقة.
وأوضح شهيد، أنه لابد من الإشادة بالعمل الكبير أيضا الذي يقوم به رؤساء الجماعات الاتحاديين بإقليم سطات، رغم الصعوبات والعراقيل وحالة الاختناق التي تمارس عليهم من قبل أحزاب التغول الحكومي، مؤكدا أن الاتحاد الاشتراكي لا يزال صامدا وسيقول كلمته خلال الاستحقاقات المقبلة 2026، مسجلا أن إقليم سطات يعيش فوارق اجتماعية فارقة وأوضاعا صعبة في وقت ارتبط فيه الإقليم دائما بالفلاحة والعيش وتحقيق الاكتفاء الذاتي للمغاربة.
وأضاف شهيد قائلا: «هؤلاء أوصلوا الإقليم إلى الفقر المدقع والأوضاع الاجتماعية المزرية والفلاحين الصغار في وضعية صعبة… وبالتالي يجب محاسبتهم وعلى المغاربة أن يقولوا كلمتهم في الاستحقاقات المقبلة».
وأشار شهيد إلى أن الحكومة الحالية زادت من حدة الفقر والهشاشة وتدهور الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية وتصاعد الغلاء وتراجع الصحة وفرص الشغل، وبالتالي هناك تراجع على كل المستويات الاجتماعية والاقتصادية.
وبدوره أكد عضو المكتب السياسي لحزب الاتحاد الاشتراكي المهدي مزواري، أنه بالرغم في الظروف الصعبة التي عاشها الحزب في الانتخابات الأخيرة بسطات، فإن الإقليم ممثل ب120 مستشارا اتحاديا داخل المؤسسات في البرلمان بمجلسيه والغرف المهنية والجماعات… وبالتالي فإن هذا يعتبر بمثابة إشارة قوية على مقاومة وصمود الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية.
وسجل مزواري أن المناضلين والمناضلات الاتحاديين والاتحاديات تشبثوا بقيمهم ومبادئهم وبالتزامهم خلال الاستحقاقات الأخيرة، بالرغم من العراقيل والممارسات والمضايقات التي تعرضوا لها وظلوا يدافعون عن مبادئ الحزب وقيمه. مشيرا إلى أن الاتحاد الاشتراكي يوجه سؤال مركزيا وواضحا اليوم إلى المسؤول عن الحالة التي وصل إليها الإقليم على كافة المستويات الاجتماعية والاقتصادية والتنموية.
وشدد مزواري، على أن هناك تراجعا كبيرا في المجال الصحي والشغل وارتفاع معدلات البطالة بالاقليم وتدهور الخدمات الاساسية والمرافق العمومية، وبالتالي من حق الساكنة المحلية التساؤل عن الوعود والانتظارات التي وعد بها من تولى مسؤولية تدبير الشأن العام. داعيا كافة الاتحاديين والاتحاديات بسطات إلى الحيطة والحذر من كل المخططات التي تحاك من طرف هؤلاء خاصة في المرحلة المقبلة.
وخلص مزواري إلى أن هذا المؤتمر الإقليمي هو مؤتمر انطلاقة وهو المؤتمر رقم 12 في جهة الدار البيضاء سطات، مما يعزز الزخم التنظيمي للحزب لفتح النقاش والحوار حول العديد من القضايا الأساسية التي تهم المواطنين.
من جهته قال رشيد البهلول، رئيس اللجنة التحضيرية، إن المؤتمر الإقليمي بسطات كان ناجح بامتياز بحضور جميع المناضلين والمناضلات الاتحاديين من مختلف ربوع الإقليم، وبالتالي فهو محطة أساسية تدخل في سياق الدينامية التنظيمية التي يشهدها الحزب وفي سياق التحضير والاستعداد للمرحلة المقبلة.
وأكد البهلول أن المؤتمر الإقليمي كان فرصة لمناقشة القضايا الأساسية التنموية والاقتصادية والاجتماعية التي تهم ساكنة إقليم سطات، انطلاقا من مشاكل الماء الصالح للشرب وغياب فرص الشغل، وضعف البنيات التحتية والمرافق الأساسية وغياب العدالة المجالية.
وسجل البهلول أن إقليم سطات عرف تراجعا كبيرا على مستوى العديد من الخدمات الجماعية في السنوات الأخيرة، مقارنة مع العديد من الأقاليم على مستوى جهة الدار البيضاء.
وأشار إلى أنه انطلاقا من النقاش والحوار الموسع الذي جرى خلال أشغال المؤتمر الإقليمي، تم الخروج بالعديد من التوصيات ورفعها إلى الجهات المسؤولة من أجل رد الاعتبار لإقليم سطات والارتقاء به في سلم التنمية.
وخلص البهلول إلى أن إقليم سطات إقليم مناضل ومكافح من أجل الوطن ويتوفر على العديد من المؤهلات والموقع الجغرافي المتميز الذي يحظى به، وبالتالي يجب الالتفاتة لهذا الإقليم وخدمة الساكنة المحلية.
وبدوره أكد عبد الإله طلوع، المكلف بالشبيبة الاتحادية والقطاع الطلابي بسطات، أن محطة المؤتمر ليست مجرد محطة عابرة، بل هي إعلان جماعي عن انبعاث جديد للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية بإقليم سطات الذي كان في السابق قلعة اتحادية صلبة وصوتا يساريا قويا بالإقليم.
وسجل طلوع أن هذا المؤتمر يعتبر بمثابة بداية قوية لاستعادة زمام المبادرة وبداية عودة الحزب إلى الواجهة المحلية بسطات بنفس جديد وبتنظيم شاب ومتجدد، مشيرا إلى أن الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية بسطات آلت إلى الأسوأ ودخلت في حالة من الركود التنموي والتراجع الخدماتي، فالوضع في الإقليم يشهد اختلالات عميقة، وذلك بالنظر إلى عدة مؤشرات منها ارتفاع بطالة الشباب وتدهور الوضع الصحي والمستشفيات ومستوى المدرسة العمومية وضعف البنيات التحتية، مما يرسم صورة قاتمة عن الوضع في الإقليم الذي يستدعي تدخلا عاجلا، نطلق معه نداء وطنيا صادقا من أجل وضع مدينة سطات في صلب الأولويات والاستراتيجيات لتحقيق التنمية.
وشدد طلوع على أن جامعة الحسن الأول بسطات عوض أن تكون رافعة للنهضة والتقدم، تحولت بفعل الإهمال إلى بيئة تشكل مصدر معاناة يومية للطلبة وضعف التجهيزات من النقل الجامعي والسكن والمطعم الجامعي، مما لا يلبي ذلك حاجيات الطلبة ويهدد مستقبلهم. مشيرا إلى أن هذا المؤتمر سيكون بداية فعل نضالي جديد وعهد الالتزام لا رجعة فيه من أجل سطات قوية حاضرة ومؤثرة في المستقبل.
وخلص طلوع إلى أن الاتحاد الاشتراكي في سطات سيكون له إشعاع محلي قوي بطاقات شابة وانفتاح على كل الطاقات من مثقفين وطلبة وجمعويين، وذلك من أجل مواصلة النضال والترافع عن قضايا الساكنة المحلية والارتقاء بالإقليم على كافة المستويات التنموية والاقتصادية والاجتماعية.
وبدورها أكدت ممثلة قطاع النساء الاتحاديات بسطات، أن هذا المؤتمر الإقليمي يأتي في إطار الدينامية التنظيمية المتجددة التي يعرفها الحزب على الصعيد الوطني والمحلي، وهي دينامية تروم إعادة هيكلة التنظيم وتوسيع مساحات النقاش والحوار والتحضير الجاد والمسؤول للمؤتمر الوطني القادم، مشيرة إلى أن ذلك يأتي في سياق وطني وإقليمي يتطلب من الجميع التعبئة واليقظة والانخراط الفعلي.
وشددت على أن هذا اللقاء التنظيمي يندرج ضمن استراتيجية الحزب الرامية إلى ترسيخ التواصل المستمر مع مناضلاته ومناضليه ومع عموم المواطنات والمواطنين، من أجل الإنصات لتطلعاتهم وتثمين مساهماتهم وتجديد تعاقدنا الجماعي حول قيم النضال والعدالة الاجتماعية، مشيرة إلى أن تخليق الحياة السياسية لا يمكن أن يتم إلا بالانخراط الفعلي والفاعل للنساء في مختلف المجالات سواء في تدبير الشأن المحلي أو الوطني.
وأضافت أنه لا تنمية مجالية منصفة بدون إنصاف النساء ولا ديمقراطية حقيقية بدون مساواة فعلية. مشيرة إلى أنه كانت للمرأة الاتحادية دور ريادي في مختلف المحطات في النضال النقابي، وفي المعارك الحقوقية وفي الصحة والتعليم والمبادرات الاجتماعية والتنموية، وأنه رغم التقدم النسبي فإن الطريق لا يزال طويلا ولا تزال النساء يعانين من الهشاشة الاقتصادية وضعف التمثيلية السياسية ونقص السياسات العمومية الموجهة لهذه الفئة.
وخلصت إلى أنه في هذا المؤتمر « نفتح صفحة جديدة من النضال الإقليمي وأن قوة الحزب تبدأ من قواعده ومن انخراط نسائه ورجاله وشبابه في دينامية جماعية تؤمن بالفعل السياسي كوسيلة راقية للتقييم، ومن هنا لابد من تكريس أخلاقيات العمل السياسي وتثمين الرأسمال البشري النسائي الذي يزخر به إقليم سطات.»
وانتخب المؤتمر الإقليمي الكتابة الإقليمية للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية بسطات، على الشكل التالي:
الكاتب الإقليمي: البهلول رشيد
رئيس المجلس الإقليمي : يوسف لعيالي
النائب الأول للكاتب الإقليمي : أنس بن الدرقاوي
النائب الثاني للكاتب الإقليمي : عبد الحق فيلاحي
النائب الثالث للكاتب الإقليمي : سعيد انميلي
النائبة الرابعة للكاتب الإقليمي : حنان رزوقي
أمين المال : الأشهب بوبكر
النائب الأول لأمين المال : هشام الطالبي
النائب الثاني لأمين المال : سعيد بازة
النائب الثالث لأمين المال : رشيد حجوبي
المقرر : عبد الإله طلوع
النائب الأول للمقرر : فوزي بوزيان
النائب الثاني للمقرر : رضوان بنزيتون
النائب الثالث للمقرر : هشام خطاط
باقي الأعضاء :
عز الدين محمد
حسن زوهير
نجيب مروان
إبراهيم الحفيان
مليكة بداوي
عبد الله محب
منتاقي محمد
العسلي نور الدين.
تكريم رموز نضالية
تم تكريم العديد من الرموز الاتحادية بإقليم سطات التي قدمت الشيء الكثير من تضحيات ومساهمات طبعت الذاكرة المحلية والجهوية، حيث سلم الأستاذ إدريس لشكر الكاتب الأول للحزب دروع تذكارية للمكرمون، وهم :
عبد السلام أبو إبراهيم – محمد زروق – الإدريسي الخضراوي – مصطفى بوزيان