في المؤتمر الإقليمي للفيدرالية الديمقراطية للشغل بطنجة..من أجل فعل نقابي متجدد دفاعاً عن الحقوق وتحصيناً للمكتسبات انتخاب مصطفى أخمير كاتباً محلياً بالإجماع

 

انعقد، صباح الأحد 1 يونيو 2025 بالقاعة الكبرى بأحد فنادق مدينة طنجة، المؤتمر الإقليمي للفيدرالية الديمقراطية للشغل (FDT)، بحضور رسمي وشعبي متميز. وترافق هذا الحدث بتنظيم محكم يعكس التزام النقابة بإعادة ترتيب أوراقها وتعزيز حضورها النقابي في جهة طنجة تطوان الحسيمة، في ظل التحديات الاجتماعية والاقتصادية التي تواجه الطبقة العاملة.
وتتمتع طنجة بتاريخ نضالي فيدرالي حافل، حيث كانت دوماً منارة للتعبير عن هموم الطبقة العاملة والدفاع عن حقوقهم الاجتماعية والاقتصادية. ومن هذا المنطلق، جاء المؤتمر الإقليمي ليجدد الالتزام بمبادئ الفيدرالية الديمقراطية للشغل في الدفاع عن مصالح العمال والموظفين، وسط تحديات متزايدة تواجه الشغيلة المغربية بمختلف القطاعات.
افتتح المؤتمر بكلمة ليوسف أيذي، الكاتب العام للفيدرالية الديمقراطية للشغل، الذي أكد أن انعقاد المؤتمر بطنجة يحمل رمزية خاصة باعتبار المدينة محطة نضالية تاريخية لها مكانة رفيعة في صراعات الشغيلة المغربية. وأشار إلى أن المؤتمر يأتي ضمن الدينامية التنظيمية التي تشهدها الفيدرالية على المستويين الوطني والجهوي، في سياق تنفيذ توصيات المؤتمر الوطني الخامس وترسيخ استراتيجية العمل النقابي المتجدد.
وذكر أيذي أن المؤتمر يمثل فرصة للحوار البناء بين مختلف الفعاليات النقابية، لتوحيد الرؤى وتكثيف الجهود لمواجهة تحديات الوضع الاجتماعي الراهن، خصوصاً في ظل ضعف التمثيلية الحقيقية للعمال في القطاع الخاص، حيث تتفاقم المشاكل نتيجة عدم تحمّل السلطات لمسؤولياتها في ضمان تنافس شريف بين النقابات.
وسلط أيذي الضوء على عدة نقاط أساسية:
– واقع اجتماعي متأزم: نفى التصريحات الحكومية التي تقدم حصيلة مزيفة للإنجازات، مؤكداً أن الواقع المعيشي للطبقات الاجتماعية المتوسطة والدنيا في طنجة كما في عموم المغرب يكذب هذه الخطابات الرسمية.
– التمثيلية النقابية كركيزة نضالية: شدد على أن تعزيز التمثيلية النقابية عبر الانتخابات المقبلة يمثل السبيل الأمثل لتحسين أوضاع العمال، خاصة في القطاع الخاص الذي يعاني من استغلال وعدم استقرار وظيفي.
– التحالف الاستراتيجي مع حزب الاتحاد الاشتراكي: جدد اعتزاز الفيدرالية بهذا التحالف الذي يعود بالنفع على الطرفين مع الحفاظ على استقلالية النقابة، مما يعزز قدرتها على مواجهة التحديات.
– التضامن الدولي: أدان المجازر التي ترتكبها قوات الاحتلال الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني، معبراً عن تضامن النقابة الكامل مع نضاله المشروع.
الدعم السياسي والتنظيمي من حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية
في كلمة قوية، أكد محمد المموحي، الكاتب الجهوي لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية بجهة طنجة تطوان الحسيمة، أن الحزب سيظل سنداً قوياً للفيدرالية في جميع محطات النضال والتنظيم.
وأشاد المموحي بالدينامية التنظيمية التي أطلقتها الفيدرالية لإعادة إحياء العمل النقابي الجاد والديمقراطي، ومواجهتها للبيروقراطية التقليدية.
وتناول أهمية الملتمس الرقابي الذي قدمه الاتحاد الاشتراكي لمساءلة الحكومة بشأن سياساتها الاجتماعية، نافياً كل الادعاءات المغلوطة حول موقف الحزب.
ونبه إلى الأزمات الحادة التي تعاني منها بعض مناطق الجهة، خاصة نتيجة إغلاق معبر سبتة، داعياً إلى تبني حلول تنموية عاجلة.
من جهته قدّم مصطفى أخمير، في كلمة الاتحاد المحلي، تحليلاً واقعياً لأوضاع الشغيلة بطنجة، مؤكداً أن المدينة تعيش وضعاً مزدوجاً، فبالرغم من التطورات الحضرية والسياحية، يعاني الاقتصاد المحلي من بطء في خلق فرص العمل وتفاقم البطالة بين الشباب. حيث شهدت المدينة إغلاق العديد من الشركات، مما تسبب في أزمة اجتماعية كبرى، مع ضعف في استقطاب الاستثمارات القادرة على الحد من البطالة.
ولفت أخمير الانتباه إلى أن تطبيق قانون الإضراب الجديد شكّل تقييداً لحق الشغيلة في التعبير والتنظيم، داعياً إلى تحسين القانون وحماية الحقوق النقابية.
في ختام المؤتمر، تم تخصيص فقرة مميزة لتكريم عدد من المناضلات والمناضلين الذين ساهموا بشكل بارز في تعزيز العمل النقابي ودعم قضايا الشغيلة على مستوى طنجة. وجاءت هذه التكريمات تعبيرا عن الاعتراف بجهودهم المستمرة وتفانيهم في الدفاع عن حقوق العمال، فضلاً عن تشجيعهم على مواصلة العطاء في خدمة الحركة النقابية.
وأشاد الحاضرون بالمبادرة التي تعزز روح التضامن وتكرس قيم الوفاء داخل الفيدرالية، مع التأكيد أن هذه التكريمات تشكل حافزاً قوياً لمزيد من العمل النضالي والالتزام بمبادئ النقابة الديمقراطية الحداثية.
أعلن المؤتمر الإقليمي تجديد الثقة بالإجماع في مصطفى أخمير كاتباً محلياً للفيدرالية الديمقراطية للشغل بطنجة، تقديراً لمجهوداته المتواصلة والتزامه العميق بقضايا الشغيلة في المدينة.
وفي تصريحات له بعد الانتخاب، عبّر أخمير عن عزمه الراسخ على مواصلة الدفع قدماً بمشاريع الفيدرالية وتعزيز حضورها التنظيمي والنضالي على مستوى الجهة، من خلال العمل المتواصل على تطوير برامج دعم العمال والدفاع عن حقوقهم المشروعة.
المؤتمر الإقليمي للفيدرالية الديمقراطية للشغل بطنجة محطة تنظيمية ونضالية نوعية، عززت الثقة في القيادة الجديدة وعلى رأسها يوسف أيذي، ومهدت الطريق أمام تنسيق نضالي منظم يهدف إلى بناء نقابة قادرة على التصدي للتحديات الكبرى التي تواجه العمال والموظفين بالجهة.
وشكل المؤتمر أيضا فرصة لتجديد العهد على مواصلة النضال الديمقراطي من أجل: استعادة المبادرة النقابية، والدفاع عن الحقوق الاقتصادية والاجتماعية، ومواجهة السياسات الحكومية التي تتجاهل هموم الطبقة الشغيلة، وتعزيز الحضور النقابي الديمقراطي في جميع القطاعات.
وأكد المجتمعون على أهمية العمل المشترك مع القوى السياسية الداعمة، مع احترام الاستقلالية النقابية لضمان أداء فعال وموحد.
كما شهد المؤتمر لحظات مهمة بين الفيدراليات والفيدراليين من مختلف القطاعات وأقاليم جهة طنجة تطوان الحسيمة، الذين طالبوا بتعزيز التكوين النقابي، وتحسين ظروف العمل، وتوسيع قاعدة المشاركة النسائية في النقابة، إلى جانب الدعوة إلى تطوير برامج توعوية خاصة بالشغيلة لمواجهة التحديات الاقتصادية والاجتماعية بشكل أفضل.


الكاتب : حمزة إبراهيمي

  

بتاريخ : 04/06/2025