في إطار تعزيز النقاش السياسي والتفاعل مع القضايا الوطنية والمحلية الراهنة، نظمت الكتابة الإقليمية لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية بالحسيمة، مجلسًا إقليميًا موسعًا، يوم الأحد 22 دجنبر 2024 بمقر دار الشباب، والذي شهد مشاركة واسعة من المستشارين (ات) الاتحاديين (ات)، أعضاء المجلس البلدي والجماعي، الكتاب والأمناء الإقليميين لفروع الحزب، إضافة إلى حضور ملحوظ من النساء والشباب الاتحاديين. وركز اللقاء على ثلاثة محاور رئيسية: تقييم الوضع السياسي الحزبي، الانتخابات، ومسار الترافع الديمقراطي، مع التأكيد على الدور الحيوي للشباب الاتحادي في قيادة التغيير والنضال من أجل تحقيق التنمية المجتمعية المستدامة.
عقد المجلس الإقليمي الموسع، كان فرصة لتقييم الوضع السياسي المحلي والوطني، ولتحديد أولويات الحزب في المرحلة المقبلة. وكان الهدف من هذا المجلس هو تعزيز الفعالية الحزبية والارتقاء بالعمل الميداني، من خلال تحفيز الأطر الحزبية والشبابية على المشاركة الفعالة في تعزيز التغيير الاجتماعي والسياسي. كما تم التركيز على آليات تعزيز التنسيق بين مختلف الفروع الحزبية، مع التأكيد على ضرورة تحفيز التفاعل مع القضايا المحلية بشكل أعمق.
المداخلة الأولى: «الوضع السياسي الحزبي ونضال الحزب من أجل بناء الدولة الاجتماعية»
افتتح اللقاء الكاتب الإقليمي سعيد الخطابي، بمداخلة شاملة تناول فيها التحديات الكبرى التي تواجه الأحزاب السياسية في سياق التحولات المتسارعة التي يشهدها المشهد السياسي الوطني. أكد الخطابي أن حزب الاتحاد الاشتراكي يواصل نضاله المستمر من أجل بناء دولة المؤسسات، مع الحرص على ضمان العدالة الاجتماعية من خلال الدولة الاجتماعية. وأوضح أن الحزب يسعى لتحقيق تكافؤ الفرص بين جميع المواطنين، موجهًا اهتمامًا خاصًا للمناطق المهمشة والنائية، حيث يضع الحزب ضمن أولوياته تعزيز التنمية المحلية وتوفير فرص اقتصادية حقيقية لهذه المناطق.
كما أكد الخطابي أن النضال السياسي لا يتوقف عند الأبعاد المؤسساتية، بل يشمل أيضًا القضايا الاجتماعية والاقتصادية، مثل تحقيق العدالة الاجتماعية، تحسين مستوى المعيشة، وتوفير بيئة تنموية تضمن حقوق المواطنين الأساسية، خاصة في مجالات التعليم والصحة والعمل.
المداخلة الثانية: «الانتخابات ومسار الترافع الديمقراطي»
حسين العياشي، تناول في مداخلته الانتخابات كآلية أساسية لترسيخ المشاركة الشعبية وتعزيز الديمقراطية. ركز العياشي على ضرورة إرساء بيئة انتخابية نزيهة وشفافة، داعيًا إلى تجنب الممارسات التي قد تضر بمصداقية العملية الانتخابية. كما أشار إلى أهمية تعزيز الوعي السياسي لدى المواطنين وتفعيل الترافع الديمقراطي من أجل تحفيز مشاركة الجميع في العملية السياسية. وتطرق إلى دور الأحزاب في ضمان تمثيل حقيقي للمواطنين، مع التأكيد على أن الانتخابات هي الوسيلة الوحيدة لتحقيق التغيير المنشود.
المداخلة الثالثة: «التحديات التشريعية وتجربة النائب البرلماني»
عبد الحق أمغار، النائب البرلماني عن الفريق الاشتراكي، سلط الضوء على التحديات التي يواجهها في العمل البرلماني، مبرزًا الدور المهم الذي يلعبه البرلمان في الرقابة على الحكومة وصياغة القوانين التي تهم المواطنين. وأشار أمغار إلى المبادرات التشريعية التي يقودها الفريق الاشتراكي في مجال تحسين الوضعية الاجتماعية والاقتصادية للمواطنين، سواء من خلال اقتراح مشاريع قوانين أو من خلال العمل على تعزيز الدبلوماسية الحزبية في الدفاع عن قضايا الوحدة الترابية للمغرب.
وفي حديثه عن العناصر الأساسية التي تضمن كرامة المواطن المغربي، أكد أن الحزب يسعى إلى تحقيق عدة أهداف استراتيجية على الأرض، أبرزها ضمان الرعاية الصحية المجانية وذات الجودة، مع التركيز على إصلاح النظام التعليمي ليكون شاملاً ومجانيًا للجميع. وأكد على ضرورة توفير فرص العمل للعاطلين عن العمل، خاصة في القطاعات الاقتصادية التي تشهد احتياجًا للمؤهلات الشبابية، بالإضافة إلى تعزيز فرص الاستثمار في جميع المناطق.
كما شدد أمغار على أهمية تطوير البنية التحتية الوطنية، بما في ذلك فتح المسالك الطرقية وتعزيز شبكات الطاقة والماء لتشمل جميع المناطق، خاصة في القرى والمناطق النائية. هذا بالإضافة إلى محاربة الإقصاء الاجتماعي من خلال تبني سياسات اجتماعية تساهم في التماسك الاجتماعي وتعزز العدالة المجالية.
وفي إطار تعزيز التوازن بين المناطق، أكد أمغار على أهمية الحد من الفوارق المجالية عبر دعم المشاريع التنموية في المناطق الريفية والمهمشة، مع تشجيع الاقتصاد التضامني الذي يسهم في رفع المستوى المعيشي للمواطنين. كما تحدث عن ضرورة تبني سياسات تساهم في الحد من الهجرة عبر توفير فرص عمل واستثمار داخل البلاد، مما يساهم في تنمية الاقتصاد الوطني بشكل مستدام.
الحديث عن أهمية مشاركة الشباب الاتحادي في قيادة التغيير والنضال المستمر
أكد الكاتب الإقليمي في مداخلته أن الشباب هم محرك رئيسي للتغيير في المجتمع، مشيرًا إلى ضرورة تمكين الشباب الاتحادي من تولي المناصب القيادية داخل الحزب. واعتبر الخطابي أن مشاركة الشباب في عملية اتخاذ القرار هي شرط أساسي لتحقيق التغيير المطلوب، وأن طاقات الشباب يجب أن تُستثمر بما يخدم المجتمع، مع التركيز على النضال المستمر من أجل العدالة الاجتماعية والاقتصادية.
كما تم فتح المجال أمام الحضور لتقديم مداخلاتهم وأسئلتهم. تركزت المداخلات على كيفية تعزيز مشاركة الشباب والنساء في الحزب، وسبل تحسين ديمقراطيته الداخلية، كما طرح الحضور تساؤلات حول كيفية توسيع المشاركة السياسية وتعزيز التنسيق بين الفروع الحزبية في مختلف المناطق.
واختتم اللقاء بتأكيد المشاركين على ضرورة تعزيز الحوار والنقاش السياسي المستمر وتوسيع دائرة مشاركة الساكنة وفق مقاربة تشاركية في القضايا السياسية والانشغالات الوطنية. كما تم التأكيد أن العمل الجماعي بين الأحزاب السياسية ضروري لبناء مؤسسات قادرة على تلبية تطلعات المواطنين وتحقيق التنمية المستدامة في مختلف المجالات.
التوصيات
1 – تعزيز التواصل المستمر بين الفروع الحزبية والمجتمع المدني لضمان تفاعل إيجابي يسهم في تحقيق التنمية المستدامة.
2 – تنظيم ورشات تكوينية لتعزيز الوعي بالحقوق السياسية ودور الانتخابات في تعزيز الديمقراطية.
3 – دعم مشاركة الشباب والنساء في العملية السياسية وتعزيز تمثيلهم في الهيئات التشريعية.
4 – ترسيخ ممارسات الشفافية والنزاهة في العملية الانتخابية لضمان تمثيل حقيقي لإرادة المواطنين (ات).
5 – فتح قنوات تواصل دائمة بين الفروع الحزبية لتوحيد الجهود وتحقيق أهداف الحزب.