نظمت رابطة كاتبات المغرب وإفريقيا، بشراكة مع جمعية النساء الكاتبات والمبدعات بإسبانيا، أيام 23/ 24/ 25/ 20025 بطنجة ، الملتقى الأول لرابطة كاتبات المغرب وإفريقيا والكاتبات والمبدعات الإسبانيات تحت شعار «الأدب جسر بين الضفتين». وفي هذا الإطار ننشر كلمة رئيسة كاتبات المغرب وإفريقيا، ذ. بديعة الراضي والتي قدمت في افتتاح الملتقى يوم السبت.
«نلتقي اليوم بمدينة طنجة في أول لقاء بيننا وبين الكاتبات والمبدعات الإسبانيات بعد توقيع اتفاقية إشبيلية مع السيدة الرئيسة كارمن فيري باسم رابطة كاتبات المغرب ورابطة كاتبات إفريقيا ، وبتنسيق مع رئيستنا بأوروبا الكاتبة دليلة الطيب قبل سنة، رافعين فيها اهتمامنا بسؤال المتوسط الثقافي، للسعي قدما في الانخراط الفعلي والملموس من موقعنا كمثقفات وأديبات ومبدعات في تجديد معالمه، والوقوف عند أهميته والسهر على مد جسوره عبر ضفاف المتوسط ، وتحديدا من التراب المغربي والإسباني، انطلاقا من وعينا كمفكرات بأهمية بلدينا المغرب وإسبانيا، كما أهمية موقعهما الاستراتيجي في إدارة هذا المتوسط جنوب شمال، وشمال جنوب ، وتحريك عوامل النهوض به، ورسم البهاء على معالمه، واستتبات الأمن فيه، بمد خطوط التنمية بين البلدين، أساسها خط المغرب/ اسبانيا، نحو خط افريقيا /أوروبا ، والذي تفرضه بقوة الجغرافيا، وتعمل على ترسيخه العلاقات الحضارية والثقافية والمشترك القوي بين الإنسان والإنسان، المغربي والإسباني والإفريقي والأوروبي، من أجل مستقبل يخلو من كل عوامل الكراهية والعنف والإقصاء، نحو عالم التضامن والتشارك ورسم معالم الجمال بنفض الغبار عن مقوماته في الفعل الحضاري بين الضفاف القريبة نحو الضفاف البعيدة ، من خلال الترافع الثقافي لترسيخ آليات التنسيق المدني من أجل دعم الثقافات العابرة للحدود.
إن هذا التداخل المتنوع بين مجالين ترابيين تعززهما مكونات الفن بكافة أشكاله في الغناء والموسيقى والتشكيل والمسرح والسينما والتراث الفكري والمعرفي والأعراف المجتمعية، اللباس والطبخ والعادات والتقاليد، وكل المظاهر الثقافية المتوسطية، يدعو إلى العمل الثقافي المؤسساتي المنظم وإلى انخراط المجتمع المدني، للرفع من أهمية السؤال الثقافي وفاعليته وقدرته على ربط الضفاف ببعضها، لدفاع عن أهمية تسهيل اللقاء بين التنوع الثقافي ومشتركه في النهوض بالإنسان.
إن استحضار السؤال الثقافي في العلاقة بين الضفاف، ليس ترفا فكريا، أو انزواء أو انغلاقا على الذات لكتابة قصيدة على حائط جدران، بل إن استحضار هذا السؤال هو مسؤولية المثقف والمثقفة اليوم، لجعل الثقافة في قلب واجهات الضفاف العالمية الملتهبة والعنيفة، والتي دفع العنف الشديد فيها إلى انسداد عنق الزجاجة ، ضد أي أفق سلمي وآمن في حياة البشرية .
إننا من موقعنا كرابطة كاتبات المغرب، ورابطة كاتبات إفريقيا ، نعي جيدا أهمية التنسيق المدني المؤسساتي بين الضفاف، كما نعي ضرورة الاشتغال عليه، بقدر وعينا بأهمية التنمية الثقافية في بناء جسور التنمية الاقتصادية والمجتمعية والمعرفية الفكرية، وهو البناء الذي لا يستقيم إلا بوضع خطوط وخرائط تخاطب العقول وتخاطب الوعي بأهمية تفعيلها من أجل مدن آمنة، مهتمة بضرورة صناعة الجمال على معالمها، جنوبا وشمالا، والانتقال إلى الارتقاء بالإنسان، بالندية والمساواة والحقوق والواجبات في فضاء تشاركي تضامني يعود بالنفع على الجميع .
من هذا المنطلق نحن حريصات على تفعيل بنود الاتفاقية، وجعل لقاءاتنا الملموسة ذات أثر في هذا التوجه الذي ندعو فيه اليوم كل المؤسسات المعنية في المغرب وإسبانيا إلى دعمه والانخراط فيه باسم التشارك والتضامن والتفكير الواحد في الأفق المنشود بمد جسور التنمية وخطوطها بين إفريقيا وأوروبا، انطلاقا من الموقعين الاستراتيجيين في هاتين القارتين، ونقصد المغرب وإسبانيا بما لهذين البلدين من أهمية في تقوية الجسر الذي يملك مقومات جعله صلبا وقادرا على تغيير مصير الضفتين نحو أمن واقتصاد ومجتمع أكثر جمالا وبهاء لصناعة مستقبل مغاير هدفه الانتصار للإنسان وبناء وحدة الأوطان بتعزيز سيادتها على أراضيها وتقوية اقتصاداتها، وحماية تراثها والحوار مع ثقافاتها والانسجام مع قناعاتها من أجل حوار حضاري وثقافي وتكافؤي ومنتج «.