في الورقة السياسية للمؤتمر الإقليمي الخامس بفجيج ..مصطفى لالي : يعد إقليم فجيج ﻣﻦ أكبر أقاليم المملكة وهو إقليم ﺣﺪودي استراتيجي، إﻻ أﻧﻪ يعاني ﻣﻦ تهميش ﻣﺰﻣﻦ وﺗﺮاﺟﻊ ﻓﻲ ﻣﺆﺷﺮات التنمية

ﯾﺸﻬﺪ ﺣﺰب اﻻﺗﺤﺎد اﻻﺷﺘﺮاﮐﻲ ﻟﻠﻘﻮات اﻟﺸﻌﺒﯿﺔ ﻣﻨﺬ ﻋﺪة أﺷﻬﺮ دﯾﻨﺎﻣﯿﺔ ﺗﻨﻈﯿﻤﯿﺔ ﻣﺘﺼﺎﻋﺪة، ﺗﺠﻠﺖ ﻓﻲ إﻃﻼق ﻋﻤﻠﯿﺔ ﺗﺠﺪﯾﺪ اﻟﻬﯿﺎﮐﻞ اﻟﺤﺰﺑﯿﺔ وﻋﻘﺪ اﻟﻤﺆﺗﻤﺮات اﻹﻗﻠﯿﻤﯿﺔ، اﺳﺘﻌﺪاداً ﻟﻠﻤﺆﺗﻤﺮ اﻟﻮﻃﻨﻲ اﻟﺜﺎﻧﻲ ﻋﺸﺮ. وﻓﻲ هﺬا اﻟﺴﯿﺎق، ﻋُﻘﺪت ﻣﺆﺗﻤﺮات ﺑﮑﻞ ﻣﻦ وﺟﺪة، ﺟﺮﺳﯿﻒ، ﺗﺎورﯾﺮت، ﺑﺮﮐﺎن واﻟﻨﺎﻇﻮر، وﯾُﻌﻘﺪ اﻟﻤﺆﺗﻤﺮ اﻹﻗﻠﯿﻤﻲ اﻟﺨﺎﻣﺲ ﻟﻔﺠﯿﺞ ﺗﺤﺖ ﺷﻌﺎر:”ﺗﻨﻤﻴﺔ اﻹﻗﻠﻴﻢ رﻫﻴﻨﺔ ﺑﺘﻌﺰﻳﺰ اﻟﻤﻜﺘﺴﺒﺎت وﺗﺤﻘﻴﻖ اﻟﻌﺪاﻟﺔ اﻟﻤﺠﺎﻟﻴﺔ ﻓﻲ إﻃﺎر اﻟﺠﻬﻮﻳﺔ اﻟﻤﺘﻘﺪﻣﺔ»

السياق الدولي والوطني – تحولات وتحديات

ﯾﻨﻌﻘﺪ هذا اﻟﻤﺆﺗﻤﺮ ﻓﻲ ﻇﺮﻓﯿﺔ دﻗﯿﻘﺔ ﯾﺘﺴﻢ ﻓﯿﻬﺎ اﻟﻮﺿﻊ اﻟﺪوﻟﻲ، اﻟﻮﻃﻨﻲ واﻟﺠﻬﻮي ﺑﺘﺤﻮﻻت ﻋﻤﯿﻘﺔ وﺗﺤﺪﯾﺎت ﻣﺘﺸﺎﺑﮑﺔ. ﻓﻌﻠﯽ اﻟﻤﺴﺘﻮى اﻟﺪوﻟﻲ، ﺗﺘﻔﺎﻗﻢ اﻷزﻣﺎت اﻟﺠﯿﻮﺳﯿﺎﺳﯿﺔ، وﻋﻠﯽ رأﺳﻬﺎ اﻟﻌﺪوان اﻹﺳﺮاﺋﯿﻠﻲ اﻟﻤﺘﻮاﺻﻞ ﻋﻠﯽ الشعب اﻟﻔﻠﺴﻄﯿﻨﻲ، واﻟﺬي ﯾﺸﮑﻞ اﻧﺘﻬﺎﮐﺎت ﺻﺎرﺧﺔ ﻟﻠﻘﺎﻧﻮن اﻟﺪوﻟﻲ واﻹﻧﺴﺎﻧﻲ. وﯾﺴﺘﻤﺮ ﺗﺄﺛﯿﺮ اﻟﺤﺮب اﻷوﮐﺮاﻧﯿﺔ ﻋﻠﯽ اﻻﻗﺘﺼﺎد اﻟﻌﺎﻟﻤﻲ، ﺧﺎﺻﺔ ﻓﻲ ﻣﺠﺎﻻت اﻟﻄﺎﻗﺔ واﻟﻐﺬاء، ﻣﻤﺎ ﯾﺰﯾﺪ ﻣﻦ هشاشة اﻻﻗﺘﺼﺎدﯾﺎت اﻟﻨﺎﻣﯿﺔ. أﻣﺎ ﻋﻠﯽ اﻟﻤﺴﺘﻮى اﻟﻌﺮﺑﻲ، ﻓﻘﺪ ﺗﺮاﺟﻌﺖ أدوار اﻟﻤﺆﺳﺴﺎت اﻟﺠﻬﻮﯾﺔ اﻟﻌﺮﺑﯿﺔ، ﻓﻲ ﻇﻞ اﺳﺘﻤﺮار اﻻﻧﻘﺴﺎﻣﺎت اﻟﺪاﺧﻠﯿﺔ وﺗﻔﺎﻗﻢ اﻟﻨﺰاﻋﺎت اﻟﻤﺴﻠﺤﺔ ﻓﻲ اﻟﺴﻮدان وﻟﯿﺒﯿﺎ، ﺑﯿﻨﻤﺎ ﺗﺸﻬﺪ أوروﺑﺎ ﺻﻌﻮداً ﻟﻠﯿﻤﯿﻦ اﻟﻤﺘﻄﺮف، وﺗﺰاﯾﺪاً ﻟﻠﺨﻄﺎب اﻟﻌﻨﺼﺮي اﻟﻤﻌﺎدي ﻟﻠﻌﺮب واﻟﻤﺴﻠﻤﯿﻦ، ﺑﻤﻦ ﻓﯿﻬﻢ اﻟﺠﺎﻟﯿﺔ اﻟﻤﻐﺮﺑﯿﺔ. ﺟﻬﻮﯾﺎً، ﺗﺴﺘﻤﺮ اﻟﺠﺎرة اﻟﺸﺮﻗﯿﺔ اﻟﺸﻘﯿﻘﺔ ﻓﻲ ﻋﺪاﺋﻬﺎ اﻟﻤﻤﻨﻬﺞ ﻟﻠﻮﺣﺪة اﻟﺘﺮاﺑﯿﺔ اﻟﻤﻐﺮﺑﯿﺔ، ﻣﻦ ﺧﻼل دﻋﻤﻬﺎ اﻟﻌﺴﮑﺮي واﻟﺴﯿﺎﺳﻲ واﻟﺪﺑﻠﻮﻣﺎﺳﻲ ﻟﺠﺒﻬﺔ اﻟﺒﻮﻟﯿﺴﺎرﯾﻮ، ﻓﻲ ﻣﺤﺎوﻟﺔ ﯾﺎﺋﺴﺔ ﻟﺰﻋﺰﻋﺔ اﺳﺘﻘﺮار اﻟﻤﻨﻄﻘﺔ.

الواقع الوطني -أزمة اجتماعية وتآكل الثقة

اﻟﻮﺿﻊ اﻟﻮﻃﻨﻲ ﻻ ﯾﻘﻞ ﺗﻮﺗﺮاً، ﺣﯿﺚ ﺗﺘﺴﻊ رﻗﻌﺔ اﻟﺤﺮﮐﺎت اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﯿﺔ واﻻﺣﺘﺠﺎﺟﺎت اﻟﺸﻌﺒﯿﺔ، ﻣﻦ اﻟﺮﯾﻒ إﻟﯽ ﺟﺮادة، وﻣﻦ زاﮐﻮرة إﻟﯽ ﻃﻨﺠﺔ، وﻣﻦ ﻓﺠﯿﺞ إﻟﯽ اﻷﻃﻠﺲ، وﮐﻠﻬﺎ ﺗﻌﺒﯿﺮات ﺻﺎدﻗﺔ ﻋﻦ الغضب ﻣﻦ اﻟﺴﯿﺎﺳﺎت اﻟﺤﮑﻮﻣﯿﺔ اﻟﺘﻲ ﻓﺸﻠﺖ ﻓﻲ اﻻﺳﺘﺠﺎﺑﺔ ﻟﻼﻧﺘﻈﺎرات اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﯿﺔ. وﺗﺘﻔﺎﻗﻢ اﻷزﻣﺔ ﺑﻔﻌﻞ اﻟﻐﻼء اﻟﻤﺴﺘﺸﺮي، وﺗﺮاﺟﻊ اﻟﻘﺪرة اﻟﺸﺮاﺋﯿﺔ، وارﺗﻔﺎع اﻟﺒﻄﺎﻟﺔ، واﺳﺘﻔﺤﺎل اﻟﻔﺴﺎد، وغياب رﺑﻂ اﻟﻤﺴﺆوﻟﯿﺔ ﺑﺎﻟﻤﺤﺎﺳﺒﺔ، ﻣﻤﺎ ﻋﻤﻖ ﻓﻘﺪان اﻟﺜﻘﺔ ﻓﻲ اﻟﻤﺆﺳﺴﺎت اﻟﺘﻤﺜﯿﻠﯿﺔ واﻟﺴﯿﺎﺳﺎت اﻟﻌﻤﻮﻣﯿﺔ.

حكومة بلا بوصلة اجتماعية

ﺗﺪﺑﺮ اﻟﺤﮑﻮﻣﺔ اﻟﺤﺎﻟﯿﺔ ﺷﺆون اﻟﺒﻼد ﺑﻤﻨﻄﻖ ﻟﯿﺒﺮاﻟﻲ ﻣﺘﻮﺣﺶ، ﻗﺎﺋﻢ ﻋﻠﯽ ﺗﻔﻮﯾﺖ اﻟﻘﻄﺎﻋﺎت اﻻﺳﺘﺮاﺗﯿﺠﯿﺔ، والانسحاب ﻣﻦ أدوارها اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﯿﺔ اﻷﺳﺎﺳﯿﺔ، ﻣﺎ ﻋﻤﻖ اﻟﻔﻮارق ووﺳﻊ اﻟﻬﻮة ﺑﯿﻦ اﻟﻔﺌﺎت واﻟﺠﻬﺎت. ﻟﻘﺪ ﻋﺠﺰت اﻟﺤﮑﻮﻣﺔ ﻋﻦ ﺗﻨﺰﯾﻞ ﻣﻘﺘﻀﯿﺎت اﻟﺪﺳﺘﻮر، وﺗﺮاﺟﻌﺖ ﻋﻦ اﻻﻟﺘﺰاﻣﺎت اﻟﺘﻲ أﻋﻠﻨﺘﻬﺎ ﻓﻲ ﺑﺪاﯾﺘﻬﺎ، ﺧﺼﻮﺻﺎً ﺗﻠﻚ اﻟﻤﺘﻌﻠﻘﺔ ﺑﺘﺠﺴﯿﺪ اﻟﺪوﻟﺔ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﯿﺔ، وﺑﺪل أن ﺗﻄﻠﻖ إﺻﻼﺣﺎت اﺳﺘﺮاﺗﯿﺠﯿﺔ، اﮐﺘﻔﺖ ﺑﺘﻮزﯾﻊ الحقائب وﺗﻘﺎﺳﻢ اﻟﻐﻨﺎﺋﻢ ﺑﯿﻦ ﻣﮑﻮﻧﺎﺗﻬﺎ، ﻣﻐﯿﺒﺔ اﻷوﻟﻮﯾﺎت اﻟﻮﻃﻨﯿﺔ اﻟﮑﺒﺮى.

الحركات الاجتماعية – وعي شعبي في مواجهة العجز السياسي

ﺗﺸﮑﻞ اﻟﺤﺮﮐﺎت اﻻﺣﺘﺠﺎﺟﯿﺔ ﺑﻤﺨﺘﻠﻒ ﻣﻨﺎﻃﻖ اﻟﻤﻐﺮب انعكاس الوعي ﺟﻤﺎﻋﻲ ﻣﺘﻘﺪم، وﺗﻌﺒﯿﺮاﻋًﻦ اﺧﺘﻼﻻت اﺟﺘﻤﺎﻋﯿﺔ ﻋﻤﯿﻘﺔ ﻟﻢ ﺗﺠﺪ ﺻﺪى ﺣﻘﯿﻘﯿﺎً ﻟﺪى اﻟﻤﺆﺳﺴﺎت اﻟﺴﯿﺎﺳﯿﺔ. ﻓﻔﻲ اﻟﻮﻗﺖ اﻟﺬي ﺗﺘﺮاﺟﻊ ﻓﯿﻪ الاحزاب ﻋﻦ أدوارها اﻟﺘﺄﻃﯿﺮﯾﺔ، ﯾﻤﻸ اﻟﻤﻮاﻃﻨﻮن اﻟﻔﺮاغ ﺑﺎﻟﻨﻀﺎل اﻟﻤﯿﺪاﻧﻲ، ﻣﻄﺎﻟﺒﯿﻦ ﺑﺎﻟﮑﺮاﻣﺔ واﻟﻌﺪاﻟﺔ. وﻻ ﯾﻤﮑﻦ اﻟﺮد ﻋﻠﯽ هذه اﻟﻤﻄﺎﻟب ﺑﺎﻟﻘﻤﻊ أو اﻟﺘﺠﺎهل، ﺑﻞ ﺑﺈﺻﻼﺣﺎت ﺟﺮﯾﺌﺔ ﺗﺴﺘﺠيب ﻟﻼﻧﺘﻈﺎرات، وﻣﺆﺳﺴﺎت دﯾﻤﻘﺮاﻃﯿﺔ ﺗُﻨﺼﺖ، وﺗﺘﺤﻤﻞ اﻟﻤﺴﺆوﻟﯿﺔ. إن اﺳﺘﻌﺎدة اﻟﺜﻘﺔ ﻓﻲ اﻟﻌﻤﻞ اﻟﺴﯿﺎﺳﻲ ﯾﻤﺮ ﻋﺒﺮ ﻣﻤﺎرﺳﺔ ﻧﺰﯾﻬﺔ، خطاب ﺻﺎدق، وآﻟﯿﺎت ﺗﻀﻊ ﻣﺼﻠﺤﺔ اﻟﻤﻮاﻃﻦ ﻓﻮق ﮐﻞ اﻋﺘﺒﺎر.

إقليم فجيج – التهميش البنيوي والإنصاف الغائب

ﯾُﻌﺪ إﻗﻠﯿﻢ ﻓﺠﯿﺞ ﻣﻦ أﮐﺒﺮ أﻗﺎﻟﯿﻢ اﻟﻤﻤﻠﮑﺔ ﻣﻦ ﺣﯿﺚ اﻟﻤﺴﺎﺣﺔ )أزﯾﺪ ﻣﻦ 56 أﻟﻒ ﮐﻠﻢ(²، وهو إﻗﻠﯿﻢ ﺣﺪودي اﺳﺘﺮاﺗﯿﺠﻲ، إﻻ أﻧﻪ ﯾﻌﺎﻧﻲ ﻣﻦ ﺗﻬﻤﯿﺶ ﻣﺰﻣﻦ وﺗﺮاﺟﻊ ﻓﻲ ﻣﺆﺷﺮات اﻟﺘﻨﻤﯿﺔ. ﺗﺘﺠﻠﯽ ﻣﻈﺎهر اﻹﻗﺼﺎء ﻓﻲ ﺿﻌﻒ اﻟﺒﻨﯿﺎت اﻷﺳﺎﺳﯿﺔ، ورداءة اﻟﺨﺪﻣﺎت اﻟﻌﻤﻮﻣﯿﺔ، وغياب ﻓﺮص اﻟﺸﻐﻞ، وارﺗﻔﺎع ﻣﺆﺷﺮات اﻟﻔﻘﺮ واﻟﻬﺠﺮة.ﻟﻘﺪ ﺷﮑﻠﺖ اﻟﻤﺴﯿﺮات اﻻﺣﺘﺠﺎﺟﯿﺔ واﻟﻬﺠﺮات اﻟﺠﻤﺎﻋﯿﺔ لشباب اﻹﻗﻠﯿﻢ، ﻣﻦ ﻓﺠﯿﺞ وﻋﯿﻦ اﻟﺸﻌﯿﺮ وﺑﻮﻋﺮﻓﺔ وﺑﻨﻲ ﺗﺠﯿﺖ، رﺳﺎﻟﺔ واﺿﺤﺔ ﺗﻌﺒﺮ ﻋﻦ اﻟﺴﺨﻂ اﻟﺸﻌﺒﻲ، وﻋﻦ ﺣﺠﻢ اﻷزﻣﺔ اﻟﺒﻨﯿﻮﯾﺔ اﻟﺘﻲ ﯾﻌﺎﻧﻲ ﻣﻨﻬﺎ اﻹﻗﻠﯿﻢ.وﺑﻘﺎء اﻹﻗﻠﯿﻢ ﺿﻤﻦ اﻟﺠﻬﺔ اﻟﺸﺮﻗﯿﺔ ﻟﻢ ﯾُﺜﻤﺮ إﻧﺼﺎﻓﺎً ﺗﻨﻤﻮﯾﺎً ﺣﻘﯿﻘﯿﺎً، ﻣﺎ ﯾﻔﺮض ﻓﺘﺢ ﻧﻘﺎش ﺟﺪي ﺣﻮل ﻣﻮﻗﻊ ﻓﺠﯿﺞ ﻓﻲ اﻟﺴﯿﺎﺳﺎت اﻟﺠﻬﻮﯾﺔ، وﻣﺪى اﺳﺘﻔﺎدﺗﻪ ﻣﻦ اﻟﺒﺮاﻣﺞ واﻟﻤﺸﺎرﯾﻊ اﻟﻮﻃﻨﯿﺔ.

أزمة الثقة -الحاجة إلى تجديد المشروع الحزبي

ﻟﻘﺪ ﺑﺎﺗﺖ أزﻣﺔ اﻟﺜﻘﺔ ﺑﯿﻦ اﻟﻤﻮاﻃﻦ والأحزاب اﻟﺴﯿﺎﺳﯿﺔ واﻹدارة أزﻣﺔ هيكلية، ﻋﻤّﻘﺘﻬﺎ ﺳﻨﻮات ﻣﻦ اﻟﺘﺮدد واﻟﺘﺴﻮﯾﻒ واﻟﺘﻮاﻃﺆ ﻣﻊ اﻟﻔﺴﺎد. وﯾُﻌﺪ ﺗﺮاﺟﻊ اﻟﻤﺸﺎرﮐﺔ اﻟﺴﯿﺎﺳﯿﺔ، ﺧﺎﺻﺔ ﻓﻲ أوﺳﺎط الشباب، ﻣﺆﺷﺮاً ﺧﻄﯿﺮاً ﻋﻠﯽ ﻋﺰوف واﺳﻊ ﻋﻦ اﻟﻌﻤﻞ اﻟﺤﺰﺑﻲ اﻟﺘﻘﻠﯿﺪي. إن ﺗﻨﺎﻣﻲ دور اﻟﺘﻨﺴﯿﻘﯿﺎت اﻟﺸﻌﺒﯿﺔ واﻟﻤﺴﺘﻘﻠﺔ، اﻟﺘﻲ ﺑﺎﺗﺖ أﮐﺜﺮ ﻗﺪرة ﻋﻠﯽ اﻟﺘﺄﺛﯿﺮ واﻟﺤﺸﺪ، ﯾﻔﺮض ﻋﻠﯽ اﻷﺣﺰاب ، وﺧﺎﺻﺔ اﻷﺣﺰاب اﻟﺘﻘﺪﻣﯿﺔ، ﻣﺮاﺟﻌﺔ ﻋﻤﯿﻘﺔ ﻟﺒﻨﯿﺘﻬﺎ اﻟﺘﻨﻈﯿﻤﯿﺔ، وﻟﺨﻄﺎﺑﻬﺎ، وﺗﺠﺪﯾﺪ ﻋﻼﻗﺘﻬﺎ ﺑﺎﻟﻤﺠﺘﻤﻊ.

المؤتمر محطة للتقييم والانطلاقة

ﯾُﺸﮑﻞ هذا اﻟﻤﺆﺗﻤﺮ ﻟﺤﻈﺔ ﻣﻔﺼﻠﯿﺔ ﻹﻋﺎدة ﺗﻘﯿﯿﻢ اﻷداء اﻟﺤﺰﺑﻲ ﺑﺎﻹﻗﻠﯿﻢ، وﺑﻨﺎء ﻣﺮﺣﻠﺔ ﺟﺪﯾﺪة ﺗﻘﻮم ﻋﻠﯽ اﻻﻟﺘﺰام اﻟﺠﻤﺎﻋﻲ، واﻟﻌﻤﻞ اﻟﻮﺣﺪوي، واﻟﺘﺮﮐﯿﺰ ﻋﻠﯽ ﻗﻀﺎﯾﺎ اﻟﺴﺎﮐﻨﺔ، وﻟﯿﺲ ﻋﻠﯽ اﻟﻨﺰاﻋﺎت اﻟﺪاﺧﻠﯿﺔ. يجب أن ﺗﮑﻮن ﻗﻀﺎﯾﺎ اﻟﺘﺸﻐﯿﻞ، واﻟﺼﺤﺔ، واﻟﺘﻌﻠﯿﻢ، واﻟﻬﺠﺮة، واﻟﻔﻼﺣﺔ، واﻟﻤﺎء، ﻓﻲ ﺻﻠب اهتمامات اﻟﺤﺰب وﻓﺮوﻋﻪ، وﻋﻠﯽ اﻟﻘﯿﺎدة اﻹﻗﻠﯿﻤﯿﺔ أن ﺗﻨﺴﻖ ﻣﻊ اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ اﻟﻤﺪﻧﻲ ﻣﻦ أﺟﻞ ﺑﻠﻮرة أﺟﻮﺑﺔ ﺳﯿﺎﺳﯿﺔ وﺗﻨﻤﻮﯾﺔ ﺣﻘﯿﻘﯿﺔ ﻋﻠﯽ اﻧﺘﻈﺎرات اﻟﻤﻮاﻃﻨﯿﻦ.

من أجل حزب قوي
ملتزم، ومجدد

اﻟﻌﻤﻞ اﻟﺴﯿﺎﺳﻲ اﻟﻨﺎﺟﻊ ﯾﺘﻄﻠب رﺑﻂ اﻟﻤﻤﺎرﺳﺔ اﻟﺤﺰﺑﯿﺔ ﺑﺎﻷﺧﻼق واﻟﮑﻔﺎءة واﻟﻤﺸﺮوع اﻟﻤﺠﺘﻤﻌﻲ، وﻧﺒﺬ اﻟﻔﺮداﻧﯿﺔ واﻟﻤﺼﺎﻟﺢ اﻟﻀﯿﻘﺔ، وﻣﺨﺎﻃﺒﺔ اﻟﻀﻤﺎﺋﺮ واﻟﻌﻘﻮل. ﮐﻤﺎ ﯾجب اﻻﻧﻔﺘﺎح ﻋﻠﯽ ﻃﺎﻗﺎت ﺟﺪﯾﺪة، وﺑﻨﺎء ﻗﯿﺎدات ﻣﺤﻠﯿﺔ ﻣﻨﺴﺠﻤﺔ، ﺗﺆﻣﻦ ﺑﺎﻟﻌﻤﻞ اﻟﺠﻤﺎﻋﻲ واﻟﺘﺄﻃﯿﺮ اﻟﻤﺴﺘﺪام. ويجب ﮐﺬﻟﻚ ﺗﻔﻌﯿﻞ اﺳﺘﺮاﺗﯿﺠﯿﺔ ﺗﻮاﺻﻠﯿﺔ ﻓﻌﺎﻟﺔ ﻣﻊ اﻟﺠﺎﻟﯿﺔ اﻟﻤﻐﺮﺑﯿﺔ ﺑﺎﻟﺨﺎرج، ﺑﺎﻋﺘﺒﺎرها ﻣﮑﻮﻧﺎً أﺳﺎﺳﯿﺎً ﻣﻦ ﻣﮑﻮﻧﺎت اﻟﻮﻃﻦ، ﻟﻪ دور ﮐﺒﯿﺮ ﻓﻲ اﻟﺘﻨﻤﯿﺔ، واﻻﺳﺘﺜﻤﺎر، واﻟﺪﻓﺎع ﻋﻦ اﻟﻘﻀﺎﯾﺎ اﻟﻮﻃﻨﯿﺔ.

علاقة الحزب بالسلطة – التشارك من أجل التنمية

ﻟﻘﺪ راﮐﻢ اﻟﺤﺰب ﺑﺎﻹﻗﻠﯿﻢ ﺗﺠﺮﺑﺔ ﻣﻬﻤﺔ ﻓﻲ ﺗﺴﯿﯿﺮ ﻋﺪد ﻣﻦ اﻟﺠﻤﺎﻋﺎت، وﻓﻲ ﺗﻤﺜﯿﻞ اﻟﺴﺎﮐﻨﺔ ﺑﺎﻟﺒﺮﻟﻤﺎن، وﮐﺎن ﻟﻪ دور ﻣﺤﻮري ﻓﻲ اﺳﺘﻘﺒﺎل اﻟﻮﻓﻮد اﻟﺮﺳﻤﯿﺔ، وﺗﻨﻈﯿﻢ زﯾﺎرات ﻣﯿﺪاﻧﯿﺔ، وﻓﺘﺢ ﺣﻮارات ﺟﺎدة ﻣﻊ اﻟﻔﺎﻋﻠﯿﻦ واﻟﻤﻌﻄﻠﯿﻦ واﻟﻨﻘﺎﺑﺎت واﻟﺠﻤﻌﯿﺎت. وﺑﻤﻨﺎﺳﺒﺔ ﺗﻌﯿﯿﻦ ﻋﺎﻣﻞ ﺟﺪﯾﺪ ﻋﻠﯽ اﻹﻗﻠﯿﻢ، ﻧﺘﻘﺪم ﺑﺘﻬﺎﻧﯿﻨﺎ ﻟﻠﺴﯿﺪ ﻧﻮر اﻟﺪﯾﻦ أﻋﺒﻮ ﻋﻠﯽ اﻟﺜﻘﺔ اﻟﻤﻠﮑﯿﺔ، وﻧﺘﻄﻠﻊ إﻟﯽ ﻓﺘﺢ ﺻﻔﺤﺔ ﺟﺪﯾﺪة ﻣﻦ اﻟﺘﻌﺎون واﻟﻌﻤﻞ اﻟﻤﺸﺘﺮك ﻓﻲ إﻃﺎر دوﻟﺔ اﻟﺤﻖ واﻟﻘﺎﻧﻮن، ووﻓﻖ ﻣﻘﺎرﺑﺔ ﺗﻨﻤﻮﯾﺔ ﻣﻨﺪﻣﺠﺔ ﺗُﺸﺮك اﻟﺠﻤﯿﻊ.

خاتمة

إن ﺣﺰب اﻻﺗﺤﺎد اﻻﺷﺘﺮاﮐﻲ ﻟﻠﻘﻮات اﻟﺸﻌﺒﯿﺔ، وهو ﯾﻨﻈﻢ أﺷﻐﺎل ﻣﺆﺗﻤﺮﻩ اﻹﻗﻠﯿﻤﻲ اﻟﺨﺎﻣﺲ ﺑﺈﻗﻠﯿﻢ ﻓﺠﯿﺞ، ﯾﺴﺘﺤﻀﺮ ﺗﺎرﯾﺨﻪ اﻟﻨﻀﺎﻟﻲ، وﯾﺴﺘﺸﺮف أﻓﻘﺎً ﺗﻨﻈﯿﻤﯿﺎً وﺳﯿﺎﺳﯿﺎً ﺟﺪﯾﺪاً ﯾﻘﻮم ﻋﻠﯽ رﺑﻂ اﻟﺸﺮﻋﯿﺔ اﻟﺘﺎرﯾﺨﯿﺔ ﺑﺸﺮﻋﯿﺔ اﻟﻘﺮب، واﻻﻧﺨﺮاط ﻓﻲ ﻣﻌﺎرك اﻟﺪﯾﻤﻘﺮاﻃﯿﺔ واﻟﺘﻨﻤﯿﺔ واﻟﻌﺪاﻟﺔ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﯿﺔ. وﻟﺘﺤﻘﯿﻖ هذا اﻷﻓﻖ، ﻓﺈن دﻋﻢ اﻟﻔﺮوع اﻟﻤﺤﻠﯿﺔ، وﺗﻮﻓﯿﺮ اﻟﺘﺄﻃﯿﺮ واﻟﺘﮑﻮﯾﻦ، وﺗﻨﺸﯿﻂ اﻟﺤﯿﺎة اﻟﺘﻨﻈﯿﻤﯿﺔ، ﯾﻈﻠﻮن أوﻟﻮﯾﺎت ﻣﺴﺘﻌﺠﻠﺔ. ﮐﻤﺎ أن ﺗﮑﺜﯿﻒ اﻟﺤﻀﻮر ﻓﻲ اﻟﺴﺎﺣﺔ اﻟﻤﯿﺪاﻧﯿﺔ، واﻹﻧﺼﺎت ﻟﻘﻀﺎﯾﺎ اﻟﻤﻮاﻃﻨﯿﻦ، واﻻﻧﻔﺘﺎح ﻋﻠﯽ اﻟﻄﺎﻗﺎت اﻟﺸﺎﺑﺔ، ﮐﻠﻬﺎ ﻋﻨﺎﺻﺮ ﺿﺮورﯾﺔ ﻹﻋﺎدة ﺑﻨﺎء اﻟﺜﻘﺔ وﺗﻮﺳﯿﻊ اﻟﻘﺎﻋﺪة اﻟﺸﻌﺒﯿﺔ ﻟﻠﺤﺰب. إن اﻟﻤﺆﺗﻤﺮ ﻣﻨﺎﺳﺒﺔ ﻟﺘﺮﺳﯿﺦ ﺛﻘﺎﻓﺔ اﻻﻟﺘﺰام واﻟﻤﺴﺆوﻟﯿﺔ، واﻻﻧﺘﺼﺎر ﻟﻘﯿﻢ اﻻﺗﺤﺎد اﻷﺻﯿﻠﺔ: اﻟﺼﺪق، اﻟﺠﺮأة، اﻟﻨﻀﺎل، واﻟﺘﺠﺪﯾﺪ. ﻓﻠﺘﮑﻦ هﺬﻩ اﻟﻤﺤﻄﺔ ﻟﺤﻈﺔ ﻟﻠﻘﻄﯿﻌﺔ ﻣﻊ اﻟﺠﻤﻮد واﻟﺘﺮاﺧﻲ، وﺑﺪاﯾﺔ ﻟﻤﺮﺣﻠﺔ ﺟﺪﯾﺪة ﻋﻨﻮاﻧﻬﺎ: «اﻟﻮﺿﻮح ﻣﻊ اﻟﺬات، واﻟﻮﻓﺎء ﻟﻠﻤﺒﺎدئ، واﻻﻧﺤﯿﺎز ﻟﻠﺸﻌﺐ».

 


الكتابة الإقليمية لإقليم فجيج

 

انعقد يوم الجمعة 18 يوليوز 2025 المؤتمر الإقليمي الخامس لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية لفجيج ببوعرفة، تحت شعار: «تنمية الإقليم رهينة بتعزيز المكتسبات وتحقيق العدالة المجالية في إطار الجهوية المتقدمة»،
بانتخاب مكتب جديد وفق التشكيلة الآتية:
الكاتب الإقليمي: موسى فنزار؛
رئيس المجلس الإقليمي: عبد الشفيق تابو؛
النائب الأول للكاتب الإقليمي: عبد الله كاسو؛
النائب الثاني للكاتب الإقليمي: اسحاق امعضور؛
آمين المال: أحمد اغراي؛
نائب أمين المال: مصطفى كبوري؛
المقرر: ازهور اعداد؛
نائب المقرر: لحسن بنشارة؛
باقي الأعضاء: سعيدة اوتعليت، فاطمة الزهراء السهلاوي، حسن لعويسي، ميلودة شيخاوي، موسى اولخشيش وعادل بنعيسى.


الكاتب : مصطفى لالي

  

بتاريخ : 22/07/2025