دخلت أمس المواجهة العسكرية بين إسرائيل وإيران يومها السادس وسط تصعيد ينذر باتساع رقعة النزاع ليشمل المنطقة بأكملها. فمنذ بدء الغارات الجوية الإسرائيلية على منشآت عسكرية ونووية في إيران، يتبادل الطرفان الضربات، ما أدى إلى سقوط مئات الضحايا وتدمير بنى تحتية استراتيجية في كلا البلدين.
وأعلن الجيش الإسرائيلي أن أكثر من 50 طائرة حربية شاركت في استهداف مواقع حيوية قرب طهران، منها منشآت لتخصيب اليورانيوم وأجهزة الطرد المركزي في كرج، فضلاً عن مصانع لإنتاج الصواريخ والأسلحة المتطورة. وأكدت الوكالة الدولية للطاقة الذرية تدمير مبنيين مخصصين لأجهزة الطرد المركزي، إضافة إلى أضرار في مفاعل نطنز النووي.
في المقابل، أطلقت إيران صواريخ فرط صوتية من طراز «فتاح-1» على مواقع داخل إسرائيل، مستهدفة تل أبيب وحيفا، حيث دعت قيادة القوات المسلحة الإيرانية السكان إلى إخلاء المدينتين تحسبا لـ»ضربات عقابية وشيكة». وأفاد الجيش الإسرائيلي باعتراض معظم هذه الصواريخ، في حين سقط بعضها في مناطق مدنية، ما أدى إلى مقتل 24 شخصًا في إسرائيل، وفق مكتب رئيس الوزراء، مقابل أكثر من 224 قتيلًا في إيران.
وعلى المستوى السياسي، شدد المرشد الأعلى علي خامنئي على أن الرد الإيراني «قاس ومتناسب»، رافضا أي تسوية أو تهديدات أميركية، معتبرا أن إسرائيل ارتكبت «خطأ فادحا سيدفع ثمنه غاليا». كما هاجم الولايات المتحدة بسبب دعمها العلني لإسرائيل، في وقت حذر فيه السفير الإيراني في جنيف من «ردود أشد وأوسع نطاقا» إذا استمر العدوان.
في واشنطن، صعد الرئيس الأميركي دونالد ترامب لهجته مهددا باغتيال خامنئي، وصرح أن «إيران هدف سهل»، لكنه استبعد تنفيذ ذلك «في الوقت الحالي». وقد أمر ترامب بإرسال حاملة الطائرات «نيميتز» وأربع قاذفات استراتيجية من طراز B-52 إلى الشرق الأوسط، كما عقد اجتماعا طارئا لمجلس الأمن القومي لدراسة الخيارات العسكرية.
وفي ظل هذا التصعيد، أغلقت عدة سفارات غربية في طهران وتل أبيب، وأجلت دول مثل الصين، روسيا، البرتغال، وتشيكيا رعاياها من البلدين تحسبا لانفجار الوضع إقليميا. كما أعلنت الولايات المتحدة عن تعزيز إجراءاتها الأمنية في قواعدها بالشرق الأوسط.
اقتصاديا، سجلت أسعار النفط ارتفاعًا ملحوظا تخوفا من تأثير النزاع على إمدادات الخام عبر مضيق هرمز، وهو ممر حيوي يعبر خلاله نحو 20% من النفط العالمي.
وفي مؤشر على عمق الأزمة، أعلنت إيران عن توقيف خمسة أشخاص اتهمتهم بالعمالة للموساد الإسرائيلي، كما فرضت قيودا على استخدام الإنترنت واتهمت تطبيق «واتساب» بنقل بيانات المستخدمين إلى إسرائيل، وهو ما نفته الشركة بشدة.
في ظل هذا التوتر المتصاعد، حذر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون من «فوضى عارمة» قد تنجم عن أي محاولة لتغيير النظام في إيران، بينما طالبت الصين جميع الأطراف بالتهدئة، متهمة واشنطن بـ»صب الزيت على النار».
ورغم الدعوات الدولية للتهدئة، تؤكد المؤشرات أن المواجهة قد تطول، لا سيما مع تعهد إيران بمواصلة ضرباتها حتى تتوقف إسرائيل عن هجماتها، بينما تصر تل أبيب على منع طهران من امتلاك قدرات نووية عسكرية، في وقت يتزايد فيه القلق من احتمال تدخل أميركي مباشر يغير موازين الصراع.
في اليوم السادس من المواجهة : الضربات مستمرة بين إسرائيل وإيران وسط تصعيد ينذر باتساع رقعة النزاع

الكاتب : وكالات
بتاريخ : 19/06/2025