احتضنت المكتبة الوطنية للمملكة المغربية بالرباط، مساء الجمعة، لقاء لتخليد اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني، حضره ديبلوماسيون وفاعلون سياسيون وممثلو المجتمع المدني.
وبهذه المناسبة، قال السفير الفلسطيني بالرباط جمال الشوبكي، إن هذا اليوم العالمي الذي يخلد هذه السنة في الـ26 نونبر، يمثل مناسبة للتذكير بالحقوق غير القابلة للتصرف للشعب الفلسطيني، مشيرا إلى الظروف العصيبة التي تمر منها القضية الفلسطينية.
وأشاد الشوبكي، بالدور الذي يضطلع به المغرب، بقيادة الملك محمد السادس رئيس لجنة القدس، في دعم القضية الفلسطينية ووضع حد للاحتلال، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.
كما نوه بالجهود التي تبذلها وكالة بيت مال القدس الشريف من أجل دعم صمود المقدسيين وكافة الشعب الفلسطيني من خلال مشاريع تهم، على الخصوص، السكن والشغل وحماية تراث المدينة المقدسة.
من جهة أخرى، أشاد الشوبكي بما ورد في رسالة جلالة الملك إلى رئيس اللجنة الأممية المعنية بممارسة الشعب الفلسطيني لحقوقه غير القابلة للتصرف، السيد شيخ نيانغ، والتي عبرت عن مواقف حازمة للمغرب حيال القضية الفلسطينية.
من جانبهم، ذكر عدد من الفاعلين السياسيين بالمواقف الثابتة للمغرب، بقيادة جلالة الملك، تجاه القضية الفلسطينية، مشددين على ضرورة العمل من أجل نيل الشعب الفلسطيني لحقوقه الكاملة.
وبعدما سجلوا أن ما يحدث في غزة يشكل تحديا صارخا لأبسط قواعد القانون الدولي الإنساني والقيم الكونية، دعوا المنتظم الدولي لتوفير الحماية للشعب الفلسطيني وإيقاف الجرائم الممارسة في حقه.
وجرى خلال هذا اللقاء عرض شريط وثائقي حول معاناة الشعب الفلسطيني من ممارسات الاحتلال والوضع الإنساني المزري الذي يعرفه قطاع غزة.
يذكر أنه يتم تخليد اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني بقرار من الأمم المتحدة، وذلك بعد أن دعت الجمعية العامة للأمم المتحدة في عام 1977، إلى تنظيم احتفال سنوي، في يوم 29 نونبر من كل سنة، تعبيرا عن التضامن مع الشعب الفلسطيني.
وقد شاركت الأخت فتيحة سدادس، عضو المكتب السياسي للحزب بكلمة الاتحاد الاشتراكي، جاء فيها:
نلتقي اليوم، كدأبنا كل سنة، في 29 من نونبر، لنحيي اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني، الذي أقرته الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 1977.
في هذا اللقاء التضامني الذي تنظمه سفارة دولة فلسطين بالمملكة المغربية، تلتئم أطياف المجتمع المغربي لتعضد قضيتها الأولى قضية فلسطين الحبيبة، ولتؤازر إخوانهم الفلسطينيين الصامدين الذين يتعرضون، منذ أكتوبر من السنة الماضیة وما قبلها، لحملة إبادة جماعية وتدمير شامل أمام صمت رھیب للمنتظم الدولي وأمام عجز الأمم المتحدة ومجلس الأمن ومنظماتھا الدولیة الحقوقیة والإنسانیة لوقف العدوان الإسرائیلي الغاشم.
إن وجودنا اليوم أيها الحضور الكريم، فيه من الرسائل الواضحة والمشفرة الشيء الكثير، ولعل ذلك يعني فيما يعنيه أن فلسطين لا حاجة للدعاية لها، فهي في ذاكرة المغاربة … حب وعشق…هي تضحية وفداء… هي إيمان واعتقاد …. فأرض فلسطين تخفي وراءها أسرارا عجز الباغون من الصهاينة ومن انحاز إليهم عن فك طلاسمها وإبطال مفعولها.
إننا في الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية باعتبارنا من المساهمين في تأسيس الجمعية المغربية لمساندة الكفاح الفلسطيني إلى جانب القوى الوطنية التي كانت في زمن الجمر والرصاص، التعبير الوحيد الذي تصرف من خلاله الأحزاب والنقابات والجمعيات مواقفها وأشكالها النضالية دعما لكفاح الفلسطينيين، نوازي بين خط النضال الديمقراطي وطنيا، مع خط تحرير الأوطان والشعوب، وفي مقدمتهم الشعب الفلسطيني، ولنا أن نستحضر المقولة الملهمة للشهيد عمر بنجلون: القضية الفلسطينية قضية وطنية، بمعنى أن كل تقدم في إنجاز المهام الوطنية المتمثلة في استكمال الوحدة الترابية، ودمقرطة الدولة والمجتمع، يصب حتما في مجرى تحرير فلسطين.
واليوم يتمظهر هذا الارتباط في الارتقاء من مدارج التضامن إلى سدة الانخراط في النضال الفلسطيني من أجل دعم صمود الشعب الفلسطيني على أرضه ومقاومة التهويد، على طريق وأفق إقامة دولة فلسطينية وعاصمتها القدس الشريف، وفق مواثيق الشرعية الدولية. وهو انخراط مبدئي عبر عنه المغرب ملكا وحكومة وشعبا، قولا وفعلا، بشكل لا مراء فيه. ولنا أن نستحضر ما جاء في الرسالة الملكیة الموجھة إلى القمة غیر العادیة للدول العربیة والإسلامیة المنعقدة أخیرا في الریاض بالمملكة العربیة السعودیة، والتي أكدت الرسالة ومعھا البیان الختامي أنه لا سلام حقیقي ولا استقرار دائم في منطقة الشرق الأوسط إلا بضمان الحقوق المشروعة للشعب الفلسطیني والاعتراف بالدولة الفلسطینیة المستقلة وعاصمتھا القدس الشریف.
إننا إذ نجتمع اليوم كممثلين للهيئات السياسية والنقابية والجمعوية في المملكة المغربية، نؤكد أن موقفنا راسخ من عدالة ومركزية القضية الفلسطينية، باعتبارها مفتاح السلام والأمن والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط، في إطار حل الدولتين المتوافق عليه دوليا، تكون فيه غزة جزءا لا يتجزأ من الأراضي الفلسطينية المستقلة. وهو الموقف المعبر عن نبض الشارع المغربي والشارع العربي والإسلامي تجاه القضية الفلسطينية، قضية الأمة العربية والإسلامية الأولى وقضية كل أحرار العالم.
كما نوجه رسالة واضحة عبر هذا المحفل الوطني لكل من يحاولون المزايدة على مواقف المملكة المغربية وشعبها تجاه القضية الفلسطينية، مفادها أن المملكة المغربية ظلت عبر التاريخ تقف بشرف وكرامة في دعم القضية الفلسطينية ومساندة الشعب الفلسطيني الشقيق لنيل حقوقه كاملة ونصرة قضيته العادلة. فالمغرب لم يكن أبدا بلد شعارات، ولم يكن مثل بلدان مجاورة لنا بلدا يزايد بالقول على مأساة الفلسطينيين ويريد لها الاستمرار فقط لكي يجد ما يغنيه من الشعارات .
وختاماً، فإننا إذ نثمن قرار المحكمة الجنائیة الدولیة ومذكرتھا باعتقال وبمحاكمة الوزیر الأول نتنیاھو ووزیره الأسبق في الدفاع الإسرائیلي غالانتو المدانینب تھم تتعلق بارتكاب جرائم الحرب بقطاع غزة، ندعو أن يحظى الحراك العربي بالمواكبة اللازمة للمرحلة الحالية وتبني مواقف أكثر فعالية لتحريك القضية في مؤسسات العدالة الدولية ضد منتهكي الشرعية الدولية وراسمي ومنفذي خطة التصفية الكاملة لقضية فلسطين .
عاشت فلسطين حرة عربية، فلسطين… مطمح نفوس كل المغاربة، ومؤمل تشوقهم، وموطن تعلقهم، ومهوى أفئدتهم.
لكم ألف تحية وأكبر تضامن من مناضلات ومناضلي الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية قيادة وقواعدا.
في اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني..فتيحة سداس : نستحضر المقولة الملهمة للشهيد عمر بنجلون: القضية الفلسطينية قضية وطنية ـ موقفنا راسخ من عدالة ومركزية القضية الفلسطينية باعتبارها مفتاح السلام والأمن والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط
بتاريخ : 02/12/2024