في بلاغ المكتب السياسي للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية .. الخطاب الملكي رسالة اطمئنان صادقة إلى قيادة الجزائر وشعبها من أجل تجاوز النزاع المفتعل في أفق الحل المشترك، ورسالة أخوة كذلك نحو حل لا غالب ولا مغلوب»

الاتحاد يعرب عن عميق امتنانه لجلالة الملك الذي تجاوب مع مطالب الإصلاح السياسي، في شقه الانتخابي، وما له علاقة بتقوية الديموقراطية التمثيلية وتجاوز أعطاب المنظومة التي أفرزت شروط اللاتوازن السياسي والمؤسساتي

دعوة الحكومة إلى التجاوب السريع مع الخطاب الملكي من أجل خلق شروط حوار سياسي منتج ونزيه، لأجل الوصول إلى منظومة انتخابية قوامها الفعل العمومي النبيل والتمثيلية الشعبية القوية والمؤسسات الناجعة

*********

تجاوز «الإجهاد الترابي» الذي نبه إليه ملك البلاد عند الحديث عن التفاوتات المجالية الصارخة من شأنه أن يخلق قفزة صحية، يكون من نتائجها انبثاق ميثاق ديمقراطي ترابي يتعاقد عليه رجال ونساء يختارهم الشعب بدون إكراهات من أي نوع، لا يحركهم سوى وازعهم الوطني

التأهيل الترابي والتأهيل السياسي والقانوني لمنظومة انتخابية سليمة، شرطان أساسيان في بناء الجهوية التي يريدها ملك البلاد وتوافقت عليها قواها الحية باعتبارها مشروع دولة، وليست وعدا مجردا أو لبنة ضمن بناء مؤسساتي مغلق محكوم بالتوافقات السياسوية الفوقية

إن المكتب السياسي للاتحاد وبعد اطلاعه على الخطاب الملكي في الذكرى السادسة والعشرين لعيد العرش ومناقشته بعمق وجدية، وبعد وقوفه على طابعه التاريخي المنشغل باستكمال مسيرة مغرب المستقبل، يعلن ما يلي :
-يعرب عن عميق اعتزاز حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية وتثمينه لمضامين الخطاب الملكي، ذات الصلة بمنجزات الحاضر وتطلعات المستقبل وما لمسه الشعب المغربي عموما، والاتحاديات والاتحاديون خصوصا، من وضوح ثابت في الرؤية وواقعية عقلانية في السهر على حسن التنفيذ وصراحة شجاعة في الوقوف على مكامن الخلل وحكمة وتبصر راسخين في التطلع إلى المستقبل.
– يحيي مكاسب المغرب بفضل السياسة الملكية المقدامة والمتبصرة، التي حولت المغرب، في شروط دولية متقلبة ومحيط إقليمي، عربي ومتوسطي، عرضة لكل الأزمات والهزات، إلى شريك جيوستراتيجي شامل للقوى الدولية، بالرغم من تنافسيتها الحادة، وذلك عبر شراكات جيو اقتصادية وجيو سياسية متوازنة تحظى باحترام الجميع.
– يحيي عاليا ما تحقق للمغرب من دعم دولي، في قضيته الوطنية الأولى والمصيرية، الذي أصبح توافقا دوليا ملموسا، يتجاوز الانتصار المبدئي للحق، إلى التفاف دبلوماسي ومؤسساتي تعتمده الدول الصانعة للقرار الدولي إلى جانب عشرات الدول الأعضاء في الأمم المتحدة مدونة للسلوك الدبلوماسي وللتعامل مع قضية المغرب العادلة.
– يعرب عن إصرار جلالته، باسم المغرب وباسم الشعوب المغاربية قاطبة، على تجاوز شروط التوتر التي تعيق بناء الحلم الجماعي المشترك، والاتحاد الاشتراكي الذي يجد في الإصرار الملكي تعبيرا عن قناعته المغاربية التي يغذيها التاريخ ويقتضيها منطق الجغرافيا ويفرضها مستقبل الشعوب، ويرى أن الخطاب الملكي رسالة اطمئنان صادقة إلى قيادة الجزائر وشعبها من أجل تجاوز النزاع المفتعل في أفق الحل المشترك، ورسالة أخوة كذلك نحو حل لا غالب ولا مغلوب فيه …
يشدد الاتحاد على أن دعوة ملك المغرب إلى الجوار المغاربي هي دعوة للسلام بعد أن أصبح ملف وحدتنا الترابية يحظى بالدعم الدولي الحاسم، كما يشدد على أن بناء المغرب الكبير كما توافقت عليه أجيال الآباء المؤسسين، على رأسهم المغفور له محمد الخامس، هو بحد ذاته الحل الأمثل والجواب الصائب على كل التخوفات، المفترضة منها أو الفعلية، التي تحرك المواقف العدائية والنزوعات الحربية بما فيها التخوف من تأثير الهزيمة الدبلوماسية على شرعية هذا النظام أو ذاك.
ويرى الاتحاد، في الإرادة الملكية، سعيا صادقا لجعل القضية الوطنية وترابها قاعدة لانطلاق قطار المغرب الكبير، كما هو الآن يتشكل كقاعدة قارية لمصلحة الشعوب بإفريقيا.
-وبخصوص الشأن الاجتماعي، وإذ يثمن عاليا الخطوات الجبارة التي قطعتها بلادنا، وفقا لرؤية ملكية استراتيجية نحو تثبيت مقومات الدولة الاجتماعية وجعلها محركا نشيطا ورافعة غير مسبوقة في صناعة نموذج مغربي في جعل المواطن المغربي في قلب التنمية والسياسات العمومية، يعتبر أن لغة الحقيقة والوضوح مع الذات التي تحدث بها جلالة الملك، تلتقي وخطاب الحقيقة الذي اعتمده الاتحاديات والاتحاديون في مواكبة هذه المسألة؛ وتناول معادلاتها التنفيذية، بوطنية صادقة نابعة من مدرسة اتحادية أصيلة تعرف نفسها كحركة إصلاحية بمضمون اجتماعي يخدم الإنسان المغربي .
– يعرب الاتحاد عن عميق امتنانه لجلالة الملك الذي تجاوب خطابه مع مطالب الإصلاح السياسي، في شقه الانتخابي، وماله علاقة بتقوية الديموقراطية التمثيلية وتجاوز أعطاب المنظومة الحالية؛ التي أفرزت كل شروط اللاتوازن السياسي والمؤسساتي.
– يدعو الحكومة إلى التجاوب السريع مع الخطاب الملكي في هذا الباب من أجل خلق شروط حوار سياسي منتج ونزيه، لأجل الوصول إلى منظومة قوامها الفعل العمومي النبيل والتمثيلية الشعبية القوية والمؤسسات الناجعة في خدمة الوطن والمواطن، والكفيلة بتجاوز أعطاب السياسات العمومية التي أفرزت « مغربا بسرعتين « أعلن جلالة الملك أنه غير مقبول وجوده لا اليوم ولا غدا.
ـ يعلن الاتحاد انخراطه التام في المشاورات التي دعا إليها ملك البلاد، إيمانا منه أن خلق توافق جدي ودينامي حول منظومة الانتخاب شرط وجوب لخلق شروط الثقة والانخراط الشعبي في الفعل الديمقراطي المطلوب لخلق تعبئة جماعية لإنجاح كل الأوراش المصيرية وفي قلبها ورش العدالة الترابية.
ـ إن الاتحاد الذي جعل من التأهيل الترابي شعارا لمؤتمراته على طول التراب الوطني، يدرك بأن هذا التأهيل جدير بأن يكون محركا قويا نحو مرحلة جديدة في الثورة الاجتماعية المؤسساتية، كما سبق أن كان المحرك الاجتماعي طاقة دفع نحو مجتمع عادل ودولة قوية، وفي هذا السياق، يعتبر الاتحاد أن التأهيل الترابي والتأهيل السياسي والقانوني لمنظومة انتخابية سليمة، شرطان أساسيان في بناء الجهوية التي يريدها ملك البلاد وتوافقت عليها قواها الحية باعتبارها مشروع دولة، وليست وعدا مجردا أو لبنة ضمن بناء مؤسساتي مغلق محكوم بالتوافقات السياسوية الفوقية الضيقة على حساب متطلبات التنمية والصحة والتعليم وخدمات أخرى لا تقل عنها حيوية في الثقافة والفن والرياضة ….
إن تجاوز «الإجهاد الترابي» الذي نبه إليه ملك البلاد عند الحديث عن التفاوتات المجالية الصارخة من شأنه أن يخلق قفزة صحية، يكون من نتائجها انبثاق ميثاق ديمقراطي ترابي يتعاقد عليه رجال ونساء يختارهم الشعب بدون إكراهات من أي نوع، لا يحركهم سوى وازعهم الوطني فوق أي حساب سياسوي ضيق .


الكاتب : المكتب السياسي للاتحاد الاشتراكي

  

بتاريخ : 01/08/2025