باسم الله
والحمد لله
وسبحان الله ولا إله إلا الله والله أكبر
أقف، باسم الأخوات والإخوة في كل مواقع المسؤولية والنضال والمحطات الإنسانية، في القيادة وفي القاعدة، لأودع إنسانا مناضلا، نقابيا سياسيا اجتماعيا، وأنا أشعر حقا أني لست الأكثر أهلية بين الحضور في تأبين الفقيد العزيز، أقف لأتحدث عن مناضل من طينة خاصة، وبين المستمعين من الحاضرين، من هم أهل لهذا التأبين، المناضل الحاضر معنا أخونا أحمد وهوب ، والأخ حمدان اسماعيل، ومن الغائبين مولاي الحسن والسي لحسن مزواري والأخ اغليظو لما اقتسموه معه من مراحل في الحياة والنضال، ومن خبر الكرامة في النقابة والسياسة والعمل الإنساني، وإنني لأشعر أنها أمانة عرضت عليهم، فأبوا، تعففا، حملها وأشفقوا منها، وأني أمامكم أحملها وأنا ظلوم بالتقصير، وجهول بكل حجم الرجل ..
وإني باسمكم أشهد أن الرجل الذي حرص أن نظل إخوة على سرر متقابلين، وقد نزع منا الغل، أكبر من كلماتي …ومن تأبيني !
والتفت حوله القلوب، لما في قلبه من طيبوبة ولين ورفق، ولكل واحد قطعة من قلبه!
وتحلقت حوله الأفئدة .. لما في فؤاده من قوة الحق والصراحة، ولكل واحد منكم قصة في هذا،
واجتمعت حوله العقول، لما في عقله من حكمة وتبصر، ولكل واحد حكاية حول رجاحة عقله…
ففي الشدة كما في الرخاء، كان الصادق الوفي والقلب الجامع والصبور.. وكما تعلمون في سنوات الثمانينيات عندما كانت السياسة والنقابة أقرب نقطة إلى السجن أو غضب الدولة، كان رابع أربعة انحازوا إلى ما آمنوا به رغم كل المخاطر!
وفي الشدة أو الرخاء حافظ على الثابت الكبير الذي لا يتغير، ويغفر لنا أنانيتنا وحروبنا الصغيرة والحقيرة والكبيرة وينبهنا إلى الأهم: الاتحاد وروح الاتحاد.
وفي ذلك لم يكن متعاليا ولا مُتعالما . لأنه أدرك، هو البسيط الشفيف العفيف، أن البسطاء هم ورثة الشهداء، ومن شدة ندرته، كلما وارينا أحد أمثاله الثرى تملكنا الخوف من أننا قد نواري مكارم الأخلاق ..
وكلما ودعناه، نصاب بالرعب أن نكون واقفين لندفن آخر الأتقياء.
حياتك يا إبراهيم وإلى آخر رمق كانت درسا في الصبر..
ودرسا في قدرة التحمل، فاعذرنا إذا لم نكن في كامل لياقتنا الأخوية ونحن نودعك.
نشهد أنك حملت الناس في قلبك، صدقت، وفيت، كفيت …ما قصرت، ولا وهنت ولا تخليت ولا حابيت أحدا منا في الحق .
ونشهد أنك عشت في دنيا الناس بشعور من يحمل كل همهم ولكنك وحدك تقدر على الابتسامة .. وما يواسينا فيك، أن الله سبحانه وتعالى قد وعد أمثالك
مجلسا مع الشهداء
حوضا مع الأنبياء
ورفقة مع الأتقياء
لتنم وتستيقظ مع الذين أنعم الله عليهم من النبيئين والصديقين والشهداء وحسن أولئك رفيقا.