في ثاني حضور له بالموندياليتو .. الوداد ينتظر الهلال السعودي بمعنويات عالية والمدرب النفطي يريد تحريك الجبال

يدشن فريق الوداد الرياضي، مساء يومه السبت مشاركته الثانية في كأس العالم للأندية، آملا أن يترك بصمة تنسي مناصريه الحضور الباهت في دورة 2017 بالإمارات العربية المتحدة.
وسيجد الفريق الأحمر، بطل الدوري المغربي وعصبة أبطال إفريقيا، نفسه أمام الهلال السعودي، التواق هو الآخر لمواصلة المشوار في هذه المسابقة، بعدما سبق أن توقف عند محطة نصف النهائي في دورتي 2019 و 2021.
ويريد الوداد أن يستلهم إنجاز غريمه الأخضر، الذي بلغ نهائي دورة 2013، في أحسن إنجاز مغربي وعربي، خاصة وأنه يتوفر على الوسائل التقنية والبشرية للذهاب بعيدا في هذه النسخة، التي ستكون الأخيرة بنظامها القديم، بعدما قرر الاتحاد رفع عدد المشاركين إلى 24 فريقا، يتنافسون على اللقب كل أربع سنوات.

ربان تونسي برهانات كبيرة

لقد وضعت إدارة الوداد ثقتها في المدرب التونسي مهدي النفطي، الذي كانت بدايته التدريبية على الملاعب الاسبانية، ومنحته فرصة قيادة الحمر في الموندياليتو، بعدما فكت ارتباطها مع المدرب المغربي الحسين عموتة، الذي وجد نفسه خارج مركب بنجلون بعد خلاف مع الرئيس سعيد الناصري.
ويؤكد النفطي في حوار خص به الموقع الرسمي للفيفا، أن كل شيء مر سريعا، وأن تعيينه مدربا للوداد لم يكن في خياله وقال: «لم أتوقع أن أكون في المغرب في بداية يناير، لذا لم يكن الأمر سهلا في البداية، لأنني لم أتوقع التدريب هنا. كان علي معرفة عدة أمور عن الفريق، ولاسيما طريقة التدريب وأوضاع اللاعبين وكيفية عيشهم أيضا».
وأضاف: «علمت أني سأدرب بطل إفريقيا، الذي فاز بالدوري المحلي في الموسم الماضي، والمدرب الذي كان هنا هو صديق لي، لذا فإن كل هذه الأمور جعلتني أقبل بالمهمة، وليس فقط لأننا سنلعب كأس العالم للأندية».
وتعود علاقة النفطي بالركراكي إلى سنوات ماضية، حيث لعبا كرة القدم سويا، وهي علاقة قال النفطي إنها مازالت متواصلة، إذ «مازال لدي تواصل مع الركراكي. لقد لعبنا سويا في فرنسا مع تولوز وفي راسينغ سانتاندير أيضا، لقد ساعدني كثيرا، وبالأخص في الأيام الأولى، على التأقلم مع الأجواء داخل الوداد بشكل سريع».
ومن صدف التاريخ أن الرجاء عندما بلغ نهائي سنة 2013 كان تحت قيادة المدرب التونسي، فوزي البنزرتي، بعدما أخذ بدوره، قبل أقل من أسبوع على انطلاق البطولة، مكان الناخب الوطني السابق، امحمد فاخر. وهو ما سيكون حافزا للمجموعة الودادية ومدربها على تقديم أفضل العروض في هذه العرس العالمي، ولِمَ لا بلوغ النهائي، خاصة وأن المعنويات مازالت عالية، عقب بلوغ المنتخب الوطني نصف نهائي مونديال قطر.

الهلال خصم عنيد

قال المهدي النفطي إنه رصد تفاصيل الهلال السعودي، الذي يضم لاعبين بإمكانيات تقنية عالية، حيث تابع العديد من الأشرطة التي تخص مباريات الفريق محليا وآسيويا.
ويضم الهلال العديد من العناصر المتمرسة، والبعض منها يحمل القميص الوطني، كما يتوفر على أجانب من المستوى الرفيع على غرار فييتو وماريغا وكويلار وكاريو.
ورغم قوة الخصم السعودي إلا أن المدرب النفطي، يرى في الحوار الذي خص به موقع الفيفا، أن الوداد لن يكون الطرف الأسوأ في هذه البطولة، وسيدافع عن سمعة الكرة المغربية، رغم أنه غير مرشح للتتويج باللقب.
وشدد على أن الفرق المنافسة تضرب للوداد ألف حساب، «لأن لدينا نجوم أصحاب خبرة داخل الفريق، وبقلوبنا وجماهيرنا يمكننا تحريك الجبال».

الجماهير.. حافز معنوي كبير

يتوقع أن يشهد مجمع الأمير مولاي عبد الله بالرباط، بداية من الثالثة والنصف من مساء اليوم، حضورا جماهيريا غفيرا، حيث أن المباراة المقررة بين الوداد والهلال ستدور بشبابيك مغلقة، بعدما نفذت التذاكر التي عرضت للبيع بعد ساعات من طرحها، وهو حافز معنوي كبير للعناصر الحمراء، التي تعي جيدا حجم المسؤولية الملقاة على عاتقها، ولاسيما الثلاثي، جبران وعطية والتكناوتي، الذي كان أحد مكونات المنتخب الوطني في مونديال قطر، الذي بلغ فيه الأسود المربع الذهبي، محققين أحسن إنجاز عربي وإفريقي.
وجهزت الجماهير الحمراء نفسها جيدا لهذه التظاهرة العالمية، وأرسلت للاعبين إشارات التحفيز والدعم، عبر صفحاتها بمواقع التواصل الاجتماعي، وهي الرسالة التي التقطها اللاعبون، فجاءت تصريحاتهم مليئة بالحماس والشغف، بغاية تقديم مردود كروي في مستوى الانتظارات والتطلعات.

التحضيرات على أعلى مستوى

وضعت الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم مركز محمد السادس رهن إشارة الفريق الأحمر، الذي دخل في تجمع تدريبي لعدة أيام، اشتغل فيه الطاقم التقني بكل هدوء، وفي جو من الاحترافية، وجهز لاعبيه لمواجهة اليوم بالشكل المطلوب.
ومن المقرر أن يدخل الوداد هذه اللقاء بصفوف شبه مكتملة، رغم أن المؤشرات الأولى توحي بغياب زهير المترجي بداعي الإصابة، وأنه سيكون جاهزا للمباراة المقبلة، في حين يسابق الطاقم الطبي الزمن من أجل تأهيل الحسوني، الذي يعاني من الإصابة.
ويتوفر الفريق الأحمر على مجموعة متناغمة، اكتسبت خبرة كبيرة في مثل هذه الاستحقاقات الكبرى، فإذا كان الثلاثي التكناوتي وجبران وعطية الله قد عاش المجد في أبهى تجلياته رفقة المنتخب الوطني بقطر، فإن باقي الأسماء، سبق لها أن توجت بالعديد من الألقاب محليا وقاريا، وخاضت مباريات قوية، وفي ظروف صعبة، ما مكنها من اكتساب الخبرة التنافسية اللازمة، وهنا نستحضر الدور الذي يقوم به أيمن الحسوني، على مستوى الربط بين خطي الوسط والهجوم.
الأكيد أن الوداد قادر على تخطي عقبة الخصم السعودي، وقادر أيضا على تأكيد الصحوة التي تعيشها كرة القدم الوطنية، سواء على مستوى المنتخبات الوطنية (المنتخب الأول، كرة القدم النسوية، كرة القدم داخل القاعة..) أو على مستوى الأندية، حيث فرض الوداد نفسه بقوة في محيط عمالقة الكرة الإفريقية، وسيطرة الرجاء ونهضة بركان على كأس الكاف، لكن لا بد من عدم المبالغة في الثقة، والتعامل مع مباراة اليوم بالعقلانية اللازمة، لتفادي أي مفاجأة غير سارة.


الكاتب : إبراهيم العماري

  

بتاريخ : 04/02/2023