أعلن مرشد الجمهورية الإيرانية الإسلامية، علي خامنئي، الحداد خمسة أيام في البلاد، إثر مقتل الرئيس إبراهيم رئيسي في حادث تحطم مروحية كانت تقله إلى جانب عدد من المسؤولين.
ونقلت وكالة الأنباء الرسمية “إرنا” عن خامنئي قراره بأن يتولى النائب الأول لرئيس الجمهورية محمد مخبر السلطة التنفيذية وفقا للدستور.
من هو محمد مخبر؟
وقال المرشد الأعلى: “التزاماً بالمادة الـ131 من الدستور، يتولى مخبر رئاسة السلطة التنفيذية”، لافتاً الى أنه يتوجب عليه، بحسب القوانين النافذة، العمل مع رئيسي السلطتين التشريعية والقضائية لإجراء انتخابات رئاسية جديدة “في مهلة أقصاها 50 يوماً”.
وبموجب الدستور الإيراني، يتولى النائب الأول لرئيس الجمهورية محمد مخبر مهامه بحال الوفاة، على أن يتم إجراء انتخابات رئاسية في غضون 50 يوماً.
ومخبر، هو الآن الرئيس المؤقت والعضو في مجلس مؤلف من ثلاثة أشخاص مع رئيس البرلمان ورئيس السلطة القضائية الذي سيرتب إجراء انتخابات رئاسية جديدة خلال 50 يوما من وفاة الرئيس.
وولد مخبر في الأول من سبتمبر 1955 ومثله مثل رئيسي يعتبر مقربا من الزعيم الإيراني الأعلى آية الله علي خامنئي الذي له القول الفصل في كل شؤون الدولة. أصبح مخبر النائب الأول للرئيس في 2021 لدى انتخاب رئيسي لشغل منصب الرئاسة.
وترأس مخبر من قبل صندوق ستاد للاستثمار المرتبط بالزعيم الإيراني الأعلى.
والاسم الكامل لصندوق ستاد هو بالفارسية (ستاد إجرايي فرمان حضرت إمام) أو “هيئة تنفيذ أوامر الإمام” وتأسس بموجب أمر من مؤسس الجمهورية الإسلامية سلف خامنئي وهو آية الله روح الله الخميني.
والمهمة هي إصدار أوامر للمساعدين والمستشارين لبيع وإدارة ممتلكات وأصول قيل إنها تركت في فوضى عمت لسنوات بعد الثورة الإسلامية في 1979 وتوجيه أغلب ما يعود منها لأغراض خيرية.
وفي 2013، أضافت وزارة الخزانة الأميركية ستاد و37 شركة يشرف عليها الصندوق في قائمة الكيانات الخاضعة للعقوبات الأميركية.
وتولى مخبر منصب العضو المنتدب لشركة دزفول للاتصالات، وشغل منصب نائب الرئيس التنفيذي لشركة خوزستان للاتصالات، ونائب وزير التجارة والنقل لـ”مؤسسة المحرومين” ونائب محافظ خوزستان.
وفي 2010، أدرج الاتحاد الأوروبي اسم مخبر في قائمة الأفراد والكيانات الخاضعة للعقوبات بسبب ما قيل عن الضلوع في “أنشطة نووية وأنشطة للصواريخ الباليستية”. وبعد عامين من ذلك التاريخ، أزال التكتل اسمه من تلك القائمة.
وقالت مصادر لرويترز في أكتوبر إن مخبر كان ضمن فريق من المسؤولين الإيرانيين الذين زاروا موسكو وقتها ووافقوا على تزويد الجيش الروسي بصواريخ أرض-أرض والمزيد من الطائرات المسيرة. وباقي الفريق شمل اثنين من كبار مسؤولي الحرس الثوري ومسؤول في المجلس الأعلى للأمن القومي.
وعين مجلس الوزراء الإيراني الاثنين نائب وزير الخارجية علي باقري كني قائما بأعمال وزير الخارجية، وذلك بعد وفاة حسين أمير عبد اللهيان في حادث تحطم الطائرة.
ويتولّى رئيسي (63 عامًا) رئاسة الجمهوريّة الإسلاميّة الإيرانيّة منذ ثلاثة أعوام. ويُعدّ من المحافظين المتشدّدين، وانتُخب في 18 يونيو 2021 في الجولة الأولى من اقتراع شهد مستوى امتناع قياسياً عن التصويت وغياب منافسين أقوياء.
وخلف الرئيس المعتدل حسن روحاني الذي كان هزمه في الانتخابات الرئاسيّة عام 2017.
وتعزّز موقف رئيسي في الانتخابات التشريعيّة التي أجريت في مارس، وهي أوّل انتخابات وطنيّة منذ الحركة الاحتجاجيّة التي شهدتها إيران نهاية عام 2022 بعد وفاة الشابّة مهسا أميني إثر توقيفها بتهمة عدم الامتثال لقواعد اللباس الصارمة في الجمهوريّة الإسلاميّة.
وأشاد الرئيس الإيراني حينها بـ”الفشل التاريخي الجديد الذي لحق بأعداء إيران بعد أعمال الشغب” في عام 2022.
وُلد رئيسي في نوفمبر 1960 في مدينة مشهد المقدّسة لدى الشيعة (شمال شرق)، وقضى معظم حياته المهنية في النظام القضائي، وتولّى مناصب أبرزها المدّعي العام لطهران ثم المدّعي العام للبلاد ورئاسة السلطة القضائية اعتباراً من العام 2019.
واسم الرئيس الإيراني مدرج في اللائحة الأميركيّة السوداء للمسؤولين الإيرانيّين المتّهمين بـ”التواطؤ في انتهاكات خطرة لحقوق الإنسان”، وهي اتهامات رفضتها السلطات في طهران باعتبارها لاغية وباطلة.
أما حسين أمير عبداللهيان (60 عاما) فعيّنه رئيسي وزيرًا للخارجية في يوليو 2021.
إلى ذلك، أعلن الهلال الأحمر الإيراني، الاثنين، عن انتشاله جثامين الضحايا بما فيها جثمان الرئيس إبراهيم رئيسي.
ومع إعلان انتهاء عملية البحث لفرق الإنقاذ، فقد صرح رئيس جمعية الهلال الأحمر الإيراني، بيرحسين كوليوند، أن جثامين المتوفين ستنقل إلى “روضة الشهداء” في تبريز.
وأعلن رسميا في إيران، عن وفاة الرئيس إبراهيم رئيسي ووزير الخارجية حسين أمير عبد اللهيان ومرافقيهما في حادث تحطم المروحية التي كانت تقلهم. إذ كان من بين الركاب، أيضا، ممثل المرشد خامنئي سيد محمد علي آل هاشم، ومحافظ أذربيجان الشرقية مالك رحمتي.
فبعد مراسم افتتاح سد “قيز قلعة سي” برفقة الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف على نهر آرس الحدودي المشترك، يوم الأحد، تعرضت المروحية التي تقل رئيسي لحادث في طريق العودة إلى مدينة تبريز لتدشين مشروع تحسين جودة مصفاة تبريز، وتحطمت في غابات ديزمار الواقعة بين قريتي أوزي وبير داود في منطقة ورزقان في محافظة أذربيجان الشرقية شمال غرب إيران.
وقالت الحكومة في بيان أوردته وكالة “إرنا” الرسمية “ارتقت الروح العظيمة لخادم الشعب الإيراني الى بارئها، وأصبح خادم (الإمام) الرضا آية الله رئيسي، رئيسا للشعب وحبيبا في السماء”.
وأكدت الحكومة “للشعب الايراني الوفي والمقدر والعزيز على أن طريق العزة والخدمة سيستمر وبفضل روح آية الله رئيسي البطل وخادم الشعب والصديق الوفي للقيادة التي لا تعرف الكلل (…) لن يكون هناك أدنى خلل او مشكلة في الإدارة الجهادية للبلاد”.
دول عديدة قدمت تعازيها
قدمت دول عربية، الاثنين، تعازيها لطهران في وفاة الرئيس الإيراني ووزير الخارجية والوفد المرافق لهما إثر تحطم مروحيتهم، الأحد، في محافظة أذربيجان الشرقية شمال غرب إيران، و ذلك في بيانات صادرة عن قطر والإمارات ومصر والعراق، عقب الإعلان الإيراني الرسمي لوفاتهم.
ووجه أمير قطر الشيخ تميم بن حمد على إكس صادق التعازي للجمهورية الإسلامية الإيرانية حكومة وشعبا في وفاة الرئيس إبراهيم رئيسي ووزير الخارجية حسين أمير عبد اللهيان والمسؤولين المرافقين في حادث المروحية الأليم”.
ونعت مصر، وفق بيان للرئاسة بـ”مزيد من الحزن والأسى، الرئيس الإيراني، ووزير الخارجية ومرافقيهم، الذين وافتهم المنية إثر حادث أليم”.
وتقدم الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بـ”خالص التعازي والمواساة إلى الشعب الإيراني الشقيق”، داعيا “الله عز وجل أن يتغمد الرئيس الإيراني الفقيد والراحلين بواسع رحمته، ويلهم أسرهم الصبر والسلوان”، وأعرب عن “تضامن مصر مع القيادة والشعب الإيراني في هذا المصاب الجلل”.
وقال رئيس الامارات الشيخ محمد بن زايد ال نهيان “خالص العزاء وعميق المواساة للجمهورية الإسلامية الإيرانية قيادة وشعبا في وفاة الرئيس إبراهيم رئيسي ونؤكد تضامن الإمارات مع إيران في هذه الظروف الصعبة”.
من جهته، قدم رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني في بيان رسمي، التعازي للحكومة الإيرانية وشعبها بحادثة وفاة الرئيس إبراهيم رئيسي ومرافقيه في حادث تحطم طائرتهم.
وقال السوداني “ببالغ الحزن، وعظيم الأسى، تلقينا نبأ وفاة رئيس الجمهورية الإسلامية الإيرانية إبراهيم رئيسي، ووزير الخارجية حسين أمير عبدالإلهيان، ورفاقهما، خلال حادث تحطم الطائرة المؤسف في شمال إيران. إننا إذ نتقدم بخالص تعازينا ومواساتنا إلى المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية السيد علي الخامنئي، وإلى إيران، حكومة وشعبا، نعرب عن تضامننا مع الشعب الإيراني الشقيق ومع الإخوة المسؤولين في الجمهورية الإسلامية بهذه الفاجعة الأليمة”. وقال رئيس وزراء باكستان شهباز شريف على إكس “تابعنا بقلق التطورات المتعلقة بحادثة هبوط الطائرة الهليكوبتر التي كانت تقل الرئيس رئيسي. كان يحدونا أمل في الحصول على أخبار جيدة. وللأسف هذا لم يحدث. أتقدم مع حكومة وشعب باكستان بأحر التعازي والمواساة إلى الأمة الإيرانية في هذه الخسارة الفادحة. رحم الله أرواح الشهداء. ستتجاوز الأمة الإيرانية العظيمة هذه المأساة بشجاعتها المعهودة”.
أعرب رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال الإثنين عن تعازي الاتحاد “الصادقة” بمقتل الرئيس الإيراني.
وكتب ميشال على منصة “إكس”، “يعرب الاتحاد الأوروبي عن تعازيه الصادقة لوفاة الرئيس رئيسي ووزير الخارجية أمير عبداللهيان والأعضاء الآخرين في وفدهم والطاقم في حادث مروحية”.
أعربت رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني عبر شبكة “كانالي 5” عن “تضامن إيطاليا مع إيران حكومة وشعبا”، آملة في “أن تلتزم القيادة الإيرانية المستقبلية بتحقيق الاستقرار وتهدئة الوضع في المنطقة”.
قال وزير الخارجية الإسباني خوسيه مانويل ألباريس ل”راديو كادينا سير”، “رئيسي كان شخصية مهمة للغاية في إيران، لذا سنتابع بعناية فائقة الإجراءات التي ستتخذها إيران”.
نعى وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الاثنين “الصديقين الحقيقيين”، إبراهيم رئيسي وحسين أمير عبداللهيان اللذين قضيا مع ثمانية آخرين في تحط م مروحية.
وقال لافروف في بيان “كان الرئيس رئيسي ووزير الخارجية أمير عبداللهيان صديق ين حقيق يين وجدير ين بالثقة”، واصفا إياهما بأنهما “وطنيان حقيقيان دافعا بقوة عن مصالح بلدهما”.
اعتبر الرئيس الصيني شي جينبينغ الإثنين أن وفاة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي في حادث تحطم مروحية تشك ل “خسارة كبيرة للشعب الإيراني”.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية وانغ ونبين في مؤتمر صحافي إن الرئيس شي جينبينغ اعتبر أن “وفاته المأسوية هي خسارة كبيرة للشعب الإيراني، وأن الشعب الصيني فقد صديقا جيدا “.
قال وزير الخارجية التركي هاكان فيدان إن تركيا “تشارك الشعب الإيراني الصديق والشقيق، ألمه”.
وقال خلال مؤتمر صحافي “للأسف، الأخبار الواردة من إيران أحزنتنا بشدة”.
أعرب الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي التي تضم 57 دولة، حسين إبراهيم طه، عن “خالص تعازيه وتعاطفه مع حكومة إيران وشعبها”، وفقا لما جاء في بيان للمنظمة على موقع “إكس”.
قد م العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني تعازيه للجمهورية الإسلامية الإيرانية.
وقال عبر منصة “إكس”، “أحر التعازي للأشقاء بالجمهورية الإسلامية الإيرانية قيادة وحكومة وشعبا بوفاة الأخ الرئيس إبراهيم رئيسي، ووزير الخارجية الأخ حسين أمير عبداللهيان والمرافقين لهما، رحمهم الله جميعا. نتضامن مع الأشقاء في إيران بهذا الظرف الصعب”. قد م أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني “صادق التعازي” للجمهورية الإسلامية “حكومة وشعبا “.
قد م رئيس الإمارات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان “خالص العزاء وعميق المواساة للجمهورية الإسلامية الإيرانية قيادة وشعبا “، مؤكدا “تضامن الإمارات مع إيران في هذه الظروف الصعبة”.
أعرب الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي جاسم محمد البدوي عن “أحر التعازي وصادق المواساة إلى حكومة شعب جمهورية إيران الإسلامية”. وأك د تضامن مجلس التعاون مع الجمهورية الإسلامية “في هذه الظروف العصيبة”.
وحظي حادث المروحية بمتابعة حثيثة على مستوى الولايات المتحدة التي لا تقيم علاقات دبلوماسيّة مع إيران.
وقال متحدّث باسم الخارجيّة الأميركيّة في واشنطن “نتابع من كثب التقارير التي تتحدّث عن احتمال أنّ مروحيّة تقلّ الرئيس ووزير الخارجيّة الإيرانيّين نفّذت هبوطًا اضطراريًّا”.
وأعلن مسؤول أميركي أنّ الرئيس جو بايدن “أحيط علمًا” بالحادث الذي تعرّضت له مروحيّة رئيسي.
ظريف يحمل واشنطن المسؤولية
اتهم وزير الخارجية الإيراني السابق، محمد جواد ظريف، الولايات المتحدة الأمريكية، بالتسبب في وفاة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، في اتهام هو الأول منذ تحطم الطائرة المروحية التي كانت تقل رئيسي وعددا من المسؤولين، بينهم وزير الخارجية.
وجاء اتهام ظريف لكون الولايات المتحدة تفرض عقوبات على إيران، يمنعها من استيراد الطائرات، وقطع الغيار والصيانة للطائرات، ومن بينها المروحية الأمريكية الصنع التي كان يستقلها رئيسي، وهي من طراز بيل-212.
وفي عام 2021 أصدرت هيئة النقل الكندية تحذيرا بشأن هذا الطراز من الطائرات، وأوقفت العمل بها في البلاد لحين فحص مسامير ربط شفرات المروحية التي قالت إنها تعاني من خلل ويجب استبدالها والتأكد من عملها بشكل سليم.
وأعلن الهلال الأحمر الإيراني عن انتشاله جثامين ضحايا تحطم المروحية بما فيها جثمان الرئيس إبراهيم رئيسي.