شهادات الوفاء في حفل تأبين السينفيلي والإعلامي عبد الحق المبشور

 

عبد الخالق بلعربي: «علمتنا كيف يكون العطاء بلا مقابل، وكيف تكون الحياة أجمل عندما نغفر ونسامح»

أمينة الصيباري «ستبقى دما يسري في عروقنا»

عتيق بن شيكر « لحنين : اللمسة الانسانية التي هزمت بيروقراطية الإنتاج في القناة الثانية»

 

 

نظمت الجامعة الوطنية للأندية السينمائية، يوم الجمعة 21 فبراير بالمركب الثقافي مولاي رشيد، حفل تأبين للراحل عبد الحق المبشور، الذي توفي يوم 20 يناير بإحدى المصحات بالدار البيضاء..
وقد عرفت قاعة العروض بالمركب الثقافي حضور فعاليات في المجال الإعلامي والسياسي والفني، وأعضاء من الجامعة الوطنية للأندية السينمائية ممثلة في كل من الرئيس عبد الخالق بن العربي وأعضاء من المكتب التنفيذي لجواسم، أمينة الصيباري، جيلالي بوجو وعبد العالي الخليطي، وأعضاء آخرين من ستة أندية سينمائية وطنية، بالإضافة إلى زملاء الفقيد في القناة الثانية ومديرها العام السابق مصطفى بن علي.
وخلال هذا اللقاء، ألقى رئيس الجامعة الوطنية للأندية السينمائية عبد الخالق بالعربي شهادة في حق عبد الحق المبشور قال فيها:
«لروح أخينا عبد الحق المبشور الكاتب العام للجامعة الوطنية للأندية السينمائية بالمغرب الذي رحل عنا جسدا، لكن ذكراه ستظل خالدةً فينا، بقدر ما زرع في أرواحنا من مودةٍ وحب وبقدر ما أضاء لنا دروبًا في أوقات حرجة من تاريخ جواسم ، علمنا كيف يكون العطاء بلا مقابل، وكيف تكون الحياة أجمل عندما نغفر ونسامح. سيظل حاضرًا في القلب، وستظل ذكراه منارةً في مسيرتنا، فكل دعاءٍ نرفعه إليه، هو قطرةٌ من بحر حبّنا، وكل كلمةٍ نقولها عنه هي أصداء من صوته.
من بين الأشياء الجميلة التي اشتغل عليها عبد الحق المبشور، رحمه الله، منذ تحمله المسؤولية ككاتب عام لجواسم تنظيم ملتقى سيدي عثمان للسينما المغربية.
وجاءت الدورة الأولى تكريما لروح الفنان المغربي الراحل محمد الركاب، في الفترة من 19 إلى 22 شتنبر 2013، من تنظيم النادي السينمايئي سيدي عثمان بشراكة مع الجامعة الوطنية للأندية السينمائية، وبدعم من مجلس المدينة.وجعل من أهداف الملتقى نشر الثقافة السينمايئية وتنشيط مدينة الدار البيضاء، عبر برمجة عروض سينمائية، تساهم في الرقي بثقافة الجمهور، وخلق فرص لتكوين الشباب، في مجالات الإخراج والسيناريو والتصوير، ببرمجة ورشات تكوينية لفائدتهم وتكريم السينما المغربية ورموزها، بالاعتراف لهم بما أسدوه للمجال السينمائي والفني عامة».
أما أمينة الصيباري، عضو المكتب التنفيذي للجامعة الوطنية للأندية السينمائية، فقد فضلت أن تلبس شهادتها حلة شعرية لتكون أكثر بلاغة وفصاحة، فقالت في حق زميلها الراحل عبد الحق المبشور:
إلى الحنين في سفره الأبدي
ستبقى دما يسري في عروقنا
وروحا طيبة كانت تنثر البهجة في الأرجاء
أيها المتفرد في المحبة المتطرف في العاطفة
الوارف البسمات
المبشور صاحب الإطلالة «المبشورة»
وحدك قادر على حشد الأرواح الشفيفة حيا وميتا
وحدك قادر على خلق الفرح وتأليف القلوب
ها هم أهلك وأصدقاؤك قد حجوا وفاء لذكراك
ها أنت حاضرا وغائبا تجمع ولا تفرق
سنبقى على العهد ما حيينا
يا الحنين مرضي الوالدين
ندافع على سينمانا
ونواجه بالفن فلول التطرف البغيض.
أما صاحبة النجمة الذهبية في الدورة العشرين للمهرجان الدولي للسينما بمراكش، المخرجة أسماء المدير فقد أبت إلا أن تحضر الحفل التأبيني بالمركب الثقافي مولاي رشيد، قادمة من باريس، حيث ذكرت بيوم فوزها بالجائزة الكبرى عن فيلمها الوثائقي «كذب أبيض» بالمهرجان الوطني في دورته الأخيرة بطنجة:
«أتذكر آخر لقاء مع الراحل كان في طنجة عندما فزت بالجائزة، فاجأني صياح المبشور وسط القاعة قائلا «أرجوكم لا تطفؤوا الأضواء هذه ابنتنا أسماء المدير، أول مخرجة مغربية تفوز بالنجمة الذهبية، لقد شرفتنا وشرفت السينما المغربية»، وطلب من الجمهور أن يصفق لي، ولن أنسى أنه وجه لي خمس نصائح، سأطبقها في المستقبل إن شاء الله.
وقوفي اليوم على هذه الخشبة يذكرني بمشاركتي في مهرجان سيدي عثمان للسينما المغربية سنة 2010 وكان جد مسرور بفوز فيلمي القصير هنا بهذه القاعة، كان رحمه الله يحب الشباب، ولا يتوانى في مد يد المساعدة لهم ماديا ومعنويا.
هذه الذكريات الجميلة مع الأستاذ عبد الحق المبشور هو ما دفعني للحضور، رغم ضغط العمل والصعوبة في التنقل.
رحم الله الفقيد، تعازينا الحارة لأسرته الصغيرة والكبيرة.
أما الإعلامي المتألق عتيق بن شيكر الذي كان ينشط اللقاء باحترافية عالية في تلك الأمسية، كان ينطق الحروف بنبرة حزينة، ولم تثنيه مهمة التنشيط عن إلقاء شهادة في حق زميله السابق في القناة الثانية، حيث قال:
أذكر ومنذ فجر القناة الثانية في زمن شمس أصيلها، حين وطأتْ قدماك بوابة دوزيم .. تغير وسم وصورة المكلف بالإنتاج التلفزيوني، حيث أصبح معه غائبَنا وفقيدَنا مرجعًا، إنسانيا وليس مهنيا فقط. كنت رجلا ذا أنس وذا قلب وذا ضمير متوقد.
في غمرة ذهبية العمر المهني بدوزيم وذروة منسوب الإنتاجات وغنى الأفكار وتدافعها، وما أخفى ذلك من ضغوطات يومية تنعكس على طبيعة التواصل …،، كان المبشور يوفر لنا الحلول لكل ما استعصى أو استحال تنفيذه… جرد التعامل الإداري من صلافته ومن جبروته البيروقراطي ومن قسوة وسطوة بعض التوقيعات، بفضل ذلك كان وراء نجاحات كُلِّلت على جبين تاريخ القناة الثانية الذي جَبّ ما بعده…
ولكم ذرفتَ دموعا حزنا على من أساءوا فهمك وعلى من قوضوا سعيك المهني وأنت كنت حينها تنسى كل شيء بمجرد ما يصفر حكم البث نهاية البرنامج أو الحدث.
طيياً كنت
معدنا أصيلا..
كنت،
سيدا لأغلبنا،
رحمة الله على من جَمعَنا حبُّه هذه الليلة وأسكنه فسيح جنانه وأثابه فتحا مبينا وأحسن عزاءنا جميعا
وبارك له في ذريته وأهله الطيبين».
خلال هذه الأمسية، قدم الفنان عبد الفتاح النكادي قطعة الجنريك للمسلسل المغربي «وجع التراب» التي حققت نجاحا شعبيا كبيرا، أهداها لروح صديقه عبد الحق المبشور، الذي كان له الفضل وراء مشاركة الفنان عبد الفتاح النكادي في هذا العمل
للإشارة فقد شارك العديد من الفنانين المغاربة بشهادات مؤثرة في حق الراحل عبد الحق المبشور عبر الواتساب، وكانت رسائلهم تعرض على شاشة متطورة استعملت لأول مرة
بالمركب الثقافي مولاي رشيد، ومن ضمن هؤلاء الفنانين: محمد مفتاح، محمد خيي، محمد الشوبي، المخرج كمال كمال، عبد الرحيم المنياري، المخرج الشاب يونس الركاب وأخرون.
جدير بالذكر أن عملية الإخراج للحفل التأبيني الناجح، كان وراءه المخرج بالقناة الثانية رشيد زكي، والذي عمل على تنظيم الحفل من البداية حتى النهاية، بشراكة مع الجامعة الوطنية للأندية السينمائية (جواسم).


الكاتب : عبدالرحيم الراوي

  

بتاريخ : 26/02/2025