الحسيمة دعي لي فراشا بين جبالك، وسادة بين شواطئك …
كي أحبك أكثر وكي أستريح أكثر !
كم تغيرت أحوالك ولم يتغير لي حال ؟
ظللت بك اسما على مسمى، سعيدا ، ولو أن جراح الصدر كانت تزهر أكثر، توجع أكثر، كلما سألت ؛
أينك أنت ؟
حاضرة الحسيمة هي عاصمة للمروءة والشهامة، هي عاصمة تمتاز بحمولة تاريخية حضارية ثقافية قوية ، قد يصعب اختزالها في تصور أو مخطط حضري، هي بحق مدينة تاريخي ، ولكن قد لا تظهر شيخوختها للعيان عبر معالمها أو تراثها أو معمارها أو هندستها ، هي مدينة تاريخية يشهد معمارها تقلبات الأعقاب التاريخية ، ليست كشبيهاتها من المدن المغربية كتاب مفتوح للتاريخ ، يقرأه الزائر ببساطة. هي حاضرة تخفي ماضيها تواضعا، في إظهار رصيدها الحضاري، حمولتها التراثية والثقافية وبطولاتها الوطنية …
مدينة الحسيمة تبدو متناقضة، هي في آن واحد حاضرة جميلة ومدينة تشوبها الكثير من العيوب. مدينة بسيطة وفي نفس الوقت صعبة ومعقدة في تناولها وقراءتها وتحليلها العلمي الثقافي الحضاري والتاريخي ؛ مدينة فريدة ومتعددة ، موحدة ومتنوعة ، مفتوحة ومنغلقة ، واسعة وخانقة، حاضرة مركبة تتداخل فيها الأعمار والأشكال والأنواع المعمارية والأنماط والمرجعيات الهندسية .
مدينة الحسيمة مدينة تطبعها الجغرافيا بتضاريسها الوعرة والجبال الجميلة المحيطة بها والوديان والبحور التي تشكلها، وتعبر جسمها بمنطق الشهادة لأجمل ما أبدعته الطبيعة .
كمثيلاتها كذلك راكمت الحسيمة في العقود السابقة اختلالاتها في نسقها وتعميرها ومعمارها وأحيائها، وهندستها ووظائفها وساحاتها وحدائقها ونمط العيش من جراء الإكراهات والإرهاصات وتداعيات التزايد الديموغرافي وقوة الهجرة ، وضغط الطلب على السكن والمرافق الحضرية والبنيات الأساسية، وإكراهات قابلتها لزمن عمر طويلا وغياب آليات التخطيط الحضري وقلة المهنية في التصور والتخطيط والتدبير المجالي وافتقاد الإمكانيات والوسائل المادية …
دعيني أتذكرك …الحسيمة حبيبتي ..عشقتك وأنا طفل وأنا شاب وأعشقك وأنا شيخ هرم …أنت جميلة وساحرة …
دعي لي فراشا بين أحضانك ، وسادة بين أزمنتك…
كي أحبك أكثر وكي أستريح أكثر !