في حوار مع الفنان التشكيلي محمد التومي: لدينا مبدعون عالميون كبار أثروا الفن التشكيلي العالمي

الفنان التشكيلي محمد التومي، من الأسماء الهامة في ساحة الفن التشكيلي المغربي، فنان و إنسان، ناقد تشكيلي وباحث في الفنون البصرية، صاحب حلم رافقه منذ بداياته الأولى في عالم الريشة و الألوان، صاحب مشروع إنساني قابض عليه بكل قوته. يؤمن بأن الفن أداة تواصل، و جسر حوار بين كل الثقافات و الحضارات، مهووس بالألوان، ومن يتابع تجربته التشكيلية يلفت إنتباهه إيمانه جماليا، محبة الحياة ونبذ العنف، كما يثير للفرس العربي و البربري حضورا في لوحاته، التي تركز على الجمالية و الرشاقة التي يتميز بها هذا الفرس، عندما تحاوره تتفاجئ ببساطته و ضحكته التي لا تفارق محياه، فتلمس فيه بساطة و طيبة الفلاح المغربي الحالم كل يوم بأن يرى ثمار قمحه تخرج في حقول الفن والأمل…وإقترابا من تجربته كان لنا معه هذا الحوار الخاص لجريدة الإتحاد الإشتراكي.

 

– رسمت مئات اللوحات الفنية عبر تاريخك الفني، وتنوعت اللوحات الفنية، في معناها، ومقصدها، كيف تكون مستعداً لرسم اللوحة الفنية ؟

– فعلا أنجزت العديد من اللوحات خلال أربعين سنة فاتت من عمري و حياتي، تلك الحياة التي كنت مصرا فيها أن أحترف تعليمي و ثقافتي ثم فني، فمند البداية كنت أؤمن بأن صاحب الثقافة و صانعها صعب جدا عليه التعامل مع بيئة تصارع الخبز ثم القوت اليومي، بحيت يصعب على المواطن البسيط أن يزاول ثقافته الحياتية بكل موضوعية و نشاط لأنه يفتقر إلى أبسط الأشياء و الممكنات لذلك، إذن كنت كمن يحارب جهلا خفيا، لا وجه له و كان ذلك جليا في معظم إنجازاتي البلاستيكية و الفنان إبن بيئته، يعبر عن معاناته بها ثم فيها و يغير بفنه فيها و يأخذ إلهامه منها .

– لكل فنان رسالة يؤمن بها و قضية يناضل من أجلها، ما حكاية هذا الهوس و الحضور للخيل في لوحاتك ؟

– منذ نعومة أظافري عايشت الخيل و الفرسان و إلتقت عيناي مع نظرات المهر و سمعت مناسمها تترك أثرا في أذاني و مشاعري، إذ كنت أنظر إليها و هي خارجة من إسطبل أجدادي، الرعب على جوانب نهر سوس العظيم، ثم كل تلك التواريخ التي كان أعمامي و أخوالي يروونها عن معارك وقعت على مشارف قصبة أيت التومي و هوامش زواياهم الصوفية، فلو يكذ ذاك الإحساس سوى أن يترجم إلى لوحات يتخللها العلم التشكيلي ثم الثقافي و التاريخي، إذن ليس هناك شيء من لا شيء، فكل شيء من واقع و بيئة عايشها الفنان أو المبدع، حيث إن المتعة التي تنتابني و أنا بمرسمي ليس لها حدود لأنني أعتبر نفسي موجودا في وسط أو مكان تولد فيه مجموعة من الأعمال التي تبرز شخصية الفنان و التي تظهر من خلال أعماله و الرسائل الثقافية التي يزرعها في المجتمع .

– الفن أداة تبادل للثقافات، جسر حوار و إبداع فأي أهمية للفن اليوم وهل حافظ على هذه الميزة كأداة الحوار الثقافي ؟ كيف تقوّم الوضع التشكيلي المغربي ؟ وهل يمكن القول إن الساحة التشكيلية المغربية أنجبت مبدعين كباراً وعمالقة في هذا الفن ؟

– طبعا لدينا مبدعون كبار على المستوى العالمي.. كالأستاذ الكبير رحمه الله المكي مورسيا و الأستاذ أحمد اليعقوبي ثم الجيلالي الغرباوي و أحمد الشرقاوي، إضافة إلى سي محمد القاسمي و كذلك الأستاذ الكبير محمد المليحي و فريد بلكاهية، إضافة إلى ثورة الثقافة المغربية، الراحل الشعيبية طلال و لا ننسى إبنها الراحل الحسين طلال.. إضافة إلى العديد من المبدعين الكبار الذين أبدعوا صباغة أصيلية أو أصلية، و لا أريد أن أسميها بالسادجة و هذا يدل على أن ثقافتنا لم تكن البثة مغشية على الثقافات الأخرى.

–  هل ترى في لجوء بعض الفنانين المغاربة إلى التراث، حاجة تجارية أم ضرورة فنية ؟

– إذا كان هدفنا جميعا هو أن نخلق سوقا ثقافية فإن من وراء ذلك السوق نأمل أن نصل الى رابط حقيقي بين الثقافة و المواطن، حتى نستطيع أن نلجم هؤلاء الذين أهدافهم ماديةصرفة.

– كيف ترى مستقبل الفن التشكيلي؟ وهل وسائل التواصل خدمت هذا الفن؟

– الفن التشكيلي في المغرب، هدفه هو نفس هدف الفن في العالم، فلا فرق و لا حدود للثقافات و الفنون لأنها أخذ و رد.


الكاتب : عزيز مفضال

  

بتاريخ : 12/06/2023