بمناسبة خروج الفيلم الجديد «صمت الكمنجات» (2024) إلى القاعات السينمائية الوطنية بمختلف المدن المغربية، ابتداء من 30 أكتوبر 2024، وبعد فوز بطلته الشابة مريم بوعزاوي بجائزة أفضل ممثلة (دور أول) بالمهرجان الوطني للفيلم بطنجة مساء السبت 26 أكتوبر الماضي، وفوز الممثل القدير عز العرب الكغاط بجائزة أفضل ممثل في نفس اليوم بالدورة 28 لمهرجان شاشات سوداء بياوندي (الكاميرون)، إلى جانب فوز الفيلم بجائزة أفضل موسيقى تصويرية، أجرينا الحوار المركز التالي مع مخرجه المخضرم سعد الشرايبي على هامش العرض ما قبل الأول للفيلم الذي احتضنته القاعة رقم 10 بالمركب السينمائي ميغاراما بالدار البيضاء مساء الثلاثاء 29 أكتوبر 2024:
– التيمة التي اشتغلت عليها في فيلمك الجديد «صمت الكمنجات» مختلفة تماما عن تيمات أفلامك السابقة، كيف جاء اختيارك لها؟ ولماذا؟
– كانت لدي منذ مدة طويلة خطة لإنجاز فيلم موسيقي، ففي مارس 2020 كنا مسجونين في منازلنا بسبب جائحة كوفيد وبعد أسابيع قليلة وجدت أمامي خياران: إما كتابة سيناريو عن أزمة كوفيد أو الإنتقال إلى موضوع أقل إشكالا. اخترت نص سيناريو «صمت الكمان» كنوع من التنفيس على الروح ونافذة علاجية على شكل فيلم موسيقي. لكن، هذا لا يعني أنني تخليت عن المواضيع التاريخية والسياسية والإجتماعية التي أتناولها عادة في أفلامي. يتعلق الأمر فقط بمرحلة جديدة في مسيرتي، ففيلم «صمت الكمنجات» يتيح للمشاهدين فرصة قضاء وقت ممتع عبر الإنفتاح على عوالم الموسيقى المغربية التقليدية وعلاقة الملحون بالموسيقى الغربية من خلال انتقال المعرفة الموسيقية بين الأجيال.
– الممثلة الشابة وعازفة الكمان مريم بوعزاوي كانت جد مقنعة في أدائها لدور بطلة الفيلم رغم وقوفها لأول مرة أمام كاميرات السينما، هل وجدت صعوبات في إدارتها؟
– اكتشفت هذه الفتاة الموسيقية بالمعهد الموسيقي لمدينة بني ملال، وهي في نفس الوقت طالبة جامعية شابة تتمتع بقدرات مدهشة للتشخيص أمام كاميرا السينما. كان العمل معها سهلا، لأنها ذكية جدا. فبعد الحديث معها وتوجيهها فهمت بسرعة كبيرة ما كنت أطلب منها القيام به. إنها شابة موهوبة وأعتقد أنه سيكون لها مستقبل واعد في السينما.
– يتكون الكاستينغ من ممثلين وممثلات لم يسبق لك التعامل معهم في أفلامك السابقة، ما هي معايير اختيارهم لتشخيص أهم الأدوار في الفيلم؟
– بالنسبة لدور الجد، فقد تم اختياري منذ بداية كتابة السيناريو للممثل القدير عز العرب الكغاط. أما فيما يتعلق بباقي الأدوار، فقد اخترت ممثلين محترفين أعرفهم ولديهم قدرات معترف بها تتوافق مع المواصفات المطلوبة، وأضفت إليهم بعض الممثلين الشباب من المعهد العالي للفن المسرحي والتنشيط الثقافي بالرباط. أعتقد أن اختيار الممثلين في هذا الفيلم فيه توازن بين مختلف الأجيال.
-نادية كمالي مروازي شاركت معك في كتابة السيناريو، أين تتجلى مساهمة كل منكما في الصياغة النهائية لهذا النص المكتوب؟
-التقيت بالسيدة نادية كمالي عن طريق زميلتها المخرجة، وقد كنت أعمل مع زميلتنا الراحلة فاطمة الوكيلي، تغمدها الله بواسع رحمته، لأنني دوما في حاجة إلى لمسة أنثوية لتحقيق التوازن بين مشاهد الفيلم المختلفة. لقد كان بيننا تشاور دائم وتبادل مستمر لوجهات النظر سواء بالنسبة للمواقف الدرامية أو الحوارات.. التعاون بيننا كان فيه تكافؤ بين الطرفين.
– يتميز فيلم «صمت الكمنجات» باعتماده على طاقم تقني مغربي مائة بالمائة، عكس الكثير من الأفلام المغربية التي غالبا ما تستعين بتقنيين أجانب، كيف تنظر إلى هذه المسألة كمهني سينمائي؟
– نتوفر اليوم ببلادنا على الكثير من الكفاءات التقنية والفنية لصناعة الأفلام.. من الواجب علينا تشجيع هذه الكفاءات ومنحها فرصا لتحسين المهارات واكتساب المزيد من الخبرة.. لم يعد المغرب حاليا بحاجة إلى الإستعانة بتقنيين أجانب.