في حوار مع الممثلة ‫ ليلى الفاضلي : بعد غياب طويل عدت إلى التمثيل والجمهور من باب مسلسل « بين القصور «

الإيجابي في العمل مع الأجانب إلى جانب الدخل المالي، احترامهم للممثل بشكل كبير

 

دخلت البيوت المغربية خلال شهر رمضان الماضي، من خلال دورعويشة بمسلسل «بين القصور»، واستعادت حب جمهورها الذي تتبعها منذ سنوات خلت، من خلال عدة أعمال فنية سابقة، مثل أدوارها ب مسلسل ولد الحمرية عام 2002، وفيلم الفردي، وغيرهما.
إنها الفنانة المتألقة ليلى الفاضلي التي حصلت على «جائزة أحسن ممثلة»، بأدائها لدورالبطولة في الفيلم الطويل ‘‘صيف في بجعد’’ للمخرج عمر مول دويرة، وذلك ضمن فعاليات الدورة 23 لمهرجان الفيلم الوطني بطنجة.
حول تجربتها هاته وجديد أعمالها، و سبب غيابها عن الجمهور المغربي، كان لجريدة الاتحاد الإشتراكي هذا الحوار

 

– عادت ليلى الفاضلي بقوة إلى الشاشة بعد غياب طويل، وكان أقوى ما عكسته هاته العودة هو مشاركتها في مسلسل «بين القصور» الذي تم بته على الشاشة خلال شهر رمضان الماضي، فلما هذا الغياب؟

– حقيقة، بالنسبة لي الممثل الذي لا يعمل ولو مدة أسبوع يعتبر غيابا. ومع ذلك وإن اعتبرناه غيابا، فإن العودة بالنسبة لي كانت جد ممتازة من خلال مسلسل بين القصور
وللإشارة فإن إن العديد من المغاربة طرحوا على أسئلة من نفس القبيل: أين أنت وأين اختفيت؟ ومتى سنراك في عمل جديد؟ فهذا يدل على أنهم يحبونني وأنهم يعرفونني أكثر ما أعرفهم ويشجعونني، يعرفون ليلى الفنانة الممثلة وأيضا الإنسانة المتواضعة.
لكن أود أن أسر لكم بأنه قبل مسلسل بين القصور، اشتغلت في شريط طويل تم تصويره سنة 2021، أي في فترة «كورونا، و هو يحمل عنوان: صيف في بجعد، لمخرجه عمر مول دويرة ويمكن أن أقول بأن هذا الفيلم هو الذي أعادني للحياة، وحمسني للعودة لمجال التمثيل ومنحني الأوكسجين، بعد أن فقدت النفس للتمثيل، بحيث كنت أتساءل من حين لآخرإن كان هذا المجال مقدرا لي فعلا. فلا شك في القول أنني أحببت الفن، وسعيت لأتمكن من حفر خطاي فيه، لكن كان يصيبني الشك في كوني سيكون لي مصير فيه، فجاء بعد ذلك فيلم «صيف بجعد» ليمنحني الأمل في العودة لهذا المجال و أنعشني، خاصة أنه بدأ يشارك في مهرجانات، وساهم في فعاليات مهرجان تطوان، وفي الدورة 23 للمهرجان الوطني للفيلم بطنجة، وتألق ، و نلت من خلال تلك المشاركة جائزة أحسن ممثلة.
و عودة لموضوع أسباب الغياب، فقد اعتزلت التمثيل تقريبا منذ سنة 2011 وكان أخر عمل شاركت به ، يحمل عنوان «ثورية» للمخرج يونس الركاب. هذا العمل، اعتبر آنذاك، انطلاقة كبيرة في حياتي العملية، إذ ميز مساري الفني . بعد ذلك قال القدر كلمته، و غبت عن الساحة الفنية لدواعي شخصية، لأنني تزوجت و أصبحت أما لثلاث بنات، و كما أي أم، تركت جانبا دراستي و مجهوداتي لتحقيق أحلامي الفنية، وتفرغت لتربية بناتي، لكن طموحاتي لم أنسها أبدا، فقد عاشت في دواخلي طيلة هاته المدة. ربيت أثناها فلذات كبدي، على الإنسانية و الحب و منحتهن و الحمد لله الأساسيات، إيمانا مني بأن الأم مدرسة ، على غرار ما قاله الشاعر:
الأم مدرسة، إذا أعددتها أعددت شعبا طيب الأعراق
وجدت أنه من واجبي أن أتفرغ لبيتي طيلة 5 سنوات، ولو أنني من حين لإخر كنت أساهم في أعمال أجنبية، ذات إنتاج كبير، بيد أن مساهمتي في أعمال مغربية هي التي تحييني و تحيي الإحساس بانني فنانة.
وبالتالي، لم أبتعد بشكل كبير رغم هذا الغياب الذي أحس به الجمهور المغربي، لكنه كان غيابا متقطعا وها أنا الأن قد عدت، وذلك منذ أواخر 2020 تقريبا

– وماهي نوعية الأفلام الأجنبية التي شاركت بها ليلى الفاضلي؟

– الأدوار التي كانت تمنح لي، تعكس شكلي فبما أنني كنت رشيقة وسمراء وذات شعر طويل، كانت تسند لي أدوار فتاة كردية أوباكستانية أوهندية. والتصوير كان بالمغرب بالطبع في كل من ورززات، مراكش.
وعادة ما كان إسمي يوضع في أولى قائمة الفنانات التي يتم دعوتها للمساهمة في هاته الأعمال الأجنبية الكبرى، أولا كما سبق وصرحت، لشكلي ولأنني كنت معروفة بحفظي الجيد للأدوار، إذ تعلمت قليلا من اللغة الكردية و أتقن اللغة الإنجليزية،
مؤخرا شاركت في عمل يحمل عنوان ماري ماغدالين ، ودام التصوير مدة سنتين، و الجميل أنه كنت أصطحب بناتي معي، لبلاطو العمل، يقمن بتصويري بينما أؤدي دوري
توزعت الأعمال الفنية التي ساهمت فيها ضمن المشاريع الأجنبية ما بين 2012، 2013، و 2014 ، بحيث لم أتخل كلية عن التمثيل ، لكن لم يكن ذلك ليشفي غليلي، لأنني كنت ولازلت أعشق الحضور في الأعمال المغربية، فهي التي تشعرني بكوني ممثلة حقيقية.

– هل تعتبرين العمل في منتوج أجنبي إضافة لمسارك الفني؟

– صراحة ما أراه من جوانب إيجابية في العمل مع الأجانب، هو الدخل المالي و احترامهم للممثل بشكل كبير، كما يمنحونه حقوقه كاملة، بغض النظر عن مساحة الدور الذي يؤديه.

– هل بقيت لديك علاقة مع زملائك طيلة هاته المدة؟

– حقيقة أصدقائي لم ينسوني، لكن هناك من اعتقد بأنني هاجرت للخارج وهناك من تردد في الإتصال بي معتقدا أنني مشغولة، وهناك من اتصل ووجد الهاتف لا يرد
ولكن في فيلم «صيف بجعد» تمت دعوتي بشكل مباشر، لأنني كنت أعرف المخرج عمر مول دويرة، إذ سبق واشتغلنا معا من خلال فيلمين قصيرين، وذلك سنتي 2002 و 2003 ، و عندما رغب في تصوير فيلم «صيف بجعد» ، اقترحني للبطولة لأنه كان يعرف قدراتي
أحببت صراحة العمل مع عمر مول دويرة فهو مخرج مهني وأيضا كإنسان فهو متميز.
و أذكر أنه سال عني وأخبره البعض بأنه ازداد وزني، فحرص على الاتصال بي شخصيا، وأخبرته أنني ازددت قليلا ولكن ليس بالحجم الذي صوره له البعض (ضحك)، فطلب مني أن أصور لقطة مع البطل وأرسلها إليه، وهكذا فعلت، فكان الرد قطعيا بحيث قبلني لأعمل معه في الفيلم. تعلمت كثيرا من هذا الحادث وهي الحكمة الإلاهية التي مفادها أن الله هو الذي يتحكم في مصائرنا ويفعل إرادته، و أن كل شيء مكتب لنا إذا ما حان وقته
أحسست أن مساهمتي في الفيلم جعل الكثير من العاملين بالمشهد الفني يتذكرونني، و أكيد أن الصحافة والإعلام كان ولا يزال يلعب دورا مهما في هذا الموضوع، وعندما يكون هناك حضور للفنان يعملون على التحدث عنه و بالتالي فالفنان بدون صحافة لا وجود له
عندما تمت دعوتي للمشاركة في مسلسل «بين القصور» وأسند لي دور المساعدة أو الخادمة قبلته ، وكان البعض ينتظر ألا أفعل منطلقين من كون بعض الممثلاث رفضن، لكنني بينت لهم بأنني كممثلة أحب جميع الأدوار

– ما هي مشاريع ليلى المستقبلية؟

– انتهيت من تصوير فيلمين قصيرين للمخرج أشاور و هو بالمناسبة فنان بمعنى الكلمة ومخرج هادئ وكلاص ، إذ اتصل بي و أخبرني بأنه كتب السيناريو مستحضرا شخصيتي، أي أنه بنى الدور على إمكانياتي، وبالتالي طلب مني ألا أرفضه، و الدور الذي قمت به هو دور ليس بالسهل ، هو لامرأة نرجسية بها انفصام للشخصية
هناك مشروع مسلسل جديد لم تكتمل معالمه بعد، وسأخبر الجمهور به حينما يحين الوقت

– ما أود أن اعرفه من الفنانة ليلى، هو هل لديها تصور جديد لمسارها الفني المقبل، ستعمل عليه، خاصة وأنه أتيحت لها الظروف بأن تتوقف لمدة، ولو بشكل متقطع؟ وهل الآن توضحت لها الرؤية حول ما ستقوم باختياره في المستقبل ، هل ستعمل في المسرح أكثر أم في السينما أم التلفزة؟

– هذا السؤال يدفعني للقول بأن أكثر ما يحز في نفسي هو كون سني الحالي لا يسمح لي للقيام بأدوار كنت أتمنى القيام بها و كان من الممكن أن أمثلها لو لم أنقطع عن التمثيل في فترة من الأوقات بسبب مسؤولياتي الأسرية..

– و في أي الأدوار تموقعين نفسك حاليا؟

– في دور أخت، أوزوجة..
لا أدري إن كان هذا الإحساس صحيحا، لكن أعتقد أن الممثل الذي يحب عمله، لا يقتنع بكونه أدى جميع الأدوار التي يتنمناها. و بالتالي أنا فقط أتساءل و أنتظر أن يكتشف مخرج من المخرجين الدور الجقيقي الذي أتمناه و يقترحه علي ، ذاك الدور الذي سيروق لي جدا و أعطي فيه الكثير

– من هي ليلى الفاضلي؟

– أنا إنسانة طيبة وإنسانية، بإمكاني أن أتأثر لأي حالة اجتماعية تعترض طريقي، وقد أبكي لألمها، كما يمكن المساعدة بقدر ما تسمح لي ظروفي …
متفائلة ومقتنعة بأنني أملك حب الناس وأعتبر بأنني محظوظة لأنني أحب مهنتي ووطني وأبناء بلدي

– وهل توظفين هاته المواصفات في أدوارك؟

– ضحك، بالعكس فإنه يتم دعوتي لأداء أدوار شريرة تختلف عن شخصيتي، وعندما سألت أحد المخرجين عن السبب، أجابني بأنه معروف بأن الممثل الذي يؤدي أدوارا شريرة و اشتهر بها، هو في الأصل طيب و بالفعل نجد على سبيل المثال محمود المليجي، كانت تسند إليه أدوار شرير و لكنه طيب كثيرا في الواقع

– ما هي الرسالة التي تودين تبليغها للجمهور المغربي؟

– أود أن أقول لهم إنه رغم غيابي، فأنا حاليا أشتاق لهم وأعلن لهم أنني متواجدة ورجعت بقوة للساحة الفنية.


الكاتب : أجرى الحوار : سهام القرشاوي

  

بتاريخ : 20/09/2024