في حوار مع مؤلفي كتاب «محمد الحيحي: ذاكرة حياة»

جمال المحافظ: على الرغم من التحولات كان يشهدها الحقل السياسي والحقوقي ظل سي محمد الحيحي وفيا لقناعاته الوحدوية التي آمن بها قيد حياته
عبد الرزاق الحنوشي: مدرسة محمد الحيحي مازالت قائمة، ولا يزال يتخرج منها مواطنات ومواطنون يستشعرون مسؤوليتهم تجاه مجتمعهم وتجاه بلادهم

 

كتاب «محمد الحيحي: ذاكرة حياة» للمؤلفين د. جمال المحافظ والباحث عبد الرزاق الحنوشي، هو أكثر من كتاب لذاكرة وعرفان بمسار متفرد لرجل استثنائي، من الذين ساهموا بشكل أساسي في بناء مغرب الاستقلال في مجالات متعددة، أهمها المجال التربوي، التطوعي، الحقوقي والسياسي.
المؤلفان ينتميان إلى هذه المدرسة التي خلفها سي محمد الحيحي، وهي مدرسة قيم التضحية، التطوع والوفاء والسعي إلى توحيد الفعاليات التي تتقاسم نفس المبادئ والأهداف، وهو ما عكسته عشرات الشهادات التي يتضمنها الكتاب التي يعكس هذا التنوع.
الكتاب الصادر عن دار النشر الفاصلة بطنجة، وضمن منشورات حلقة « الوفاء لذاكرة محمد الحيحي»، يبرز القيم الإنسانية التي ناضل من أجلها محمد الحيحي (1928 – 1998).
يتضمن قسمين رئيسين، الأول بعنوان المسار وثانيهما الامتداد، الذي يتضمن أبرز انشغالات الراحل محمد الحيحي الرئيس السابق للجمعية المغربية لتربية الشبيبة والجمعية المغربية لحقوق الإنسان.
في هذا الحوار مع الاتحاد الاشتراكي يتحدث المؤلفان عن هذه الشخصية الوطنية الاستثنائية ويرصدان أهم مساهماتها الإيجابية لمصلحة البلاد كما يبرزان العديد من تقاليد المجتمع المدني المغربي التي ساهم سي محمد الحيحي في ترسيخها.

 

 

 

1 – ما أثار انتباهي في كتاب «ذاكرة حياة» لمحمد الحيحي هو العدد الكبير من الشهادات المتعددة والمتنوعة، سواء لشخصيات من قبيل الأستاذ عبد الرحمان اليوسفي وأخرى لا يسع المجال لذكرها، في حق هذا الرجل المتفرد والاستثنائي في التاريخ التربوي، الجمعوي، الحقوقي والسياسي لمغرب القرن العشرين، (كما أجمعت على وصفه مختلف الشهادات التي يتضمنها الكتاب). كيف تمكنتم كمتتبعين من اختيار وحصر هذا العدد الكبير من الشهادات المتعددة والمتنوعة في حق هذا المربي النموذجي رغم أن عددها يمكن أن يتجاوز بشكل كبير ما حصلتم عليه؟

المحافظ:
بداية أتقدم إليك الزميل العزيز، بخالص الشكر والتقدير على اهتمامكم بهذا الإصدار الجديد حول مربي الأجيال سي الحيحي الذي مارس قيد حياته الفعل بأخلاق، ومن خلالكم هيئة تحرير جريدة «الاتحاد الاشتراكي» التي ذكرتني بالدور الذي كانت تضطلع به، كل من جريدة «المحرر» وقبلها «التحرير»، وأيضا جريدة « العلم» الغراء، في المواكبة الصحفية اليقظة لأنشطة الجمعيات الوطنية التاريخية، والتعريف بمواقفها ورموزها بتخصيص تغطيات وافية لها.
كان من الصعوبة – حتى لا أقول من المستحيل – علينا كمؤلفين أن نتمكن من التجاوب مع كل الرغبات للإدلاء بالشهادات التي نعرف أن هناك عددا كبيرا من الشخصيات والفعاليات سواء منها من جايل سي محمد الحيحي، سواء في مرحلة المقاومة أو خاض إلى جانبه المعترك السياسي، أو بالنضال الحقوقي والتربوي، والتي كانت تحذوها الرغبة في المساهمة في هذا الكتاب، اعترافا وامتنانا لما أسدته هذه القامة الوطنية لفائدة الوطن والتي تجمع كافة الشهادات المستقاة على أن الحيحي كان رجل وحدة بامتياز، عمل طوال حياته على لم شمل المكونات السياسية والحقوقية والتربوية التي تقتسم عددا من المبادئ مع التصدي،بكل حزم وصبر، لكل المحاولات الرامية إلى الإجهاز على حقوق الأطفال والشباب، وهذا ما جعله يحظى باحترام الجميع بما فيه خصومه.
كما نتوجه بالمناسبة بالشكر الجزيل لكل من لبى دعوتنا بالمساهمة في هذه الكتاب الذي هو في حقيقة الأمر ثمرة عمل جماعي ساهم فيه من قريب أو بعيد عدد من أصدقائنا سواء بحلقة الوفاء أومن الجمعية المغربية لتربية الشبيبة أو الزملاء الإعلاميين.
على الرغم من محاولتنا حصر عدد المساهمين وهم كثر، لعدد الصفحات المطلوبة. وهكذا عملنا على توزيع فصول المؤلف على دوائر اهتمامات الراحل محمد الحيحي وانشغالاته، متمثلة في الجوانب الأسرية، والسياسية والحقوقية والجمعوية والتربوية، خاصة من خلال نموذجي بعض الفعاليات بقطاع الشباب والرياضة، ومن اتحادات تربوية وحقوقية منها اتحاد المنظمات التربوية المغربية، فضلا عن فعاليات الجمعية المغربية لتربية الشبيبة المعروفة اختصارا ب» لاميج» التي ساهم رفقة آخرين في تأسيسها سنة 1956 بتوجيه من الشهيد المهدي بن بركة، قبل أن يتولى رئاستها.

الحنوشي:
بالفعل. أول صعوبة واجهتنا ونحن بصدد إعداد هذا الكتاب، هي حجم الإقبال والتجاوب المنقطع النظير لكل الشخصيات التي اتصلنا بها أو فكرنا في أن ندرج شهادتها في هذا الكتاب، وفي نفس الوقت، عند شروعنا في اللقاء مع أولى الشخصيات التي انخرطت معنا في تنفيذ هذا العمل، كانت أثناء إجراء هذه المقابلات واللقاءات تبرز في نقاشنا، إمكانيات تلقي شهادات من أشخاص لم نكن قد فكرنا فيهم من قبل، ولكن أثناء إعداد الكتاب برزت أهمية الاتصال بهم وأخذ شهادتهم، وفي مرحلة من تقدم العمل، قررنا أن نحصر لائحة المساهمين لأن الطلبات كانت كبيرة وإمكانيات تلقي الشهادات حول الفقيد محمد الحيحي كانت بزخم كبير جدا. وتتجاوز حدود ما يمكن أن ننجزه في كتاب. من جهة أخرى، كان كذلك هاجسنا أيضا أن يكون هناك نوع من التنسيق، والانسجام، ومن التقاطع، والتكامل في الشهادات التي تم اختيارها، وأن تغطي كل مناحي مسار هذه الشخصية الوطنية الفذة، سواء تعلق الأمر في الجانب الضيق المتعلق بالأسرة والمحيط الأسري، أو تعلق بمجال العمل التربوي والمهني والتطوعي الذي اشتعل به سي محمد الحيحي أو في مختلف المجالات على مستوى مجال التربية والتعليم كأستاذ ومدرس وكتربوي، أو تعلق الأمر بعمله كحد أطر الأولى التي تعلمت وأخذت الخبرة، من الأطر الفرنسية التي كانت تدبر قطاع الشباب في نهاية الفترة الاستعمارية. وأيضا نقل هذه التجارب التربوية المتعلقة أساسا بمجال التنشيط السوسيو- تربوي في مجال التخييم، وتكوين الشباب ومغربة هذا القطاع ( قطاع الطفولة والشباب)، والتأسيس الفعلي لقطاع الطفولة والشباب ابتداء من نهاية الأربعينيات، وبداية الخمسينيات، ثم طموحات فجر الاستقلال، ثم المجال بطبيعة الحال الآخر في عمل سي محمد الحيحي هو المجال المتعلق بمساهمته الفاعلة والأساسية في الإعداد وفي تنفيذ ومواكبة مشروع طريق الوحدة إلى جانب الشهيد المهدي بن بركة، وأيضا في نفس السياق يعني إسهامه الوازن والأساسي في تأسيس الجمعية المغربية لتربية الشبيبة. كوريث شرعي، إلى جانب تنظيمات أخرى، لمشروع طريق الوحدة. وإسهامها أيضا كجمعية فتية في تأطير مشروع طريق الوحدة في يونيو 1957، علما بأن تأسيس الجمعية المغربية لتربية الشبيبة كان في 18-19 مايو 1956. إذن، بالعودة إلى السؤال، كان الهاجس هو أن يكون اختيار الشهادات اختيارا متنوعا. وفي نفس الوقت، يغطي كل هذه المجالات، بالإضافة بطبيعة الحال، إلى مجال أساسي عمل فيه سي محمد الحيحي رحمه الله، وكان له اهتمام كبير به، وهو مجال حقوق الإنسان ومساهمته أيضا في تأسيس الجمعية المغربية لحقوق الإنسان ورئاسته لها في فترة حرجة ومضطربة، وتردي الوضع الحقوقي والسياسي للبلاد، وتجشمه عناء إنقاذ هذه الجمعية من الانقراض عمليا والحرص على أن يتم إحياؤها، وإعادة هيكلتها لتستمر كجمعية حقوقية وازنة.

2 – في اعتقادكم كمتتبعين وخريجين للمدرسة التربوية للراحل محمد الحيجي، هل القيم التي ناضل من أجلها وكل المجتمع المدني كالعمل التطوعي وتكوين وتنمية الرأسمال البشري أصبحت مترسخة في الوسط التربوي والمجتمع المغربي التي كان أهمها طريق الوحدة بكل رمزيته، أم أنها أصبحت مجرد ذكريات عن مغرب القرن العشرين ومرحلة البناء التي تلت استقلال البلاد؟

المحافظ:
إذا كان سي محمد الحيحي قد رحل عنا كجسد، فإن القيم التي ناضل من أجلها لاتزال لها راهنيتها في القرن 21 زمن الثورة الرقمية واللايقين، بل أكثر من ذلك، فإننا في حاجة ماسة وأكبر اليوم في ظل التحديات المطروحة، منها خصال الصدق والوفاء والتضامن والتآزر والتضحية، والعمل الجماعي وترسيخ قيم حقوق الإنسان والمواطنة والتخليق والخدمات الاجتماعية، هل هذه القيم التي نافح عنها الراحل يطالها في نظركم التقادم؟

كما أنه في ظل غياب دراسات وبحوث حول هذا الموضوع، سيكون من الصعوبة الإجابة بنعم، وذلك لسببين أولا يلاحظ من خلال المعطيات المتوفرة والمعيشة، أن ذاكرة محمد الحيحي مازالت مستمرة، بشكل أو آخر بدليل أن جمعية «لاميج»التي تحتفل هذه السنة بذكرى مرور 68 سنة على ميلادها، حافظت على استمراريتها وإشعاعها، في الوقت الذي اختفت هيئات ومنظمات أخرى عن الوجود.
وفي هذا السياق يمكن الرجوع إلى شهادة الأديب والجامعي محمد برادة بالكتاب التي اختار لها عنوانا دالا « مـحمد الحيحي: الــبقاءُ حــيـا ًفـي ذاكــرة الناس»، اعتبر فيها أنه تـكريم للحيحي بإصدار كتاب حوله يُـبرز صورة المواطـن المناضل، الذي يحتاج إليه المجتمع المغــربي من أجـل بناء أسسٍ ديمقراطية تـستـند إلى الـحوار، وضمان حـرية التـعبيـر، ومواصــلة البحث عـن قـيم التـجديد في هذه الحقبة المُـلتـبسة التي يـعيشها المجتمع المغربي.
إلى جانب كل ذلك، فـإن الإشــادة بالـمـمارسة النـموذجية التي عانـقها المرحوم طـوال حـياته، تـجـعلنا نـقدر هذا السـلوك الذي تحتاج إليه كـلّ المجتمعات في هذه الظـروف الصعبة التي يـعرفها العالم قاطـبـة، والتي تقتضي ضـرورةَ ربــط الاختـيارات بالممارسة المـلموسة من أجـل مواجهة مخاطر تـدهـور الـبـيـئـة وطـغيان اقـتصاد الاسـتغلال والربح، على حساب ما تحتاجه الـبشـرية من إصلاح الـبيئة وكــبْح زمام الليـبيـرالية المُـتـوحشة…ومن هذه الـزاوية، نجد في حياة المرحوم الحيحي نموذجا يُـحـتـذى، لأنـه استطاع أن يُـتـرجم حضوره داخل مجتمعه، من خلال مــمــارسات مـتكـاملة، تشـمل التـعليم والتـربية والدفاع عن العدالة وحقوق الإنسان، وهي الخصال والقيـم التي جـعلتْ المرحوم محمد الحيحي حـيّـاً وحـاضرا باسـتمرار في ذاكرة أصدقائه ومواطـنـيـه.

الحنوشي:
أنا شخصيا لست من الذين يميلون إلى نوع من التفكير النوستالجي وتمجيد الماضي، والذين يعتبرون أن هناك عصرا ذهبيا ما قد ولى، وهو المرجع. أنا دائما أعتبر أن العصر الذهبي هو أمامنا، وليس وراءنا ولا أفقد بتاتا الأمل في المجتمع وفي مواطنات ومواطنين بلدي، وفي إمكانية، أن نرتقي باستمرار، بالقيم الإنسانية النبيلة، ونتملكها ونجعلها سلوكا يوميا، تختلف بطبيعة الحال الأساليب، وتختلف الظروف، وتختلف كذلك الإمكانيات المتاحة لكل جيل، ولكن. أعتقد أن هناك مؤشرات بالنسبة لي. تبعث على الأمل والاطمئنان في ترسيخ قيم المواطنة وخدمة المصلحة العامة، أعطي في هذا السياق مثالين عشناهما جميعا. أثناء جائحة كوفيد 19 وإطلاق مجموعة من المبادرات المتعددة، وعلى رأسها المبادرات التي قام بها الشباب من الجنسين. لتقديم عمل تضامني إنساني تجاه بعض الفئات التي كانت تجد صعوبة في العيش في ظل الجائحة والحجز الصحي. والمساهمة أيضا على مستوى حملات التوعية والتحسيس والتضامن التي واكبت مدة هذه الجائحة. وخاصة المبادرات التي كانت تتم على مستوى منصات التواصل الاجتماعي، وكان وراءها مجموعة من الشبان والشابات، وهذا معطى مهم. المثال الثاني هو الحملة كذلك التضامنية الإنسانية أثناء زلزال الأطلس الكبير، وتجند كذلك مجموعة من المتطوعات والمتطوعين في الميدان لمساندة الضحايا و استغلال منصات التواصل الاجتماعي لحشد الدعم المادي للضحايا. وتنسيق عمليات إيصال المساعدات في ملحمة تضامنية مبهرة، تجعلنا متمسكين بالأمل في أن القيم التي ناضل من أجلها الرواد، وخاصة نحن نتحدث عن ذاكرة سي محمد الحيحي رحمه الله، هذه القيم لا يزال لها امتداد، لا يزال لها وجود، لأن سي محمد الحيحي، وربما هذا من حسنات عمله، هو أنه أسس لمدرسة قائمة الذات لاستنبات وزرع قيم المواطنة والتضامن والتآزر والدفاع عن المظلومين، ونصرة القضايا العادلة، هذه المدرسة لا تزال في نظري قائمة، ولا تزال تفرز مواطنات ومواطنين يستشعرون مسؤوليتهم تجاه مجتمعهم وتجاه بلادهم، ومتميزون أيضا في أدائهم المهني. ويبدو ذلك من خلال العديد من البروفيلات التي تتحمل مسؤوليات كبرى في مؤسسات الدولة أو في مختلف المؤسسات، وفي القطاع الخاص، أو في منظمات المجتمع المدني. هناك دائما تميز لخريجي هذه المدرسة التي كان لمحمد الحيحي أياد بيضاء في تأسيسها، وفي رعايتها، إلى أن وافته المنية. يمكن القول إن سي محمد الحيحي. قد أعطى وقد وفي وقد ضمن استمرار شعلة عطائه من خلال هذه المبادرات التي ذكرت، وهناك مبادرات أخرى كثيرة تبشر بأن هناك أملا في استمرار هذه القيم.

-3هل تحدثون القراء عن كيف تبلورت فكرة اختيار الاشتغال على كتاب لحفظ الذاكرة «ذاكرة حياة «لمحمد الحيحي، لأحد أبرز الشخصيات التربوية التي طبعت تاريخ المغرب في القرن العشرين في المجال التربوي، السياسي والحقوقي وأحد الأبناء الشرعيين للحركة الوطنية وطلائعها التقديمة كما يقول المفكر محمد السطاتي؟

المحافظ:
منذ سنوات كانت فكرة إصدار الكتاب تخامرنا، خاصة بعد مساهمتنا نحن الاثنين رفقة رفاق آخرين تأسيس « حلقة الوفاء لذاكر محمد الحيحي» سنة 2010 بمقر جمعية « الوسيط الديمقراطية وحقوق الإنسان» أي قبل إقرار دستور 2011 وحركة « 20 فبراير» الشبابية.
لقد جعلنا انتماؤنا إلى الجمعية المغربية لتربية الشبيبة نتعرف عن قرب على سي الحيحي فكان نعم المربي والمؤطر، فمنذ رحيله سنة 1998 والفكرة مطروحة، ضمن مشروع واسع يهم حفظ ذاكرة الحركة التطوعية ببلادنا. ذاكرة حية تتلاءم مع الأسئلة الجديدة عوض أن تتحول إلى ذاكرة متحفية.
هذا المشروع الذي بدأناه بتأسيس حلقة الوفاء التي نجحت في تنظيم أول جائزة وطنية للتطوع تحت اسم « جائزة محمد الحيحي للتطوع « تسلم في الخامس من دجنبر من كل عام بمناسبة اليوم العالمي للمتطوعين، والتي منحت في نسختها الأولى سنة 2017 إلى مشروع « طريق الوحدة «  ذلك رغبة منا في التشجيع على التطوع الذي نلاحظ تراجعه نتيجة عوامل موضوعية وذاتية. كما عملنا على تنظيم عدد من الندوات حول الميادين التي انشغل بها من خلال فتح نقاشات عمومية حول القضايا التي انشغل بها، كالندوات المنظمة حول استراتيجيات النضال التربوي والحقوقي والسياسي والتطوعي.


الكاتب : أجرى اللقاء: يوسف لهلالي

  

بتاريخ : 10/06/2024