استضاف قصر اللكسومبورغ مقر مجلس الشيوخ الفرنسي مؤخرا ثلة من المثقفين و المفكرين و السياسيين و شخصيات إعلامية ..، في طليعتهم السيدة رشيدة داتي رئيسة الدائرة السابعة في باريس و وزيرة الثقافة السابقة فرانسواز نيسين و الكاتب المغربي الطاهر ينجلون.
اللقاء يدخل في إطار التعريف بالدورة 26 لمهرجان الموسيقى الروحية الذي ينظم بفاس بساحة باب المكينة التاريخية في يونيو المقبل بعد غياب سنتين نتيجة انتشار وباء كوفيد 19 ، الذي شل الأنشطة الاقتصادية و الفنية والثقافية في العالم.
في بداية اللقاء ألقى السيد كريستيان كامبو، رئيس مجموعة الصداقة الفرنسية المغربية، كلمة ترحيبية نوه فيها بالعلاقات المتينة القائمة بين المغرب و فرنسا، و تولى عرض أنشطة المهرجان مديره الفني الجديد برونو مارسينا، و افتتح اللقاء و اختتم بوصلتين غنائيتين للمطربة المغربية نزيهة مفتاح.
من جهته عبر السيد عبد الرفيع ازويتن، رئيس مؤسسة روح فاس عن سعادته بتواجده بمجلس الشيوخ الفرنسي، مؤكدا أن فعاليات المهرجان ستنطلق في الفترة الممتدة بين 9 و12 يونيو المقبل تحت شعار « الهندسة المعمارية و المقدس «، مشيرا إلى أن هذه الدورة تعد بمثابة رحلة في الزمان و المكان عبر العالم لاستكشاف السبل التي سارت فيها مختلف الأديان للتعبير عن شعورها بما هو مقدس من خلال الهندسة المعمارية، مما يعني الغوص في المقدسات الدينية الأشهر في العالم، و لعل ذلك سيمنح الفرصة للتعرف على المعتقدات الدينية من خلال تاريخ المساجد و الكنائس و المعابد، بالإضافة إلى الاطلاع على الهجرات الكبرى التاريخية و الفتوحات و الثورات الفنية و الفلسفية، إذ يعد المغرب أكبر شاهد على أماكن العبادة من خلال جامع القرويين بفاس و مسجد الحسن الثاني بالدارالبيضاء وغير ذلك من المساجد العتيقة والزوايا المنتشرة في ربوع المغرب، وهي أماكن ساهمت في صقل روح التسامح و الانفتاح على الغير .
و اعتبر السيد ازويتن أن المنتدى الفكري، الذي سيقام يوم 11 يونيو، سيلتئم فيه نخبة من المحاضرين المغاربة و الأجانب، حيث سيناقشون إشكالية المقدس و الهندسة المعمارية، و حول البرامج الفنية، يضيف رئيس مؤسسة روح فاس قائلا.. فإنها ستكون غنية، حيث ستشارك فرق فنية من 15 بلدا عبر العالم، و ستكون عبارة عن رحلة موسيقية روحية منبثقة من خمس ديانات الإسلام و المسيحية و اليهودية و البوذية و الهندوسية، كما ستتواصل هذه الرحلة عبر فرق من عمان و الهند و كازخستان و فرنسا و ايطاليا و لبنان وغيرها من الأقطار المهتمة بالتراث الروحي الفني .